أمريكا ودعم منظمات التشيع في مصر
البعض منا قد
ينجرف وراء الأبواق الإعلامية والدعاية مدفوعة الثمن التي تلمع في الوهم
الصفوي المتمثل في دولة المجوس الإيرانية، والتي يُروج - ليل نهار-
لهيمنتها وتقدمها وتحديها لكيانات الغرب والربيب الصهيوني "إسرائيل"، وهي
فرية مكشوفة لكل من طالع الشأن الإيراني وعلاقاته الخفية بهذه الكيانات.
وخلال الأعوام
الماضية تكشَّف للجميع الكثير من الأغاليط والأكاذيب التي حاول الغرب
والإيرانيون بدورهم نشرها بكافة الوسائل، وبات من الصعب استكمال هذه
المسرحية الهزلية، في المقابل أصبح من السهل على الكثيرين الاطلاع - بضغطة
زر واحدة - على كثير من الوثائق والتقارير التي تفضح علاقة الشيعة السرية
بالغرب، وحجم الصفقات الجارية بينهما.
وهذه العلاقة
ليست وليدة الوقت، بل قديمة قدم التشيع، فتحالفات الشيعة مع كل غازي
ومستعمر مشهورة، وألاعيبهم في إسقاط دول الخلافة مسطورة في ذاكرة التاريخ
وكتب الفرق، ومنذ عقود قليلة دوت الفضيحة المسماه بـ "إيران-كونترا" أو
"إيران جيت" لتكشف للعالم حجم التعاون بين الشيعة من جانب، وأمريكا والكيان
الصهويني من جانب آخر، وكانت إيران وقتئذ تصور للعالم كله أن أميركا هي
الشيطان الأكبر والعدو الأول، وكان الإيرانيون الشيعة يصرون - في تمثيلية
هزلية - على التظاهر في مكة ضد أمريكا وإسرائيل.
لذلك فإن أمريكا
ومن خلفها الغرب كله يرى في الشيعة والتشيع الحليف الأوحد في دول المشرق
العربي، ومن ثم فإن الدعم الغربي لحركات التشيع يزداد يوما بعد يوم،
فبالإضافة إلى تقاسم العراق بين الشيعة والأمريكان ومن قبل ذلك أفغانستان،
سعت أمريكا إلى دعم المنظمات الشيعية في كافة الدول العربية والإسلامية في
الغرب والشرق، فتسللت إلى التيارات الشيعية في العراق وسلمتها مقاليد
الأمور فيها، ودعمت غيرها في الخليج ماديا ولوجستيا، وها هي اليوم تقوم
بالدور نفسه في مصر، وهذا ما كشفه عدد من الوثائق المسربة، حيث أكدت عدة
تقارير أمريكية نشرها موقع ويكيليكس أن الولايات المتحدة الأمريكية مولت
منظمات شيعية بمصر.
ووفقا لوكالة
أنباء "أمريكا إن أرابيك" فقد أظهر التقرير المالي السنوي للوقف القومي
الأمريكي للديمقراطية، إحدى منظمات التمويل الأمريكي, أنه مول منظمة شيعية
أمريكية تعمل في مصر اسمها الكونجرس الإسلامي الأمريكي(AIC).
وهذه المنظمة
منظمة أمريكية قريبة من الحزب الجمهوري الأمريكي، أسستها أمريكية عراقية
كانت تروج للغزو الأمريكي للعراق، وتدعى (زينب السويج)، وهي ناشطة شيعية
سابقة، ومعارضة لحكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
ويذكر أن زينب
السويج قد شاركت في المعارضة المسلحة ضد الرئيس صدام حسين، والتقت بالرئيس
الأمريكي جورج دبليو بوش في البيت الأبيض في أبريل 2003م، أي بعد أيام من
بدء احتلال العراق، كما تحدثت قبل هذا في المؤتمر القومي للحزب الجمهوري
وروجت حينها لغزو واحتلال العراق.
