0
1
. نحن كمسلمين لا نكره الشيعة ولا نحقد عليهم وذلك هو نفس موقفنا من بقية أتباع الديانات أو العقائد الأخرى لأسباب عديدة منها أن الله عز وجل قد خلقنا كما خلق الناس جميعا لا لنكره بعضنا البعض ولكن لنتعارف ونتعايش ونعمر الأرض ولنأمر بالمعروف وننه عن المنكر ولندعوا إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة وهى أمور لا تستقيم ولا يمكن تحقيقها فى ظلال الإحساس بالكراهية أو الحقد تجاه الآخرين.

2. إن العكس هو الصحيح فكراهية الشيعة للمسلمين عامة والحقد الشديد على البعض منهم خاصة (كسيدنا عمر و سيدنا أبى بكر والسيدة عائشة رضى الله عنهم على سبيل المثال) هى مشاعر ترقى إلى مرتبة العبادات التى يتقرب لها الشيعة إلى الله عز وجل بأدعية خاصة !. فالشيعة يُسمون المسلمين (العامة) و (أخلاط الناس) وما إلى ذلك من أوصاف شبيهة وذلك إحتقارا لهم وتهوينا من شأنهم وهذا أمر لا يهمنا كثيرا أو قليلا ولكنهم يمعنون فى الكذب والضلال والإفتراء على جموع المسلمين عندما يسمونهم (الناصبة) أى المناصبين العداء لأهل البيت وهذا بهتان وكذب بواح فالذى يناصب أهل البيت العداء خارج عن ربقة الإسلام كما أن حب أهل البيت يَرْقَى إلى مرتبة الفرض الدينى لدى كل مسلم فضلا عن أننا نصلى عليهم تسع مرات ونبارك عليهم تسع مرات فى كل يوم على الأقل فى صلواتنا فى حضرة الله عز وجل.

3. إننا عندما نقول إن الشيعة ليسوا مسلمين بل هم قوم لهم دينهم الخاص بهم فإننا نقرر حقيقة ماثلة أمام كل ذى عقل وبصر. فعقائد الإسلام واضحة صريحة يعرفها كل المسلمون أما عقائد الشيعة فلا يعرفها أحد من المسلمين ولا تثير لدى سامعها غير مشاعر الإستغراب والإستنكار لمناقضتها الصريحة لعقائد الإسلام.

فَمَنْ مِن المسلمين يعرف عقيدة الولاية التى يعتبرها الشيعة أفضل أركان الإسلام والإيمان وهى أن سيدنا على (ر) هو ولى الله فى هذا الكون وهو القائم بمساعدة الأئمة على تصريف شئون الخلق وهو المسئول عن العرض الأول للبشر عليه يوم القيامة .. الخ وأن الإعتقاد بولاية الأئمة هى عماد الإيمان بالله وأن من مات بغير أن يؤمن بولاية الأئمة ويعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية (أى مات كافراً) ولهذا يعتبر الشيعة المسلمين كفارا مالم يؤمنوا بعقيدة الولاية هذه وكما ذكر أحد فقهاء الشيعة المهتدين وهو آية الله أبو الفضل بن الرضا البرقعي القمي : أن الشيعة الإمامية درجت على اعتبار الإمامة من أصول الدين واعتقدت أن الأئمة الاثني عشر مفترضو الطاعة منصوص عليهم ومنصوبون من قبل الله تعالى ورسوله (صلىالله عليه وآله) للعالمين واعتبرت منكر ذلك خارجا عن حقيقة الإيمان محروما من السعادة بل مخلدا في نار جهنم مهما كان المنكر لذلك مسلما مؤمنا بالله تعالى ورسوله قائما بجميع فرائضه الدينية !.

وَ مَنْ مِن المسلمين يمكنه أن يصدق أو يعتقد عقائد الشيعة فى الأئمة وأن الله عز وجل قد أوكل إلى الأئمة تسيير الكون والإشراف على حياة الخلق وأن الأئمة هم أركان الأرض وهم خزنة علم الله وأنهم إذا شاءوا أن يعلموا الغيب علموه وأنهم مطلعون على اللوح المحفوظ وأنهم يعلمون متى يموتون كما أنهم لا يموتون إلا بموافقتهم !! وأن طاعتهم واجبة وأن عدم الإيمان بهم كفر لا يعدله كفر .. الخ.

وَ مَنْ مِن المسلمين يمكنه أن يتفكر حتى فى عقيدة البداء التى تتضمن كفرا صريحا بقدرة الله عز وجل حين تقرر أن الله قد يقرر أمرا آخر إذا (بدا) له جانب كان غير معروفٍ حال تقريره الأمر الأول !!.

