0

أهل بيت نبينا في دين الشيعة

أخرج الإمام مسلم من حديث زيد بن أرقم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي».

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه موقوفاً عليه أنه قال: (ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته).

وهكذا باقي الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، يرقبون النبي صلى الله عليه وسلم في أهل بيته ويحفظون وصيته فيهم، يحبونهم ويتقربون إلى الله بحبهم، ويجعلونه واجبا من واجبات دينهم، فيتولونهم وينزلونهم المنزلة اللائقة بهم، دون الجفاء في حقهم، والغلو في مكانتهم، وعلى هذا المنهج سار أهل السنة وجماعة المسلمين.

ولم يخالف في ذلك إلا الشيعة الروافض الذين يبغضون أهل البيت ويعادونهم، ولا يحفظون وصية نبينا فيهم.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية– في معرض حديثه عن هذه الوصية: ( و أبعد الناس عن هذه الوصية الرافضة، فإنهم يعادون العباس و ذريته، بل يعادون جمهور أهل البيت و يعينون الكفار عليهم) مجموع الفتاوى 4/419.

فعداوة الشيعة الروافض لصاحب البيت، و لأهله، و لدينه، من الخبائث المنكوتة في قلوبهم، يبطنونها و يظهرون خلافها، و يتظاهرون بأن دينهم مبني على حب آل البيت، و ظلوا زمنا طويلا يلبسون على الناس بهذه الفرية العظيمة، حتى انكشف حالهم و تعرت معتقداتهم.

و عملا بالمثل القائل (رمتني بدائها و انسلت)غطى الشيعة الروافض على هذه الحقيقة باتهام مخالفيهم بها، فصنعوا عداوة زائفة بين الصحابة و آل البيت، و ألبسوا أنفسهم عباءة الدفاع عنهم، و المرافعة ضد من جعلوهم خصوما ممن يسمونهم كذبا و تضليلا بالنواصب.

هذا الاسم الذي لا ينطبق حقيقة إلا عليهم، فهم الذين أرادوا تشويه صورة أهل البيت، من خلال ما رسمه لهم معمموهم عنهم، و ما وضعوه لهم من روايات شنيعة، شوهتهم هم أنفسهم و ما زادت صورة أهل البيت إلا رفعة و تشريفا.

روايات نرفضها جملة و تفصيلا لتعارضها و عقيدتنا المرضية في نبينا و عترته الطيبة، و قد تجاوز منها –في هذه المحاولة– ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه و سلم، لمرورها معنا قريبا في (وكذلك أساء معممو الشيعة إلى نبينا) و(نبينا في دين الشيعة)، و كذا زوجه عائشة أم المؤمنين، التي ذكرتها قريبا في(صحابة نبينا في دين الشيعة).

لتبقى الروايات المتعلقة بعلي، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، رضي الله عنهم جميعا.

علي بن أبي طالب في دين الشيعة:

إنه ابن عم رسول الله، وزوج ابنته فاطمة رضي الله عنها، ووالد سبطيه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، له في الإسلام سبق عظيم، و ذكر جميل، أول من أسلم من الصبيان، و تربى في بيت النبوة، الذي حبه إيمان و بغضه نفاق و شقاق، صاحب المناقب الغزيرة و الفضائل الكثيرة…

فضائل تعد –عند أهل السنة و الجماعة– حقائق ثابتة لا تحتاج إلى مزيد كذب و كثرة افتراء لإثباتها، فكتبنا عامرة بذكر فضائله و مناقبه، و إنزاله المنزلة اللائقة به بلا تفريط و لا إفراط.

هذه مكانته في دين الإسلام، فكيف بها في دين الشيعة:

– يفتري معممو الشيعة على علي –رضي الله عنه– أنه قال: (أنا الأول وأنا الآخر وأنا الظاهر وأنا الباطن وأنا وارث الأرض) رجال الكشي ص 138.

– و يعتقدون بأن الرب هو الإمام الذي يسكن الأرض، ففي (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار) (ص59):أن علياً كما يفترون عليه قال: (أنا رب الأرض الذي يسكن الأرض به).

