0

يا سنة العالم استيقظوا. . لا فرق بين تشيع عربي وفارسي

هذه الأيام ونحن نعيش نشوة انتصار ظاهر لأهل السنة بعد عاصفة الحزم، أفقنا بعد سبات على عزة لأهل السنة وانكسار للتشيع الصفوي وأهله، وذلك بعد قبة من الزمن والأصوات تتعالى فيها محذرة من الخطر الصفوي، وعظم خطورة توغله في البلاد المجاورة له، ولكن لم تكن تجد هذه الأصوات آذانا واعية وقلوبا حاضرة.

لكن كانت الأيام حبلى بإخراج ما في قلب هذا الصفوي من حقد وبغض وكُره لأهل السنة، وبعد تسارع الأحداث وسقوط الضحايا جراء عدوان التشيع، تنبّه الناس لخطره أخيرا لكن بعد فوات الأوان وقُتل مئات الألوف من الأبرياء والضحايا، والله المستعان.

ولمّا أصبح وعي أهل السنة بخطرِ وحقد وإجرام الشيعة عالياً، قام الشيعة بحيلة ماكرة جديدة، حيث أصبحنا نسمع في الآونة الأخيرة في مختلف وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، بالتفريق بين ما يسمى بالتشيع العربي والتشيع الفارسي! وكأن الخطر والعدوان الشيعي الإمامي مختص بجنس أو قومية حتى نحذره ونُحذّر منه!

ثم قد وقع بين يديّ كتاب بعنوان: (التشيع العربي والتشيع الفارسي) للدكتور الشيعي نبيل الحيدري، حفيد المرجع الشيعي العراقي مهدي الحيدري، انتصر فيه المؤلف لما أسماه بالتشيع العربي على التشيع الفارسي! وكأن ما بينهما من البعد كما بين السماء والأرض!

وحقّ له هذا الطرح لأن عقائد التشيع الإمامي فاحت رائحتها فأزكمت الأنوف من هول ما فيه من حقد وبطش وتكفير وإقصاء للآخر، فحاول الدكتور نبيل الحيدري أن يُدافع عمّا سماه التشيع العربي الأصيل ونبذ التشيع الفارسي الدخيل، لكن للأسف واقع الحال يجعل من طرحه هذا يذهب أدراج الرياح ولا يبقى فيه شيء.

أخذ الدكتور نبيل الحيدري يضرب الأمثلة لكلا التشيعين فقال في صفحة (8): "نادى بعض الفقهاء العرب بمحاولات إصلاحية جادّة لتطهير التشيع من بعض تلك الانحرافات والخرافات والكراهية واللعن وغيرها، لكنهم واجهوا مركز القرار والسلطة والنفوذ ومرجعيات فارسية مع وعاظ السلاطين المستفيدين منها لوجودهم وسلطتهم ونفوذهم، ولقد اتهم المصلحون بشتى التهم المختلفة لإفشال مشاريعهم الإصلاحية. لعل من أهم الفقهاء العرب المصلحين أمثال محسن الأمين العاملي ومحمد رضا المظفر ومحمد حسين كاشف الغطاء ومهدي الحيدري ومحمد باقر الصدر ومحمد حسين فضل الله".

وقال في صفحة (13): "وهذا التأثير الفارسي قد استمر في كل المراحل التاريخية المؤثرة من الدولة البويهية والفقهاء الثلاث الفرس ثم الدولة الصفوية وفقهائها كالمجلسي صاحب البحار وحتى عصرنا الراهن من سيطرة المرجعيات الفارسية في إيران كالخميني وفي العراق كالسيستاني اللذين يمثلان امتدادا للتكفير والغلو والطقوس والخرافة والتقية من التشيع الفارسي".

