التعريف والتأسيس:
فرقة باطنية تؤله الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله الذي يمثل محور العقيدة
الدرزية, وقد أخذت جلّ عقائدها عن الإسماعيلية(1)ﻫ واتصل بالحاكم, وكان
أول من أعلن ألوهية الحاكم.. وتنسب فرقة الدروز إلى محمد بن إسماعيل
الدرزي(2) المعروف بنوشتكين وهو من أصل فارسي جاء إلى مصر سنة 408
وشاركه في جريمته هذه رجل فارسي أيضاً اسمه حمزة بن علي من أهالي زوزن
بإيران. وقد جهر الدرزي بهذه العقيدة أمام الناس في الجامع الأزهر في
القاهرة دون انتظار أوامر حمزة مما ألّب عليه الناس, وهموا بقتله بسبب
القول بألوهية الحاكم, فهرب الدرزي إلى بلاد الشام, وظل يدعو إلى عقيدته
هناك حتى هلك سنة 410 ﻫ.
وهمّ الناس بقتل حمزة أيضاً لولا تدخل الحاكم. وحمزة الزوزني هو المؤسس الفعلي لعقائد الدروز.
أهم العقائد:
1- يعتقدون بألوهية الحاكم بأمر الله وهو التجلي الأخير للألوهية عندهم , ولما مات قالوا برجعته آخر الزمان.
2- إنكار الأنبياء والرسل ونسبتهم إلى الجهل, وتلقيبهم بالأبالسة.
3- لا يعترفون باليوم الآخر, ولا بالثواب والعقاب في ذلك اليوم, بل يرون أن الثواب والعقاب يكون عن طريق تناسخ الأرواح.
4- نبيهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سلمان الفارسي الذي تناسخت روحه في زمن الحاكم في شخص حمزة.
5- يعتقدون أن المسيح هو داعيتهم حمزة.
6- ينكرون القرآن الكريم ويقولون إنه من وضع سلمان الفارسي, ولهم مصحف خاص بهم يسمى المنفرد بذاته.
7- يعتقدون أن الحاكم أرسل خمسة أنبياء هم حمزة وإسماعيل ومحمد الكلمة وأبو الخير وبهاء.
8- التستر والكتمان من أصل عقيدتهم, والوقوف مع القوي والمتمكن.
9- نقض الشريعة, فإن أركان الإسلام وفرائضه استبدلوها بطلاسم كما سيأتي بيانه.
شعائرهم:
تقوم الشريعة عند الدروز على نقض أركان الإسلام وفرض " سبع دعائم تكليفية " بدلاً منها, وهذه الدعائم هي:
1- سدق (صدق) اللسان وجعلوها عوض الصلاة.
2- حفظ الإخوان: وهذا لا يعني الأخوة الإنسانية, بل " الأخ" عندهم هو من يشاطرهم هذه الخصال. وجعلوها عوض الزكاة.
3- ترك ما كان عليه الموحدون وما اعتقدوه من عبادة العدم والبهتان: أي أن
كل عبادة تقدم لسوى الحاكم لا تصادف إلاّ عدما. وجعلوها عوض الصيام.
4- البراءة من الأبالسة والطغيان – ويقصدون الأنبياء – وجعلوها عوض الحج.
5- التوحيد للمولى في كل عصر وزمان وجعلوها عوض الشهادتين.
6- الرضا بفعله كيفما كان وجعلوها عوض الجهاد.
7- التسليم لأمره في السر والحدثان وجعلوها عوض الولاية.
1- الشهادتين في نظر الدروز تدلان على عبادة الحاكم وعلى أئمة دعوة الدروز, ولا يقصد بها ما يقصده أهل السنة ولا الاسماعيلية.
2- الصلاة هي صلة قلوب الدروز بعبادة الحاكم على يد خمسة حدود, وهذه هي الصلاة الحقيقية في نظرهم.
3- الزكاة عندهم هي عبادة الحاكم, وتزكية قلوبهم وتطهيرها وترك ما كانوا عليه.
4- الصوم هو صيانة قلوبهم.
5- الحج أيضاً صار له معنى مختلف وهو توحيد الحاكم.
