0

تسلط الرافضة على السنة

سامي بن خالد الحمود

كنا قد تحدثنا عن نهاية حاكم العراق السابق صدام حسين، غلا فيه بعض الناس فعدوه شهيداً، وغلا فيه آخرون فكفروه.

أما العلماء فقد اختلفوا فيه ما بين مترحمٍ عليه وغيرِ آسف عليه. ولكلٍ من القولين ما يبرره. وعلماء السنة متفقون على الأصول الشرعية في هذا الباب، إنما اختلف اجتهادهم في تحقيق المناط وتطبيق الحكم على الشخص المعين لاختلاف أنظارهم في أحواله. مع اتفاقهم جميعاً على أن الرجل أمره إلى الله.

إذا علمنا هذا فإن من المؤسف حقاً، أقلامٌ كتبت، وأصواتٌ علت، تتطاول على العلماء الذين أفتوا بالرأي الآخر.

إن هذه المسألة الاجتهادية لا يجوز أن تكون سبباً في الطعن في العلماء وطلاب العلم، وسبباً للفرقة والاختلاف، أو شعاراً يفاضل به بين العلماء. وإن توحيد الصف وائتلاف الكلمة وتوقير العلماء المجتهدين، أولى من الحكم على صدَّام، والموقف منه.

عباد الله. ولا يزال مسلسل القتل والتهجير، والإبادة والتدمير، لإخواننا أهل السنة في العراق، على أيدي الطائفة الرافضية المجرمة، وبتأييد من القوات الأمريكية الصليبية المحتلة.

إننا عندما نتحدث عن الرافضة أو الشيعة، يظن الكثير من الناس أن الخلاف بيننا وبينهم خلاف فرعي، لكن الواقع أن خلافنا معهم في أصول الدين ومسلماته.

(ولتستبين سبيل المجرمين) أقول ما هو مذهب الرافضة؟ وماذا يعتقدون؟ .

يقوم مذهب الرافضة على الإمامة، وأنها محصورة في الاثني عشر من أئمتهم، بدءاً بعلي- رضي الله عنه- وانتهاءً بالإمام الغائب محمد بن الحسن العسكري الذي يرتقبون خروجه في كل عام، ويعتقدون أن الأئمة معصومون من الصغائر والكبائر أشد من عصمة الأنبياء، ويعتقدون أنه لا تقوم الساعة حتى يحيي الله آل البيت وأعداءهم- من الصحابة وغيرهم- ثم يقتص بعضهم من بعض ثم يموتون جميعاً.

والرافضة مشركون في توحيد الربوبية، فإنهم يروون عن علي رضي الله عنه كذباً وزوراً أنه قال أنا رب الأرض الذي تسكن الأرض به. وفي أصول الكافي عن أبي عبد الله قال أما علمت أن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى ما يشاء جائز له ذلك من الله. سبحان الله، ماذا بقي لله تعالى مع هذا؟!

بل إنهم يعتقدون أن الأئمة مدبرون لأحداث الكون من المطر والرعد وغيره. والله تعالى وحده هو الذي يرسل السحاب ويسوقها إلى ما يشاء من بلاده.

بل وصفوا الأئمة بأنهم يعلمون الغيب. وعقد لذلك صاحب الكافي باباً مستقلاً في أنَّ الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم شيء. وروي عن أبي عبد الله أنه قال-افتراءً عليه قبحهم الله-إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة، وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان، وما يكون.

وأما شركهم في توحيد الألوهية والعبادة فكثير، فمن ذلك أنهم حرفوا نصوص القرآن في الأمر بتوحيد الله والنهي عن الشرك به وجعلوا لها معاني باطنية ربطوها بالأئمة. فيفسرون التوحيد بالإيمان بالأئمة الاثني عشر، والشرك بالإقرار بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان أو غيرهم من الأئمة والخلفاء.

وإذا كان مدار قبول الأعمال عندنا هو التوحيد. فإن مدار قبول الأعمال عند الرافضة هو الإقرار بولاية أهل البيت، فقالوا-فيما رووه عن أئمتهم-إن من أقر بولايتنا، ثم مات عليها، قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجه، وإن من لم يقر بولايتنا لم يقبل الله شيئا ًمن أعماله.

ومن مظاهر شركهم في الألوهية دعاؤهم الأمة من دون الله، وتظهر شركياتهم في التعلق بأضرحة الأئمة. بل تمادى أئمتهم فصرحوا أن زيارة أضرحتهم والحج إليها أفضل من الحج إلى بيت الله الحرام.

فقد جاء في الكافي -الذي هو كصحيح البخاري عندنا-إن زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة، وأفضل من عشرين عمرة وحجة.