حاول جاهدا نبيل الحيدري أن يجعل التشيّع قسمين: (فارسيا وعربيا)، والدكتور نبيل الحيدري بهذا التقسيم أوحى إلى القارئ بأن معتقد المرجع الشيعي العربي غير معتقد المرجع الشيعي الفارسي، لذا فإن علينا أن نقبل كل تشيّع عربي، وننسف ونرفض كل تشيّع فارسي!

والحقيقة أنّ تقسيم التشيع إلى فارسي وعربي لا يدور إلا في مخيلة الدكتور الحيدري ومن وافقه، وهؤلاء رأيهم وموقفهم شاذ، والشاذ لا حكم له، في ظل الرأي الأكبر والسائد داخل البيت الحوزوي العلمائي الشيعي، كما أن هذا التقسيم يُخالفه الواقع ويرفضه، فبين يديّ الكثير من الأمثلة من مراجع وعلماء شيعة إمامية عرب أقحاح لا يقلّون طائفية وصفوية وتكفير للمسلمين عن أي مرجع شيعي فارسي! أذكر بعضا منهم على سبيل المثال:

1- شيخهم محمد بن محمد بن النعمان المعروف بالشيخ المفيد حيث ينتهي نسبه إلى يعرب قحطان، توفي عام 413هـ. ففي كتابه: (أوائل المقالات) صفحة (٤٩)، نراه يُكفّر المخالفين له قائلا: "واتفقت الإمامية على أنّ أصحاب البدع كلهم كفار، وأنّ على الإمام أن يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم وإقامة البينات عليهم، فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصواب وإلا قتلهم لردّتهم عن الإيمان، وأنّ من مات منهم على تلك البدعة فهو من أهل النار".

كما قرن المخالفين له باليهود، بل جعلهم إخواناً لهم بسبب قولهم (آمين) في الصلاة! فيقول في كتابه: (المقنعة)، صفحة (105): "ولا يقل بعد فراغه من الحمد (آمين) كقول اليهود وإخوانهم النصاب".

2- علي بن الحسين والمعروف بالسيد المرتضى علم الهدى، عربي من مواليد بغداد، وتوفي عام 436هـ، ففي رسائله (3/271)، كفّر المخالفين له فقال: "وقد قامت الدلالة واجتمعت الفرقة المحقّة على كفر من خالفها في الأصول، كالتوحيد والعدل والنبوة والإمامة".

ويقول في رسائله (1/400): "فأمّا الناصب ومخالف الشيعة فأنكحتهم صحيحة، وإن كانوا كفاراً ضلالاً".

3- علي الكركي العاملي، عربي من جبل عامل بلبنان، وفاته عام 490هـ، حيث ألّف كتاباً بالنظر إلى عنوانه من أول وهلة ترى مقدار الحقد والكره على أهل السنة، حيث ألف كتاباً بعنوان: (نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت)، ويقصد بالجبت والطاغوت: أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وشحن كتابه بأنواع الطعن والسب والتكفير لأبي بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم أجمعين.

ووصف أهل السنة في كتابه بأنهم شرّ أهل الأرض، فقال في صفحة (110): "ولكن أهل السُنة شرّ جيل على وجه الأرض، وأقلهم حياء من الله ورسوله".

وصرّح في تكفيره لأهل السُنة قائلاً في صفحة (50): "نعم قال بعض سفهاء أهل السُنة من مفسري كلام الله المحرّفين الكلم عن مواضعه المتوغّلين في العناد والتعصب على أهل البيت عليهم السلام إنّ الآية عامّة في كل مؤمن أقام الصلاة وآتى الزكاة وحمل قوله (راكعون) بمعنى وهم يتخشّعون في صلاتهم وجعل هذا هو الظاهر بالنسبة إلى القول بنزولها في علي (ع) وأيّد ذلك بأن حمل الجمع على الواحد خلاف الظاهر. فلينظر المنصف إلى هؤلاء الكفرة الفجرة كيف يصنعون بكلام الله ودينه وكيف يُدافعون الحق بصدورهم ويخبطون في كلام الله عمداً".

