0

نتج عن تقليل الشيعة من قيم القرآن في قلوبهم أن دعا عشرات النشطاء الشيعة مراجعهم إلى الموافقة إضافة سورة جديدة في القران الكريم، باسم سورة "الحشد"، وهو الاسم الذي يطلق على المليشيات الشيعية التي دعا إليها مرجعهم السيستاني لمحاربة تنظيم "داعش"، وذلك على عدة منتديات وصفحات شيعية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت الدعوة استحسانا من أعداد غير قليلة من الشيعة.

ليس غريبا على الشيعة الإثنى عشرية الذين يؤمن أوائلهم ومراجعهم بنقصان القرآن أن يأتي آخرهم ليطالبوا بإضافة سورة للقرآن!

لقد ثبتت كلمات متكاثرة عن كثير من علمائهم ومراجعهم مثل النوري والطبرسي والجزائري والقمي والكاشاني وغيرهم، في اتهام الصحابة بالتحريف في القران، فقال شيخهم المفيد في أوائل المقالات:" إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه بعضهم فيه من الحذف والنقصان، فأما القول في التأليف، فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم... وأما النقصان، فإن العقول لا تحيله ولا تمنع من وقوعه، وقد امتحنت مقالة من ادعاه، وكلمت عليه المعتزلة وغيرهم فلم أظفر منهم بحجة اعتمدها في فساده... وأما الزيادة فيه فمقطوع على فسادها من وجه ويجوز صحتها من وجه... ولست أقطع على كون ذلك، بل أميل إلى عدمه وسلامة القرآن عنه وهذا المذهب خلاف ما سمعناه من بني نوبخت رحمهم الله من الزيادة في القرآن والنقصان فيه. وقد ذهب إليه جماعة من متكلمي الإمامية وأهل الفقه منهم والاعتبار. [1]

لاغرابة إذن أن نسمع دعوة عشرات النشطاء الشيعة مراجعهم إلى الموافقة على إضافة سورة جديدة في القران الكريم، باسم سورة "الحشد"، وهو الاسم الذي يطلق على المليشيات الشيعية التي دعا إليها مرجعهم السيستاني لمحاربة تنظيم "داعش"، وذلك على عدة منتديات وصفحات شيعية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت الدعوة استحسانا من أعداد غير قليلة من الشيعة.

وسورة الحشد المكذوبة كتبها شاعر شيعي يدعى حيدر عبد الكريم العذاري، وهي تقليد شبه حرفي لسورة النصر، ثم قام بنشرها بعدة تصميمات وأشكال ضمت أغلبها صورا فوتوغرافية لمقاتلي المليشيا الشيعية وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي توجيهاته لمليشيا الحشد الشعبي بالاستعداد للتوجه إلى الأنبار.

المراجع الشيعية لم يحركوا ساكنا ولم يردوا على تلك الدعاوي ولم يخرجوا فتاوى بحكم فعلهم، ولا مطالبتهم بتحريف كتاب الله العزيز، فلم يسجل أي اعتراض من المراجع على هذه الدعوة، ولم يتم يتطرق أحد إليها في خطب الجمعة أو الدروس الدينية أو الفتاوى التي تبث على مجموعة من القنوات الشيعية العراقية، وهنا السكوت لا يمكن تفسيره إلا بالقبول والموافقة على هذه الدعوة الكفرية.

ولا يختلف المثقفون الشيعة عن عوامهم، فغالبهم على عقيدة واحدة في الإيمان بتحريف القرآن، فبالتالي استحسن عدد من المثقفين والصحفيين الشيعة الفكرة، حيث قالوا إنها " تأتي ضمن جهود رفع الروح المعنوية، ومساندة قوات الحشد التي استلمت زمام المواجهة في الأنبار بعد انسحاب قوات النخبة التابعة للجيش العراقي من مدينة الرمادي ".

وحاول المروجون للسورة المزعومة دعمها باختلاق كذبات أخرى، فبدءوا في تنظيم حملة ترويج لأخبار ومقاطع فيديو تتحدث عن "معجزات وخوارق" حصلت مع عناصر مليشيا الحشد في جبهات القتال.

لقد حاول الشيعة في فترات الضعف والتقية السابقة إنكارعقائدهم الباطلة في القرآن الكريم وفي السنة المطهرة وفي الصحابة الكرام، إلا أن هذه الفترة التي خدعت الشيعة أنفسها بوهم القوة فاظهروا حقائق عقائدهم الخبيثة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] أوائل المقالات المذاهب والمختارات لشيخهم المفيد ص 93

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top