فأم سلمة, أبوها سيد من سادات مخزوم المرموقين، وجواد من أجواد العرب المعدودين ، حتى إن أباها كان يسمى بين العرب زاد الراكب، لكثرة عطائه، وشدة كرمه، وأمّا زوجها فعبد الله بن عبد الأسد أحد السابقين إلى الإسلام، إذ لم يسلم قبله إلا أبو بكر الصديق ونفر قليلٌ لا يبلغون أصابع اليدين عدداً، هذه المرأة الفاضلة أسلمت مع زوجها فكانت هي الأخرى من السابقات إلى الإسلام، وهذه وقفة قصيرة لا بد منها .
المرأة مساوية للرجل في الإسلام من حيث التكليف والتشريف :
أيها الأخوة, هذا كلام دقيق، المرأة كالرجل تماماً، هذا حكم الإسلام، هذا حكم الدين، المرأة كالرجل تماماً، في التكليف، وفي التشريف، مكلفة بالإسلام كالرجل، مكلفة بالإيمان كالرجل ، مكلفة بالفرائض كالرجل، مشرِّفة عند الله كالرجل، والأدلة على هذه الحقيقة في القرآن والسنة كثيرة جداً, قال تعالى:
يا أيها الإخوة الأكارم, من سعادة المرء في الدنيا أن تكون زوجته صالحة، أن تكون زوجته مؤمنة كإيمانه، سابقة إلى الإسلام كسبقه، محبة لله كحبه، طائعة لله كطاعته، عبادة كعبادته ، لذلك أي رجل يهمل تعليم زوجته حقائق الدين وآيات القرآن الكريم يدفع الثمن باهظًا من سعادته الزوجية، وليس أشقى في الحياة من أن تكون أنت في واد وزوجتك في واد آخر، فأجمل البيوت الإسلامية ما كان فيها توافق بين الزوجين، لأن الزوجة من أجل أن تقضي منها الوطر، فهذا شيء يخف بريقه مع الأيام، لذلك فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, قَالَ:
وأصلحنا له زوجه، فالمسلم إن لم يكن متزوجاً، عليه بذات الديـن، وإن كان متزوجاً عليه بإصلاح زوجته، بالإحسان تارة، بالتوعية تارة، بالتعليم تارة، بالتكريم تارة، بوسائل كثيرة جداً يراها الزوج مناسبة .
يا أخوة الإيمان، الصحابة الكرام دفعوا ثمن هذا الإسلام باهظاً، حتى وصل إلينا، دفعوا من راحتهم في الدنيا، دفعوا من طمأنينتهم، دفعوا من مستوى معيشتهم، دفعوا من حبهم لأوطانهم ، كل هذا ضحوا به من أجل أن ينتشر الإسلام، ولما اشتد عليهما الأذى، وأذن النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه بالهجرة إلى الحبشة، كان عبد الله وأم سلمة من طليعة المهاجرين، طبعاً أم سلمة من علية القوم، حينما مضت مع زوجها إلى الحبشة خلفت وراءها بيتًا باذخاً، وعزاً شامخاً ، ونسبا عريقا، محتسبة ذلك كله عند الله، مستقلة ذلك في جنب الله .
المسلم إن لم يبذل من جهده، من ماله، من راحته أحياناً، من علاقاته الاجتماعية في سبيل الله، فلن يصل إلى ما يرضيه .
لقيت أم سلمة وزوجها من الملك النجاشي الرحمة والإكرام، نضر الله مثواه في الجنة، عده بعض كتاب السيرة من التابعين، لأنه كان أفضل مَن وَفَدَ إليه أصحاب النبي .
أحيانًا نفرح إذ يقولون: هناك صحوة إسلامية، لكن مع الصحوة في هجمة، أبداً الهجمة تكافئ الصحوة، هذه معركة أبدية، معركة الحق والباطل، معركة الخير والشر، معركة الهدى والضلال، معركة العقل مع الشهوة، معركة القيم مع الحاجات، هذه معركة أبدية، فأي مشكلة تواجهها من هذا القبيل فهذه المشكلة تندرج مع هذه المعركة الأزلية بين الحق والباطل .
