بين الولي والنبي عند الصوفية .. أباطيل وضلالات
لم يكن يتخيل مسلم أن يجد قوما ممن ينتسبون
للإسلام يقارن بين النبي صلى الله عليه وسلم وأحد من الأمة, ولم يفعلها في دين الله
إلا أصحاب الفرق الضالة والطوائف المنحرفة, ففعلها الشيعة حينما قارنوه بالأئمة
وفعلها الصوفية حينما قارنوه بالأولياء.
فالمقارنة من حيث الأصل لا تجوز فالنبي صلى الله
عليه وسلم لا يقارن به أحد من أمته, فيروي ابن إسحاق في سيرته أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: "أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى
عليهما السلام، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام،
واسترضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا في بهم لنا أتاني رجلان عليهما ثياب بيض،
معهما طست من ذهب مملوء ثلجا، فأضجعاني، فشقا بطني، ثم استخرجا قلبي فشقاه، فأخرجا
منه علقة سوداء فألقياها، ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج، حتى إذا أنقياه رداه كما
كان، ثم قال أحدهما لصاحبه: زنه بعشرة من أمته. فوزنني بعشرة، فوزنتهم، ثم قال: زنه
بمائة من أمته. فوزنني بمائة، فوزنتهم، ثم قال: زنه بألف من أمته، فوزنني بألف،
فوزنتهم، فقال: دعه عنك فلو وزنته بأمته لوزنهم" [1].
فهل يمكن أن يتصور أحد قول الصوفي أبي يزيد
البسطامي فيما يذكره عنه الدباغ فيقول (خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله ) [2]؟
وهل يمكن أن يكون هذا القول من الأقوال الملتبسة التي تحتاج لتبيين؟, فمن هؤلاء
الذين خاضوا البحار التي وقف الأنبياء بسواحلها, ومن أفضل في كون الله من الأنبياء؟
تدرج الصوفية في التعامل في الفروق بين الأنبياء
والأولياء عن طريق ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: الولاية
خصوصية في الإسلام تلي النبوة.
وفي هذا صرح كثير من علمائهم بان أعطوا للأولياء
خصوصية في معرفة الأسرار وإنهم يستمدون هذه الأسرار من النبي صلى الله عليه وسلم,
فقال ظهير الدين القادري (الولاية ظل النبوة، والنبوة ظل الإلهية, فالأنبياء عليهم
السلام مصادر الحق، والأولياء مظاهر الصدق والأولياء خصوا بإشارات نبوية، واطلاعات
حقيقة، وأرواح نورية، وأسرار قدسية، وأنفاس روحانية، ومشاهدات أزلية [3],
وبمثله قال الكمشخانوي في كتابه (جامع أصول الأولياء) [4].
فالولي عندهم في هذه الحالة يساوي النبي في
أمور، منها: العلم من غير طريق العلم الكسبي، والفعل بمجرد الهمة، فيما لم تجر به
العادة أن يفعل إلا بالجوارح والجسوم، مما لا قدرة عليه لعالم الجسوم وهي المعجزات
للنبي والكرامات للولي ويفعل بالهمة في عالم الخيال وفي الحس، فإنه يسمع ويرى، ما
لا يرى ولا يسمع وهو بين الناس.
المرحلة الثانية: الولاية
تساوي النبوة.
فيقول ابن عجيبة مصرحا بالتساوي (ما قيل في
النبي يقال في الوليّ) [5],
وكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حكى عن الله عز وجل أنه قال: (أولئك
كلامهم كلام الأنبياء) [6].
ويصنف الصوفية مقامات الأولياء إلى أربعة طبقات
أو مقامات , ويشرح ذلك الكمشخانوي [7] بقوله:
"الأولياء لهم أربعة مقامات: الأول مقام خلافة النبوة، والثاني مقام خلافة الرسالة،
والثالث مقام خلافة أولي العزم، والرابع خلافة مقام أولي الاصطفاء.
فمقام خلافة النبوة للعلماء. ومقام خلافة
الرسالة للأبدال. ومقام خلافة أولي العزم للأوتاد. ومقام خلافة الاصطفاء للأقطاب.
فمن الأولياء من يقوم في عالم مقام الأنبياء، ومنهم من يقوم في عالم مقام الرسل،
ومنهم من يقوم في عالم مقام أولي العزم، ومنهم من يقوم في عالم مقام أولي
الاصطفاء" [8].
