الولي الفقيه التكفيري
فايز بن حسين الصلاح
الحمدُ لله ربِّ العالمين، وأصلي وأسلمُ على المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين أما بعد
لم تكن تصريحات مرشد ما يسمى الثورة الإيرانية!! الخامنئي غريبةً عندما قال إن الحرب الدائرة الآن في بلاد الشام هي بين الإسلام والكفر، فالنظام الباطني البعثي العلماني ومعاونوه من الإيرانيين الصفويين وأحزاب الرافضة والقوميين هم المسلمون المجاهدون، والمقاتلون الثوار هم الكفار الضالون!!.
هذا هو كلام الولي الفقيه النائب عن الإمام المهدي المسردب والناطق باسمه، عجَّلَ الله خروجه ليعلنها حرباً على أهل السنة والجماعة كما هو في اعتقاد الرافضة.
فهذا ليس غريباً ولاجديداً في موقف هؤلاء من المسلمين، وخاصة من أهل السنة والجماعة؛ فهم عندهم كفارٌ من أولهم إلى آخرهم، حلالٌ دماؤهم وأموالهم، وقتلهم واجبٌ، وخاصةً بعد مقتل الحسين رضي الله عنه؛ فإنَّ كلَّ سني عندهم هو مشارك في دم الحسين فيجب قتله انتقاما لمقتله!! فلذلك تجدهم يرفعون الراية الحمراء المكتوب عليها يالثارات الحسين.
وكانت العرب إذا قُتل لهم قتيلٌ رفعوا على داره رايةً حمراء إعلاما للناس أن ههنا قتيل ولمَّا يؤخذوا بثأره، فإذا أخذ بثأره وضعوا الراية، والرافضة قد رفعوا الراية في كلِّ مكان، ولن توضع حتى يخرج المهدي المسردب الذي سيوغل في دماء السنة انتقاما للحسين!!.
والرافضة من أعظم الناس تكفيرا واستحلالا للدماء فهم أشدُّ من الخوارج بمراحل، وهم قد حكموا على كلِّ مخالف لهم بالكفر، حتى الفرق التي تلتقي معهم على أصل الإمامة والتشيع لآل البيت، لما خالفوهم في بعض التفاصيل كفَّروهم فضلا عن تكفير أهل السنة فإنَّ هذا مشهور معروف عنهم.
روى الكليني في الكافي 1223 عن الرِّضَا (كذبا عليه) قال ( لَيْسَ عَلَى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ غَيْرُنَا وغير شيعتنا).
بل بالغ المجلسي وقال أن من لم يقل بكفر المخالف فهو كافر أو قريب من الكافر. بحار الأنوار65281.
ولقد امتلأت قلوب الروافض غيظاً وحقداً على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا فيهم أخبث القول وأفسده، وقد تواترت رواياتهم وأقوالهم التي تفيد تكفير عامة الصحابة إلا بضعة أنفارٍ منهم، فقد روى الكليني في (الروضة من الكافي) عن أبي جعفر عليه السلام قال (كان الناس أهل ردة بعد النبي إلا ثلاثة، فقلت ومن الثلاثة؟ فقال المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم).
وقد نال الخلفاء الثلاثة وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة عائشة وحفصة النصيب الأكبر من لعنهم وبراءتهم وتكفيرهم.
يقول المجلسي في (الاعتقادات) ص90 - 91 ( ومما عد من ضروريات دين الإمامية، استحلال المتعة، وحج التمتع، والبراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية).
وفي كتاب (مفتاح الجنان) عندهم وهو من كتب الأدعية قولهم (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما).
ويريدون بالصنمين والجبتين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وبالبنتين أمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهما.
وقد عقد شيخهم المجلسي بابًا بعنوان( باب كفر الثّلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم). بحار الأنوار 8208-252
ويقول الهالك الخميني في كتابه كشف الأسرار ص 126 (إننا هنا لا شأن لنا بالشيخين(يقصد أبا بكر وعمر) وما قاما به من مخالفات للقرآن ومن تلاعب بأحكام الإله، وما حللاه وحرماه من عندهما وما مارساه من ظلم ضد فاطمة ابنة النبي وضد أولاده ولكننا نشير إلى جهلهما بأحكام الإله والدين).
ويقول في ص 127 بعد اتهامه للشيخين بالجهل (وإن مثل هؤلاء الأفراد الجهال الحمقى والأفاقون والجائرون غير جديرين بأن يكونوا في موقع الإمامة وأن يكونوا ضمن أولى الأمر).