– وفي الزيادة الجامعة الكبيرة لأحمد الأحسائي(1/70)، كذبا و افتراءفي هذه الإشارات الإشارة بقول علي–عليه السلام_: ( أنا فرع من فروع الربوبية).

فهل يرضى علي رضي الله عنه بهذا الغلو؟ و إذا لم يكن هذا طعنا فيه فماذا يكون؟

و يروي معممو الشيعة أن عليا –رضي الله عنه– (أنه كان ينام مع عائشة في فراش واحد ولحاف واحد، والنبي بينهما، ثم يقوم النبي يصلي الليل، وعلي وعائشة في فراش واحد وفي لحاف واحد) بحار الأنوار2/40.

ثم يحكمون في كتبهم بالزنا على من ارتكب هذا الفعل، ففي الكافي 7/181: (من وُجد مع امرأة في لحاف واحد يقام عليهما حد الزنا).

و يتهمونه بالنظر بين رجلي امرأة أجنبية (بحار الأنوار303/4)، و أنه جبان لا يغار على أهله لاكتفائه بالتفرج على مسرحية مظلومية الزهراء المزعومة (كتاب سليم بن قيس 2/250)، و هو عندهم بعوضة (تفسير القمي1/35)، و هو الدابة (تفسير القمي2/130)، و يقولون عن زواج ابنته أم كلثوم من عمر –رضي الله عنه-(ذلك فرج غصبناه)الكافي5/336…

خرافات ترفضها الفطر السليمة و تأباها العقول المستقيمة، لم تجد المقر و المستقر و الرواج إلا بين أعداء أهل البيت من الشيعة الروافض.

فاطمة الزهراء في دين الشيعة:

هذه فاطمة بنت رسول الله، سيدة نساء أهل الجنة، شديدة الشبه بأبيها، و أول أهل بيته لحوقا به صلوات ربي و سلامه عليه، صاحبة المكانة الرفيعة، و المنزلة العالية عند المسلمين.

و هي التي حبها–عندنا نحن أهل السنة– من حب أبيها، و أذيتها و إغضابها من أذية و إغضاب أبيها، الواجب احترامها و تقديرها، المحرم الغلو فيها و رفعها فوق قدرها، المتفق على فضلها عقلا و نقلا.

كل ما ذكر لم يشفع لها رضي الله عنها في دين الشيعة من أن تكون غرضا للاتهام و الافتراء و الكذب:

– يقول الهالك الخميني: (لم تكن الزهراء امرأة عادية، كانت امرأة روحانية، امرأة ملكوتية … لم تكن امرأة عادية بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان . . . بل كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة) مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني ص 23.

– ويروى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن فاطمة عليها السلام قالت لرسول الله: (زوجتني بالمهر الخسيس؟ فقال لها رسول الله: ما أنا زوجتك ولكن الله زوجك من السماء)2/107.

– و في بحار الأنوار للمجلسي: (… قال سلمان الفارسي: فهرولت إلى منزل فاطمة عليها السلام بنت محمد صلى الله عليه واله ، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها، فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت: يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي صلى الله عليه واله قلت: حبيبتي أأجفاكم؟ قالت: فمه اجلس واعقل ما أقول لك)43/61.

– ويصفها التبريزي الأنصاري في (اللمعة البيضاء في شرح خطبة الزهراء)، ص 234، بوصف يستحي من ذكره أهل المروءة فضلا عن أهل الإسلام.

– و أشنع منها ما ذكر في فعل النبي صلى بفاطمة كذبا و زورا بحارالأنوار 43/78.

– و نسبوا إليها –كذبا و زورا– (أنها تقدمت إلى أبي بكر وعمر بقضية فدك، وتشاجرت معهم، وتكلمت في وسط الناس، وصاحت، وجمع لها الناس)كتاب سليم بن قيس، ص253.

– و أنها هددت أبا بكر قائلة:(لئن لم تكف عن عليّ لأنشرن شعري ولأشقن جيبي)تفسير العياشي 2/ 67.