كما دعا إلى قتل أهل السُنة، إذا لم يتبعوا التشيَّع الإمامي، قائلاً في صفحة (170): "ولعمري إنّ مَن وقف على ما أثبتناه من الدلائل واطّلع على ما أوردناه من الحجج، فلم يعرف الحقّ مِن كلّ واحد منها، ولا تبيّن له طريق الهدى من جُملتها، لسقيم الفؤاد، وشديد المرض بداء العناد، ميؤوس من برئه بعلاج الكلام، إذ لا دواءَ له بعدُ إلاّ بضرب الحسام والمؤاخذة بعظيم الانتقام".

4- نعمة الله الجزائري، عربي من مواليد البصرة، وفاته عام 1112هـ، في كتابه: (نور البراهين) (1/57) قال: "أمّا طوائف أهل الخلاف على هذه الفرقة الإمامية، فالنصوص متضافرة في الدلالة على أنهم مخلدون في النار، وأنّ إقرارهم بالشهادتين لا يُجديهم نفعاً إلاّ في حقن دمائهم وأموالهم وإجراء أحكام الإسلام عليهم".

ويقول في كتابه الأنوار النعمانية، (1/49): "وأمّا المخالفون فمع ما عليه بعضهم من العبادة والزهادة، وسائر أنواع البر لا يدخلون الجنة بإجماع أصحابنا".

5- محمد جواد العاملي، عربي من جبل عامل بلبنان، وفاته عام 1226هـ، حيث قال عن أهل السنة في كتابه مفتاح الكرامة (4/65) : "... مضافاً إلى الأخبار المتضافرة الواردة بلعن المخالفين، وأنهم أشرّ من النصارى، وأنجس من الكلاب".

6- علي بن محمد الطباطبائي، عربي من مواليد الكاظمية بالعراق، وفاته عام 1231هـ، قال في كتابه رياض المسائل (8/68):"ودعوى الإيمان والأخوة للمخالف ممّا يُقطع بفساده، والنصوص المستفيضة بل المتواترة ظاهرة في رده، مضافاً إلى النصوص المتواترة الواردة عنهم (عليهم السلام) بطعنهم ولعنهم، وأنهم أشرّ من اليهود والنصارى، وأنجس من الكلاب، لدلالتها على الجواز صريحاً، أو فحوى كالنصوص المطلقة للكفر عليهم، مع زيادة لها في الدلالة بوجه آخر، وهو استلزام الإطلاق إمّا كفرهم حقيقة، أو اشتراكهم مع الكفار في أحكامهم التي منها ما نحن فيه إجماعاً، وحكاه بعض الأصحاب صريحاً".

7- عبدالله شبر، عربي من مواليد النجف، وفاته عام 1242هـ، فقال في كتابه (الأنوار اللامعة في شرح الزيارة الجامعة)، صفحة (150): "وقد دلّت أخبار كثيرة على كفر المخالفين يحتاج جمعها إلى كتاب مفرد، والجمع بينها وبين ما علم من أحوالهم عليهم السلام من معاشرتهم، ومؤاكلتهم، ومجالستهم، ومخالطتهم يقتضي الحكم بكفرهم، وخلودهم في الآخرة، وجريان حكم الإسلام عليهم في الدنيا، رأفة ورحمة بالطائفة المحقّة، لعدم إمكان الاجتناب عنهم".

8- يوسف البحراني، عربي من مواليد قرية الماحوز بالبحرين، وفاته عام 1186هـ، من كبار علمائهم الذين صرحوا مراراً وتكراراً بكفر المخالف لدينه الاثني عشري، فقال في كتابه الحدائق الناضرة، (14/138): "والتحقيق المستفاد من أخبار أهل البيت (عليهم السلام) - كما أوضحناه بما لا مزيد عليه في كتاب الشهاب الثاقب - أنّ جميع المخالفين العارفين بالإمامة والمنكرين القول بها كلّهم نُصاب وكفار ومشركون ليس لهم في الإسلام ولا في أحكامه حظ ولا نصيب".

