0
الشهداء أحياء لذا يدعونهم من دون الله!
حين نتحاور مع الرافضي ونسأله: لمَ تدعو القبور وهؤلاء أموات لم يستطيعوا دفع الضر عن أنفسهم؟
يقول: إن الأئمة شهداء، وهم أحياء عند ربهم، ويسمعون دعاءنا، ويشفعون لنا.. وغير هذا من الكلام الباطل.
نقول: قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ﴾ [البقرة154].
وقال في آية أخرى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران169].
نعم هم أحياء. ولكن أين؟ عند ربهم وليس عندنا؛ بل قال تعالى: ﴿يُرزقون﴾ ولم يقل: (يَرزقون)، فلو كانوا هم من يَرزقون فلن نحاججكم في دعائهم، والأولى دعاء من يرزقهم بما أنهم يُرزقون.
ثم هل هم أحياء؟ بمعنى أن زوجاتهم لم يتزوجن من بعدهم؟ ولم يعتدن العدة لوفاتهم؟ وهل تقسم ميراثهم أم لا؟
فإن قلتم: إن نساءهم قضين العدة على وفاتهم، وأن أموالهم تقاسمها الورثة؛ فهذا يعني أنهم أموات وليسوا بأحياء في الدنيا.
إذاً: كيف يسمعونكم حين تدعونهم من دون الله؟
قال الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام: ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ [المائدة117].
وكلنا يعلم أن نبي الله عيسى لم يمت بل رفعه الله إليه وسينزل آخر الزمان، وها هو يقول: ﴿وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ﴾.
وهل استطاع الأئمة أن يدفعوا الضر عن أنفسهم حتى يدفعوا الضر عنكم ويقضوا حوائجكم؟
قال تعالى: ﴿إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ [فاطر14].
ثم هناك استفسار مهم:
مَن مِن الأئمة الاثني عشر مات شهيداً في سبيل الله غير علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأيضاً قيل إن الحسن مات مسموماً، والحسين استشهد على أيدي شيعته في كربلاء؟ هؤلاء الثلاثة فقط أما الذين بعدهم فلا أحد منهم مات مقتولاً كي يكونوا شهداء.
والسؤال الأهم: هل الأئمة عباد لله أم لا؟ وهل هم يتساوون مع الله أم هم دون الله؟
فإن قلتم: إنهم ليسوا عباداً لله، وأنهم يتساوون مع الله! فقد كفرتم، وأشركتم، وخرجتم من الملة.
وإن قلتم: إنهم عباد لله، وإنهم لا يتساوون معه بل هم دونه. نقول لكم: اقرأوا هذه الآية وأجيبوا على أنفسكم: ﴿أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً﴾ [الكهف102].

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top