تقول أم سلمة:
-ذات مرة أحد لصوص الصحراء، لصوص الخيل، وقف على الرمل الذي يكاد يحترق من شدة أشعة الشمس، فمر به فارس يمتطي فرسه، هذا الفارس رق لهذا الإنسان البائس الذي ينتعل رمال الصحراء المحرقة، فدعاه إلى ركوب الفرس معه، وما إن ركب هذا اللص خلف صاحب الفرس، حتى دفعه إلى الأرض، وعدا بالفرس لا يلوي على شيء، ذكرني بهذه القصة كلمة لا يلوي على شيء، فناداه صاحب الفرس، وقال: يا هذا, وهبت لك الفرس ولن أَسْأل عنها بعد اليوم، ولكن إياك أن يشيع هذا الخبر في الصحراء، فإن شاع هذا الخبر تذهب المروءة من الصحراء، وبذهاب المروءة يذهب أجمل ما فيها .
إذا أقرضَ إنسان إنسانًا مبلغًا، وهذا المدين أكله على الدائن، فأنا لا أتمنى أن يشيع هذا الخبر بين الناس، وإذا أحسن إنسان إلى إنسان، والذي أُحْسِنَ إليه أساء إساءة بالغة، فلا أتمنى أن تشيع بين الناس، لأنه كلما شاع بين الناس مثل هذه الإساءات، أحجم الناس عن فعل الخير، وبالمناسبة في بلدنا أكثر من سبعمئة ألف شقة فارغة، هل هي أزمة سكن أم إسكان؟ أزمة إسكان ، وليس هناك أزمة سكن لماذا؟ لأن بعض الحوادث أو عشرات الحوادث زعزعت ثقة الإنسان بمَن يريد سكنًا للإيجار، فنشأ ما يسمى بأزمة الإسكان، لا أزمة السكن، هذا الذي ذكره الله عز وجل:
تقول هذه الصحابية الجليلة: وقبل أن نفصل عن مكة, أي نبتعد عن مكة، رآنا رجال من قومي بني مخزوم فتصدوا لنا، وقالوا لأبي سلمة: إن كنت قد غلبتنا على نفسك، فما بال امرأتك هذه وهي ابنتنا فعلامَ نتركك تأخذها منا وتسير بها في البلاد، ثم وثبوا عليه وانتزعوني منه انتزاعاً، فرقوا بين عبد الله وبين زوجته أم سلمة، وما إن رآهم قوم زوجي بنو عبد أسد يأخذونني أنا وطفلي حتى غضبوا أشد الغضب, وقالوا: لا والله لا نترك الولد عند صاحبتكم بعد أن انتزعتموها من صاحبنا انتزاعاً فهو ابننا ونحن أولى به, ثم طفقوا يتجاذبون طفلي سلمة بينهم على مشهد مني حتى خلعوا يده، وأخذوه، هذه مأساة، وفي لحظات وجدت نفسي ممزقة الشمل وحيدة فريدة فزوجي اتجه إلى المدينة فراراً بدينه ونفسه، وولدي اختطفه بنو عبد أسد من بين يدي محطماً مهيضاً, يعني مكسور الجناح، أمَّا أنا فقد استولي عليَّ قومي بنو مخزوم وجعلوني عندهم، -هذه من المآسي التي عاناها أصحاب رسول الله .
وهذا سؤال, لو أنّ رجلاً سأل نفسه: نحن ما عملنا لرفعة الإسلام؟ والله يا أخي ما حضرتُ الدرسَ، المواصلات صعبة، لكنها الآن حُلَّتْ مشكلتها، وكثرتْ سيارات النقل المتوسطة ، فهل حصل لأحدٍ كما حصل لهذه المرأة الصحابية؟ .