وهنا يظهر التمهيد للمرحلة الثالثة التي يقولون
فيها بان الأولياء أفضل من الرسل والأنبياء وبالتالي فان ولي الصوفية أفضل من النبي
صلى الله عليه وسلم – حاش لله – وهذا ما يصرحون به في كتبهم المنقولة عنهم.
فيقول عبد القادر الجيلاني أو الجيلي – حتى لا
يلتبس الاسم على احد - والذي يسمى عند الصوفية بشيخ الطائفة: (معاشر الأنبياء، أو
تيتم اللقب، وأوتينا ما لم تؤتوه) [9].
وقال البسطامي وهو أحد أكبر أعلام الصوفية
وأقطابها: (تالله أن لوائي أعظم من لواء محمد صلى الله عليه وسلم، لوائي من نور
تحته الجان والجن والإنس، كلهم من النبيين) [10] .
ويبررون ذلك بأن الولاية هي "الفلك الأقصى، من
سبح فيه اطلع، ومن اطلع علم، ومن علم تحول في صورة ما علم. فذلك الولي المجهول الذي
لا يعرف، والنكرة التي لا تتعرف، لا يتقيد بصورة، ولا تعرف له سريرة، يلبس لكل حالة
لبوسها، أما نعيمها وإما بؤسها" [12].
ويضيف ابن عربي موضحا لذلك الخبث من الأفكار
الضالة فيقول: (فإذا رأيت النبي يتكلم بكلام خارج عن التشريع فمن حيث هو وليّ عارف,
ولهذا مقامه من حيث هو عارف أتمّ وأكمل من حيث هو رسول أو ذو تشريع وشرع) [13]
وبهذا فإن الولي يعلم علمين: علم الشريعة, وعلم
الحقيقة, أي الظاهر والباطن, والتنزيل والتأويل, بينما الرسول من حيث هو رسول ليس
له علم إلا بالظاهر والتنزيل والشريعة!!
ويقول ابن عربي أيضا في الفصّ العزيري من فصول
الحكم أن النبي والرسول يستمدّ بالعلم والمعرفة من الملك الذي يبلغه الوحي الإلهي
بواسطته, ولا يمكنه الأخذ من الله مباشرة, أما الوليّ فيستمد المعرفة من حيث يأخذها
الملك الذي يؤدي بدوره إلى الأنبياء والرسل, ثم يلبس ابن عربي في مواضع أخرى فيقول
بأنه لا يفضل الولي على النبي بعد هذه التصريحات كلها التي جعل فيها "خاتم الأولياء
هو منبع العلوم ومصدر الفيض لجميع الأنبياء والرسل وأنهم لا يستمدون إلا منه ولا
يستقون إلا من مشكاة خاتم الأولياء, فإن الرسالة والنبوة - أعني نبوة التشريع
ورسالته - تنقطعان, والولاية لا تنقطع أبداً, ويقول أيضا أن "شرائط الولاية من
الأخلاق الإلهية في الاتصاف بها من كون الله تعالى تسمى (بالولي الحميد), فخاتم
الرسل من حيث ولايته, نسبته مع الخاتم للولاية نسبة الأنبياء والرسل معه, فإنه
الولي الرسول النبي. وخاتم الأولياء الولي الوارث الآخذ عن ألأصل المشاهد للمراتب) [14] .
وقد استقى ابن عربي فكرة "خاتم الأولياء "
وتفضيله على النبي صلى الله عليه وسلم, وأن النبي أخذ العلم والمعرفة من الملك
والوليّ قد أخذهما بدون واسطة من الحكيم الترمذي [15],
الذي قال في جواب على سؤال: ما الفرق بين النبوة والولاية؟, فقال: (الفرق بين
النبوة والولاية: أن النبوة كلام ينفصل من الله وحيا, ومعه روح من الله فيقضي الوحي
ويختم بالروح, والولاية لمن ولى الله حديثه على طريق أخرى, فأوصله إليه فله الحديث,
وينفصل ذلك الحديث من الله عز وجل, على لسان الحق معه السكينة, تتلقاه السكينة في
قلب المحدّث, فيقبله ويسكن إليه) [16]
ثم يذكر الترمذي خاتم الأولياء فيقول: (لما قبض
الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم صيّر في أمته أربعين صديقا بهم تقوم الأرض,
وهم آل بيته, فكلما مات واحد منهم خلفه من يقوم مقامه, حتى إذا انقرض عددهم وأتى
وقت زوال الدنيا ابتعت الله وليا اصطفاه واجتباه, وقرّبه وأدناه, وأعطاه ما أعطى
الأولياء, وخصّه بخاتم الولاية, فيكون حجة الله يوم القيامة على سائر الأولياء
فيوجد عنده بذلك الختم صدق الولاية على سبيل ما وجد عند محمد صلى الله عليه وسلم من
صدق النبوة فلم ينله العدو, ولا وجدت النفس إليه سبيلا إلى الأخذ بحظها من الولاية.
