0

الرافضة الفرس يكرهون العرب.. وبسببهم يلعنون أهل السنة

رمضان الغنام

فالصراع الإيراني، في الأساس صراع فارسي عربي، وليس شيعيا سنيا فحسب كما يزعم البعض، ومواقف الإيرانيين من العرب تشهد لهذا الأمر، وهو موقف معلن، لا تقية فيه عندهم، فالقوم لا يتجملون في إظهاره والإعلان عنه.

يعتقد البعض أن العداء بين إيران الفارسية والدول الإسلامية العربية عداء مذهبي ناشئ عن اختلاف في المعتقد فقط ، والحقيقة أن المذهب الشيعي الاثني عشري جزء من هذا الصراع، وحلقة من حلقات هذا العداء، لكنه ليس أصلا له؛ لأن العداء الفارسي للعرب ولكل ما هو عربي عداء قديم متجذر، يضرب بأصوله في أعماق التاريخ، قبل مجيء الإسلام، وتحزب الأحزاب، وتفرق الفرق بقرون عديدة، ترجع إلى عهود الهيمنة السبئية والحميرية على الجزيرة العربية، فقد مثلت شوكة في حلق الدولة الفارسية، وساهمت في إخماد طموحاتها التوسعية، ثم جاء الإسلام فأسقط هذه الإمبراطورية وأذاب هويتها المجوسية، وأضاع مجد فارس القديم، فكانت معركة القادسية، نقطة فاصلة في تاريخ هذا الصراع وتلك العلاقة، سعى من بعدها أحفاد فارس لإعادة مجدهم الضائع، فدخل بعضهم في الإسلام بهدف ضربه من الداخل، وبالفعل ظهرت على يدهم أولى الخروجات عن صحيح الدين، بظهور ظاهرة التشيع، ثم تبع ذلك كثير من المكائد والمؤامرات، كان من نتائجها سقوط عدد من الدول الإسلامية على مدار التاريخ .

إذن فالصراع الإيراني، في الأساس صراع فارسي عربي، وليس شيعيا سنيا فحسب كما يزعم البعض، ومواقف الإيرانيين من العرب تشهد لهذا الأمر، وهو موقف معلن، لا تقية فيه عندهم، فالقوم لا يتجملون في إظهاره والإعلان عنه، وهو الرأي الذي تبناه وصرح به المفكّر الإيراني البارز، والأستاذ بجامعة طهران صادق زيبا كلام، حيث بين أن الإيرانيين الفرس ينظرون إلى غيرهم من العرقيات خاصة العرب بنظرة تمييزية سلبية، تسم غير الفرس بالدونية، وقد أرجع الكاتب الإيراني ذلك إلى أسباب تاريخية.

فعن نظرة الإيرانيين تجاه الآخرين قال زيبا كلام للأسف أنا واثق من أن الكثير منا - نحن الإيرانيين- عنصريون، فلو نظرتم بإمعان إلى ثقافات الشعوب الأخرى تجاه سائر القوميات والشعوب والإثنيات وأخذتم ظاهرة النكت كمقياس لوجدتم أننا أكثر إساءة من خلال النكت، فانظروا كيف نسيء إلى الترك واللور.

واعتبر صادق زيبا كلام نظرة الإيرانيين تجاه العرب شاهداً آخر على عنصرية الإيرانيين، مضيفاً أن الكثير من الإيرانيين يكرهون العرب، ولا فرق بين المتدين وغير المتدين في هذا المجال...

مضيفا أنكم ترون الكثير من المثقفين يبغضون العرب، وتجدون الكثير من المتدينين ينفرون منهم، إلا أن هذه الظاهرة أكثر انتشاراً بين المثقفين الإيرانيين، فهذه الظاهرة تنتشر بين المتدينين على شاكلة لعن أهل السنة.

مؤكدا أن الحقد والضغينة تجاه السنة ورموزهم لدى الكثير من الإيرانيين هو في واقع الأمر الوجه الآخر للحقد على العرب.

وبين زيبا كلام أن هذا الأمر موجود منذ الحقبة الملكية، حيث كانت تسود إيران نظرة تحطّ من شأن العرب، وهي مستمرة إلى يومنا هذا.