9- جعفر كاشف الغطاء، عربي من مواليد النجف، وفاته عام 1227هـ، حيث حكم على إسلام أهل السنة من باب التجوّز لا الواقع، فقال في كتابه (كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء)، (4/366،365): "وبعض أقسام المسلمين وإن خرجوا عن الطريقة الحقة في بعض الأصول والفروع، داخلون في عنوان المسلمين، ويجري عليهم ما يجري على أهل الحق من عصمة الدماء، والأعراض، والسبي، والمال، وطهارة السؤر، وحلية الذبائح إلى غير ذلك. فهم مسلمون في الدنيا، يجري عليهم أحكام الإسلام، لطفاً من الله، لحفظ أهل الحق منهم، فإذا ماتوا خرجوا من حكم الإسلام".

10- محمد باقر الصدر، عربي من مواليد الكاظمية بالعراق، وفاته عام 1980م، وهو من الذين أثنى عليهم الدكتور نبيل الحيدري، حيث جعله من حملة لواء التشيع العربي المعتدل ويمثلونه بزعمه، حيث قال عنه في كتابه (التشيع العربي والتشيع الفارسي)، صفحة (438): "كان باقر الصدر معروفا بنشاطه الفكري والسياسي والاجتماعي وتصديه لاهم الأمور الحساسة في مختلف الميادين قبل سنوات طوال من تصديه للمرجعية بل من ريعان شبابه وحتى تصديه للمرجعية ... حتى طرح الوحدة الإسلامية بصدق رافضا تكفير الخلفاء والسنة بل رؤية حقيقية وسلوك عملي في رفض التكفير والغلو".

وأقول: خرج من في باقر الصدر ما يناقض هذا الأمر، في عدة مواطن من كتبه، فقال في حق أبي بكر الصديق إنه رجل يستخدم المال لإغراء الصحابة وكسب أصواتهم، أي بصريح العبارة يعمل بالرشوة! حيث يقول في كتابه (فدك في التاريخ)، صفحة (67): "وكيف نستغرب ذلك من رجل كالصديق وهو الذي قد اتخذ المال وسيلة من وسائل الإغراء، واكتساب الأصوات".

ثم يزيد من بُغضه فيتهم أبا بكر الصدّيق بأنه رجل سارق للأموال! حيث يقول في صفحة (68): "وأنا لا أدري من أين جاء إلى الخليفة (رضي الله تعالى عنه) هذا المال ما دامت الزكوات التي جمعها الساعي قد صارت من نصيب بطنه وحدها، إن لم يكن من بقية الأموال التي خلفها النبي (ص) وكان أهل البيت يطالبون بها".

ويطعن مرة أخرى في أبي بكر بوصفه أنه رجل يتبع هواه وشهوته، قائلاً في كتابه (أئمة أهل البيت)، صفحة (139): "... إذن، لم يتغير شيء إلا أنّ شخصاً كان اسمه علي بن أبي طالب عليه السلام - هو أفضل وأكمل وأعدل وأورع من أبي بكر - أُقصي في المقام، لغلبة الهوى ولغلبة الشهوة".

كما اتهم أبا بكر بالجبن فقال في كتابه (فدك في التاريخ)، صفحة (95): "اقرأ حياة النبي (ص) وتاريخ الجهاد النبوي، فسوف ترى أنّ علياً هو الذي أدهش الأرض والسماء بمواساته، وأنّ الصديق (رض) هو الذي التجأ إلى مركز القيادة العليا الذي كان محاطاً بعدة من أبطال الأنصار لحمايته حتى يطمئن بذلك عن غوائل الحرب".