6- أما الجهاد فقد أسقطوه عن الناس, لأن الجهاد الحقيقي – كما يزعمون – هو السعي والاجتهاد في توحيد الحاكم ومعرفته وعدم الإشراك به.
وهكذا فإن هدم الشريعة الإسلامية هو الهدف الأول والأخير لجميع الفرق
الباطنية, وفي مقدمتهم الدروز, لذلك ليس بمستغرب أن يقول حمزة الزوزني
زعيمهم في رسالة "التحذير والتنبيه": ((أنا ناسخ الشرائع ومهلك أهل الشرك
والبدائع, أنا مهدم القبلتين, ومبيد الشريعتين ومدحض الشهادتين)).
الزواج والطلاق والوصية:
الزواج:
توجب التعاليم الدرزية على الرجل أن يساوي المرأة بنفسه إذا أراد الزواج منها, وينصفها من جميع ما في يده.
الطلاق:
وإذا طلق الدرزي زوجته فلا يجوز له أن يتزوجها مرة أخرى, سواء بمحلل أو غير
محلل, فهم لا يميزون بين الطلاق الرجعي, والطلاق البائن بنوعيه بينونة
صغرى وبينونة كبرى, بل الطلاق عندهم طلاق واحد, ولا يجوز بعده أن يرجع
الرجل إلى مطلقته.
ويرى بعض الدروز كما جاء في كتاب "الدروز والثورة السورية" لكريم ثابت أن
المقصود من الزواج هو إيلاد البنين فقط, لا اقتضاء الشهوة, ومتى صار للرجل
من زوجته أربعة أولاد إذا كان غنياً, وإذا كان فقيراً حتى لا يكون ضيق عليه
في تقديم لوازم المعيشة, فيجب عليه حينئذ أن يبتعد عن زوجته بقية العمر.
لكن سعيد الصغير في كتابه (بنو معروف – الدروز) يقول: وهذه القاعدة لا
يحافظ عليها إلاّ أفراد قلائل من عقالهم الذين يعتبرون أن الزواج لحفظ
النسل فقط.
ولا يجوز عندهم زواج الدرزية من غير الدرزي. ولا زواج الدرزي من غير
الدرزية, فإن حدث فإنه يكون باطلاً, ولا يجوز عندهم أيضا تعدد الزوجات، بل
يجب الاقتصار على زوجة واحدة.
الوصية:
الوصية عند الدروز تجوز بجميع المال لوارث ولغير وارث, فللدرزي أن يوصي قبل
موته بأملاكه لمن يشاء, ولكن بشرط أن تكون الوصية بالمال الذي اكتسبه
بسعيه هو نفسه, أما إذا كان قد ورثه فلأولاد الموصي أن يطلبوا القسمة إن
كان قد ورث ما في يده عن آبائه, لأن ذلك – ما للبيت – تستوي فيه الأصول
والفروع, فإن كان قد اكتسبه بسعيه لم يكن لهم ذلك, لأن مال الشخص ينفرد فيه
بنفسه.
ويطلب من الدروز أن يوصوا بجزء من أموالهم, وخاصة الموسرين منهم, لعقّالهم ومساكينهم.
وقد جاء في كتاب "الدروز في ظل الاحتلال الإسرائيلي" لمؤلفه الدرزي غالب
أبو مصلح ص222 أن نابليون بونابرت امبراطور فرنسا وجّه في 20 آذار 1798
رسالة إلى الدروز وأميرهم بشير([1]) ... جاء فيها:
((بعد السيطرة على مصر دخلت صحراء سيناء في سوريا, فأتيت إلى قلعة العريش
ثم إلى غزة, ثم إلى يافا بعد أن التقيت جيوش الجزار([2]) وسحقتها ومنذ
يومين وصلت إلى عكا, وأنا أحاصره هناك.
وأسرع إلى إعلامك بكل ذلك, لأنني لا أشك أنك تفرح لهزائم هذا الطاغية الذي
سبب الكثير من الذعر إلى الإنسانية عامة والدروز الأباة بشكل خاص, ورغبتي
المخلصة هي أن أقيم للدروز استقلالهم وأعطيهم مدينة بيروت ذات المرفأ كمركز
تجاري لهم.
