عندما
نقرأ هذه الآية الكريمة يتبادر إلى أذهاننا مباشرة أنها نزلت في اليهود،
ولكن ما أن نعود إلى واقع الأمة الإسلامية اليوم وخصوصاً في العراق ولبنان
وأفغانستان، نجد أن هذه الآية الكريمة تنطبق على أفعال الشيعة في البلاد
الإسلامية على مر التاريخ، وعن الضرر الذي سيلحق أهل السنة من جانبهم وأنه
لن يكون إلاَّ طفيفاً وعابراً: {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذىً وَإِن يُقَـاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأدبار ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ}.
الذي يمعن النظر جيداً في هاتين الآيتين يجد أنهما تخبران عن أمور منها:
1-إن الشيعة لا يقدرون على إلحاق أي ضرر مهم بأهل السنة، وأن ما يلحقونه بهم لن يكون إلاّ أضراراً بسيطة، وعابرة {لن يضروكم إلاّ أذى}.
2-إنهم لن يثبتوا - في القتال - أمام أهل السنة والجماعة، بل يهربون ويكون الظفر لأهل السنة، ولا يجد الشيعة ناصراً ولا معيناً: {وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثمّ لا ينصرون}.
3-إنهم
لن يستطيعوا الوقوف على أقدامهم ولن يتمكنوا من العيش مستقلين، بل سيبقون
أذلاء دائماً، إلاَّ أن يعيدوا النظر في سلوكهم، ويسلكوا طريق الحق، أو أن
يعتمدوا على الآخرين ويستعينوا بقوتهم إلى حين. كما قال تعالى: {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلاّ بحبل من الله وحبل من الناس}.
إن
أمام التشيع الفارسي طريقين يستطيع بهما أن يتخلص من لباس الذلة، إما أن
يعود إلى الله، ويعقد حبله بحبله، وإما أن يتمسك بحبل من الناس، ويعتمد على
هذا وذاك، ويعيش ذيلاً وتابعاً للآخرين.
وقد
تبين لنا من تاريخ التشيع الفارسي وأتباعه أنهم أينما وجدوا فإنهم يوجدون
وقد ختموا بخاتم الذلة على جباههم مهما حاولوا إخفاء ذلك - وكان ذلك هو
الصفة البارزة لهم بسبب مواقفهم المشينة من تعاليم الوحي الإلهي، من تحريف
للقرآن وسب لصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وسب لأزواجه عليه الصلاة
والسلام، وسمة الغدر المطبق في عقائدهم والتربص بأهل السنة والجماعة حتى
إذا سنحت لهم الفرصة لم يرقبوا فيهم إلاً ولا ذمة.
وعلى
هذا تكون خلاصة المفهوم من هذه الآية في عصرنا هي: إن على التشيع الفارسي
وأتباعه أن يعيدوا النظر في برنامج حياتهم، ويعودوا إلى الله، ويمسحوا عن
أدمغتهم كلّ الأفكار الشيطانية، وكلّ النوايا الشريرة، ويطرحوا النفاق
والبغضاء للمسلمين جانباً، أو أن يستمروا في حياتهم النكدة الممزوجة
بالنفاق، مستعينين بهذا أو ذاك. فإما الإيمان بالله والدخول تحت مظلته وفي
حصنه الحصين، وأما الاعتماد على معونة الناس الواهية. والاستمرار في الحياة
التعسة.
الشيعة والمسكنة الدائمة:
لقد
تبين لنا مما سبق أن أمام التشيع الفارسي طريقين: إما أن يعودوا إلى منهج
القرآن الكريم، وإما أن يبقوا على سلوكهم فيعيشوا أذلاء ما داموا، والواقع
أثبت مما لا لبس فيه أنهم اختاروا الطريق الثاني ولهذا لزمتهم الذلة {وباؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة}.
ولفظة
(باؤوا) تعني في الأصل الرجوع واتخاذ السكنى، وقد استخدمت هنا للكناية عن
الاستحقاق فيكون المعنى: أن التشيع الفارسي بسبب ما اقترف من المعاصي استحق
الجزاء الإلهي، واختار غضب الله كما يختار الإنسان مسكناً ومنزلاً
للإقامة.
وأمّا
لفظة (مسكنة) فتعني الذلة والانقطاع الشديد الذي لا تكون معه حيلة أبداً،
وهي مأخوذة من السكون أصلاً، لأن المساكين لشدة ما بهم من الفقر والضعف لا
يقدرون على أية حركة، بل هم في سكون وجمود.
ثمّ
إنه لا بدّ من الالتفات إلى أن المسكين لا يعني المحتاج والمعدم من
الناحية المالية خاصّة، بل يشمل هذا الوصف كلّ من عدم الحيلة والقدرة على
جميع الأصعدة، فيدخل فيه كلّ ضعف وعجز وافتقار شديد.
