كثير
من المسلمين كانوا قد خُدِعوا بالشعارات الإسلامية الخلابة، التي دأبتْ
حكومة إيران على رفعها والتكلم باسمها منذ قيام الثورة الخمينية المشؤومة،
كما خُدِعَ كثيرٌ من الرِّعاع بالتصريحات النارية التي يطلقها القادة
الإيرانيون ضد الغرب وإسرائيل بين الفينة والأخرى.
وجراء ذلك ظن بعض المغفلين من المسلمين أنّ إيران هي الدولة الإسلامية
الوحيدة التي تعادي الغرب وإسرائيل، وتدافع عن المسلمين المستضعفين في
العالم وتأخذ بحقوقهم، وأنها الدولة التي تقود المقاومة والممانعة للمشروع
الغربي الاستعماري في المنطقة، وأنها... وأنها...
ولكنّ هذا القناع الزائف الذي ظلتْ إيران تتوارى خلفه عقوداً من الزمن
وتخدع به المسلمين، سرعان ما بدأ ينحسر شيئاً فشيئاً عن وجهها الكالح
القبيح، ولا سيما في الأحداث المؤلمة التي توالت على الأمة الإسلامية،
ابتداء من غزو أفغانستان ومروراً باحتلال العراق إلى ما يجري اليوم في
سوريا، لتظهر إيران على حقيقتها المجوسية المعادية للإسلام والعرب..
فإيران
ما هي إلا حليف استراتيجي لإسرائيل والغرب في محاربة الإسلام، وأما هذه
الجلبة الكلامية التي نسمعها بينهم فما هي إلا مسرحية اتفقوا على صياغة
السيناريو لها من قبلُ لخداع المسلمين.
إنّ
العداوة التي تكنّها إيران للمسلمين وللعرب منهم خاصّةً هي عداوةٌ لا نظير
لها، إذ إنها عداوةٌ متناهيةٌ جداً وقديمةٌ جداً، ومنشأ هذه العداوة
عرقيٌّ وعقديّ، حيث إنّ إيران في حقيقتها دولةٌ فارسيّةٌ مجوسيّة، وإن
تظاهرت بالإسلام ونصرة المسلمين والاهتمام بقضاياهم.
فقد عرف الفرس المجوس منذ قديم الزمان بكبريائهم الشديد وغطرستهم
المتناهية، واحتقارهم الشديد للعرب، ويتجلّى هذا الاحتقار في جواب كسرى ملك
الفرس عندما كتب إليه النبيّ صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام ويرغبه
فيه، حيث غضب كسرى ومزّق الكتاب وقال : ( يكتب إليّ بهذا وهو عبدي ! )،
فلما بلغ النبيّ صلى الله عليه وسلم تمزيقُه لكتابه قال : «مُزّق ملكُه».
ثم إنّ المسلمين في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه هم الذين هزموا
الفرس شرّ هزيمة، في معركة القادسيّة بقيادة الصحابي الجليل سعد بن أبي
وقاص رضي الله عنه، وأسقطوا إمبراطورية الفرس إلى الأبد، مما ولّد في نفوس
الفرس المجوس مزيجاً من الحقد والكراهية والعداء لكلّ ما يمتُّ إلى الإسلام
بصلة من قريب أو بعيد، وهذا هو سرّ حقد الإيرانيين على صحابة رسول الله ـ
صلى الله عليه وسلم ـ وسبهم ولعنهم لهم.
ولو كانت إيران على ملة الإسلام لشعرتْ بالامتنان، وكافأت أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم بالترضّي عليهم على الأقلّ، لأنهم هم الذين نقلوا إليها
الإسلام الذي تتظاهر به اليوم، ولولا جهاد الصحابة وفتوحاتهم لما وجد سدنة
إيران العجمُ سبيلاً إلى لُبس العمائم السوداء وانتحال النسب الشريف.