لذلك فإني أرغب في أن تأتي شخصياً لمقابلتي, أو ترسل حالاً من يمثلك لرسم
خطة للتغلب على عدونا المشترك, ويمكنك أن تذيع في جميع القرى الدرزية, أن
كل من يأتي لنا بالمؤن, وخاصة الخمر, سيكافأ بسخاء)).
ويقول الكابتن بورون أن الأمير بشير لم يجب على رسالة نابليون ولكن قوة من
الدروز والموارنة انضمتا إلى جيوش نابليون الذي كان يحاصر عكا.
ويعلق الكاتب الدرزي فريد أبو مصلح على موقف الدروز هذا فيقول :
((لا شك أن الأمير بشير كان مشدوداً إلى نابليون لولا شكه بفرص انتصاره, لأعطى الامبراطور الفرنسي, من كل قلبه دعمه النشيط)).
وفي سنة 1948, أوفد الدروز زعيمهم الأمير حسن الأطرش على رأس وفد درزي إلى
أمين عام جامعة الدول العربية أثناء زيارته إلى سوريا في الأيام التي سبقت
الحرب وعرض عليه –حسب ما يذكره الكاتب الدرزي فؤاد الأطرش في كتابه
"الدروز: مؤامرات وتاريخ وحقائق"- أن ينفرد الدروز بحرب إسرائيل شريطة أن
تسمح لهم الأنظمة العربية بالاستيطان في الأراضي التي يتم تحريرها, وبشكل
أكثر صراحة أن تسمح لهم الحكومات العربية بإقامة وطن خاص بهم.
ويتواجد الدروز حالياً في الجليل في شمال فلسطين وجبل الكرمل, وهي جزء من
المناطق التي احتلها اليهود سنة 1948. ويقدر عددهم بـ 90 ألفاً.
وغني عن القول أن العلاقات التي تربط اليهود بالدروز في فلسطين هي علاقات
وثيقة, ولا يجد الدروز حرجاً بانتمائهم إلى (إسرائيل) وهذا ما جعل اليهود
يجندون الدروز في الجيش الإسرائيلي,لأنهم يعلمون ولاءهم. وهذا ما تدل عليه
مجريات الانتفاضة حيث كثيراً ما يكون قمع المواطنين الفلسطينيين المسلمين
على أيدٍ درزية, وقد مات بعض الجنود من الدروز في الجيش الإسرائيلي في
مواجهات الانتفاضة.
ب- الأردن
يتركز الدروز في منطقة الأزرق غرب الأردن, وهي منطقة صحراوية قليلة السكان,
كما أنهم يتواجدون في مناطق الزرقاء والرصيفة وعمّان وأم القطين. ويقدر
عددهم بـ 12 – 15 ألف شخص.
وبدأ ارتباط الدروز بالأردن في العقود الأخيرة للقرن التاسع عشر باعتبار أن
المنطقة –جغرافيا – لم تكن مجزأة, وكانت منطقة الأزرق لقربها من أراضي جبل
الدروز تتبع له.
وكان توافد الدروز إلى الأردن يتزايد بسبب سوء الأوضاع في ظل الاستعمار الفرنسي لسوريا ولبنان حيث موطن الدروز.
ج-لبنان
يتركزون في جبل الدروز (جبل حوران) ويقدر عددهم بـ 200 ألف شخص. ومن عائلاتهم البارزة آل أرسلان وآل جنبلاط وآل يزبك.
د-سوريا
يتواجدون بشكل خاص في هضبة الجولان المحتلة وفي محافظة السويداء وجبل
الدروز ويقدر عددهم بـ 300 ألف. ومن عائلاتهم البارزة آل الأطرش في جبل
الدروز وآل كنج في الجولان.
((فلما وقع ما وقع في حوادث لبنان عام 1860 قضت الطبيعة على بعض رجال طائفة
الدروز أن يهاجروا إلى جبل حوران, فرحلوا إليه في فريق من إخوانهم أهل
وادي التيم والجبل الأعلى وصفد وعكل وغوطة دمشق وإقليم البلان, وكان منهم
طائفة فروا من وجه القضاء في الأصقاع الأخرى, وآخرون أتوا حوران بدافع
الحاجة, فكثروا سواد من قد حلوا في هذه الربوع أيضاً من أبناء مذهبهم, وأول
نزول الدروز في حوران بعد وقعة عين دارة المشهورة في لبنان سنة 1710م
(1122هـ) فتألفت كتلة منهم هناك وقويت عقيب حوادث الشام.