– و في دينهم أن سيدة نساء أهل الجنة كانت غير راضية بزواجها من سيدنا علي رضي الله عنه بسبب فقره و قلة مهره، و أنها كانت تشتكيه إلى النبي صلى الله عليه و سلم لكثرة إنفاقه ماله على الفقراء.

و كلها افتراءات لا تنال من مكانتها رضي الله عنها و أرضاها، عند من يتقرب إلى الله بحبها و بقية أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين.

الحسن و الحسين في دين الشيعة:

الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة، و سبطا رسول الله و ريحانتاه، ابنا علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، ولمجرد أنهما من آل البيت الأطهار كان لهما نصيبهما من سهام الرافضة كذبا و افتراء عليهما، فاحتقروا و قللوا من شأن الحسن، ورفعوا الحسين فوق قدره و غلو فيه غلوا فاضحا، في محاولة بائسة للنيل من سمعته النقية و سيرته المرضية.

فالحسن رضي الله عنه و أرضاه، في منزلة أقل من أخيه عند القوم، بل منهم من يحتقره و ينعته بأقبح الصفات، و ما ذلك إلا لتنازله الحكيم لمعاوية رضي الله عنه بالخلافة حقنا لدماء المسلمين، و لمّا لشملهم و جماعتهم فيما عرف بعام الجماعة، هذا التنازل الذي تسبب بشكل مباشر في تحويل الإمامة من ذريته إلى ذرية الحسين، و هو الذي أوقع الشيعة الروافض في مآزق عديدة دفعت ببعضهم إلى التعبير عنها صراحة في شكل إساءات ممنهجة هذا بيانها:

– روى الكشي عن أبي جعفر أنه قال:(جاء رجل من أصحاب الحسن عليه السلام يُقال له سفيان بن ليلى، وهو على راحلة له، فدخل على الحسن عليه السلام، وهو مختبئ في فناء داره، فقال له: السلام عليك يا مذلَّ المؤمنين: قال الحسن وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمْرِ الأمة، فخلعته من عنقك، قلدته هذا الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله)رجال الكشي103، و الاختصاص للمفيد، ص:82.

– ( و أهانوه حيث قطعوا الإمامة من عقبه وأولاده، بل أفتوا بكفر كل من يدعي الإمامة من ولده بعده)الشيعة و أهل البيت، إحسان إلهي ظهير، ص:270.

– و يروي المفيد في (الإرشاد) عن أهل الكوفة أنهم: (شدوا على فسطاطه وانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته، فبقي جالساً متقلداً السيف بغير رداء)ص:190.

و ليس حظ الحسين رضي الله عنه من بهتان الشيعة الروافض بأقل من أخيه و أمه و أبيه، فقد كان له سهم كبير من افتراءات و طعونات القوم:

– يقول محمد بن علي الشجري في (فضل زيارة الحسين) (ص40)- بهتانا و زورا-: قال الحسين بن علي عليه السلام: ( من زارني بعد موتي زرته يوم القيامة، ولو لم يكن إلا في النار لأخرجته منها).

– و يفترون على أبي عبد الله–كذبا و زورا– القول: (من زار قبر الحسين بن علي عليه السلام يوم عاشوراء عارفا بحقه، كان كمن زار الله عز وجل في عرشه)كامل الزيارات2/174.

– ثم خذلوه، وأعرضوا عنه، وأسلموه للعدو حتى قتل في نفر من أهل بيته ورفاقه، كما يذكر محسن الأمين: (ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً غدروا به وخرجوا عليه، وبيعته في أعناقهم، وقتلوه)أعيان الشيعة القسم الأول ص34.

فهذه هي المكانة الحقيقية لأهل البيت في دين الشيعة، و هذه أوصافهم عند القوم، تجتمع لتنسف فكرة المحبة المزعومة، فلا يحب هؤلاء الأطهار إلا أهل السنة الأخيار، و لا يبغضهم و يعاديهم إلا الشيعة الأشرار.

المصدر: موقع شعاشيع

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top