وقد أرجع زيبا كلام هذا الحقد إلى العامل القومي والعصبية للجنس الفارسي، فقال في لقائه الصحفي يبدو أننا كإيرانيين لم ننس بعد هزيمتنا التاريخية أمام العرب ولم ننس القادسية بعد مرور 1400 عام عليها، فنخفي في أعماقنا ضغينة وحقداً دفينين تجاه العرب وكأنها نار تحت الرماد قد تتحول إلى لهيب كلما سنحت لها الفرصة.

ولتأكيد هذا الكلام قال أن لديه الكثير من الإثباتات بخصوص هذا الشأن مبينا أن هذه الأمور ليست من صنع الوهم، وأنه كلما اتخذت دول مثل الإمارات والبحرين وقطر والكويت موقفاً ما ضد إيران، فإن إيران ترد بشكل عنصري أكثر منه موقف سياسي....وبين أن ردود أفعال غالب المسؤولين الإيرانيين تأتي من منطلق استعلائي عنصري....وضرب لذلك مثالا بموقف الإيرانيين من الإمارات، فعلى سبيل المثال فإنهم يقولون للعرب هل أنتم بشر؟ ما أهمية الإمارات؟ لو نفخ الإيرانيون من هذه الضفة للخليج الفارسي على الضفة الأخرى سيمحونكم من الوجود...

وفي مقارنة بين الموقفين الحكومي والشعبي قال صادق زيبا كلام نعم الشعب كالحكومة أيضاً، بل أكثر تطرفاً وسخافة منها، فقبل عامين عندما عبرّت الإمارات عن موقفها من الجزر الثلاث، ومن تسمية الخليج الفارسي، احتشد على إثر ذلك عدد من الناس، أمام سفارة الإمارات العربية المتحدة، وكافة الشعارات التي كانوا يطلقونها لم تكن سياسية بل كانت استعلائية.

أكد زيبا كلام أن الدوافع من وراء تأسيس مجمع اللغة الفارسية كانت طرد الكلمات والمصطلحات العربية من الفارسية، وهذا يدل على حقدنا تجاه العرب.

ثم تساءل لماذا يتم حذف كلمة عربية دخلت اللغة الفارسية منذ ما يزيد على 1000 عام ووجدت مكانتها في هذه اللغة وأصبحت جزءاً منها ونجدها في كتب من قبيل جولستان وبوستان والشاهنامة وديوان حافظ وأشعار جلال الدين الرومي؟ فهذه الكلمات (العربية) نجدها في كل مكان فهي جزء من ذاكرتنا التاريخية.

واعتبر زيبا كلام كافة المحاولات التي بذلت في المرحلتين الملكية والجمهورية لتصفية اللغة الفارسية من الكلمات والمصطلحات العربية، تنم عن الكره والضغينة تجاه العرب.

كانت هذه أبرز النقاط التي تحدث عنها المفكر الإيراني صادق زيبا كلام خلال مقابلتين أجراهما أخيراً مع أسبوعية صبح آزادي الإيرانية، عن نظرة الإيرانيين الفرس تجاه العرب والشعوب الأخرى بشكل عام.

وهو الأمر ذاته الذي أكده الأستاذ جهاد فاضل، في مقال سابق له بعنوان العرب كما يراهم الفرس، سرد في هذا المقال جملة من أقوال عدد من الكتاب الإيرانيين، تبين بجلاء حقيقة الموقف الفارسي من العرب والمسلمين بشكل عام، وذلك من خلال عرضه لدراسة أكاديمية لباحثة أجنبية.

وقد صدر مقالة بافتتاحية قال فيها من يقرأ كتاباً حديثاً صدر عن دار قدس عنوانه صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث، يجد أن الفرس يزاحمون الغربيين والإسرائيليين في هذا الفن-يقصد فن هجاء العرب- فهذا الكتاب الذي وضعته باحثة أجنبية اسمها جويا بلندل سعد، يرصد، وبدقة، وجهة نظر الفرس، القدامى والمحدثين، في جيرانهم العرب.

ودراسة صورة العرب في الأدب الفارسي الحديث هي دراسة جادة، بينت فيها الباحثة أن العربي في الأدب الفارسي هو الآخر لا الأخ أو الجار، وأن المفكرين الإيرانيين يلقون جانباً من تخلف بلدهم على الإسلام، وأن إيران في نظرهم، ساسانية وإخمينية دمر حضارتها بدو متوحشون!.

المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top