قد لا يستطيع القارئ الكريم لأول وهلة الإجابة عن هذا التساؤل بدقة , نظرا لكثرة المشاركين والمتورطين في الدم السني في بلاد الرافدين وغيرها , فلم تبق فرقة ضالة منحرفة ولا مذهب باطل إلا وشارك في جريمة العصر ضد المكون السني في بلاد الشام على وجه الخصوص , عن علم وقصد وتخطيط كما تفعل الرافضة والمليشيات الأيزيدية.....وغيرها في العراق , أو عن جهل وحمق وتخبيط كما تفعل داعش إن أحسنا الظن واستبعدنا تورطها في المؤامرة الدولية على أهل السنة في المنطقة .
ولا أحسب أن من المبالغة في شيء قول القائل : إن الأيام تكشف يوما بعد يوم حقيقة التحالف النصراني الرافضي لقتل سنة العراق وتصفيتهم وتهجيرهم من أرضهم رغم كونهم يشكلون الأغلبية في البلاد منذ أن بدأت عملية فتحها على يد الصحابة الكرام في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه واكتملت في عهد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
والحقيقة أن بوادر تكّشف هذا الحلف النصراني الصفوي ضد الوجود السني في العراق يظهر جليا باحتلال أمريكا للعراق الذي كان للرافضة الدور البارز في تسهيله وتذليل عقباته , ليزداد وضوحا بعد الانسحاب الأمريكي من العراق وتركها غنيمة باردة للمشروع الصفوي , ليأتي الاتفاق النووي بين طهران والغرب تتويجا لهذا التحالف المفضوح المكشوف على حساب أهل السنة في المنطقة .
لم يكتف الغرب النصراني - على ما يبدو – بالموافقة على المشروع الصفوي ودعمه ومباركته في العراق وسورية ....وغيرها سياسيا فحسب , بل يبدو أنه يريد مشاركة المليشيات الرافضية في قتل أهل السنة في العراق , حيث كشف الكاتب والإعلامي السعودي عصام أحمد مدير - الباحث في مقارنات الأديان - أدلة جديدة على تورط "كتائب بابليون النصرانية"، التي يقودها ريان كلداني في قتل أهل السنة مع ما يسمى الحشد الشعبي "الرافضي" واعترافها بأنها ضمن الحشد .
وقد بث "مدير" عبر حسابه بموقع "تويتر" كدليل جديد على ذلك مقطع فيديو للكلداني، وهو يقول: "اليوم مشاركتنا كمسيحيين في الحشد الشعبي نقاتل جنبا إلى جنب بين مسلم شيعي مسيحي وكلنا متكاتفين بمحبة واحدة".
لم يكن هذا الفيديو الدليل الوحيد الذي ساقه "مدير" لإثبات مشاركة مليشيات نصرانية في قتل وتهجير سنة العراق بعد أن تحالفت مع الحشد الرافضي التابع لطهران , بل ساق الكثير من الأدلة على تورط تلك المليشيات النصرانية - بمباركة من الفاتيكان - فيما يجري في العراق من تصفية واضحة المعالم للوجود السني فيها , وعلى رأسها اعترافات قائد تلك الكتائب بالقتال جنبا إلى جنب مع مليشيا الحشد الرافضي في كل مكان في العراق , و بالمشاركة في حصار الفلوجة , بل وبتهديده بإرسال عناصر من كتائبه إلى كل من سورية للقتال مع طاغية الشام , واليمن للقتال ضد المملكة السعودية التي تواجه أطماع الحوثيين في اليمن .
كانت بدايات ظهور هذا الفصيل النصراني المسلح في أواخر ربيع ٢٠١٥ تحت مسمى "الحركة المسيحية في العراق/كتائب بابليون" , بذريعة حماية مرافق وكنائس النصارى في العراق من هجمات "داعش" كما روجت لذلك وسائل الاعلام الرافضية والنصرانية , لتثبت الأيام والأحداث أنها مجرد ذريعة للانغماس في مشروع قتل وتهجير سنة العراق تنفيذا لأجندة إيران .
ولعل تهديد قائد هذه الكتائب النصرانية من داخل كنائس العراق كل سياسي من أبناء بلده ينتقد الحشد بأنه "سيهشم جماجمهم وسيطاردهم للخارج" يثبت كذب ذرائعه الواهية بالدفاع عن الكنائس من "داعش" , ويؤكد وجود تحالف نصراني إيراني ضد المكون السني في العراق .
ثم إن تفاصيل ظهور قائد هذه المليشيات "ريان الكلداني" وتصديره إلى الواجهة السياسية والميدانية في العراق يثير الكثير من التساؤلات , ويؤكد أن وراء تلميع هكذا شخصية مغمورة مثله له ما بعده ... فقد كان ظهوره مفاجئا حين أخرج الشاب الذي لم يكمل العقد الثالث من عمره خطابا بختم واسم كاردينال الفاتيكان السابق في العراق "عمانوئيل الثالث دلي" بأنه عينه شيخا للكلدان رغم كونه مجهول السيرة ولا يملك أي مؤهلات .
وعلى الرغم من اعتراضات الكثير من الكلدان على تنصيب شاب غر شيخا عليهم , ومع تقليل كنائس العراق في بداية الأمر من شأن "ريان" عبر بيان صادر عنها , إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار "ريان" في تصدر المشهد , بل إن كنائس العراق تراجعت عن بيانها السابق بضغط واضح من الفاتيكان , ليصبح "ريان" بعد ذلك مرحبا به في جميع كنائس العراق , بل ويطلق تصريحاته من داخل قاعاتها !!
لم يقف الأمر عند تعيين الفاتيكان "ريان" شيخا على الكلدانيين , بل دعمته لخوض معترك السياسة عبر إنشاء قائمة بابليون لانتخابات البرلمان , ثم كانت نقطة التحول الكبرى في تعيين نوري المالكي له مستشارا في مشروع ما سمي بـ "المصالحة الوطنية" , ليكون الغطاء الناعم للتحالف النصراني الرافضي ضد المكون السني في العراق .
وكعادة الفاتيكان والقوى النصرانية في تنفيذ أجندتهم الإجرامية باسم "المحبة والسلام" المزعومة عُين "ريان" رئيسا لـما يسمى "وفد السلام والمحبة في العراق" , وهو في الحقيقة ترجمة لبرتوكول من بروتوكولات التنصير التي توصي الصارى بأن يكونوا : "حكماء كالأفاعي و ودعاء كالحمائم" !!
قد يكون ما يجري في كل من العرق وسورية واليمن قد أغرى القوى النصرانية بدعم المشروع الصفوي ليس على المستوى السياسي فحسب , بل وعلى المستوى الميداني القتالي أيضا , خوفا من خروج أهل السنة من هذه الحرب الشعواء ضدهم دون القضاء المبرم عليهم .
وقد نسي هؤلاء أو تناسوا أن هذه الأمة قد تضعف ولكنها لا يمكن أن تموت أبدا .
المصدر مواقع مسلم
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).