ما سر الحملة الإعلامية من "قناة العالم" في تحريض قوى المعرضة الأردنية للخروج وتأجيج الوضع الأمني في الأردن؟!
أولاً يجب
أن نوضح أمراً مهماً في سياسة الإعلام الإيراني الممول والموجه من الحرس
الثوري الإيراني ضد الدول العربية، وخاصة دول الخليج العربي ومن يقف في
صفها؛ فالإعلام الإيراني ممثلاً بما يقارب (50) قناة فضائية يعمل على تنفيذ
أجندات سياسية تصب في مصلحة رؤية النظام الإيراني التوسعية في الدول
العربية، وهذا ثبت من خلال ما تقدمه "قناة العالم" وباقي القنوات من أخبار
وبرامج وتغطيات إخبارية لأحداث الوطن العربي، خصوصاً دون باقي دول العالم،
وكّأن الكرة الأرضية وهذا الفضاء الكبير لا يقطنه سوى العرب.
الجدير بالذكر
أن بعض القوى السياسية المعارضة في الأردن تحاول استغلال الوضع العربي
المتأزم لتحقيق مطالب، أو تنفيذ أجندات سياسية معينة، ولاحظنا مرونة الملك
عبد الله بن الحسين في التعاطي مع هذه المطالب الشعبية، والوقوف على
تحقيقها بالقدر الذي لا يخل بنظام المملكة، ولا يؤثر على اقتصادها، أو يمس
سيادتها.
بما أن إيران
وكلت نفسها مدافعاً عن الشيعة؛ حسب ما تدعيه من خلال ما تقدمه من دعم لبعض
الجماعات المعارضة منها سواء في لبنان واليمن والبحرين والكويت، وكذلك
مساعيها الحثيثة لخلق مناصرين ومؤيدين لها في مصر، بالإضافة إلى هيمنتها
على بعض الأنظمة العربية الموالية لها كنظام المالكي ونظام بشار الأسد.
إذاً: ما
الدافع من الحملة الإعلامية التحريضية التي تقوم بها القنوات الإيرانية في
تأجيج الوضع الداخلي، وخلق قلاقل تهدد السلم الأمني في الأردن؟!
مما لا شك فيه
أن إيران تحاول أن تتخلص من أي نظام أو كيان يمكن أن يقف في وجهها في
حربها ضد دول الخليج العربي، وكما هو معلوم بأن مجلس التعاون الخليجي يحاول
أن يضم الأردن والمغرب إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي في الجانب العسكري
والاقتصادي كما تم تداوله في القمة الخليجية العام المنصرم.
الجيش الأردني
صنف على أنه ثالث أقوى جيش في منطقة الشرق الأوسط حيث يأتي بعد الجيش
الإسرائيلي والجيش التركي، ويأتي بالمرتبة العشرين على مستوى العالم، إذاً
هذه القوة العربية الكبيرة الأردن ودرع الجزيرة تشكل لإيران كابوساً إذا ما
اتحدت في حلف عربي يضم الأردن ودول الخليج العربي التي تمتلك أحدث
المنظومات العسكرية.
وهذا ما أكده
الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية قائلاً: "إن
في الأردن جيشاً قوياً قادراً على حماية الوطن، وتحقيق النصر على أي عدو
غاشم"، يعيد من حسابات بعض الدول عند النظر إلى الأردن من زاوية القوة
والضعف، فيحسب له ألف حساب قبل التفكير بإيذاء هذا الحمى العربي الأصيل،
ويحتل الجيش العربي الأردني مكانة إقليمية عالمية مرموقة، وتربّع على قمة
التميز والاحتراف مما جعله مثالاً حقيقياً للجيش النظامي العصري الذي يمتلك
أحدث الأسلحة المتطورة التي تتعامل مع آخر ما توصلت إليه الآلة العسكرية
من تكنولوجيا وتقنيات.
إيران لا تكترث
للدول العربية النامية كجيبوتي وموريتانيا والصومال؛ لأنها لا تشكل خطراً
لها، ولا تهدد مصالحها التوسعية، وإنما توجه قوتها تجاه دول الخليج العربي
في المقام الأول ومن يقف إلى جانبها من الدول العربية، ومنها الأردن الحليف
العسكري لدول الخليج العربي ومصر التي قال عنها الرئيس "محمد مرسي": بأن
"أمن مصر من أمن واستقرار دول الخليج العربي".
وهذا الموقف
العربي القومي المصري ليس بوليد الساعة، وإنما مصر تؤكد عروبتها وتؤكد
دعمها المطلق لأمن الخليج كجزء لا يتجزأ من الوطن العربي ككل.
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).