أما تكفيرهم للصحابة وسبهم، وافتراؤهم عليهم بأنهم ارتدوا إلا عدداً قليلاً منهم فهو مشهور، بل لم تسلم منهم أعراض أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، بما فيهن عائشة رضي الله عنها، فإنهم يسبونها ويرمونها بالفاحشة، بل والله يصفها رؤوسهم المعاصرون لعنهم الله بأشنع وأبشع الأوصاف.

الحاصل، دين محرف وعقائد باطلة. وإنك والله لتعجب من الشبه الكبير بين الرافضة وبين اليهود، فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شيئاً من أوجه الشبه، وذلك أن اليهود قالوا لا يصلح الملك إلا في آل داود، وقالت الرافضة لا تصلح الامامة إلا في ولد علي. وقالت اليهود لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المسيح الدجال وينزل السيف، وقالت الرافضة لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي وينادي مناد من السماء. واليهود يؤخرون الصلاة إلى اشتباك النجوم، وكذلك الرافضة.

واليهود تستحل دم كل مسلم، وكذلك الرافضة. واليهود حرفوا التوارة، وكذلك الرافضة حرفوا القرآن. واليهود لا يرون المسح على الخفين، وكذلك الرافضة. واليهود تبغض جبريل يقولون هو عدونا من الملائكة، وكذلك الرافضة يقولون غلط جبريل بالوحي على محمد بترك علي بن أي طالب. واليهود رموا مريم الطاهرة بالفاحشة، والرافضة قذفوا بالبهتان زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها المبرأة بصريح القرآن. واليهود تخلفوا عن نصرة موسى ومن تلاه من الأنبياء والرسل وقد سجل الله لنا قولهم (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون)، والرافضة تخلفوا عن نصرة أئمتهم كما خذلوا علياً وحسيناً وزيداً وغيرهم رضي الله عنهم.

عباد الله. لقد أُثبتتُ السنوات الأخيرة خطر هؤلاء المجرمون، بما فعلُوهُ في أفغانستان، وما يفعلُونَهُ اليومَ في العراق، حيثُ ذكرَ أحدُ المُراسِلينَ أنَّهُ لا يُصدِقُ ما يراهُ من جُموعِ الشيعةِ من فرحٍ ورقصٍ هستيري، وترحيبٍ بالقواتِ الأمريكيةِ، وصرَّحَ أنَّ الحالَ مختَلفٌ تماماً بالنسبةِ للأحياءِ السُنِيَّة، التي بدا الحُزنُ فيها عميقاً على الوجُوهِ.

إنهم يكفّرون الأمة، ويقتلون كل من تسمى باسم عمر، وينتهكون حرمة بيوت الله، فيقتلون ويختطفون وينتهكون الأعراض في العراق، بلاد فتح الفتوح، وأرض الرافدين، التي روى ترابها الطيب الصحابة الفاتحون الكرام المجاهدون.

لقد أثبتت الأحداث أن هؤلاء القوم تغلي قلوبهم بالحقد على أهل السنة، الذين يصفونهم بالناصبية والوهابية، ومراجعهم ورؤس ضلالتهم، يفتونهم بقتل السنة، وأنه قربة إلى الله. وكنت بالأمس استمع إلى تسجيل صوتي لمرجعهم الشيرازي، وفتوى أخرى منقولة عن محمد الصدر أنه يجب قتل السني، وأن الوهابي نجس، بل هو أنجس من الكلب.

وليس هذا بجديد ولا بغريب على هؤلاء، فالتاريخ أعظم شاهد على جرئمهم وخطرهم على المسلمين، وتواطئهم مع كل عدو من أعداء الإسلام غربيا كان أو شرقيا. اقرءوا إن شئتم عن دورهم الخياني في إسقاط الخلافة العباسية التي سقطت بسقوط بغداد في أيدي التتار وبخيانة رافضية كبيرة، وكيف قتل فيها مليونا شخص من المسلمين من الرجال والشيوخ والنساء والولدان. واقرؤوا إن شئتم عن دورهم في إضعاف الدولة العثمانية التي كانت تقاتل الصليبين في أوروبا وكانوا هم متمثلين بالدولة الصفوية يطعنونها من الخلف، بل إن الصفويين تحالفوا مع البرتغاليين في سبيل الاستيلاء على الإحساء وان يستولي البرتغاليون على الحجاز بما فيها مكة والمدينة ولكن الله رد كيدهم في نحورهم.

وفي هذه الأيام، يقول الناطق الرسمي باسم هيئة علماء المسلمين في العراق محمد الفيضي إن ميليشيات جيش المهدي التابع للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر ستنفذ مخططا سمي باسم يوم تحرير بغداد بمساندة قوات مغاوير الشرطة التي هي في الأصل من ميليشيا بدر.

