0
الاحتلال الإيراني وحرب تغييب الهوية الأحوازية
على خطى الطريقة اليهودية تسير الدولة الشيعة "إيران"، ففي الوقت الذي تسعى فيه القوى الصهيونية جاهدة لتغييب الهوية العربية والإسلامية عن القدس وفلسطين بصفة عامة، تسعى القوى الفارسية "الصفوية" إلى محو الهوية العربية والإسلامية عن إقليم الأحواز العربي المسلم.
ذلك الإقليم الذي تم اغتصابه من الحضن العربي منذ ما يقرب من ثمانين عاماً، بعد استدراج الشيخ خزعل الكعبي حاكم البلاد إلى فخ نصب له من قبل قائد الجيش الإيراني الجنرال زهدي، فمنذ ذلك الحين والشعب الأحوازي العربي المسلم يسام الهوان من أجل تفريسه وتغييب الهوية العربية والإسلامية عنه.
وفي سبيل هذا الأمر تسعى الدولة الفارسية إلى العمل في أكثر من جانب، فمن ناحية تسعى إلى التغييب الثقافي للغة العربية، ومن ناحية أخرى تسعى إلى التغييب الديني والعقدي "السني"، ومن ناحية ثالثة تسعى إلى التغييب الحضاري لكل ما يمت لحضارة العرب والمسلمين بصلة، سواء كان هذا المظهر الحضاري مظهراً معمارياً أو ثقافياً أو دينياً.
ومن أوضح الأمثلة على ذلك سعي العقلية الفارسية إلى التخريب الممنهج للمعالم التاريخية للأحواز المحتلة.
فقد كشفت مصادر إعلامية إيرانية السبت الماضي عن إصدار أوامر من قبل مؤسسة التربية والتعليم في مدينة عبادان الأحوازية بتخريب عدد من المدارس التاريخية في هذه المدينة الأحوازية.
ورداً على هذا الأمر قال أحمد أميري أحد المهتمين بالآثار التاريخية للمدن الأحوازية لوكالة "ايسنا" للأنباء: "هناك محاولة لتخريب العديد من المدارس التاريخية في مدينة (عبادان) مع أن هذه المدارس تم تسجيلها ضمن الآثار التاريخية". وطالب أميري أن لا يكون مصير هذه المدارس التاريخية كمصير بيوت "البجارية" التاريخية التي هدمتها حكومة الاحتلال الإيراني في أوقات سابقة.
وتعليقاً على هذا الأمر أشار "المركز الإعلامي للثورة الأحوازية" عبر موقعه إلى أن الاحتلال الإيراني قام في فبراير2011م بتخريب قصر الشيخ خزعل الكعبي في مدينة المحمرة المعروف بقصر "الفيلية"، كما تم تخريب قصر الشيخ في مدينة "الحميدية" وتخريب العديد من الآثار التاريخية في الأحواز المحتلة، وهذه السياسة ينتهجها الاحتلال بشكل متعمد وممنهج، لكي يقطع أية صلة بين الشعب وتاريخه وثقافته؛ لطمس الهوية العربية للأحواز أرضاً وشعباً وتاريخاً.
وإضافة إلى التخريب المتعمد للآثار التاريخية "الإسلامية والعربية" يسعى الاحتلال الإيراني إلى العبث بالمحتوى الثقافي والديني للشخصية الأحوازية عبر التغييب التام للغة العربية والثقافة العربية، وهو الأمر الذي أشار إليه مسلم أحوازي في رسالة سبق نشر جزء منها بمركز التأصيل.
ومما جاء في هذه الرسالة على لسان ذلك المسلم الأحوازي: "أنا ابن الأحواز العربية، أرسل رسالتي إلى إخواني العرب والمسلمين: لقد غيرت الحكومة الإيرانية أسماء ستة عشرة مدينة من مدن الأحواز، وغيرت أسماء القرى والشوارع, وأجبرت الجميع على أن يتعلم ويتحدث باللغة الفارسية، ومنعت علينا الحديث والكتابة بالعربية, وأجبر الآباء على تسمية أبنائهم بأسماء غير عربية، فلن تجدوا في مواليد العرب الأحواز السنة أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وخالد وغيرها, نرجو دعمكم واهتمامكم بقضيتنا".
وإلى جانب العبث بالمحتوى الثقافي والقيمي والديني والتاريخي سعى الاحتلال أيضاً إلى العبث بالتركيبة الديمغرافية لسكان الإقليم، عبر سياسية التهجير التي اعتمدها مع القبائل العربية في إقليم الأحواز، حيث قامت حكومة الاحتلال الإيراني بتهجير القبائل العربية المقيمة في الأحواز إلى مناطق الشمال الإيراني واستجلاب سكان هذه المناطق إلى الأحواز وإسكانهم فيها. كما قامت بحرمان أهل الأحواز الأصليين من العرب والمسلمين من امتلاك الأراضي الزراعية، وقامت بمصادرة جميع الأراضي التي كان يملكها العرب وكذلك العقارات.
فالدولة الإيرانية تدرك جيداً أن الصراع مع العرب المسلمين، صراع حول الهوية في المقام الأول، وهذه الهوية يلخصها المحتوى العقدي الإسلامي، ولهذا فهي تعمل بكل طاقتها على إفساد هذه الهوية، وإن طال الأمر وامتد لسنوات، يقول الدكتور إبراهيم الفارس المتخصص في العقائد والملل والنحل والمذاهب المعاصرة تعليقا على سياسية إيران مع الشعب الأحوازي عبر صفحته بموقع تويتر: "بطيء لكن أكيد .. هذا منهج إيران المجوسية في إفساد عقيدة الشعب الأحوازي.. طول نفس مع تجهيل وتفقير.. والنتيجة تشيع وللأسف".
المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top