ويعتقد الرافضة أنَّ كلَّ مسلم سني هو ناصبي وهو كافر حلال الدم، وكلمة الناصب عند أهل السنة هو كل من نصب العدواة لآل البيت بقول أو فعل، لكن الرافضة جعلوها في كل مخالف، ويعتبرون كل من أحب الصحابة رضي الله عنهم ناصبيا معاد لآل البيت فلا يجتمع عندهم ولاء وبراء، فمن والى الصحابة فقد تبرأ من آل البيت، ومن والى آل البيت يلزمه التبرؤ من الصحابة!!.
يقول شيخهم البحراني والذي يلقبونه بالمحقق( والتحقيق المستفاد من أخبار أهل البيت عليهم السلام، كما أوضحناه بما لا مزيد عليه في كتاب (الشهاب الثاقب) أن جميع المخالفين العارفين بالإمامة والمنكرين القول بها، كلهم نصَّاب وكفار ومشركون ليس لهم في الإسلام ولا في أحكامه حظ ولا نصيب …).الحدائق الناضرة للبحراني ج 14 ص 159.
ويكفي في كونه ناصبيا، تقديمه لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وقد طُرح هذا السؤال على الإمام المهدي في سردابه، إذ كتب إليه أحدهم (هل أحتاج في امتحانه -أي الناصب- إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب من كان على هذا فهو ناصب). وسائل الشيعة - الحر العاملي - ج 9 - ص 490 - 491.
وحتى لايكون شك في معنى الناصبي عندهم فقد ضرب عالمهم محسن المعلم أمثلة لهؤلاء النواصب!! فقال (ومنهم - أي النواصب - عمر بن الخطاب، أبو بكر الصديق، عثمان بن عفان، أم المؤمنين عائشة، أنس بن مالك، حسان بن ثابت، الزبير بن العوام، سعيد بن المسيب، سعد بن أبي وقاص، طلحة بن عبيد الله، الإمام الأوزاعي، الإمام مالك، أبو موسى الأشعري، عروة بن الزبير، ابن حزم، ابن تيمية، الامام الذهبي، الإمام البخاري، الزهري، المغيرة بن شعبة، أبو بكر الباقلاني، الشيخ حامد الفقي رئيس أنصار السنة المحمدية في مصر، محمد رشيد رضا، محب الدين الخطيب، محمود شكري الآلوسي … وغيرهم كثير). النصب والنواصب -محسن المعلم- ص 259.
وهذا الناصبي - السني - هو كافر مشرك وقد نص مرجعهم الخوئي على أنه (لا فرق بين المرتد والكافر الأصلي الحربي والذمي والناصب).
والسني هو حلال الدم عند الرافضة الزنادقة وعندهم في كتبهم الروايات الكثيرة.
وقد عقد المجلسي في بحار الأنوار ج27 ص218، بابا في ذم مبغضيهم -أي الأئمة- وأنه كافر حلال الدم.
وقد شهد التاريخ الإسلامي جرائم هؤلاء الزنادقة بحق المسلمين، ومازالت أفعالهم شاهدة على عقائدهم الباطلة تجاه أهل السنة، وما القتل والذبح الذي تجده في بلاد الشام والعراق واليمن وغيرها من البلاد إلا دليل على هذه العقيدة المستمرة، وإني لأعجب من أقوام ينتسبون للسنة!! والذين ما زالوا يحسنون الظن بهؤلاء المجرمين الزنادقة.
إذا لا غرابة من تصريحات الولي الفقيه المجرم الذي اعتبر الحرب الدائرة في الشام حربا مقدسة ضد الكفار، فلذلك أمر كلابه الرافضة في كل مكان للنفير إلى الجهاد المقدس، فجاؤوا من كل حدب وصوب، وسعوا إلى ذلك من كلِّ فجٍّ عميق؛ يتقربون إلى الله بذلك حاملين مفاتيح الجنان!! بل هي مفاتيح النيران فإلى جهنم وبئس المصير.
فينبغي على أهل السنة والجماعة دولا وشعوبا النفير لصد هذه الهجمة الرافضية الصفوية التي تريد استئصال الإسلام وأهله في بلاد الشام والعراق واليمن ولبنان وغيرها من الدول.
اللهم عليك بالرافضة المجرمين، ومن قبلهم الباطنية الملاعين، ومن بعدهم الروس الحاقدين، وفي ذيلهم الخوارج المارقين، اللهم عليك بهم فإنهم لايعجزونك، والله غالبٌ على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
المصدر: موقع مركز الأئمة للدراسات والبحوث.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).