وَ مَنْ مِن المسلمين ممن أوكل أمره كله لله يستطيع قبول عقيدة التقية وهى الكذب وإظهار المرء غير ما يبطن وهى عقيدة يقرر الشيعة أنها لازمة لتمام الإيمان وينسبون للأئمة أحاديث بلا سند تزعم أنه لا إيمان لمن لا تقية له وأن تسعة أعشار الدين فى التقية !!.

وَ مَنْ مِن المسلمين سمع بعقيدة الطينة التى يقول الشيعة بها وهى أن الله قد خلق الشيعة من طينة مقدسة مخالفة للطينة الدنسة التى خلق منها باقى الخلق أى المسلمين وأن سيئات الشيعة يوم الحساب سوف تحمل على المسلمين كما ستحمل حسنات المسلمين على الشيعة !! وهى عقيدة مماثلة لعقيدة شعب الله المختار التى يؤمن بها اليهود.

وَ مَنْ مِن المسلمين سمع أو إعتقد يوما بعقيدة عصمة الأئمة أو بعقيدة غيبة الإمام المنتظر لدى الشيعة والتى طالت لأكثر من ثلاثة عشر قرنا إلى الآن والذى يحيا فى مكان لا يعرفه غير الله إنتظارا لظهوره وعودته وإرتكابه للجرائم والموبقات التى تقشعر منها الأبدان والتى سبق ذكرها فى المقال السابق.

و مَنْ مِن المسلمين سمع أو صدق بعقيدة تحريف القرآن الكريم التى يعتقد بها معظم الشيعة وإن كان ينكرها البعض الآخر وبوجود قرآن آخر يسمونه مصحف فاطمة أنزله الله عليها بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم وكتبه سيدنا على رضى الله عنه وهو موجود فقط لدى الأئمة فى إنتظار عودة المهدى الغائب ليظهره بدلا من القرآن (المحرف) الموجود الآن بين أيدى المسلمين.

وَ مَنْ مِن المسلمين سمع أو صدق أو إعتقد فى جدية ما يعتقد به الشيعة من أمور مناقضة للفطرة وصادمة للمنطق وقادِحَة فى العقل ولا يمكن إدراكها إلا فى سياق أنها خرافات وترهات يستحيل على المرء تخيٌل أن هناك من يؤمن بها لولا وجود مثيلاتها فى الأديان والعقائد الأخرى. ويكفى فقط قراءة كتاب مثل (شرح الزيارة الجامعة الكبيرة لأحمد بن زين الدين الأحسائي) أو كتاب (عقائد الإمامية لمحمد رضا المظفر) أو كتاب (كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه) أو كتاب (الإحتجاج لأحمد بن على بن أبى طالب الطبرسى) أو كتاب (مدينة المعاجز لسيد هاشم البحرانى) أو كتاب (الخصائص الفاطمية لمحمد باقر الكجوري) من بين ألوف الكتب التى سطر فيها الشيعة العقائد والعبادات التى يدينون بها والتى يدرك المرء كلما أمعن النظر فيها كم إبتعدت ديانة الشيعة عن الإسلام بعدا كبيرا حتى صارت ديانة مستقلة لا تَمُتٌ إلى الإسلام بصلة. بل إن هذا الإختلاف عن عقيدة المسلمين قد صرح به أحد عُتاة الشيعة المُمْعِنين فى اللَغْو والضلال وهو نعمة الله الجزائرى فى كتاب (الأنوار النعمانية) الذى يطفح بآراء ومعتقدات شاذة ويصرح بلا مواربة بأن الله الذى يقبل أبا بكر وعمر كخليفتين للمسلمين ليس ربا للشيعة وأن الرسول الذى يوصى بخلافة أبى بكر ليس هو رسول الله الذى يعرفه ويؤمن به الشيعة !!.

4. وأخيرا وعَوْداً على بدْء .. فإننا لا نكره الشيعة ولا نحقد عليهم ولكننا نبين لهم شططَ أفكارهِم ومعتقداتهم علهم يهتدون إلى طريق الحق والهدى كما إهتدى الكثير من فقهائهم وعلمائهم إليه كما نبين للمسلمين الذين لا يعرفون مدى الهوة السحيقة التى تفصل بين عقائد الإسلام وعقائد الشيعية فقط ليكونوا على بينة من أمرهم. والله غالب على أمره وهو يهدى إلى سبيل الحق.


مقال :
د. محمد سعد زغلول سالم
أستاذ الوراثة الطبية ــ كلية طب جامعة عين شمس
عضو المجالس القومية المتخصصة

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top