0

عقيدة الشيعة في الغيبة والرجعة

وكذلك الشيعة لا تكاد فرقة من فرقهم -بشكل عام- تسلم أو تخلو من عقيدة الإمام الغائب أو المخفي, وهي تختلف في تحديد شخصية هذا الغائب المنتظر فقط, فبينما تقول السبئية –أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي– بأنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه, حيث تؤمن بأنه لم يمت بل اختفى, وأنه سيعود ليملك الأرض, وقد ورد في كتبهم ذلك, فجاء في كتاب (المقالات والفرق) للقمي ص20(ت 301هجرية) وكذلك كتاب (فرق الشيعية) للنوبختي ص23(ت 310هجرية) أن عبد الله بن سبأ قال لمن جاءه ينعي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كذبت يا عدو الله ولو جئتنا والله بدماغه خربة فأقمت على قتله سبعين عدلا ما صدقناك ولعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ويملك الأرض).

ترجع عقيدة الغيبة والرجعية عند الشيعة في الأصل إلى عقائد المجوس الذين يعتقدون بأن لهم إماما مهديا حيا لم يمت, وهو من ولد (بشتا سف بن بهرا سف) ويدعى (أبشا وثن) وأنه اختفى وغاب داخل حصن عظيم بين خراسان والصين.

وكذلك العشية لا تكاد فرقة من فرقهم -بشكل عام- تسلم أو تخلو من عقيدة الإمام الغائب أو المخفي, وهي تختلف في تحديد شخصية هذا الغائب المنتظر فقط, فبينما تقول السبئية –أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي– بأنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه, حيث تؤمن بأنه لم يمت بل اختفى, وأنه سيعود ليملك الأرض, وقد ورد في كتبهم ذلك, فجاء في كتاب (المقالات والفرق) للقمي ص20(ت 301هجرية) وكذلك كتاب (فرق الشيعية) للنوبختي ص23(ت 310هجرية) أن عبد الله بن سبأ قال لمن جاءه ينعي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (كذبت يا عدو الله ولو جئتنا والله بدماغه خربة فأقمت على قتله سبعين عدلا ما صدقناك ولعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ويملك الأرض).

تقول فرقة الكربية من الكيسانية بأن الغائب المنتظر هو محمد بن الحنفية وتدعي أنه لم يمت كذلك (وأنه حي في جبل رضوى بين مكة والمدينة, وعن يمينه أسد وعن يساره نمر موكلان به يحفظانه إلى أوان خروجه وقيامه) كما جاء في كتاب فرق الشيعة للنوبختي (ص27 ), وزعموا أنه سيغيب سبعين عاما ثم يعود ويقتل الظلمة والجبابرة من بني أمية, ولما انقضت المدة ولم يظهر قالوا بأنه سوف يظهر ولو عمر عمر نوح عليه السلام, وقد انقضى هذا العمر ولم يخرج بعد فماذا يقولون اليوم؟!

وإذا كانت فرق الشيعة عامة قد اختلفت على تحديد شخصية الغائب المنتظر, فإنها على أي حال كانت شخصيات معروفة وموجودة, إلا أن العجيب والغريب في أمر الشيعة الاثني عشرية أن غائبهم المزعوم غير موجود أصلا, وإنما ابتدعوه واخترعوه لتبقى فكرة التشيع عندهم موجودة.

نشأة فكرة الغيبة عند الاثني عشرية وأسبابها

لقد وقع الشيعة في إشكال كاد أن يودي بمذهبهم إلى الأبد, وذلك أنه لما توفي الإمام الحسن العسكري –وهو الإمام الحادي عشر عند الشيعة الاثني عشرية– سنة 260 هجرية ولم يكن له ولد ولا عقب, وقد اعترفت كتب الشيعة بذلك, حيث جاء في (المقالات والفرق) للقمي (ص102 ): (لم ير له خلف ولم يعرف له ولد ظاهر فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمه) وقع الشيعة في مأزق خطير, واضطرب علماؤهم وتفرقوا فيمن يخلفه فرقا كثيرة بلغوا 14 كما قال النوبختي, وخمسة عشر فرقة كما قال القمي, وعشرين فرقة كما قال المسعودي في كتابه مروج الذهب, حتى إن بعض علماء الشيعة قالوا: (إن الإمامة قد انقطعت ...) كتاب الغيبة للطوسي /135.

إلا أن شيخا من شيوخ الشيعة وهو عثمان بن سعيد العمري الأسدي العسكري (المتوفى 180هجرية) زعم أن للحسن العسكري ولدا قد اختفى وعمره أربع سنوات, وادعى أنه يعرفه وأنه وكيله في استلام أموال شيعتهم والإجابة على أسئلتهم, رغم أن هذا الولد لم يظهر في حياة أبيه الحسن ولم يعرفه أحد بعد وفاة أبيه باعتراف كتب الشيعة نفسها.

ويشبه ما فعله عثمان بما فعله ابن سبأ اليهودي, فإذا كان ابن سبأ قد وضع عقيدة النص بإمامة علي -رضي الله عنه- عند الشيعة, والتي تعتبر أساس المذهب الشيعي, فإن عثمان هو من وضع البديل (لفكرة الإمامة) بعد انتهائها حسيا بوفاة الحسن العسكري دون خلف أو ولد.

وكان عثمان يرفض في البداية ذكر اسم الغائب أو مكانه, فقد ورد في كتبهم عن أبي عبد الله الصالحي قال: (سألت أصحابنا بعد مضي (الحسن العسكري) أسأل عن الاسم والمكان, فخرج الجواب: إن دللتم على الاسم أذاعوه وإن عرفوا مكانه دلوا عليه) الكافي 1/181, ويبدو أن عملية ستر اسمه ومكانه ما هو إلا محاولات لستر كذبهم, إذ كيف يأمر علماؤهم بكتمانه وهم يقولون: (من لم يعرف الإمام فإنما يعرف ويعبد غير الله) أصول الكافي 1/333.