وتقول السويج -
في هذا الصدد - إنها استجابت لطلب الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي جاء عبر
أثير إذاعة "صوت أمريكا" في عام 1991م بالانتفاضة ضد حكم صدام حسين. وتقول
إنها كمقاتلة مسلحة حملت السلاح ضد صدام حسين استطاعت "تحرير" مقاطعات
شيعية وفتح سجون وإخراج النزلاء منها.
ومقر المنظمة
الرئيسي في واشنطن، ولها فروع منها فرع القاهرة، ومن أعضاء هذه المنظمة
الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير "مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية"،
والدكتور هيليل فرادكين مدير مركز دراسة "مستقبل العالم الإسلامي" بمؤسسة
هدسن الأمريكية المحافظة المعروفة بميولها للمحافظين الجدد علاوة على سيد
نديم كاظمي من مؤسسة الخوئي.
وتمثل المنظمة في
مصر ناشطة وعضوة في "حزب العدل" المصري تدعى داليا زيادة - قيل إنها شيعية
- ويذكر أن الناشطة زيادة ما تقلدت هذا المنصب إلا بعد ارتفاع صوتها في
الدفاع عن المدون كريم عامر الذي قضي أربعة سنوات في السجن بتهمة ازدراء
الأديان، وهو مدون مصري تطفح كتاباته بالأفكار الكفرية المعادية للشريعة،
ومدونته تزخر بالمقالات التي تأصل لهذا، ومن أمثلة ذلك مقال " لا إله إلا
الإنسان" وغيره، الذي ينفي فيه أي سلطة على الإنسان.
وهذه المنظمة ما
هي إلا ستارا وغطاء لغايات أخرى تسعى إليها أمريكا منها نشر التشيع في مصر،
وتتلقى هذه المنظمة دعما أمريكيا عبر هيئة الوقف القومي الأمريكي
للديمقراطية، وهي إحدى هيئات التمويل الحكومي الأمريكي، غير المصرح بها في
مصر.
ومن العجيب أن
هذه المنظمة في صفحة التعريف بها في موقعها الخاص تدعي أن المسلمين في
أمريكا يتمتعون بكامل الحقوق، وتصف أمريكا بأنها ملاذ المسلمين، بل وتناشد
المسلمين بمقاومة التطرف الإسلامي، وتدعو المنظمة كذلك إلى مناهضة كل توجه
يعادي أمريكا.
وتسعى المنظمة في
الباطن إلى مناهضة تيارات الاعتدال الديني في مصر ذات التوجه السني
وتتهمها بالأصولية، في المقابل تسعى بكل جهدها لدعم كثير من الحركات
المنحرفة كحركات التشيع، كذلك تسعى إلى تمييع العقائد الإسلامية وتسطيح
قضية الدين في وجدان المسلمين بدعوى الحوار بين الأديان وحرية العقيدة،
وتعد قضية التطبيع على رأس أولوياتها، ففي عام 2010م جلبت منظمة الكونجرس
الإسلامي الأمريكي إلى مصر صهيونيا يدعى "ستيفن ريتشارد أيللو" للمشاركة في
إطار حملة أطلقتها عن حرية العقيدة بعنوان "محاربون من أجل حرية العقيدة"،
وكانت فضيحة مدوية تناقلها كثير من المواقع، ثم دلست المنظمة بعد ذلك
وكذبت؛ لتنفي التهمة عن نفسها.
وهذه المنظمة رغم
ادعائها لحماية الحريات والدفاع عن حقوق الأقليات ما سمعنا لها صوتا
لمناصرة الأقليات المسلمة في أمريكا أو أوربا أو غيرها من بلدان العالم،
وما سمعنا لها صوتا لمناصرة "سنة إيران" الذين يسامون الهوان ويقتلون، ولا
يحصلون على أبسط حقوق الإنسان، وهو حق العبادة وغير ذلك من الحقوق، كذلك ما
سمعنا لها صوتا حينما كان يُقتَّل أهل السنة في العراق، ويذبح أطفالهم
وتنتهك أعراض نسائهم.
لكن صوتها لم
يعلُ إلا للدفاع عن حقوق الشواذ وأصحاب الأفكار الكفرية والعقائد الخربة
والمنحرفة، وقضايا المرأة التي تهدف في الأساس إلى تغريبها وتعريتها.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).