ولكنّ إيران ما وسعها إلا أن تتخذ من قبر أبي لؤلؤة المجوسيّ مزاراً،
وبدلاً من أن تترضّى على الصحابة الكرام الذين جاؤوا إليها بالإسلام، صارت
تلعنهم وتسبهم وتترضّى على رجل مجوسيّ، ليس له فضيلةٌ إلا اغتاله لخليفة
المسلمين الذي أحسن إليه، فهل ثمّة تفسيرٌ لتعظيم الإيرانيين لقبر أبي
لؤلؤة المجوسي إلا أنّ القوم ما زالوا على دين الرجل.
إنّ
المستقرئ المتعمق لأحوال إيران وسياساتها وأفعالها على أرض الواقع يدرك
حقيقة المعتقد الذي تنطوي عليه وتخفيه عن عامة أتباعها، ويدرك الغاية التي
تسعى إليها من كل مشاريعها، إذ لا تعدو إيران بعد التحقيق والمكاشفة أن
تكون على مجوسيتها ومعتقد أسلافها الأولين، فتكون غايتها التي تروم الوصول
إليها هي هدم الإسلام والانتقام من أبنائه، وبناء الإمبراطورية الفارسية من
جديدٍ على جماجم المسلمين وأنقاض دولهم، وحتى لا يكون كلامنا مرسلاً نجمل
هنا بعض الحقائق التي لا تستطيع إيران إنكارها أو دفعها وهي :
أولاً
: أنّ الحكومة الإيرانية التي تقوم بهدم مساجد أهل السنة وحرمانهم من حقّ
بنائها، أصبحت تعنى كثيراً ببناء معابد النار على أرضها، وترصدها بالأموال
الطائلة من خزينتها، وقد كشفت مصادر إيرانية معارضة أن الحكومة الإيرانية
أعادت بناء معبدٍ للنار، وهو معبد مزعوم للمجوس على أنقاض صخور متناثرة
قريباً من مدينة مسجد سليمان الأحوازية.
وأوضحت المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية، وفق ما أوردته صحيفة (
السياسة )، أن إيران وضعتْ المكان على قائمة الأماكن التاريخية الوطنية،
وأشارت المنظمة إلى أن إيران افتتحت المعبد وقامت بالترويج له كمكان سياحي
وديني، مضيفةً أن عناصر من مؤسسة الدراسات القومية الأحوازية زارت المعبد
لتكتشف أنه تم بالفعل إشعال النيران في البناء الذي أقامته إيران في
المنطقة، وأصبح يتوافد عليه في كل يوم عدد ٌكبير من الزوار الإيرانيين
ومنهم الزردشتيون ( المجوس ).
وأفادت المنظمة بأنّ وزارة الثقافة رفعت مستوى الرعاية لهذا المعبد
ليتساوى مع ( تخت جمشيد) عاصمة إيران قبل الإسلام، وأقامت على المكان حراسة
مشددة على مدار اليوم، كما تم نصب كاميرات مراقبة للمكان.
وقد طالب أعضاء مؤسسة الميراث الثقافي الإيرانية بوضع المعبد تحت حماية
اليونيسكو، وذلك في محاولة لخلق حق تاريخيّ لإيران في الأحواز المحتلّة،
وقالت المنظمة في سياق حديثها : إن فريقاً إيرانياً متخصصاً يقوم منذ عام
1420هـ بإعادة بناء معبد نار مزعوم آخر واختار له اسم ( جهار طاقي سيم بند )
في المدينة الأحوازية ومن المزمع افتتاحه بشكل كامل قريباً.
وأدانت المنظمة في ختام بيانها محاولات الحكومة الإيرانية تحويل الأحواز
إلى مركز المجوسية الثاني بعد ( يزد )، من خلال افتتاحها لمعابد النار،
التي لا تمت بصلة لتاريخ الشعب الأحوازي المسلم العربي، وللقارئ الكريم أن
يتساءل : ما مصلحة إيران في بناء معابد النار وإنفاق الأموال الطائلة
عليها، في حين أنهالم تنفق فلساً واحداً في بناء المساجد.