وقد ادعى عثمان أنه الباب إلى الحجة الغائب, وكان يتلقى الأموال والأسئلة ومشاكل الناس ويوصلها إلى الإمام الغائب الصغير -حسب زعمه-, وهو بالتالي يجيب عن أسئلتهم ويحل مشاكلهم, وكان لعثمان وكلاء في البلاد الإسلامية يجبون الأموال ويحلون المشكلات عن طريق لقائهم بالباب (عثمان) والذي بدوره يلتقي وحده بالإمام الغائب المزعوم.

وقد تسابق كثير من الشيعة للادعاء بأنهم الباب طمعا بالأموال الوفيرة التي يجنونها من وراء ذلك, مما دفع عثمان إلى أن يوصي بالبابية لابنه من بعده محمد, مما تسبب بوقوع خلاف كبير بين الشيعة ووصل إلى حد لعن بعضهم بعضا, ثم ذهب أمر البابية إلى أبو القاسم الحسين بن روح والذي أحدث نزاعا كبيرا بين المرتزقة أيضا, ثم تسلمها من بعده رجل يقال له علي بن محمد السمري, وفي وقته بدأ الناس يتكشفون زيف هذه الدعوى, فلما قيل للسمري: (من توصي بعدك قال: لله أمر هو بالغه) الغيبة للطوسي/242, وهذه المرحلة تسمى مرحلة الغيبة الصغرى واستمرت 74 عاما, ليدخل الشيعة بعدها مرحلة جديدة سميت بمرحلة الغيبة الكبرى ومنصب جديد بديل عن البابية سمي (النيابة).

وفيها أن الحجة الغائب –محمد بن الحسن العسكري- اختفى عن السفراء وخاصته من الأبواب, وذلك بدخوله السرداب في دار أبيه, ومن أجل ذلك فالشيعة يجتمعون كل ليلة بعد صلاة المغرب أمام باب السرداب ويهتفون باسمه ويدعونه للخروج حتى تشتبك النجوم, ولهم أدعية عند زيارة الإمام الغائب ذكرها علماؤهم في كتبهم, وقد أصدرت الدوائر الشيعية الاثني عشرية توقيعا منسوبا للمنتظر الموهوم بأن كل مجتهد هو نائب عن الإمام.

عقيدة الرجعة وأفعال الحجة عند رجوعه

وهي عقيدة أساسية من عقائد الشيعة الاثني عشرية, يقول ابن بابويه في الاعتقادات (ص90): (واعتقادنا في الرجعة أنها حق), و قد كانت الرجعة في بادئ الأمر هي رجعة الإمام فقط, وهو ما ذهبت إليه السبئية والكاسانية من الشيعة, إلا أن الشيعة الاثني عشرية زادوا على رجوع وعودة إمامهم الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري صاحب السرداب برجوع خلق كثير ومنهم:

1 -رجوع أئمتهم بعد الموت مع رجوع الإمام الغائب.

2-رجع خلفاء المسلمين الذين اغتصبوا الإمامة من علي والاقتصاص منهم.

3-رجوع أصحاب الإيمان المحض –وهم الشيعة الإمامية- كما يزعمون رورجوع أصحاب الكفر المحض –وهم جميع من لم يؤمن بمذهبهم وعلى رأسهم أهل السنة– كما يزعمون.

ومن أهم أعمال المنتظر حين رجوعه في عقيدتهم:

1-الغائب المنتظر عند قيامه يحكم بحكم آل داود وليس بالإسلام, وهو ما يؤكد التقارب والتوافق الشيعي اليهودي في كثير من المعتقدات.

2-يخير الشيعة الأموات بين الرجوع كجنود للمهدي أو البقاء في القبر مكرمين.

3-هدم الحجرة النبوية وصلب الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما على يد المنتظر, وقد جاء ذلك واضحا في نصوص كتبهم كما في بحار الأنوار للمجلسي: (وأجيء إلى يثرب فأهدم الحجرة وأُخرج من بها وهما طريان فآمر بهما تجاه البقيع وآمر بخشبتين يصلبان عليهما ....) 53/39.

4-يقيم الحد على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كما يزعمون -والعياذ بالله– جاء في بحار الأنوار: (اما لو قام قائمنا لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد).

5-هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه, ويقتل حجاج بيت الله الحرام بين الصفا والمروة كما جاء في كتبهم.

6-يقتل قريشا ويصلبهم أحياء وأمواتا عند رجعته, وهذا يؤكد الحقد المجوسي الفارسي على العرب بشكل خاص.

هذه هي عقيدة الشيعة الاثني عشرية بغيبة الإمام المهدي المنتظر ورجعته, عقيدة مليئة بالأحقاد والأضغان والكراهية لأهل السنة, مثلهم في ذلك مثل الصليبيين الذين قتلوا سبعين ألف مسلم حين استباحوا المسجد الأقصى, ومثل اليهود في الذين ناصبوا الإسلام والمسلمين العداء منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وإلى قيام الساعة.

كما أنها عقيدة كلها خرافات وأوهام وأساطير, بدءا باختراع ولد للحسن العسكري دون أن يكون له في الحقيقة ولد, وصولا لغيبته وهو ابن خمس سنوات أو أقل, وانتهاء باختفائه في السرداب أكثر من ألف عام, فأي عاقل يمكنه أن يصدق هذا؟!

المصدر: موقع مركز التأصيل للدراسات والبحوث.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top