عند
ذكر هذا الاسم لا ينصرف إلا إلى فاطمة بنت الرسول الله صلى الله عليه و
سلم ، أم الحسن سيدة نساء هذه الأمة ، تزوجها علي رضي الله عنه في السنة
الثانية من الهجرة ، و ماتت بعد النبي صلى الله عليه و سلم بستة أشهر ، و
قد جاوزت العشرين بقليل رضي الله عنها . آمين .
و يتعلق بهذا الاسم ثلاثة ألفاظ :
الأول: قول طائفة من غلاة الرافضة الباطنية ، يقال لهم :(
المخمسة) ، و هم : الذين زعموا أن محمداً ، وعلياً ، و فاطمة ، و الحسن ، و
الحسين خمستهم شيءٌ واحد . و زعموا أن فاطمة لم تكن امرأة وكرهوا أن
يقولوا فاطمة بالتأنيث، و قالوا:( فاطم )، و في ذلك يقول بعض شعرائهم:
توليتُ بعد الله في الدين خمسةً *** نبيا و سبطيه و شيخاً و فاطما
انتهى من كتاب الزينة .
و المخمسةُ فرقةٌ ضالةٌ بإجماع المسلمين ، و قولهم :( إن فاطم لم تكن امرأة ) كفرٌ و ضلال مبين .
و كراهتهم اسم (فاطمة )
بالتأنيث هي كراهة محرمة في دين الله ، بل يحرم إطلاق فاطم على فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم على اعتقادهم ! نعم يجوز لغة فاطم للترخيم ،
كما في ضرورة الشعر ، و منه :
أفاطمَ مهلا بعض هذا التدلل …
الثاني: قولهم فاطمة البتول، أصل لفظة بَتَلَ -بفتحات – معناها : الانقطاع ، و منه : قيل لمريم عليها السلام : ( مريم البتول) لانقطاعها عن الرجال .
و قيل لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( فاطمة البتول) لانقطاعها عن نساء زمانها فضلاً، و ديناً ، و حسباً .
الثالث: ( فاطمة الزهراء )، الزهراءُ: المرأة المشرقة الوجه البيضاء المستنيرة. و منه جاء الحديث في البقرة وآل عمران الزهراوان ، أي : النيرتان .
و لم أقف على تاريخ لهذا اللقب لدى أهل السنة، فالله أعلم.
وردنا هذا التعليق من أحد طلبة العلم المعروفين لدى الموقع حول مقال الشيخ
العلامة بكر أبو زيد رحمه الله تعالى، وقد نشرناه كما هو تابعاً لأصل كلام
الشيخ بكر أبو زيد من معجم المناهي اللفظية.
قلتُ
: ما تقدم هو من كلام الشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله حول لقب (
فاطمة الزهراء ) في كتابه النافع ( معجم المناهي اللفظية ) ، و ظاهر كلامه
أنه لا يرى المنع من هذا اللقب ، و إنما قال ( و لم أقف على تاريخ لهذا
اللقب لدى أهل السنة ، فالله أعلم ) .
و
قد سرى بين بعض أهل العلم المنع أو كراهة استخدام هذا اللقب ، حتى عدوه من
البدعة ، و قد يستدلون بكلام بكر أبو زيد رحمه الله المتقدم على المنع ،
حتى أن هناك من يقول : لم يردا في كلام ابن تيمية ولا ابن القيم !
و هذا شيء غريب !
لا تعلم كيف يسري القول به عند بعض من ينتسب للسنة المحضة ، لكن المعصوم من عصمه الله !!
و قد حضرني استدلالا بديعا لجواز ذلك، وهو يحتاج إلى تقرير ونقل، فأقول:
صح في الحديث الذي أخرجه البخاري و مسلم ، و أحمد : عن أنس رضي الله عنه قال : (كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون ، كأن عرقه اللؤلؤ ، إذا مشى
تكفأ ، ولا مسست ديباجة ، ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، ولا شممت مسكة ولا عنبرة أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه
وسلم ) .
و الأزهر في اللغة: المنير المضيء و المشرق، و الرجل الزاهر هو: الحسن الأبيض من الرجال، و قيل: هو الأبيض فيه حمرة.
ويقال امرأة زهراء أي: مشرقة الوجه.
و فاطمة عليها السلام تأخذ هذا الوصف من جهتين :
الأولى:
أن فاطمة عليها السلام أشبه الناس بأبيها. قالت أمنا عائشة رضي الله عنها :
اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يغادر منهن امرأة ، فجاءت
فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :« مرحبا بابنتي» فأجلسها عن يمينه .. الحديث .
وكان ابنها الحسن أشبه الناس بجده رسول الله، فعن أنس:( كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم).
الجهة الثانية: أنه ثبت في الصحيحين عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : «فاطمة بضعة مني ».
والبَضْعَةُ : القطعة منه ، كما في حديث طلق في الوضوء من مس الذكر: ( لا ، إنما هو بضعة منك ) .
فإذا
كان النبي صلى الله عليه وسلم ( أزهر ) كما ثبت في الحديث المخرج في
الصحيحين ، فالقطعة منه و البضعة لابد و أن تكون( زهراء ) خاصة ، وقد ثبت
في الحديث أنها (أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ).
فثبت بهذا مشروعية قولنا ( فاطمة الزهراء ) ، و أنه لا حرج منه و لا فيه .
فإذا
قيل : الشيعة يريدون به معاني فاسدة ، نقول : نحن لا نريدها و لا نقبلها ،
و نبقى على الأصل وهو جواز التسمية والتلقيب والاطلاق لأمنا فاطمة عليها
السلام .
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).