المبالغة فى تبنى القضية الفلسطينية وإعلان عداوتها المزعومة لإسرائيل، من أجل كسب تعاطف الشعوب العربية والمسلمة، وأصبحت المزايدة على القضية الفلسطينية أحد المحاور الأساسية فى السياسة الإعلامية الإيرانية واستطاعت إيران من خلال ذلك كسب كثير من الفلسطينيين؛ بل كسبت بعض الفئات الفلسطينية، كما اتخذت هذه السياسة ستارا ومبرراً لكثير من تصرفاتها وسياستها فى المنطقة
كثيراً
ما يتساءل المتسائلون عن سرّ ظهور الفضائيات الشيعية بهذه الكثرة وبهذه
الكثافة!!! ففى إحصائية قديمة بلغ عددها (34) فضائية، تبث برامجها باللغة
العربية من دول مختلفة كإيران ولبنان والعراق والكويت.
وأظنّ
أن الجواب عن التساؤل واضح، هو: أنّ هذه الفضائيات أنشئت من أجل خدمة
المشروع الإيراني الصفوى فى المنطقة، وبهذا يكون الإعلام وسيلة مهمة فى
تنفيذ المشروع، وخاصة إذا أضفنا إلى الفضائيات الصحف والإذاعات ومواقع
الإنترنت ..إلخ.
والحقيقة
أن المشروع الإيراني الصفوى واسع ومتعدد الجوانب، وتعتبر السياسية
الإعلامية الإيرانية الموجهة إلى المنطقة العربية أحد الأعمدة الأساسية فى
استراتيجية إيران الإعلامية.
بلغ
عدد الفضائيات الممولة من الحكومة الإيرانية والناطقة باللغة العربية (13)
فضائية باَلإضافة إلى فضائيات تابعة لأحزاب وجمعيات تدور فى فلك إيران،
وتساهم كلها فى دعم الموقف السياسى الإيرانى والترويج له إعلامياً.
وبمتابعة الفضائيات الشيعية يمكن رصد أهم الاستراتيجيات والأهداف لتلك الفضائيات، وهى:
• صياغة الأخبار والتقارير التى تلمّع الدولة الإيرانية
وتبرزها على أنها الدولة الوحيدة التى تمثل الإسلام، وتجسّد السياسة
الإسلامية وتتبنى القضايا الإسلامية، مما جعل كثيراً من العرب ينساق وراء
إيران منخدعاً بهذه السياسة الإعلامية.
• تسليط الأضواء على النجاحات والإنجازات التى تحققها القوى والأحزاب التى تدور فى فلك إيران كحزب الله فى لبنان، ومن الأمثلة على ذلك ما حصل فى حرب 2006 وتضخيم الانتصار على إسرائيل كما زعمت وسائل الإعلام الإيرانية.
• تقديم جرعة من البرامج الممجّدة للثورة الخمينية والممهدة لما أسموه الدولة الإسلامية العالمية فى عصر الظهور، والتى سيقيمها المهدى القابع فى السرداب.
• العمل على اتخاذ سياسة اللوبى الإعلامية،
وذلك من خلال التركيز على قضية واحدة، حيث تتوجه جميع الفضائيات الدائرة
فى فلك إيران إلى تلك القضية، وهذا ما رأيناه فى أحداث البحرين.
• تقديم جرعة مكثفة من الطقوس الدينية الشيعية، والتركيز على نقل الشعائر والمناسبات الدينية تهدف إلى نشر الثقافة الشيعية والترويج لها.
• التركيز على نقد وهدم مذهب أهل السنّة وبذر بذور التشكيك فيه، من خلال نقد علماء ورموز أهل السنّة، والتشكيك فى كتبهم ومراجعهم وتاريخهم.
•
الاهتمام بالأطفال وغزو عقولهم وأفكارهم، حيث أنشئت فضائية (هادى) الشيعية
والناطقة بالعربية، إضافة إلى برامج الأطفال فى الفضائيات الأخرى، ولا شك
أنها تهدف إلى لتأثير على أطفال العرب.
• المبالغة فى تبنى القضية الفلسطينية
وإعلان عداوتها المزعومة لإسرائيل، من أجل كسب تعاطف الشعوب العربية
والمسلمة، وأصبحت المزايدة على القضية الفلسطينية أحد المحاور الأساسية فى
السياسة الإعلامية الإيرانية واستطاعت إيران من خلال ذلك كسب كثير من
الفلسطينيين؛ بل كسبت بعض الفئات الفلسطينية، كما اتخذت هذه السياسة ستارا
ومبرراً لكثير من تصرفاتها وسياستها فى المنطقة.
• تركيز الإعلام الإيرانى على إبراز موقف الحكام العرب المتخاذل
والعاجز أمام القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا المنطقة، والهدف من ذلك
إشاعة الإحباط واليأس فى نفوس الشعوب العربية من أولئك الحكّام، ومن ثمّ
يبقى الأمل فى إيران وحدها لتحرير فلسطين، وتحقيق آمال العرب.
• محاربة التيارات العروبية ومحاولة فرسنة المنطقة
(نسبة إلى الفرس) وهذا يتضح من خلال الاهتمام باللغة الفارسية وبالتاريخ
والثقافة الفارسية، ومن يتابع السياسة الإيرانية يتأكد أن إيران اتخذت
المذهب الشيعى ستاراً لبناء إمبراطورية فارسية، كتب الصحفى العراقى (عيسى
شتات) فى موقع البصرة تحت عنوان "الاحتلال الإيرانى للعراق" ما يلى: ( لقد
موّلت إيران وأنشأت فضائيات متخصّصة فى سبّ العرب وشتمهم بلسان عربي وفارسي
إيراني.. تزور الحقائق وتفترى وتكذب وتبث الدعاية الإيرانية المعادية
لعروبة العراق".
وبرصد
الأثر الذي حققته هذه الفضائيات نجد أنها حققت تأثيرا كبيرا وخاصة على
شعوبنا العربية، فى ظل غياب وضعف فضائياتنا العربية، وفى ظل غفلة وعدم
اهتمام من وزارات الإعلام والحكومات العربية، والخليجية خاصة.
كثيراً ما يتساءل المتسائلون عن سرّ ظهور الفضائيات الشيعية بهذه الكثرة وبهذه الكثافة!!! ففى إحصائية قديمة بلغ عددها (34) فضائية، تبث برامجها باللغة العربية من دول مختلفة كإيران ولبنان والعراق والكويت.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).