كشف عضو مجلس الأمة الكويتي والسياسي البارز، وليد الطبطبائي، عن المخاطر
والتحديات التي تواجه دولة الكويت لاسيما القادمة من إيران، مشيرا إلى أن
النظام الإيراني يريد ابتلاع الكويت.
وطالب الطبطبائي حكومة بلاده
بالمشاركة في أي أدوار تقوم بها المملكة العربية السعودية ودول الخليج،
معتبراً أن دول مجلس التعاون هي الظهر الحامي للكويت من أي تهديدات قائمة
من إيران التي تعمل على "ابتلاع" البلاد.
واعتبر الطبطبائي أن "الجبهة
الداخلية بحاجة إلى معالجة، بسبب الصراع السياسي الذي جرى في الكويت خلال
السنوات الأربع الماضية، إلى جانب التهديدات الخارجية القائمة، ونرى أن
استعدادات الحكومة غير كافية"، بحسب تصريحات لموقع "الخليج أونلاين".
ودعا الطبطبائي السلطات
الكويتية إلى أخذ المخاطر والتحديات التي تواجه الكويت بجدية، لا سيما
القادمة من إيران، مستنكراً ما أسماه "تجاهل الحكومة تلك المخاطر"، داعياً
في الوقت ذاته إلى فتح باب التجنيد التطوعي.
واستنكر الطبطبائي ما أسماه بـ
"تجاهل الحكومة" للمخاطر المحدقة بالبلاد، قائلاً: "العراق يغلي، وعلى
الحدود إيران تهدد الكويت، ولا ندري كيف تتطور الأمور في سوريا واليمن،
والحكومة عندنا تركت الأمور ومنشغلة بمهرجان هلا فبراير وغير مهتمة بأي
تطورات، هذا غير منطقي".
وأشار الطبطبائي، وهو برلماني
مقاطع، أن التحديات التي تواجه البلاد "أكبر من البرلمان"، الذي وصفه
بـ"الصوري الذي لا يمثل تطلعات الشعب الكويتي"، فخطابنا موجه للحكومة.
يأتي هذا في الوقت الذي شدد
فيه الطبطبائي على وجود مخاطر خارجية تتربص بالبلاد، وقال: "موقع الكويت
يجعلها محط تهديد في الخليج، فالتهديد الإيراني عبر الشبكات التجسسية،
والخلايا التخريبية، وتجنيد وتدريب العملاء الذين أدانهم القضاء الكويتي،
هو تهديد قائم"، مشيراً إلى أن إيران "تخطط لابتلاع الكويت"، ولا يوجد حزم
حكومي لمواجهة هذا التهديد الإيراني، "وهذا أكبر خطر يهدد أمن الكويت خلال
الفترة القادمة".
وأشار إلى أن "إيران قد لا
تغزو غزواً مباشراً، وإنما تبتلع بالتدريج، على طريقة النموذج اللبناني؛
وذلك بالسيطرة على الأجهزة الحاكمة والتنفيذية مع إبقاء رأس النظام أو
السلطة والدستور كما هو؛ فهناك رئيس ماروني، ورئيس حكومة سني، ولكن السيطرة
بيد أحزاب موالية لإيران".
وأكد الطبطبائي، أن الوضع
الداخلي بحاجة إلى معالجة، "صراع الحكومة السياسي مع المعارضة، أو حتى
صراعها مع أجنحة الحكم، أحدث تزعزعاً في الجبهة الداخلية، وصار هناك من
يطعن في ولاء القبائل، ومن يلوح لهم بسحب الجناسي (الجنسية)، ومن يشكك
بانتمائهم للكويت، كما حدث من قبل، عندما صرح وكيل وزارة الداخلية للجوازات
والجنسية (اللواء مازن الجراح الصباح)، الذي قال إن أي معارض معرض لأن
تسحب جنسيته".
وتابع: "مثل هذه التصريحات
تزعزع اللحمة الوطنية، فيجب أن تكون هناك إجراءات لرأب الصدع، مثل الإفراج
عن المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي، كمسلم البراك، وإعادة جنسية من سحبت
جنسيته، ويجب أن تعمد الحكومة إلى تطييب الخواطر، ورص الصفوف، وتوحيد
الجبهة حتى يكون الكل صفاً واحداً في مواجهة أي خطر خارجي".
ولفت الطبطبائي إلى أن "مشكلة
الجيش الكويتي أنه يفتقد للإرادة السياسية، فما حصل في التسعينات أمام
الغزو العراقي كان سببه غياب الإرادة السياسية، الأمر الذي قصم ظهره وجعله
مكشوفاً أمام الغزو، إذ لم يكن هناك أمر بالاستعداد، ولا أمر بالدفاع
والتصدي، بسبب غياب الرؤية والإرادة السياسية"، وفق رأيه.
وأوضح أن "عدد قوات الجيش
الكويتي يبقى محدوداً، ويحتاج إلى التجنيد الإلزامي الذي للأسف بدل أن يتم
تعزيزه ألغي من ذلك الوقت (من فترة ما بعد الغزو)، وإلى الآن لا يوجد تجنيد
إلزامي، فمن ثم يوجد خلل كبير في المعادلة، والمفروض أن يتم التجنيد على
مستوى المدارس والجامعات والكليات".
وحثّ الطبطبائي الحكومة
الكويتية "على المشاركة في أي أدوار تقوم بها المملكة العربية السعودية
ودول الخليج، لأن أمن الخليج والمنطقة هو أمن الكويت، أمن مشترك ومصير
مشترك"، على حد قوله.
وتابع أنه "يجب أن نكون على
قدر المساواة مع أي حراك عسكري (تقوم به دول الخليج)، سواء مناورات أو
حرباً حقيقية، لأنه في حال حدث- لا سمح الله- أن تكررت كارثة مثل كارثة غزو
العراق، وخاصة في ظل التهديدات من إيران، فنريد التضامن الكامل من دول
الخليج، وهذا لا يتأتى إلا إن كنا نبادلهم التضامن الكامل في الأحداث التي
تجري في اليمن وسوريا".
المصدر المفكررة الاسلامية
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).