أما عن موقف محمد باقر الصدر من عمر بن الخطاب، فنراه يتهكم ويسخر من عمر في حادثة فتح خيبر، حيث يقول في كتابه (فدك في التاريخ)، صفحة (98): "ثم أرسل الفاروق رضي الله تعالى عنه وإذا به من طراز صاحبه حيث تبخّرت في ذلك الموقف الرهيب حماسة عمر وبطولته الرائعة في أيّام السلم التي اعتز بها الإسلام يوم أسلم كما يقولون".

كما وصف عمرَ بن الخطاب بالوقاحة! حيث يقول في كتابه (أئمة أهل البيت)، صفحة (344): "لقد أمضى عمر بكل وقاحة مواصلة معاوية لخط القياصرة".

وقال في كتابه (أئمة أهل البيت)، صفحة (323) عن معاوية بن أبي سفيان: (إذ قال: "من الصعب جداً أن نقول اليوم بأنّ المسلمين بدؤوا يشكون شكاً واسع النطاق في أن هذه المعركة بين أمير المؤمنين عليه السلام وبين معاوية بن أبي سفيان كانت معركة رسالية، من الصعب هذا. الآن نتصور أنه كيف يمكن للمسلمين أن يشكُّوا في أنّ المعركة التي كانت قائمة بين إمام الورع والتقوى والعدالة، وبين الشخص الخائن المنحرف الجاهلي، عدو رسول الله وابن عدوه".

ولأنّ معاوية رضي الله عنه خائن منحرف جاهلي - بنظر المرجع الشيعي العربي باقر الصدر - إذن مصيره في الآخرة جهنم والعياذ بالله، حيث جعل باقر الصدر من نفسه القيّم على عباد الله تعالى، فبهواه يُدخل من يُريد الجنة، ويُدخل من يُريد النار، حيث يقول في صفحة (325): "نحن الآن ننظر إلى معاوية بعد أن استكمل حظه في الدنيا وذهب إلى جهنم".

اما عن رأيه في خلافة أبي بكر وعمر فيقول في كتابه (أئمة أهل البيت)، صفحة (193): "وقع الانحراف بعد وفاة النبي الأعظم... وكان هذا الانحراف الذي وقع بعد النبي انحرافاً أساسياً وخطراً جداً".

ويُؤكد وقوع الانحراف في الخلافة الراشدة، قائلاً في صفحة (196): "هذا الانحراف وقع بعد وفاة النبي، وتمثل في أنّ جماعةً من صحابة الرسول لم يرتضوا عليّاً المنصوص عليه من قبل النبي للخلافة، فتصدّى بعضهم لها، ومارس هؤلاء المرشحون الحكم وقيادة التجربة الإسلامية، مارس أبو بكر ذلك، ومن بعده عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان".

 

ويُفسر لنا المرجع الشيعي العربي باقر الصدر سبب هذا الانحراف، قائلاً في ص (128 ،129): "خطورة هذا الانحراف وجلالة هذا الانحراف، هذا الانحراف الذي يمكننا أن نختصره في جملة بسيطة جداً، وهي: أنّ شخصاً غير علي بن أبي طالب تولى أمر السلطان بعد رسول الله (ص)، فأصبح سلطان المسلمين بعد رسول الله شخص من الصحابة غير الإمام علي عليه السلام، هذه الجملة البسيطة هي التي تشكل كل هذا البلاء العظيم بكل مضاعفاته ونتائجه".

وانتقل باقر الصدر من أمر الخلافة وحكمه عليها، إلى شخص أبي بكر وعمر، حيث وصفهما بالمنحرفين، قائلاً في صفحة (178): "كان يُريد عبدالرحمن بن عوف من ذلك أن يجعل سيرة الشيخين ممثلاً شرعياً للنظرية الإسلامية للحياة الاجتماعية، بهذه النظرية أراد أن يجعل سيرة أبي بكر المنحرف وعمر المنحرف جزءاً وممثلاً عن هذه النظرية".

ويقول أيضاً في صفحة (247):"ومع أنّ أبا بكر وعمر كانا قد بدءا الانحراف، ولكن هذا الانحراف لم يكن قد تعمّق بعد".

