هل
تكون إفريقيا هي البديل، في حال تعثر الحلم الإيراني الفارسي في دول الخليج
العربي؟ هل يكون تمدد الحلم الشيعي في القارة السمراء هو البديل الذي تسعى
إليه إيران أمام التوحد الخليجي في دول الخليج العربي، سيما في الفترة
الأخيرة؟
إن ما يحدث من تحركات شيعية في
القارة الإفريقية سيما دول الشمال الإفريقي، يشير بشكل قاطع إلى خطورة
الوضع الشيعي على دول الشمال الإفريقي، سيما تلك الدول التي يحتل فيها
التصوف مكانة كبيرة ومرموقة.
كذلك فإن التشيع ينتشر في
الأماكن التي يقل فيها العلم والعلماء، وتكثر فيها أحاديث السياسة والساسة،
ولقد كثر- في الآونة الأخيرة- الحديث عن مد شيعي في الديار الموريتانية،
وانتشر هذا الحديث بشكل لافت.
ولقد انقسم الناس تجاه هذا الخبر
إلى فريقين، أما الأول منهما فهو الفريق المسفه من قيمة الخبر، والذي لا
يرى في موريتانيا أية أخطار شيعية، كما لا يرى أية تحركات شيعية في
موريتانيا من شأنها التأثير على المذهب السني الذي يدين به المسلمون في
موريتانيا.
أما الفريق الآخر فيرى أن الوجود
الشيعي في موريتانيا وجود حقيقي، وليس مجرد إدعاءات أو إشاعات، ويرى هذا
الفريق أن في الواقع المعاش دلائل قوية تؤكد ما ذهب إليه هذا الفريق من
قناعات.
ففي الوقت الذي ترى فيه صحيفة
العرب اللندنية أن التشيع أصبح ظاهرة ملموسة داخل المجتمع الموريتاني، رغم
أنه بكافة فصائله سني المذهب، يرى آخرون، ومنهم الإعلامي الموريتاني "سيدي
أحمد ولد باب" أن الوجود الشيعي في موريتانيا مجرد "فقاعة إعلامية"، حيث لا
توجد معطيات على الأرض تسند هذا الأمر.
والحقيقة أن الأمر محير، نعم لا
يوجد حضور فعلي للشيعة في موريتانيا، وليست لهم أية أنشطة معلنة، كما أنه
ليس لهم تواجد علني معروف في أيٍ من الأنشطة العلمية أو التعليمية أو
الثقافية بصفة عامة، لكن هذا لا يعني- على أية حال- خلو الساحة الموريتانية
من أية تأثيرات شيعية.
فلقد ظهرت أحزاب سياسية تعلن
ولاءها للشيعة مثل حزبي الرفاه والجبهة الشعبية، الذين يناصران إيران
ويعلنان الولاء لنظام بشار الأسد ويدافعان باستماتة عن شيعة اليمن والبحرين
ولبنان على حساب السنة العرب المضطهدين.
كما كشف بعض الأفراد عن اعتناقهم
للمذهب الشيعي، ومنهم محمد علي حيدري زعيم الشيعة في السنغال، وبكار ولد
بكار زعيمهم في موريتانيا، والسياسي اشبيه ولد ما العينين، والصحفي سيد
أحمد ولد التباخ، والمدون سيداتي ولد محمدُ، والكاتب محمد ولد حبيب،
والمهندس لمهابه ولد بلال، والصحفي سيدي محمد ولد ابه...
كما مثلت الزيارة التي قام بها
رجل الدين الشيعي اللبناني محمد قانصو لموريتانيا مؤشراً على تطور المد
الشيعي بموريتانيا، رغم اقتصارها على لقاءات مع مسؤولي أحزاب سياسية صغيرة
معروفة بعلاقتها بالنظام السوري، مثل رئيس حزب الوحدوي الديمقراطي محفوظ
ولد اعزيزي.
إن التربة الموريتانية تربة
خصبة، صالحة لنمو أية أفكار تجد الرعاية والحماية، وهو الأمر الذي يتقنه
الشيعة، ويفعلونه بشكل جيد، بخلاف أهل السنة الذي يكثر فيهم الإهمال
والتقصير، ما أدى إلى ضياع دول كبرى وانخراط أهلها بشكل جماعي في ضلالات
الشيعة والتشيع..
فهل تسير موريتانيا نحو هذا
المصير المشؤوم أم أن ما يثار من تشيع موريتاني مجرد كلام صحفي وأحاديث
مستهلكة تهدف في الأساس إلى الدعاية للمذهب الشيعي في موريتانيا؟
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).