0
مقدمة لا بد منها:
إنّ من يكيل الناس بمكيال عليه أن يقبل أولاً أن يكيل نفسه وأحبابه بالمكيال ذاته الذي يكيل به الآخرين، كي يتبين له كم يظلم عدوه ويتجنى عليه دون أن يشعر!
وقد قيل عند أولي الألباب: (كما تدين تُدان وبالمكيال الذي تكيل تُكال)، ذلك أنّ السهم المسموم يقتل صاحبه أيضاً إن جاز له أن يقتل الآخرين!
ومن عادى أولياء الله عز وجل، فقد آذنه الله بالحرب، وبهتك ستره وبالفضيحة يوم يلقاه، قال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾، ﴿مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ﴾.
ونقل عن سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه: "وكفى بكتاب الله حجيجاً وخصيماً" [بحار الأنوار 74/441 - تحف العقول 211].
فهل تعيبون على الإمام علي رضي الله عنه هذه المقولة؟!
أم أنها النظرة العوراء؟!
وقد توفي رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه وقد اكتمل الدين!!
قال ربنا عز وجل: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً﴾.
ثم إننا نتساءل:
هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآل البيت رضي الله عنهم يعلمون أن ما فعله عمر خطأ؟
إن قلتم: علموا.
قلنا: كيف علموا وما هو الدليل على أنهم علموا؟
فإن قلتم: أنهم علموا ولم يتكلموا؟
قلنا: ألا يسعك ما وسعهم من عدم الكلام أم أنت أشجع وأجرأ منهم والعياذ بالله.
وإن قلتم: لم يعلموا!!
قلنا: فهل أنت أعلم منهم - والعياذ بالله - بحيث أن فهمكم أوصلكم إلى هذه النتيجة بينما فهم الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه وفهم آل بيته الأطهار لم يصلهم إلى هذه النتيجة!!
عجباً لأولئك النفر الذين يتصيدون العثرات لأصحاب رسول الله!
أما تفكروا في ذنوبهم؟
أما يخافون من سوء العاقبة والمنقلب وهم يعادون الأخيار ويتهمونهم بأشنع التهم؟!
نسأل الله السلامة والعافية.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top