11- محمد حسين فضل الله، عربي من مواليد النجف، وفاته عام 2010م، من المراجع العرب الذين يمثلون التشيع العربي المعتدل كذلك في نظر الدكتور نبيل الحيدري، حيث قال عنه في صفحة (457): (محمد حسين فضل الله من المراجع العرب حيث نقد التكفير في التشيع الفارسي)، وقال في صفحة (459): (ولم يعتبر الإمامة والعصمة والولاية والخلافة من الأمور الثابتة ولا القطعية). وقال في صفحة (459): (كما رفض اللعن والسب والشتم للخلفاء الراشدين).

وأقول بالنظر الى أقوال المرجع الشيعي العربي محمد حسين فضل الله، سيتبيّن لنا حقيقة موقفه تجاه الصحابة وأهل السنة، حيث وصف الصحابة بانهم انحرفوا عن الحق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال في موقعه الرسمي: "مع التزامنا بأنهم انحرفوا عن الحقّ في قضيّة ابتعادهم عن الخلافة الشرعيّة للإمام". ونراه يُكرّر ويُعيد على أسماعنا أنّ الصحابة الكرام رضي الله عنهم غصبوا الخلافة من الإمام علي وأنّهم أبعدوه عنها.

فيردّ على استفتاء وُجِّهَ إليه في كتابه (نظرة إسلامية حول الغدير)، صفحة (34): "س: ما هو دور الإمام أمير المؤمنين (ع) في الـ (25) سنة من معاصرة الخلفاء؟

ج: كان دوره أعظم دور، لأنّ الإمام علي (ع) يعتبر نفسه أنه أمير المؤمنين خارج الخلافة كما هو أمير المؤمنين داخل الخلافة، وأنه المسؤول عن الإسلام كله، سواء كان هو على رأس المسؤولية أو لم يكن، ولذلك وقف الإمام علي (ع) مع الذين أبعدوه عن الخلافة وغصبوا حقه".

وشيئا فشيئا جنحت عقيدة المرجع الشيعي العربي محمد حسين فضل الله في صحابة رسول الله وافترى عليهم أنهم هجموا على بيت فاطمة رضي الله عنها وهدّدوا بإحراق دارها، فيقول في كتابه: (الزهراء القدوة)، صفحة (109 ،110): "هناك بعض الحوادث التي تَعرّضت لها ممّا لم تتأكد لنا بشكل قاطع وجازم، كما في مسألة حرق الدار فعلاً، وكسر الضلع، وإسقاط الجنين، ولطم خدها، وضربها.. ونحو ذلك مما نقل إلينا من خلال روايات يمكن طرح بعض علامات الاستفهام حولها، إمّا من ناحية المتن وإمّا من ناحية السند.

وشأنها شأن الكثير من الروايات التاريخية، ولذا فقد أثرنا بعض الاستفهامات كما أثارها بعض علمائنا السابقين رضوان الله عليهم، كالشيخ المفيد الذي يظهر منه التشكيك في مسألة إسقاط الجنين، بل في أصل وجوده، وإن كنا لا نوافقه على الثاني.. ولكننا لم نصل إلى حد النفي لهذه الحوادث، كما فعل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء (قده) بالنسبة لضربها، ولطم خدها، لأنّ النفي يحتاج إلى دليل، كما أنّ الإثبات يحتاج إلى دليل، ولكن القدر المتيقن من خلال الروايات المستفيضة بل المتواترة تواتراً إجمالياً هو الاعتداء عليها من خلال كشف دارها، والهجوم عليها والتهديد بالإحراق، وهذا كافٍ للتدليل على حجم الجريمة التي حصلت.. هذه الجريمة التي أرّقت حتى مرتكبيها، ولذا قال الخليفة الأول لما دنت الوفاة: ليتني لم أكشف بيت فاطمة، ولو أعلن عليّ الحرب".

