شرط
صدق الشيعة في الحزن على الإمام الحسين رضي الله عنه أن يحزنوا أيضاً على
أبيه الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأن يكون حزنهم عليه أشد،
وبكاؤهم أطول، وإسرافهم في إيذاء أنفسهم وأبدانهم أبلغ وذلك لأنه رضي الله
عنه أبوه، ويلزم أن يكون أفضل منه عندهم فضلاً عن غيرهم وقد استشهد كما
استشهد -كما استشهد ابنه رضي الله عنهما- خارجاً إلى صلاة الفجر يوم الجمعة
في السابع عشر من رمضان سنة أربعين للهجرة فلماذا لا يتخذون مقتله في هذا
اليوم أيضاً مأتماً؟
وكذلك
عثمان رضي الله عنه هو أفضل منه عند غيرهم من أهل السنة والجماعة؛ فقد قتل
وهو محصور في داره في أيام التشريق من شهر ذي الحجة سنة ست وثلاثين، وذبح
من الوريد إلى الوريد، فهل يجوز أن يتخذ مقتله رضي الله عنه مأتماً؟
وكذلك عمر رضي الله عنه، وهو أفضل منهما؛ قتل وهو قائم يصلي في المحراب صلاة الفجر؛ يقرأ القرآن، فهل يجوز أن يتخذ مقتله مأتماً؟
وكذلك
أبو بكر الصديق رصي الله عنه، وهو أفضل منهم، لم يتخذ أحد يوم وفاته
مأتماً، ومحمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، وغيره من أنبياء الله
المصطفين ماتوا ولم يتخذ أحد من السابقين والمتأخرين أيام موتهم مأتماً.
إن
كل مسلم يجب أن يحزنه مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه، فإنه ابن بنت رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أفضل بناته، ومن سادات الصحابة وعلمائهم
وكان عابدا سخياً شجاعاً ولكن لا يجوز بوجه إظهار الجزع على النحو الذي
تفعله الشيعة، لأن أقل ما يفضي إليه من السوء مواقعة الرياء، وهو مبطل
للعمل.
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).