فإذا برز الأولياء يوم القيامة واقتضوا صدق
الولاية والعبودية وجد الوفاء عند هذا الذي ختم الولاية تماما, فكان حجة الله عليهم
وعلى سائر الموحدين من بعدهم, وكان شفيعهم يوم القيامة, فهو سيدهم, ساد الأولياء,
كما ساد الأنبياء, فينصب له مقام الشفاعة, ويثني على الله تعالى ثناء ويحمده بمحامد
يقرّ الأولياء بفضله عليهم في العلم بالله تعالى.
فلم يزل هذا الولي مذكورا في البدء, أولا في
الذكر, وأولا في العلم, ثم هو الأول في المشيئة, ثم هو الأول في اللوح المحفوظ, ثم
الأول في الميثاق, ثم الأول في المحشر, ثم الأول في الجوار, ثم الأول في الخطاب, ثم
الأول في الوفادة, ثم الأول في الشفاعة, ثم الأول في دخول الدار, ثم الأول في
الزيارة, فهو في كل مكان أول الأولياء) [17].
وقد سئل: أين مقامه؟ فقال: (في أعلى منازل
الأولياء, في ملك الفردانية, وقد انفرد في وحدانيته, ومناجاته كفاحا في مجالس
الملك, وهداياه من خزائن السعي.
قال: وما خزائن السعي؟
قال: إنما هي ثلاث خزائن: المنن للأولياء,
وخزائن السعي لهذا الإمام القائد, وخزائن القرب للأنبياء عليهم السلام, فهذا (خاتم
الأولياء) مقامه من خزائن المنن, ومتناوله من خزائن القرب, فهو في السعي أبدا,
فمرتبته هنا, ومتناوله من خزائن الأنبياء عليهم السلام, قد انكشفت له الغطاء عن
مقام الأنبياء ومراتبهم وتحفهم) [18] .
ويقول أيضا: (وقد يكون في الأولياء من هو أرفع
درجة , وذاك عبد قد ولى الله استعماله , فهو في قبضته يتقلب , به ينطق , وبه يسمع ,
وبه يبصر , وبه يبطش , وبه يعقل , شهره في أرضه , وجعله إمام خلقه وصاحب لواء
الأولياء , وأمان أهل الأرض , ومنظر أهل السماء , وريحانة الجنان , وخاصة الله ,
وموضع نظره , ومعدن سره , وسوطه في أرضه , يؤدب به خلقه , ويحيي القلوب الميتة
برؤيته , ويرد الخلق إلى طريقه , وينعش به حقوقه , مفتاح الهدى , وسراج الأرض ,
وأمين صحيفة الأولياء , وقائدهم , والقائم بالثناء على ربه , بين يدي رسول الله صلى
الله عليه وسلم! , يباهي به الرسول في ذلك الموقف , وينوه الله باسمه في ذلك المقام
, ويقر عين رسول الله صلى الله عليه وسلم! , قد أخذ الله بقلبه أيام الدنيا , ونحله
حكمته العليا , وأهدى إليه توحيده , ونزه طريقه عن رؤية النفس , وظل الهوى ,
وأئتمنه على صحيفة الأولياء , وعرّفه مقاماتهم , وأطلعه على منازلهم. فهو سيد
النجباء , وصالح الحكماء , وشفاء الأدواء , وإمام الأطباء. كلامه قيد القلوب ,
ورؤيته شفاء النفوس , وإقباله قهر الأهواء , وقربه طهر الأدناس , فهو ربيع يزهر
نوره أبداً , وخريف يجنى ثماره دأبا , وكهف يلجأ إليه , ومعدن يؤمل ما لديه , وفصل
بين الحق والباطل. وهو الصديق والفاروق والولي والعارف والمحدّث. هو واحد الله في
أرضه) [19].
فهل هذه الصفات تنطبق على بشر أيا كان اسمه أو
صفته, فهي لا يمكن أن تكون حتى في الرسل فكيف بمن هم دونهم؟ , وهي لا تصح إلا لذات
الله سبحانه.
ويقول متصوف آخر وهو النسفي عزيز الدين بن محمد [20]:
(إن طائفة من الصوفية ذهبت إلى تفضيل الولاية على النبوة , وقالوا: أن النبوة
باطنها الولاية , وأما الولاية فباطنها عالم الإله) [21] .