رُوِيَ سيدنا صلاح الدين الأيوبي رضي الله عنه أنّ امرأة أسيرة فقدتْ وليدها، فلما شكتْ إليه ذلك، وقف ولم يجلس حتى أعادوا لها وليدها، دخلت إلى خيمة تنتظر مجيء وليدها، فإذا زوجها بالخيمة، فلما عرفته وعرفها بعد طول فراق، وهما من النصارى، ويبدو أنها عانقته أو عانقها، فيروي كتاب التاريخ أن سيدنا صلاح الدين الأيوبي غض بصره وأكبر هذه الرحمة التي وضعها الله بين الزوجين، فلما حدثته عن معاملة المسلمين، وكان زوجها فارساً من فرسان أوربا المشاهير أسلم, وعينه صلاح الدين الأيوبي أحد قادته الكبار، ما هذه المعاملة؟ يعني المسلمون يتحلَّون بأعلى درجات الكمال- .
قالت: ومنذ ذلك اليوم جعلت أخرج كل غداة إلى الأبطح، فاجلس في المكان الذي شهد مأساتي، وأستعيد صورة اللحظات التي حيل خلالها بيني وبين ولدي وزوجي، وأظل أبكي حتى يخيم عليَّ الليل .
-إذاً: الذي أودعه الله في قلب الزوجة من محبة لزوجها، والذي أودعه الله في قلب الزوج من محبة لزوجته، ومن محبة الزوجين لابنهما، ومن محبة الابن لوالديه، فهذه رحمة من الله سبحانه أودعها الله في قلوبَ عباده .
لذلك فالنبي الكريم, قال: ليس منا من فرق بين والدة وولدها، وينطبق هذا القولُ على كل إنسان يفرِّق بين أم وولدها، حتى لو كانا من البهائم، فالمفرِّق ملعون، لأن الذي أودعه الله في القلوب لا تمحوه الأحداث أبداً، لذلك قال تعالى:
وبقيت على ذلك سنة، أو قريباً من السنة، إلى أن مر بي رجل من بني عمي فرَقَّ لحالي، ورحمني، وقال لبني قومي: ألا تطلقون هذه المسكينة، فرقتم بينها وبين زوجها، وبينها وبين ولدها ، وما زال بهم يستلين قلوبهم، ويستدر عطفهم, حتى قالوا: الْحقي بزوجك إن شئت، ولكن كيف ألحق بزوجي وهو في المدينة، وأترك ولدي وفلذة كبدي في مكة عند بني عبد الأسد؟ كيف يمكن لي أن تهدأ هذه اللوعة، أو ترقأَ عَبْرة، وأنا في دار الهجرة، وولدي الصغير في مكة لا أعرف عنه شيئاً؟)) فقلب الأم، وقلب الأب، يؤكد عظمة الله عز وجل، قلب الأم يؤكد رحمة الله عز وجل.
عودة ابنها إليها ولحاقها بقوافل المهاجرت إلى المدينة :
تقول أمُّ سلمة:
بربكم أرجو أن توازنوا بين ما نحن فيه, وبين ما كان أصحاب رسول الله فيه، بل الأغرب من ذلك وازنوا بين ما نحن فيه، وبين ما كان فيه أهل الجاهلية .
من هو الصحابي الذي رافقها في طريق هجرتها قبل إسلامه ؟
قالت:
قلت: أريد زوجي في المدينة .
قال: أو ما معك أحد؟ .
قلت: لا والله إلا الله، ثم بني هذا .
قال: واللهِ لا أتركك أبداً حتى تبلغي المدينة .
فسار معها اثني عشر يوماً، ثم أخذ بخطام بعيري وانطلق يهوي بي))
اسمعوا وصف السيدة أم سلمة لهذا الرجل الذي لم يسلم بعد، هذا مشرك, قالت:
-وازنوا بين هذا الجاهلي وبين شباب المسلمين اليوم، يعني إذا امرأة في مكان تعثرت، فالمسلم الشهم يغض بصره فوراً، أما الدنيء فإنه ينظر إليها، فهذا الرجل قبل أن يسلم، هكذا تصرف كما رأيتم, وقرأتم عن تصرفاته قبل أسطر- .
قالت: وما زال يصنع بي مثل ذلك كل يوم حتى بلغنا المدينة، فلما نظر إلى قرية بقباء لبني عمرو بن عوف, قال: زوجك في هذه القرية فادخليها على بركة الله، ثم انصرف راجعاً -وسار اثني عشر يومًا، حتى أوصلها سالمةً، فهو شهم حقًّا، وصاحب مروءة، فهذه أخلاق جاهلية أمتنا .
