المصدر: شبكة الدعاة إلى العلم النافع الإسلامية
كيف تنكرون علينا القول بأن الأئمة يحيون ويميتون
ويخلقون، وتنكرون الولاية التكوينية، وأنتم يا أهل السنة تقولون بها؟ فقد
قال شيخكم العثيمين أن الصحابي العلاء بن الحضرمي عبر على ماء البحر وغيره
من الصحابة، وكذلك أنه قال إن صلة بن أشيم أحيا فرسه الذي مات في [فتاوى
ابن عثيمين ج8 ص 126].
الرد عليها:
بتر الرافضي كلام الشيخ محمد بن صالح العثيمين حيث قال رحمه الله:
"أما الكرامات، فهي جمع كرامة، والكرامة أمر خارق للعادة،
يجريه الله تعالي علي يد ولي، تأييداً له، أو إعانة، أو تثبيتاً، أو نصراً
للدين.
فالرجل الذي أحيا الله تعالي له فرسه، وهو صلة بن أشيم، بعد
أن ماتت، حتي وصل إلى أهله، فلما وصل إلى أهله قال لابنه: ألق السرج عن
الفرس، فإنها عربة! فلما ألقي السرج عنها سقطت ميتة. فهذه كرامة لهذا الرجل
إعانة له.
أما التي لنصرة الإسلام، فمثل الذي جرى للعلاء بن الحضرمي رضي
الله عنه في عبور ماء البحر، وكما جرى لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في
عبور نهر دجلة، وقصتها مشهورة في التاريخ.
فالكرامة أمر خارق للعادة، أما ما كان على وفق العادة، فليس بكرامة.
وهذا الأمر إنما يجربه الله علي يد ولي، احترازاً من أمور
السحر والشعوذة، فإنها أمور خارقة للعادة، لكنها تجري على يد غير أولياء
الله، بل على يد أعداء الله، فلا تكون هذه كرامة" انتهى.
فلم يقل الشيخ العثيمين رحمه الله ما ادعاه الرافضي من أنه
قال إن فلاناً أحيا وفلان أمات بل قال أحيا الله له، وهكذا يجري الله
الكرامة، وليس العبد، فالشيعة تنص على أن الحياة والموت بيد الأمام يجريها
الأمام والعياذ بالله!
أقول: كلام الشيخ العثيمين رحمه الله واضح، وهو عقيدة أهل
السنة في الكرامات، وهي أنها أمور خارقه للعادة يجريها الله على يدي
أوليائه.
أما الولاية التكوينية فهي أمر مختلف تماماً عن الكرامة، وتحضرني هذه الفروق:
1- إذ أن الولاية التكوينية هي ولاية الإمام على جميع ذرات الكون، فهي من عنديات الإمام.
وأما الكرامة فهي خارقة يؤيد الله بها عبده في وقت دون آخر،
ومكان دون آخر، كما في الكرامة فالكرامة هي من عند الله، وليست من عند
الولي.
2- ثم إن الولاية التكوينية عند الإثني عشرية يجريها الإمام
متى شاء وأينما شاء على جميع ذرات الكون، بينما الكرامة كما بين الشيخ
العثيمين هي خارقة من خوارق العادات يجريها الله على وليه، وليس يجريها
الإمام على جميع ذرات الكون فيحي ويميت ويقدر ويعلم متى يموت، وإن شاء
الإمام فعل وإن لم يشأ لم يفعل.
3- ثم هنالك فرق آخر خطير جداً: فإن الولاية التكوينية تحصل
باختيار من الإمام؛ فإن شاء أحيا، وإن شاء أمات، وإن شاء علم .. وهكذا على
جميع ذرات الكون. يعني: رب مع الله والعياذ بالله! أما الكرامة فهي باختيار
من الله وليس باختيار من الولي؛ فإن شاء الله أيد وليه وأعانه، وإن لم
يشأء الله لم يؤيده.
كما يصحح علامتهم الصفار في بصائره.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 147: باب في علم
الأئمة بما في السموات والأرض والجنة والنار وما كان وما هو كائن إلى يوم
القيمة.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 335: باب في الإمام
بأنه إن شاء أن يعلم العلم علم، ولنرى شيء من الولاية التكوينية في أحد كتب
الشيعة المعتمدة بتصفح أبوابه:
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 210: باب في الأئمة عليهم السلام عندهم الصحيفة التي فيها أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 219: باب في الأئمة
عليهم السلام أنه جرى لهم ما جرى لرسول الله أنهم أمناء الله على خلقه
وأركان الأرض وأمناء الله على ما هبط من علم أو عذر أو نذر، والحجة البالغة
على ما في الأرض، وأنهم قد أعطوا علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل
الخطاب والعصار والميسم.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 240: باب ما يلقى إلى الأئمة في ليلة القدر مما يكون في تلك السنة ونزول الملائكة عليهم.
بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 249: باب في أن الأئمة عليهم السلام أفضل من موسى والخضر عليهما السلام.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 251: باب في أنهم يخاطبون ويسمعون الصوت ويأتهم صور أعظم من جبرئيل وميكائيل.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 253: باب في الإمام أنه ترايا له جبرئيل وميكائيل وملك الموت.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 254: باب ما يلهم الإمام ما ليس في الكتاب والسنة من المعضلات.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 255: باب في الأئمة أنهم يعرفون الإضمار وحديث النفس قبل أن يخبروا به.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 262: باب في الأئمة أنهم يخبرون شيعتهم بأفعالهم وسرهم وأفعال غيبهم وهم غيب عنهم.
بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 278: باب في الأئمة من آل محمد (ع) أنهم إذا ظهروا حكموا بحكومة آل داود )(ع).
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 280: باب في قول
الأئمة عليهم السلام لشيعتهم لو كان على افواههم أوكية وكتموا على أنفسهم
لأخبروهم بجميع ما يصيبهم من المنايا والبلايا وغيره.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 282: باب في الأئمة عليهم السلام أنهم يعرفون آجال شيعتهم، وسبب ما يصيبهم.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 289: باب في الأئمة عليهم السلام أنهم يحيون الموتى ويبرؤن الأكمه والأبرص بإذن الله.
بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 335: باب في الإمام بأنه إن شاء أن يعلم العلم علم.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 353: باب في الأئمة عليهم السلام أنهم يتكلمون الألسن كلها.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 361: باب في الأئمة أنهم يعرفون منطق الطير.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 367: باب في الأئمة عليهم السلام أنهم يعرفون منطق البهائم ويعرفونهم ويجيبونهم إذا دعوهم.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 410: باب في الإمام أنه يعرف شيعته من عدوه بالطينة التي خلقوا فيها بوجوههم واسمائهم.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 430: باب في أمير المؤمنين إن الله تعالى ناجاه بالطايف وغيرها ونزل بينهما جبرئيل.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 455: باب في الإمام يرفع له في كل بلد منار وينظر فيه إلى أعمال العباد.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 471: باب في الأئمة (ع) أن روح القدس يتلقاهم إذ احتاجوا إليه.
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار ص 447: باب عرض الأعمال على الأئمة الأحياء والأموات.
بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 500: باب في الأئمة أنهم يعرفون متى يموتون ويعلمون ذلك قبل أن يأتيهم الموت.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).