ويرى
البعض أن الفرق بين الذلة والمسكنة هو أن الذلة ما كان مفروضاً على
الإنسان من غيره، بينما تكون المسكنة ناشئة من عقدة الحقارة وازدراء الذات،
أي أن المسكين هو من يستهين بشخصيته ومواهبه وذاته، فتكون المسكنة نابعة
من داخله، بينما تكون الذلة مفروضة من الخارج.
وعلى هذا الأساس يكون مفاد قوله تعالى: {وباؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة} هو: أن أصحاب التشيع الفارسي بسبب إقامته على المعاصي وتماديه في الذنوب أصيبوا بأمرين:
أولاً: طردوا من جانب المجتمع وحل عليهم غضب الله سبحانه.
ثانياً:
إن (الذلة) أصبحت تدريجياً صفة ذاتية لازمة لهم حتّى إنهم رغم كلّ ما
يملكون من إمكانيات وقدرات مالية وسياسية، يشعرون بحقارة ذاتية، وصغار
باطني.
وقد رأيناهم كيف كانوا يتناعقون أنهم مظلومون ومهمشون عن سدة الحكم، وعندما تسلموا الحكم تناعقوا أيضاً بالمظلومية !!!!.
إنهم
لم يصابوا بما أصيبوا به من ذلة ومسكنة، وحقارة وصغار لأسباب قومية عنصرية
أو ما شابه ذلك، بل لما كانوا يرتكبونه من الأعمال فهم:
أولاً: كانوا ينكرون آيات الله ويكذبون بها.
ثانياً: يصرون على قتل الدعاة الهداة الذين ما كانوا يريدون سوى إنقاذ الناس من الجهل والخرافة، وتخليصهم من الشقاء والعناء.
ثالثاً:
إنهم كانوا يرتكبون كلّ فعل قبيح من لواطة وزنا وفجور وشرب المخدرات
والمسكرات، ويقترفون كلَّ جريمة نكراء من تعذيب وقتل واغتصاب، ويمارسون كلّ
ظلم فظيع من تهجير وسرقة لأموال أهل السنة، وتجاوز على حقوق الآخرين من
استيلاء على بيوت أهل السنة أو حرقها مع مقتنياتها، ولا شكّ أن أي قوم
يرتكبون مثل هذه الأُمور يصابون بمثل ما أصيب به أصحاب التشيع الفارسي من
ذلة وصغار وحقارة.
مصير التشيع الفارسي المظلم:
إن
تاريخ التشيع الفارسي الزاخر بالأحداث والوقائع المشينة، يؤيد ما ذكرته
الآيات السابقة تأييداً كاملاً، كما أن وضعهم الحاضر هو الآخر خير دليل على
هذه الحقيقة، أي أن الذلة اللازمة للتشيع الفارسي والصغار الملتصق بهم
أينما حلوا ونزلوا، هو قضاء تكويني، وهو حكم التاريخ الصارم الذي يقضي بأن
يلازم الذلة، ويصاب بالصغار كلّ قوم يتمادون في الطغيان، ويغرقون في
الآثام، ويتجاوزون على حقوق الآخرين وحدودهم، ويسعون في إبادة القادة
المصلحين والهداة المنقذين، إلاَّ أن يعيد هؤلاء القوم النظر في سلوكهم،
ويغيروا منهجهم وطريقتهم، ويرجعوا ويعودوا إلى الله، أو يربطوا مصيرهم
بالآخرين ليعيشوا بعض الأيام في ظل هذا أو ذاك كما هو حالهم في العراق
اليوم، وموقفهم من الاتفاقية الأمنية طويلة الأمد مع الأمريكيين.
إن
التشيع الفارسي الذي نصب العداوة لأهل السنة اليوم ويحارب الإسلام نجده لا
يستطيع الوقوف أمام أي خطر يهدده إلاَّ بالاعتماد على الآخرين وحمايتهم
رغم كلّ ما يملك من أسلحة ورجال، فنراهم إذا أرادوا غزو أحد أحياء أهل
السنة ذات الطابع الجهادي ورأوا مقاومة شرسة وأنهم قد أحيط بهم من كل مكان
وأحسوا بخطر يهددهم، سارعوا واستنجدوا بالأمريكان، وإذا ما تصفحنا أوراق
التاريخ نجد أن بذرة التشيع الفارسي (إيران الشعوبية) لم تتمكن من هزيمة
طالبان ونظام صدام إلا بالاستعانة بالأمريكان
وكلّ
هذا يؤكد ويؤيد ما ذكرته هذه الآيات وما يستفاد منها من الحقائق، ولا شكّ
أن هذا الوضع سيستمر بالنسبة إلى التشيع الفارسي إلاَّ إذا تخلوا عن سلوكهم
العدواني وأعادوا الحقوق إلى أهلها، وعاشوا إلى جانب الآخرين على أساس من
الوفاق لا الغصب والعدوان والاحتلال.
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).