ونضرب مثلا باللغة التجارية, فنقول: إذا قبض رجلٌ مالاً من المشتري، فكتب في سجلاَّته دفعة أولى، معنى ذلك أنه ستكون هناك دفعة ثانية، هل هذا الكلام صحيح؟ نعم، فكل شيء موثَّق، ورغم ذلك نجد التحايلَ كثيرًا، ربنا عز وجل قال:
وفي أيامنا نجد شبابًا مع والده ووالدته، أشرس ما يكون، ومع أصدقائه مثل الجمل الذلول، سهل المأخذ، ليّن الجانب، لطيف، وديع .
النبي الكريم أخبر يوم يذوب قلب المؤمن في جوفه مما يرى ولا يستطيع أن يغير، أحاديث كثيرة لا أذكرها الآن، لذلك أُلِّفتْ كتب كثيرة تحت عنوان: جاهلية القرن العشرين، هناك جاهلية جهلاء، والملاحَظ الآن في العالَم جاهلية ما بعدها جاهلية، لا قيم، ولا مبادئ، ولا أخلاق، ولا رحمة، بل قسوة ما بعدها قسوة، ووحشية ما بعدها وحشية، تفاوت ما بعده تفاوت، قهرٌ ما بعده قهر، لذلك كلمة الأولى في قوله تعالى لها معانٍ كثيرة، ولا تبرجن تبـرج الجاهلية الأولى، فمَن يصدِّق أنّ في بعض البلاد الغربية 30% من حالات الزنا زنا محارم، الأخت مع أخيها، والأب مع ابنته، إلى أن أصبح هذا شبه شائع، ولا تبتعدوا كثيراً، هذا الذي نجح في الانتخابات الرئاسية في أمريكا، لماذا نجح؟ لأنه وعَد فيما وعدهم بإباحة الإجهاض، وأما الشاذون جنسياً فهؤلاء سمح لهم بدخول الجيش، وكأن هذا ليس شذوذاً، بل هو مقبول اجتماعياً، هذه هي جاهلية القرن العشرين- .
اجتمع الشمل بعد طول افتراق، وقرت عين أم سلمة بزوجها, وسعد أبو سلمة بصاحبته وولده، ثم تسارعتْ الأحداث ومضتْ الأيامُ سراعاً كلمح البصر))
قالت:
أمّا أمُّ سلمة فتذكرت ما رواه لها أبو سلمة عن رسول الله, فقالت: اللهم عندك احتسبت مصيبتي هذه, -هكذا يكون المؤمن، لكنها لشدة إعجابها بأبي سلمة، ولشدة حبها له، ولأنها تعتقد أن أحداً لن يكون خيراً منه كزوج لها، لمّا وصلت لقول النبي: اللهم اخلفني خيراً منها، ما استساغت نفسُها أنْ تدعوَ بهذا الدعاء، -لم تطب نفسها أن تقول: اللهم اخلفني خيراً منها- لأنها كانت تقول: ومن عساه أن يكون خيراً من أبي سلمة،-ليس معقولاً، ويبدو أن زوجها كان في أعلى درجة من المروءة، والشهامة، والكرم، والأخوة، والقوة، والمنعة، بعضُ الأزواج ملء السمع والبصر- فحزن المسلمون لمصاب أم سلمة كما لم يحزنوا لمصاب من قبل، وأطلقوا عليها اسمَ أيِّم العرب، إذْ لم يكن لها في المدينة أحدٌ من ذويها غير صِبْية صغار، وشعر المهاجرون والأنصار معاً بحق أم سلمة عليهم))
وبالمناسبة يقول عليه الصلاة والسلام:
الغيرة أيها الأخوة، في أحجامها الطبيعية ضرورية، لكن أحياناً تتفاقم عند امرأة ما، وتزيد عن حدها المعقول، فتنقلب إلى مرض، يعني امرأة تشك في زوجها الذي هو في أعلى درجات الاستقامة، فهي مريضة إذاً، تغار عليه أن يتصل بالهاتف، تغار عليه أن يتأخر بالمجيء إلى البيت، تظن به الظنون، هذه امرأة تحتاج إلى معالجة- .