ثانياً
: أنّ الحكومة الإيرانية في الحين الذي تضيق الخناق فيه على شعائر
الإسلام، وعلى عيد الفطر وعيد الأضحى، وتصرف الناس عن الاحتفال فيهما،
نجدها تواظب على الاحتفال بعيد النيروز في رأس كل عام، وتعتبره عيد الدولة
الرسميّ، وتحث رعاياها على الاحتفال به، وتمنحهم فيه إجازة رسمية لمدة أحد
عشر يوماً، بينما لا تمنح في عيد الفطر والأضحى أكثر من إجازة يوم واحد،
ومع أنّ الحكومة الإيرانية تتشدق بحبها لآل البيت والتشيع لهم، وتقيم مشاهد
العزاء في يوم عاشوراء من كل عام.
وتنتقد المسلمين وتتهمهم بأنهم يصومون يوم عاشوراء فرحاً بمقتل الحسين رضي
الله عنه، نجدها إذا وافق عندها عيد النيروز يوم عاشرواء قدّمت عيد
النيروز على يوم عاشوراء، فيخرج الناس إلى الشوارع محتفلين فرحين، ثم
يشعلون النيران ويقفزون من فوقها، ويوزعون الهدايا والحلوى ويسمرون
ويزمرون...
ومعلومٌ أن عيد النيروز هو أقذر عيدٍ عند المجوس، حيث يقومون فيه بفعل القذارات والأعمال المشينة، وينكحون فيه المحارم...
فكيف
ترضى الحكومة الإيرانية أن تحتفل بعيد كهذا، وتجعله عيدها الرسمي، وتقدّمه
على جميع الأعياد والمناسبات... وهي تزعم أنها جمهورية إسلامية، وهل لذلك
تفسيرٌ عند العقلاء غير أنّ إيران ما تزال على مجوسيتها.
ثالثاً
: أنّ الحكومة الإيرانية ما تزال تعتز بموروثاتها الفارسية المجوسية
وتتفاخر بها، في حين أنها لا تعتز بأيّ موروث إسلامي، بل إنها تحارب
الموروثات الإسلامية في سبيل الحفاظ على موروثاتها الفارسية المجوسية.
وقد تضطرّ أحياناً إلى استبدال بعض المسميات الإسلامية بمسميات فارسية أو
مجوسية، أو تنتقي من التراث الإسلامي ما يدعم تراثها الفارسي وتترك ما
عداه، حتى إنّ مهديّها المنتظر ـ لا عجل الله فرجه ـ هو الآخرُ لم يسلم من
التبديل والتحريف، حيث ذكروا في كتبهم أنّ اسمه هو ( خسرو مجوس )، وأنه من
أحفاد ( يزدجرد )، وأنّه سيخرج في آخر الزمان ويهدم الكعبة، ويضع السيف في
المسلمين والعرب، وينبش قبر الشيخين رضي الله عنهما، وينبش قبر عائشة أم
المؤمنين رضي الله عنها، ويخرجها من قبرها ويقيم عليها الحد، وغير ذلك من
الأباطيل والخرافات، ثم أمرٌ آخرُ يحقّ للمرء أن يتساءل فيه : لماذا تستميت
الحكومة الإيرانية في تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي، أليس آل البيت
الذين تتشيع لهم هم من العرب، ثم ألا يزعم المرشد الإيراني نفسه أنه من
العرب وأنه من أولاد علي رضي الله عنه، إذن لماذا لا يعتزّ بأصله العربي إن
صحّ أنه عربي، وما علاقته بالفرس حتى يصرّ على تسمية الخليج العربي
بالفارسي...
وسؤال آخر : لماذا يحصر الرافضةُ الإماميةُ أئمتهم في أولاد الحسين رضي
الله عنه من زوجته الفارسية...، أسئلة كثيرة تفرضها في عقولنا أفعال إيران
وسياساتها المريبة.. والجواب سهلٌ وواضح عند المستبصرين، وهو أنّ إيران
دولةٌ فارسيّة مجوسية، تسعى لإعادة إمبراطوريتها البائدة على جماجم
المسلمين وأنقاض حكوماتهم، أمّا ما تبديه إيران من التشيّع لآل البيت فما
هو إلا الخداع والدجل، ثم إنّ التشيع هو الأحبولة المثلى لاصطياد الحمقى
والمغفلين وتكثير السواد بهم.
اللهم عليك بمجوس إيران فإنهم لا يعجزونك.. اللهم أزل دولتهم ومزّقهم كلّ ممزق.. اللهم آمين.
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).