إذاً وجودهم في جبل حوران يعود إلى ما بعد سنة 1710م (1122هـ), حيث بدأوا
يستللون إلى الجبل ويعتدون على أهل حوران, وذكر المؤرخ محمد كرد علي أنه
منذ نزول الدروز في حوران ما برحوا يناوشون النصارى والسنيين من أهل القرى
والبادية للقتال, حيث استقلوا به استقلالاً تاماً, وذكر من جرائمهم في
الجبل هجومهم على أهل بُسر الحرير سنة 1296هـ وقتلهم ثمانية أو عشرة من
أهلها, وفي سنة 1298هـ هجموا على قريتي الكرك وأم ولد وذبحوا سكانهما عن
بكرة أبيهم.
وقد حاولت الدولة العثمانية تأديبهم أكثر من مرة لكنها فشلت وتراجعت أمام ضغوط الإنجليز.
ويزعم الدروز أنهم سكنوا حوران هرباً من الاضطهاد الذي كانوا يتعرضون له في
لبنان, وبالرغم من أنهم تعرضوا لشيء من الاضطهاد إلا أن هجرتهم كانت
تخطيطاً من أجل إقامة دولة خاصة لهم.
وعند دخول المستعمرين الفرنسيين إلى سوريا سنة 1920م رحب الدروز بالغزاة,
وقد ذكر الدرزي ذوقان قرقوط أنه عندما عين الجنرال غورو مفوضاً سياسياً
وقائداً عاماً لجيوش فرنسا في الشرق اختار حرسه الخاص من الدروز بمعرفة
متعب الأطرش, وخص الجبل بأكثر من ثلاثة آلاف صورة من صوره وهو في زيه
العسكري ويحيط به حرسه الدروز بثيابهم العربية المزركشة وسيوفهم المتوهجة.
وقويت علاقة الدروز مع الفرنسيين المحتلين, وجرت اتصالات بين الطرفين من
أجل استقلال الجبل عن سوريا, وقد وضعوا برنامجاً لاستقلال الجبل, وفيما يلي
رسالتهم إلى رئيس البعثة الفرنسية في دمشق:
"بناء على بلاغاتكم المتكررة للرؤساء الروحانيين, لنا الشرف, أن نقدم
لسيادتكم بالنيابة عن الشعب الدرزي في جبل حوران, برنامج الاستقلال المدرج
أعلاه الذي يطلبه الشعب لكي تتكرموا بتقديمه لحضرة صاحب الفخامة المندوب
السامي راجين أن يتوسل بالتصديق عليه من قبل حكومة الجمهورية الفرنسية
المعظمة".
أبرز شخصياتهم المعاصرة:
أ- في فلسطين
1- الشاعر سميح القاسم: عضو في الحزب الشيوعي الإسرائيلي "ركاح".
2- مصباح الحلبي: صحفي, صاحب كتاب "الدروز في إسرائيل".
3- النائب صالح طريف: الذي كان وزيراً بلا وزارة أو وزير دولة في حكومة
شارون التي تشكلت سنة 2001, وهو ينتمي إلى حزب العمل الإسرائيلي, وقد خرج
من الحكومة بسبب فضائحه الجنسية والاتهامات التي وجهت له بالرشوة.وقد عمل
في الجيش الإسرائيلي ضابط مظلات وكان رئيساً للمجلس المحلي في منطقته.
4- النائب أيوب قرا: يرفض أن يوصف بأنه عربي ويفتخر بأنه شارك شارون في
زيارته وتدنيسه للمسجد الأقصى التي فجرت الانتفاضة, كما يفتخر بحبه ((لدولة
إسرائيل الصهيونية)).
5- موفق طريف:
6- عزام عزام: الجاسوس الشهير الذي اعتقلته مصر, وكان يعمل لحساب الكيان الصهيوني, ويبذل اليهود جهوداً كبيرة لإطلاق سراحه.