النبي عليه الصلاة والسلام, قال: أما ما ذكرت من غيرتك فإني أدعو الله عز وجل أن يذهبها عنك، وأما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل الذي أصابك, وأمّا ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي، ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أم سلمة))
أن يكون اختياره أولاً مرضاة الله عز وجل، أبو سلمة ترك زوجته وولده وفر إلى الله ورسوله، فر بدينه إلى الله ورسوله، والله عز وجل تولى أمره، أعاد إليه زوجته وولده، وأكرمه بصحبة النبي عليه الصلاة والسلام، إذاً: المقولة التي تعرفونها، هم في مساجدهم والله في حوائجهم .
استنباط آخر، أنت رجل، وبين الناس إنسان عفيف، وإنسان دنيء، هذا الذي ينظر إلى امرأة لا تحل له، فهذه ليست له، ولذلك غض البصر يكسب الإنسان شرفاً، يكسب الإنسان مروءة ، وأجمل صفة بالشاب العفة، تعلمون جميعاً أن العدل حسن لكن في الأمراء أحسن، والسخاء حسن لكن في الأغنياء أحسن، والتوبة حسن لكن في الشباب أحسن، والصبر حسن لكن في الفقراء أحسن، والحياء حسن لكن في النساء أحسن، والورع حسن لكن في العلماء أحسن, وما ترك عبد شيئاً لله إلا عَوَّضَه الله خيراً منه، هذه واحدة .
أيضاً استنباط آخر، إن مع العسر يسرا، وكل مصيبة في ثناياها بذور حلها، لذلك قالوا : الفرج يأتي بعد الشدة، والآية الكريمة:
هل عندكم شك أن النبي أراد أن يتزوجها من أجل شيء دنيوي، لا والله، لكنّ امرأة جاهدت هذا الجهاد، وهاجرت إلى الحبشة، ثم هاجرت إلى المدينة، ولقيت من العنت ما لقيت، وفوق كل ذلك يموت زوجها، ويُبقِي لها أطفالاً صغاراً ليس لهم مُعيل، أليس من الشهامة أن تقدِم على الزواج من هذه المرأة؟ بلى، والدليل سيدنا الصديق، وسيدنا عمر، وجاء النبي بعد ذلك،
المرأة الصالحة التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا غبت عنها حفظتك في مالك ونفسها، وإذا أقسمت عليها أَبَرِّتْك، وإذا أمرتها أطاعتك، عزيزة في نفسها، ذليلة مع بعلها، ودود ولود، ترضى باليسير، ولا تكفر العشير، وفي القرآن آية تشير إلى ذلك، عن نساء أهل الجنة، وصف الله حوريات أهل الجنة بأنهن قاصرات الطرف، يعني يقصرن طرفهن على أزواجهن, فهذه المرأة التي توازن زوجها بالآخرين، هذه ليست امرأة ترضي الله عز وجل, لذلك يقول النبي الكريم:
نحن الآن في جاهلية أخرى، قال سيدنا جعفر: كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونسيء الجوار، ونقطع الأرحام, ويأكل القوي منا الضعيف، هي جاهلية مُرَّة، القوي يأكل الضعيف, أما الآن فالأقوياء يأكلون الشعوب، وليس الضعاف فحسب، هذه جاهلية جهلاء .
مرة نصحتُ شخصًا نصيحة، قلت له: لن تسعد بزوجتك إلا إذا عرَّفتها بالله، فسعدتْ به، عندئذ تسعد بها، ثم تسعِدك، لأنها عرفت قيمتك، وعرفت قيمة الزوج، وعرفت واجبها تجاه الزوج، وعرفت حقوق الزوج، وأنت عرفت حقوقها .
فكل إنسان يهمل دين زوجته يدفع الثمن باهظًا، وكل إنسان يرعى دين زوجته، ويرعى إيمانها، ويرعى تلاوتها للقرآن وعلمها، فهو الرابح الأول، فالإنسان قبل أن يتزوج يبحث عن المرأة الصالحة ليسعَدَا معًا .
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
EmoticonClick to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.