وأوضح الفيضي أن هناك أكثر من 30 اسما للميليشيات التي تعمل بشكل تخريبي في العراق، وفي مقدمتها ميليشيات جيش المهدي وميليشيا بدر، وتبرز ميليشيا جيش المهدي على المستوى الشعبي حيث تستهدف الأبرياء في الشوارع بشكل طائفي ومعلن فكل من اسمه عمر وكل من كان من الفلوجة أو من عشيرة سنية مستهدف. أما ميليشيا بدر فتستهدف النخبة وكبار القوم.

وقد نقلت جريدة الوطن السعودية في عدد الاثنين الماضي كلاماً خطيراً عن عضو البرلمان العراقي محمد الدايني أن إيران بدأت قبل فترة قصيرة جداً بتشكيل فيلق عسكري قوامه 10 آلاف مقاتل أطلقت عليه اسم فيلق مكة وأنشأت له معسكرات في السماوة وصحراء النخيب بالقرب من الحدود السعودية العراقية بهدف نقل الفوضى عبر الحدود.

وأضاف أن هناك الآلاف من حرس الثورة الإيراني يعملون الآن في مدينة بغداد فقط ويقومون يومياً بقتل وإبادة الشعب العراقي معظمهم من العرب السنة.

كما أضاف أيضاً أن هناك أكثر من 93 ألف عراقي يقبعون في سجون المنطقة الخضراء تحت إشراف قوات الاحتلال الأمريكي.

ووصف الدايني الاحتلال الإيراني بأنه أشد خطرا من الاحتلال الأمريكي.

ونشرت الصحيفة أيضاً بياناتٍ ووثائقَ مختومة، منسوبةً إلى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، تكشف عن أجندة واسعة لتصفيات المعارضين وبث الفتن والاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط ضد السنة، وتعميم تجربة العراق على الدول السنية في المنطقة ومن ضمنها السعودية.

تلك هي أعمالهم وجرائمهم، والله من فوقهم ومن ورائهم، محيط بهم، لا يخفى عليه شيء من مكرهم، (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). نسأل الله أن يرد كيدهم في نحورهم، وأن يضرب الظالمين بالظالمين، ويخرج إخواننا من بينهم سالمين. أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الواحد الأحد. البر الصمد.

أيها المسلمون إن ما يجري اليوم لأهل السنة في العراق على أيد الرافضة الحاقدين، مما يندى له الجبين، ويجل عنه الوصف، يتطلب الوقوف معهم بكل ما نستطيع. وبذل كل ما يستطاع لرفع المحنة عنهم، أو تخفيفها، بمواساتهم بالمال لسد حاجاتهم وتنفيس كرباتهم، وكفالة أيتامهم وأراملهم، وعلاج مرضاهم.

ومن النصرة لإخواننا، بذل النصح لهم، وحث المسلمين في الخطب والمحاضرات والمناسبات على الاهتمام بشأنهم.

ومن النصرة التي لا يستهان بها، الدعاء لهم بالنصر والتمكين، وكشف الكربة؛ فإن الدعاء من أعظم أسباب النصر وكشف الشدائد، قال تعالى {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}. وقال تعالى في أهل بدر {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ}.

نسأل الله تعالى أن ينصر أهل السنة في العراق، ويسدد رميهم، ويحقن دماءهم. كما نسأله أن يهدي من الرافضة من في هدايته صلاح للإسلام والمسلمين، وأن يهلك من في هلاكه صلاح للإسلام والمسلمين.

وأخيراً، لابُدَّ أن نُوقنَ عباد الله أنَّ ما يحدثُ هُو بإرادةِ اللهِ وقضائه، وأنَّهُ وحدهُ هُو المتصرفُ في هذا الكونِ (ألا لهُ الخلقُ والأمر)، فلنثق بربنا وتوكل عليه، مستمسكين بدينه، واثقين بنصره، بعيداً عن أسطورةِ أنَّ النصرَ محققٌ لأمريكا أو لغيرِها، فكم من دولةٍ غرتها قوتها، وظنوا أنها مانعتهم من الله (فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب). وكم من دولةٍ مكن الله لها، وأملى لها وهي ظالمة، ثم قيض لها يداً من الحق حاصدة، فانتهت إلى مزبلة التاريخ. (وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة، ثم أخذتها وإلي المصير).

إنَّ نصرَ اللهِ قريبٌ، ولكن، لمن ينصرُ دينَه، (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).

وإننا مع ما في هذهِ الأحداثِ من مرارةٍ وأسى، نرجو الله أن يجعل فيها خيراً كثيراً، وأن يجعلها من بشائرِ النصرِ بولادةٍ جديدةٍ لهذه الأمة، ولادة تعود فيها الأمة إلى ربها، وتتمسك بدينها، وتُرفعُ فيها راياتُ الجهادِ، وتُقمع فيها رايات الشرك والفساد.

اللهم صل على محمد ...

المصدر: موقع صيد الفوائد.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top