خالد أهل السنة - شبكة الدفاع عن السنة
الحمد لله رب العالمين
اعلم علمني الله وإيّاك وجميع المسلمين
- آمين-
أنه قد ضَلّ طائفتان في مسألة العُذْر بالجهل
فالطائفة الأولى تقول:
نعتبر الجهل عُذراً مطلقاً في جميع المسائل وفي جميع الأحوال دون اعتبار للضوابط والموانع
فهم لايكفرون أحداً نطق بلا إله إلا الله
والطائفة الأخرى تقول:
لا نعتبر الجهل عُذراً مطلقاً في جميع المسائل وفي جميع الأحوال دون اعتبار للضوابط والموانع
فهم يكفرون كل من تلبّس بالشرك أو الكفر
ثم اعلم أن الحق الذي عليه أهل السنة والجماعة
أن من الجهل ما لايصلح أن يكون عُذْراً
وهو الجهل في المسائل الظاهرة المشهورة المعلومة من دين الإسلام بالضرورة
كالجهل بالتوحيـــد بصرف عبادة الدعاء أو عبادة النذر مثلاً لغير الله
أو الجهل بمسائل الشرك الأكبر من شرك القبور وشرك النذور
أو الجهل بالبعث والمعاد والجنة والنار أو الجهل بالصلوات الخمس والزكاة والصيام والحج
أو الجهل بما اشتهرمن مسائل الفروع وغيرها من شعائر الإسلام كالجهل بتحريم الزنا أو تحريم القتل أو أو السرقة أو الخمر
قال تعالى:
" رُسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجّة بعد الرُسُل "
النساء 165
وهذه الآية دالةٌ على أن الله لايقبل اعتذار معتذرٍ بعد أن أرسل الرسل وأنزل الكتب
فمن بلغته الرسالة وبلغه هذا القرآن فقد قامت عليه حجة الله وليس له عذر
أما الجهل الذي يصلُحُ أن يكون عُذْراً فله ستّة شروطٍ كما يلي:
1- أن تكون هذه المسألة المجهولة
غير معلومة من الدين بالضرورة كبعض مسائل المعاملات
2- أن تكون هذه المسألة المجهولة
واقعة في دار الحرب التي لاتشتهر فيها أحكام الإسلام
3- أن تكون هذه المسألة المجهولة
غير مشهورة ولايعلمها غالب الناس
4- أن تكون هذه المسألة المجهولة
ممايقع فيها الخطأ والجهل عن اجتهادٍ صحيح
5- أن يكون من وقع منه الجهل
حديثُ عهدٍ بإسلامٍ أو في باديةٍ نائية عن العلم والعلماء
6- أن يكون من وقع منه الجهل
لم يكُن جهلُه عن تفريطٍ وإهمالٍ بسبب عدم وجود من يُعلّمُه ويُزيْلُ عنه جهلَه
ثم اعلم
أن القاعدة
عند أهل السنة والجماعة هي:
أن قيام الحجة
في المسائل الظاهرة
يختلف عن قيام الحجة
في المسائل الخفية
فمعنى قيام الحجة في المسائل الظاهرة هو:
بلوغ الدليل والسماع به
( فالعبرة ببلوغ الحجة وسماعها وليست العبرة بفهمها -فتدبّر- )
ومعنى قيام الحجة في المسائل الخفيّة هو:
بلوغ الدليل والسماع به مع شرحه وإزالة الشبهة الواردة عليه فيها
( لأن دليلها يخْفى ويحتاج إلى تفهيم -فتنبّه - )
ثم اعلم
أن الحكم بالكفر أو الحكم بالإسلام
مبناهما على الظاهر فقط
دون النظر إلى المقاصد والنيّات
فلا يعلم ما في القلوب إلا الله سبحانه وتعالى
وإنما أُمِرْنَا أن نَحْكُم بالظاهر والله يتولى السرائر
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).