7- كمال قاسم: أول قاضٍ درزي في الكيان الصهيوني.
8- يوسف مشلب: ضابط برتبة لواء, يشغل الآن منصب منسق الأنشطة الإسرائيلية
في الضفة الغربية وقطاع غزة. وكان قبل ذلك قائد الجبهة الداخلية في الجيش
الإسرائيلي.
9- د. نجيب صعب: رئيس المجلس المحلي في قرية أبو سنان في الجليل الغربي.
وقد تم اختيار ابنته رغدة لإشعال النار في المشاعل خلال الاحتفال بقيام
((دولة إسرائيل)) حسب التقويم العبري في 16/4/2002.
10- المحامي: أسامة حلبي: صاحب كتاب من طائفة إلى شعب.
11- جمال معدي: رئيس حركة النهضة الدرزية ورئيس حركة المبادرة الدرزية المستقلة.
12- محمد نفاع: سكرتير الحزب الشيوعي الإسرائيلي.
ب- في الأردن
1- الكاتب تيسير أبو عاصي: يكتب عن الدروز من وقت لآخر في صحيفة الرأي الأردنية.
2- الكاتب تيسير أبو حمدان صاحب كتاب (بنو معروف في واحة بني هاشم) و"الدروز مسلكاً ومعتقداً".
3- الكاتب جمال أبو حمدان له رواية قطف الزهرة البريّة.
4- شكيب السومري: مؤسس فرقة الأزرق للفنون الشعبية سنة 1992.
5- رشيد طليع: أول رئيس وزراء للأردن في عهد الإمارة, وهو لبناني درزي.
ج- في لبنان
1- كمال جنبلاط: زعيم سياسي لبناني أسس الحزب التقدمي الاشتراكي وقتل سنة 1977.
2- وليد جنبلاط: ابن كمال, ورث والده في رئاسة الحزب والزعامة السياسية للطائفة. يشير دائماً إلى تربيته ونشأته العلمانية.
3- الوزير غازي العريضي: كان وزيراً للإعلام, وهو يشغل الآن منصب وزير الثقافة في حكومة الحريري.
4- ابو حسن عارف حلاّوي: الزعيم الروحي للطائفة, وقد مات في شهر ديسمبر (كانون الأول) من عام 2003 عن 104 سنوات.
5- الأمير طلال أرسلان: وزير دولة في حكومة الحريري.
6- الأمير فيصل أرسلان: شقيق طلال.
7- سمير القنطار: أقدم أسير لبناني لدى الكيان الصهيوني. ينتظر الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل.
8- الشيخ بهجت غيث, وهو شيخ عقل الطائفة في لبنان.
9- الشيخ مرسل نصر رئيس المحكمة الاستئنافية الدرزية العليا.
د- في سوريا
1- الشيخ شبلي الحناوي شيخ الطائفة في سوريا, وتوفي في شهر مايو (أيار) سنة 2001.
2- سلمان فخر الدين, ناشط في حقوق الإنسان في الجولان المحتل.
3- زيد علي سكيكر, صاحب كتاب ((الموحدون عرب مسلمون.. لا دروز)).
شخصياتهم التاريخية:
- سلطان باشا الأطرش: ولد سنة 1891 في سوريا, وتوفي سنة 1982. وقد أرسل
رئيس وزراء الكيان الصهيوني –آنذاك- مناحيم بيغن برقية تعزية إلى دروز
الجولان وفلسطين بوفاته.
وبدأت شهرته تنتشر منذ بداية الحرب العالمية الأولى, وكان قد أعلن تأييده
للإنجليز ضد الدولة العثمانية, وكان في طليعة الذين استقبلوا جيش لورنس عند
دخوله إلى سوريا.
وقد كتب سلطان في 19 ذي الحجة سنة 1336هـ رسالة إلى ابن عمه سليم الذي كان
قائداً للجيش التركي في الجبل سجل فيها موقفه من بريطانيا بكل صراحة وجاء
فيها: نحن أعلنا الحرب المقدسة على بواقي جيوش الترك الجائعة وننصحك أن
تعود إلى جادة الصواب لئلا تندم بعد قليل حيث لا ينفع الندم.