أما بالنسبة لموقف المرجع الشيعي العربي محمد حسين فضل الله من الإمامة الشيعية، فهو كحال المراجع الفارسية، حيث يقول في كتابه: (حوار مع السيد محمد حسين فضل الله، ثلاثة آلاف سؤال وجواب)، صفحة (314): "إنّ ولاية أئمة أهل البيت أساس في قبول العمل". لذا فإنّ جميع أعمال وعبادات أهل السُنة باطلة لعدم إيمانهم بالولاية الشيعية الإمامية.

بل صرح هذا المرجع الشيعي العربي بعدم اعتبار المذهب السني مذهبا إسلاميا! حيث سُئل في كتابه (مسائل عقائدية)، صفحة (110): (هل يجوز التعبد في فروع الدين بالمذاهب السنية الأربعة وكذلك بقية المذاهب غير الشيعية؟ الجواب: لا يجوز التعبد بأي مذهب إسلامي غير مذهب أهل البيت عليهم السلام).

أيها القارئ الكريم: ها نحن وبعد هذه الجولة السريعة التي نقلت لك فيها ما تفوهت به بعض الأعلام الشيعية العربية، وهي أعلام ومراجع عربية معتبرة عند قومها ولها قيمتها ووزنها فكانت عشرة كاملة زائدة واحدا فوقها، فرأيناها لا تقل خبثا وحقدا على أهل السنة من الشيعة الفرس، ولا عجب فكلهم يرضعون من ثدي واحد، فمهما اختلفت عرقياتهم إلا أنه يجمعهم حمض نووي واحد!!

وبعد هذا النقل، هل لا زال الدكتور نبيل الحيدري في سباته لم يفق بعد، حيث يقول في كتابه (التشيع العربي والتشيع الفارسي)، صفحة (11): (والفقهاء الفرس الثلاثة: الكليني والطوسي والصدوق القمي وتأليفهم الكتب الأربعة المليئة بالغلو للأئمة والتكفير والكراهية لمخالفيهم).

وأقولها وبالفم المليان والصوت الرنان بأن هذه الكتب الأربعة مع مؤلفيها محطّ تقدير واحترام وتبجيل وإعظام، عند جميع الشيعة عربا كانوا أم فرسا، بل لم يخرج في تاريخ التشيّع عالم واحد عربي أنكر هذه الكتب أو ردّها. بل الكل يستدل بها ويأخذ منها ويتشرف باقتنائها.

فلا الشيعي العربي يستطيع أن يتنصل ممّا فيه كتبه من عقائد باطلة ولا كذلك الشيعي الفارسي، فأين الفرق بينهما بعد ذلك؟

وبنظرة سريعة نرى أن ما حصل من قتل وتشريد وتهجير على أهل السنة في العراق، كان على يد شيعة العراق وهم عرب.

وما حصل من تخريب وترويع لأهل السنة في البحرين، كان على يد شيعة عرب.

وما حصل للفلسطينيين على يد حركة أمل بلبنان من قتل وتشريد، كان على يد شيعة عرب.

فالقوم هم القوم مهما اختلفت بلدانهم ولهجاتهم، إلا أنه يجمعهم الدين والمعتقد.

وأعود وأقول: ليس بيني وبين الشيعة العرب من شعب الأحواز من عداء، أو طلب ثأر، ولكن المسألة تكمن بيني وبين التشيع الإمامي، الذي بارَز أهل السنة قرونا من الزمن وهو يعاديهم ويتقرب إلى الله بالطعن في رموزهم ويُكفّر عامتهم مع خاصتهم، ويتحيّن الفرصة بعد الفرصة للنيل منهم!

فحديثي عن أكذوبة ما يُسمى بالتشيع العربي التي وجدت لها هذه الأيام رواجا بين كُتّاب وأدباء سواء كانوا سنة أم شيعة!)

المصدر: موقع كسر الصنم

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top