ويقول عزيز الدين بن محمد في كتابه كشف
الحقائق: (المعرفة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: الأول معرفة طبيعة كل شيء, وهذه رتبة
الحكماء, والثاني معرفة خاصية كل شيء, وهذه رتبة الأنبياء, والثالث معرفة حقيقة كل
شيء, وهذه رتبة الأولياء, وأعلم أن أهل الوحدة فضّلوا النبي على الحكيم, والوليّ
على النبيّ, فإن كل نبي حكيم, وكل وليّ نبيّ, وليس كل نبي وليّ) [22]
رد ابن تيمية على لفظة
ومصطلح ومدلول "خاتم الأولياء"
ردّ شيخ الإسلام ابن تيمية في رسائله بشدّة
عليه, وعلى من نهج منهجه وسلك مسلكه, في رسائله وكتبه, ونسب كلامه إلى الكفر الذي
تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا, وقال في فتاواه: (وكذا لفظ
(خاتم الأولياء) لفظ باطل لا أصل له, وأول من ذكره محمد بن علي الحكيم الترمذي, وقد
انتحله طائفة كل منهم يدعي أنه خاتم الأولياء: كابن حمويه وابن عربي وبعض الشيوخ
الضالين بدمشق وغيرها, وكل منهم يدعي أنه أفضل من النبي عليه السلام من بعض الوجوه,
إلى غير ذلك من الكفر والبهتان, وكل ذلك طمعاً في رياسة خاتم الأولياء لما فاتتهم
رياسة خاتم الأنبياء, وقد غلطوا, فإن خاتم الأنبياء إنما كان أفضلهم للأدلة الدالة
على ذلك, وليس كذلك خاتم الأولياء. فإن أفضل أولياء هذه الأمة السابقون الأولون من
المهاجرين والأنصار, وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر رضي الله عنه, ثم عمر رضي
الله عنه وثم عثمان رضي الله عنه, ثم علي رضي الله عنه, وخير قرونها القرن الذي بعث
فيه النبي صلى الله عليه وسلم, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم, وخاتم الأولياء
في الحقيقة آخر مؤمن تقي يكون في الناس, وليس ذلك بخير الأولياء, ولا أفضلهم بل
خيرهم وأفضلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه تعالى عنه, ثم عمر: اللذان ما طلعت شمس
ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل منهما) [23] .
وفي الختام فهذه هي عقيدة المتصوفة أنهم يفضلون
الأولياء على أنبياء الله ورسله, فصرح بها بعضهم وكتمها الآخرون عملا بالتقية التي
أخذوها من الشيعة.
فإن الوليّ عندهم فوق الرسول والنبي, ودون الله
قليلا, وأحيانا يحذفون هذا الفرق البسيط أيضا بينه وبين الله, ويجعلونه ذات الله
وعينه, سواء اتحد به, أو ذلك اتحد به, وعلى ذلك قالوا: (لو كشف عن حقيقة الوليّ
لعبد) [24] .
فنعوذ بالله من هذا الكفر الواضح البين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] قال ابن كثير- رحمه
الله- في البداية والنهاية: إسناد جيد قوي. نقله عنه الألباني- رحمه الله- في سلسلة
الأحاديث الصحيحة، وصححه
[2]الإبريز للدباغ
ص276
[3] ((الفتح
المبين فيما يتعلق بترياق المحبين)) لأبي الظفر ظهير الدين القادري (ص 52) ط
المطبعة الخيرية مصر الطبعة الأولى 1306 هـ.
[7] هو
أحمد ضياء الدين بن مصطفى بن عبد الرحمن الكمشخانوي، من سلالة أناضولية ، ولد سنة
1228هـ/1813م في مدينة كمشخانة. هذه المدينة التي تقع في شمال شرقي تركيا
[9] ((الإنسان
الكامل)) للجيلي (1/ 124)، كذلك ((الجواهر والدرر)) (ص 286) بهامش الإبريز،
((الجواب المستقيم)) لابن عربي (ص 247) نقلا عن الجيلي.
[20] عبد
العزيز بن محمد النسفي عزيز الدين صوفي. من
تصانيفه: آداب السلوك، زبدة الحقائق، المقصد الأقصى، منازل السائرين.توفي
سنة ٦٨٦هـ، - ١٢٨٧ م.
[23] انظر
مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية ج 4 ص 57 ط دار الكتب العلمية بيروت لبنان
وكذلك ج 11 ص 444.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).