وقد جاء في صحيفة التلغراف اللبنانية سنة 1950م أن رئيس بلدية حيفا
الإسرائيلي أرسل سيفاً كهدية رمزية له, وفي سنة 1953م أرسل حاكم سوريا
العسكري أديب الشيشكلي قوات عسكرية لتأديب الدروز الذين تمردوا عليه في جبل
حوران, وأدت هذه القوات مهمتها, ووضعت يدها على كميات كبيرة من الأسلحة
التي استخدمها الدروز في ثورتهم, وكانت هذه الأسلحة قد دخلت الجبل عن طريق
إسرائيل.
- الأمير شكيب أرسلان يلقب بأمير البيان, ولد سنة 1869 في الشويفات في
لبنان, صاحب مؤلفات كثيرة. (لكن لم يكن على توافق مع هذه العقائد)
المجتمع الدرزي
ينقسم المجتمع الدرزي من الناحية الدينية إلى قسمين:
1- روحاني: هو الذي بيده أسرار الطائفة. وينقسم إلى:
أ-رؤساء: بيدهم مفاتيح الأسرار العامة.
ب- عقال أو عقلاء: بيدهم مفاتيح الأسرار الداخلية.
ج- أجاويد: بيدهم مفاتيح الأسرار الخارجية.
2- جثماني: الذي لا يبحث في الروحانيات, إنما يعتني بالأمور الدنيوية وينقسم إلى:
أ- أمراء: هم الذين بيدهم مفاتيح الأسرار الخاصة.
ب- جهال: ويكون بيدهم قبضة السيف والزعامة.
والعقال يجتمعون في أماكن العبادة التي تعرف بالخلوات لسماع ما يتلى عليهم,
وبعد تلاوة المقدمات, يخرج من الخلوة الطبقة الدنيا من العقال, ثم بعد
تلاوة بعض الرسائل البسيطة التي ليس بها تأويلات تخرج الطبقة الثانية بحيث
لا يبقى إلاّ رجال الدرجة الأولى الذين لهم وحدهم الحق في سماع الأسرار
العليا للعقيدة, أما الجهال فلا يسمح لهم بحضور هذه الخلوات, أو سماع شيء
من كتبهم المقدسة إلاّ في يوم عيدهم الوحيد, الذي يوافق عيد الأضحى عند
المسلمين.
ولا يسمح لطبقة الجهال بالانتقال إلى طبقة العقال إلاّ بعد امتحان عسير شاق
يقوم على ترويض النفس وإخضاع شهواتها مدة طويلة. وقد يستمر الامتحان أكثر
من سنة حتى يثق الشيوخ بأحقية الطالب قبل أن ينتقل من طبقة الجهال إلى طبقة
العقال.
والعقال في المجتمع الدرزي يعرفون بعمائمهم ولبس القباء الأزرق الغامق, ويطلقون لحاهم.
والنساء ينقسمن أيضاً إلى عاقلات وجاهلات مثل الرجال, والنساء العاقلات يلبسن النقاب وثوباً اسمه (صاية).
وإذا وجدت هناك عاقلة زوجة لأحد الجهال, فلا يجوز لها أن تخاطبه بشيء من أمور الديانة, ولا تطلعه على شيء منها.
ومن الناحية الاجتماعية, يسود النظام الإقطاعي الديني, وهم عليه منذ عدة
قرون, فالقرى خاضعة لشيخ القرية الذي يختاره الأمير, وشيوخ القرى خاضعون
للأمراء الذين يتوارثون الإمارة, لذلك يأبى الدروز منذ عصورهم الأولى
الخضوع إلاّ لمشايخهم فقط, ولا يعترفون بسلطة أحد سوى أمرائهم.
الزيدية
التعريف والتأسيس:
تنسب الزيدية إلى الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب (80 -
122 هـ) وقد تلقى العلم عن والده زين العابدين بن علي بن الحسين، ثم عن
أخيه الأكبر محمد بن علي الباقر. وتنقل في البلاد الشامية والعراقية بحثا
عن العلم أولا، وعن حق آل البيت في الإمامة ثانيا، وكان تقيّا شجاعا، وقد
اتصل برأس المعتزلة واصل بن عطاء، وتدارس معه العلوم، فتأثر به وبأفكاره
التي نقل بعضا منها إلى الفكر الزيدي، وبالمقابل تتلمذ أبو حنيفة على
الإمام زيد وأخذ منه العلم.
