لهذه الأسباب تفوق التشيع السياسي على نظيره السني!!
سؤال يطرحه
الكثيرون، والإجابات عليه قد تتعدد، لكنّ الإجابة الأكثر وجاهة والتي سنقوم
بعرضها خلال الأسطر القادمة، فللكاتب يوسف الديني، الكاتب بصحيفة الشرق
الأوسط.
أما السؤال والذي جاء عنواناً للمقال الأخير لهذا الكاتب فكان: تفوق "التشيع السياسي" وصعوده وهيمنته .. لماذا؟
ونضيف: لماذا تفوق التشيع السياسي على الإسلام السياسي (والمقصود هنا التيار السني الفاعل في الحياة السياسية)؟
فالكاتب يعترف
كما يعترف غيره بحالة التفوق التي يتميز بها الإسلام السياسي الشيعي ممثلاً
في حزب الله وأنصار الله الحوثيين في اليمن، وعشرات المتحولين إلى مربع
التمدد الإيراني برافعة التشيع السياسي.
مشيراً إلى أن
هذا التفوق لم يقرأ بعد بشكل جيد خارج أقواس "الطائفية" و"الصفوية"، وإلى
آخر دفاعات الإسلاميين الهشّة التي تزيد من تعقيد المسألة وتركيبها،
وبالتالي تأتي هذه الاصطفافات الطائفية بنتائج عكسية تماماً.
أما عن السر وراء هذا التفوق فيلخصه الكاتب في عدة أسباب يضيفهما إلى سببين يفطن إليهما غالب التيار السني:
أما السبب الأول منهما: فيكمن في تبني الولايات المتحدة والغرب وتساهلهم مع الإسلام السياسي الشيعي.
وأما السبب الثاني: فراجع إلى إيغال بعض تيارات الإسلام السياسي السني ونزوعها نحو التطرف منذ انفصال وولادة "القاعدة" عن جسد التيارات الإسلامية.
أما الأسباب الأخرى - التي يغفل عنها الكثيرون، وهي الأهم من وجهة نظر الكاتب – فمنها:
حالة التراتبية
الدقيقة والمعقدة التي يحملها المذهب الشيعي التقليدي، والتي انتقلت إلى
الإسلام السياسي الشيعي الأنضج على مستوى آليات الحركة.
ومنها الفصل بين
الميليشيات الشيعية وباقي الفعاليات الدينية، فالتنظيمات العنفية لا ترى
نفسها نداً للتنظيمات الأيديولوجية، أو حركات التمدد الناعم بأدواته
الدعوية والشرعية، فالجميع متكاملون في خدمة المشروع العام، بينما حالة
التنافس إلى درجة الاقتتال تسود المجموعات السنية منذ البداية، وليس كما
يشاع عقب الربيع أو الاصطدام بالسلطة، والتي وصلت إلى حد هدر الدم والحكم
بالردة.
ومن تلك الأسباب:
توسل الإسلام السياسي الشيعي السياسة بالسياسة وليس بشعارات دينية فوق
مجتمعية ليتحولوا لاحقاً إلى نخبة سياسية بقاعدة شعبية تم اكتسابها بشعارات
دينية، ومن هنا وقع الإسلام السياسي السني في مأزق ادعاء شرعية مستقلة عن
باقي المكونات الدينية، ومن جهة ثانية نافس التيار السلفي العريض ثم ابتلعه
عبر تثويره سياسياً ليتشظى لاحقاً مع صعود موجات العنف.
أما آخر الأسباب التي ذكرها الكاتب:
فتكمن في تقديم إيران نفسها مع حلفائها وأذرعها السياسية في المنطقة ككتلة
واحدة كبيرة قابلة للتفاوض، وهو الأمر الذي قد يصعب القيام به بتكوين
تحالف سني سياسي، ليس فقط بسبب ضبابية المفهوم السني بمعناه السياسي
التحشيدي، ولكن أيضاً لأن تحالفاً كهذا من شأنه أن يرتد على انقسامات
داخلية عنيفة، بسبب ما قد يسببه من موت محتم لمفهوم المواطنة الذي يعيش
أكثر أوقاته حرجاً.
فهل يتنبه الساسة
السنة، والدعاة والعلماء العاملون في حقل الدعوة إلى هذه الأسباب، ويسعون
إلى صياغة المشهد السني بشكل جديد، وترتيبه داخلياً ليناسب المرحلة ويناسب
المتربصين بالمكون السني في هذا العالم في تلك المرحلة الحرجة، أم سيظل كل
حزب يتحرك وفق رؤيته الخاصة، وفي إطاره الضيق، دون النظر إلى أقرانه، وإلى
ما يخطط له الخصوم؟
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).