بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
في هذا الموضوع أود أن أبينَ لأهلِ السنةِ طريقةً من طرقِ المبتدعةِ في تلبيسهم وتدليسهم على أهلِ السنةِ.
فالمكيدةُ التي يتبعها الرافضةُ في التدليسِ والتلبيسِ على أهلِ السنةِ هي أنهم يدخلون علينا عن طريقِ السنةِ ويقولون:
قال
العالمُ الفلاني كذا ، وقال العالمُ الآخرُ كذا ... (ويضعون أسماءً تشابه
أسماءَ علماءٍ معتبرين عند أهلِ السنةِ، وهم في الأصلِ رافضةٌ.
قال الألوسي في (مختصر التحفة الإثنى عشرية ) ( ص 32 ) :
ومن
مكايدهم أنهم ينظرون في أسماءِ المعتبرين عند أهلِ السنةِ، فمن وجدوهُ
موافقاً لأحدٍ منهم في الاسمِ واللقبِ أسندوا روايةَ حديثِ ذلك الشيعي
إليه، فمن لا وقوف له من أهلِ السنةِ يعتقدُ أنهُ إمامٌ من أئمتهم فيعتبرُ
بقولهِ ويعتدُ بروايتهِ... ).ا.هـ. ثم ذكر أمثلةً لذلك نأتي عليها بشيءٍ من
التفصيلِ.
1-الـسُّـدِّي:
هناك رجلان يقالُ لهم السدي .
الأول : السدي الكبير ، والثاني : السدي الصغير .
ولنقف على شيءٍ من ترجمةِ كلِ واحدٍ منهما لكي يميز أهلُ السنةِ بينهما ، وتتضحُ لهم الحقائقُ ، ولا يغتروا بكذبِ الرافضةِ .
قال المزي في (تهذيب الكمال )(3/132) عند ترجمة السدي الكبير :
إسماعيل
بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّي ، أبو محمد القرشي الكوفي الأعور ،
مولى زينب بنت قيس بن مخرمة ، وقيل : مولى بني هاشم ، أصله من حجازي ، سكن
الكوفة ، وكان يقعد في سُدةِ باب الجامع بالكوفة فسمي السُّدِّي ، وهو
السديالكبير .ا.هـ.
ومما جاء في ترجمته : قال عبدان الأهوازي :
كان إذا قعد غطى لحيته صدره.
وقال
محمد بن أبان الجُعفي ، عن السدي : أدركت نفرا من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم منهم : أبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة ، وابن عمر .
أما السدي الصغير قال عند المزي أيضا )26/392( :
محمد
بن مروان السدي الصغير ، وهو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد
الرحمن السدي الكوفي ، مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب .ا.هـ.
والسدي الصغير من الوضاعين الكذابين عند أهل السنة ، وهو رافضي غال ،
وله ترجمة في كتب الرافضة مثل (الكنى والألقاب )للقمي (2/311 – 312) فقال في ترجمة السدي الكبير والصغير :
أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي المفسر المعروفة أقواله في كتاب
التبيان
(وغيره ، كان نظير مجاهد وقتادة والكلبي والشعبي ومقاتل ممن يفسرون القرآن
الكريم بآرائهم عده الشيخ ( يعني الطوسي ) في أصحاب السجاد والباقر ، وعن
ابن حجر أنه صدوق متهم رمي
بالتشيع من الرابعة
والسدي الصغير حفيده محمد بن مروانبن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن الكوفي ،
روى عن محمد بن السائب الكلبي كتاب التفسير ذكره الخطيب البغدادي وقال : قدم بغداد وحدث بها ، وقال انه ضعيف متروك الحديث
2-الطبري :
ومن ذلك محمد بن جرير الطبري رجلان أحدهما سني والآخر رافضي.
أما
السني فهو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الآملي الطبري أبو جعفر المؤرخ
المفسر الإمام ، ولد في آمل طبرستان ، واستوطن ببغداد وتوفي بها في 310 هـ ،
له عدة مصنفات من أشهرها :
(جامع
البيان عن تأويل آي القرآن )، وقد أثنى على تفسيره كثير من العلماء منهم
الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد )(2/163) حيث قال : (لم يصنف أحد مثله (.
وقال الخطيب أيضا (12/163) عن أبي حامد الإسفراييني :
(لو سافر رجل إلى الصين في تحصيل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا (.
وصنف
أيضا (تهذيب الآثار )، و (تاريخ الرسل والملوك )، و (اختلاف الفقهاء )،
وقد كان الإمام الطبري صاحب مذهب مستقل كالمذاهب الأربعة المعروفة، وله
أنصار وأتباع، ودرس مذهبه في الفقه كثير من العلماء، ومن أشهرهم أبو الفرج
المُعافي بن زكريا النهرواني المعروف بالجريري.
أما الطبري الرافضي فقد ترجم له الإمام الذهبي في (الميزان )(3/499) فقال :
(رافضي له تواليف ، منها كتاب )الرواة عن أهل البيت (، رماه بالرفضعبد العزيز الكناني .ا.هـ.
وترجم له أيضا في (السير )(14/282) فقال : قَالَ عَبْدُ العَزِيْزِ الكتَّانِيّ :
وقد
خلط بعض علماء التراجم بينه وبين طبري أهل السنة كما ذكر ذلك الحافظ
الذهبي في (الميزان )(3/499) فقال عند ترجمة طبري أهل السنة :
(أقذع
أحمدُ بنُ علي السليماني الحافظَ فقال): كان يضع للروافض، كذا قال
السليماني ، وهذا رجم بالظن الكاذب ، بل ابن جرير من كبار أئمة الإسلام
المعتمدين ، وما ندعي عصمته عن الخطأ ، ولا يحل لنا أن نؤذيه بالباطل
والهوى ؛ فإن كلام العلماء بعضهم في بعض ينبغي أن يُتَأنى فيه ، ولا سيما
في مثل إمام كبير ، فلعل السليماني أراد الآتي .ا.هـ.
والآتي هو محمد بن جرير بن رستم الرافضي .
وقال الحافظ ابن حجر في (اللسان )(5/115) عن أحد شيوخه ممن اغتر بكلام السليماني
فقال
:ولو حلفت أن السليماني ما أراد إلا الآتي– يقصد محمد بن جرير بن رستم
الرافضي – لبررت ... وقد اغتر شيخ شيوخنا أبو حيان بكلام السليماني فقال في
الكلام على الصراط في أوائل تفسيره :
وقال أبو جعفر الطبري وهو إمام أئمة الإمامية : الصراط بحرف الصاد من لغة قريش ... إلى آخر المسألة.
وقد نسبت كتب إلى ابن جرير أهل السنة كتبا صنفها الروافض من ذلك كتاب
(بشارة
المصطفى )، وهو كتاب في منزلة التشيع ، ودرجات الشيعة ، وكرامات الأولياء
كما ذكر ذلك سزكين في (تاريخ التراث العربي )(1/291( ،
والكتاب لأبي جعفر محمد بن علي الطبري ثالث من فقهاء الشيعة ترجم له أغابزرك الطهراني في (الذريعة إلى تصانيف الشيعة )(3/117(.
والإمام
ابن جرير قد ابتلي بتهمة الرفض لأسباب ذكرها الدكتور محمد أمحزون في كتاب
(تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الطبري والمحدثين )(1/187 – 201)
فليرجع إليه فهو مبحث نفيس جدا .
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).