لم يكن فقه الإمام زيد قد دوّن في حياته، ومع ذلك فالزيدية ينسبون إليه
كتابين يعتبران عماد الفقه الزيدي: الأول " المجموع في الحديث " والآخر "
المجموع في الفقه "، وهما مجموعان في كتاب واحد اسمه " المجموع الكبير"
وراوي هذين الكتابين عن الإمام زيد تلميذه أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي،
وقد اتهمه أهل الحديث بالوضع والكذب.
أهم العقائد:
تعتبر الزيدية إحدى فرق الشيعة، وتتشابه بعض عقائدهم مع عقائد الشيعة
الإثنى عشرية الذين يشكلون العدد الأكبر من الشيعة اليوم[1] فالزيدية
يتفقون مع الشيعة في زكاة الخمس وفي جواز التقية إذا لزم الأمر، وأحقية أهل
البيت في الخلافة، وتفضيل الأحاديث الواردة عنهم على غيرها، وتقليدهم،
ويقولون " حي على خير العمل " في الأذان، ويرسلون أيديهم في الصلاة،ويعدون
صلاة التراويح بدعة، ويرفضون الصلاة خلف الفاجر،....
الإمامة:
يجيز الزيدية أن يكون الإمام في أولاد فاطمة، سواء من نسل الحسن أم الحسين.
والإمامة عندهم ليست بالنص، وليست وراثية بل تقوم على البيعة، ويتم اختيار
الإمام من قبل أهل الحل والعقد.
ويجيزون وجود أكثر من إمام واحد في وقت واحد في بلدين مختلفين، وتقول
الزيدية بالإمام المفضول مع وجود الأفضل، إذا لا يشترط عندهم أن يكون
الإمام أفضل الناس جميعا، ومعظمهم يقرّون بصحة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان
مع مؤاخذته على بعض الأمور.
الاعتزال:
ويميل الزيديون إلى الاعتزال فيما يتعلق بذات الله، والجبر، والاختيار،
ومرتكب الكبيرة يعتبرونه في منزلة بين المنزلتين كما تؤمن المعتزلة، ولكنه
غير مخلد في النار، إذ يعذب فيها حتى يطهر من ذنبه ثم ينتقل إلى الجنة،
وقالوا بوجوب الإيمان بالقضاء والقدر مع اعتبار الإنسان حرا في طاعة الله
أو عصيانه، ففصلوا بين الإرادة وبين المحبة أو الرضا، وهو رأي أهل البيت من
الأئمة.
ونتيجة للأوضاع التي عاش بها الإمام زيد أسس مذهبا فقهيا يجمع بين فقه أهل
البيت والاعتزال، وأسس قاعدة مشروعية الخروج على الحاكم الظالم، وهي
القاعدة التي طبقها الزيدية جيلا بعد جيل. وقد قاد الإمام زيد ثورة ضد
الأمويين، زمن هشام بن عبد الملك سنة 122هـ، مدفوعا من أهل الكوفة الذين
سرعان ما تخلوا عنه عندما علموا انه لا يتبرأ من الشيخين أبي بكر وعمر ولا
يلعنهما، وقد التقى بالجيش الأموي وما معه سوى 500 فارس، وقيل 200 فقط، حيث
أصيب بسهم قضى عليه.
إذا الملامح الشيعية واضحة في المذهب الزيدي،رغم اعتدالهم ومخالفتهم
للإمامية في كثير من الأصول والفروع، كما أن فكر المعتزلة أيضا له وجوده
كما سبق ذكره.
فرق الزيدية:
خرجت عن الزيدية ثلاث فرق طعن بعضها في الشيخين، كما مال بعضها عن القول بإمامة المفضول، وهذه الفرق هي:
1ـ الجارودية: أصحاب أبي الجارود زياد بن أبي زياد.
2ـ السليمانية: أصحاب سليمان بن جرير ويقال لها أيضا الجريرية.
3 ـ البترية: أصحاب النوى الأبتر والحسن بن صالح ويقال لها الصالحية.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).