خطورة الرافضة
الخطبة الأولى:
الحمد
لله الذي شرح صدور أهل الإسلام للسنّة فانقادوا لاتباعها واطمأنُّوا
لسماعِها، وأمات نفوس أهل البِدعة وأخمدَ أنفاسهُم بانتِشارِها واشتهارِها.
وأشهدَ أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، العالِم بدقائقِ الأمور
وكبارِها، القاضي على كلِّ نفس بهدايتِها أو ضلالِها، وأشهد أنّ نبينا
محمداً عبدهُ ورسولُه الذي سفُلَت بحقِّه الدامِغ كلمة الباطِل بعد عتوِّها
وطُغيانِها، واتَّصلت برسالتِه أنوار الهُدى وظهرَت حُججَها بعد اندثارِها
وانقطاعِها. صلَّى الله عليه وسلَّم، ما دامت السّماء في سموها، والأرض في
اتِّساعِها، وعلى آله وصحبِه الذين كسَّروا جُيُوش الرِّدة المردة، وفتحوا
حُصون قِلاعِها، وهجَروا في محبّة داعيهم إلى الله الأوطار والأوطَان، ولم
يُعاودوها بعد فِراقِها ووداعِها، وحفظوا على أتباعهم أقواله وأفعاله
وأحواله حتى أمنت بٍهٍم السُنَن الشَّريفة من ضِياعها.
أيها المسلمون:
قد
أخبر النَّبي صلى وسلم عليه وسلم وهو الصَّادق المصدوق أنَّ هذه الأمَّة
ستتبع الأمم السَّابقة وأنَّها ستفترِق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في
النّار إلاّ واحدة، إلاّ فرقَة واحدَة. هي الفرقة النَّاجية هي التي تسِير
على ما كان عليه النَّبي صلّى الله عليه وسلم وأصحابه.
أيها المسلمون:
وباستِقراء
نُصوص الوحيين اتَّضحت معالِم كُبرى وأُصُول عُظمى سُمِّيت بأُصُول
وقواعِد أهلِ السُنَّة. دونها الأئمّة في مُصنَّفاتهم وسجَّلوها في دواوين
كُتب العقائِد تعلمها الكبير والصَّغير والذّكر والأُنثى ومن هذه الأُصُول:
1-الإقتصار في مصدر تلقِّي العقائِد على الكِتاب والسنَّة والإجمَاع.
2-ترك البِدع والحذر منها والتَّحذير منها ومن أهلها.
3-الإيمان بأنَّ القُرآن كلام الله غير مخلوق وأنَّ الذي بين دفَّتي المُصحف لم يزِد فيه ولم ينقُص.
4-محبّة الصّحابة رضي الله عنهم والترضِّي عنهم وحفظ مكانتِهم والإمساك عمَّا شجَر بينهم.
وفي
ذلك يقول الإمام الطحاوي -رحمه الله-في عقيدته: (ونحب أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغـض
من يبغضهـم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلاَّ بخير، وحبهم: دين،
وإيمان، وإحسـان، وبغضهم: كفر، ونفاق، وطغيان).
5-أنّه لا عِصمَة لأحد بعد النَّبي صلى الله عليه وسلم أياً كان، وكلٌ يؤخَذ من قوله ويترك إلاَّ المعصوم عليه الصلاة والسلام.
وقد
خالف في هذه الأصول وغيرها طوائِف وفِرق كثيرة. ضلَّت عن سواء السَّبيل
فشاقُّوا الرَّسول وابتغوا غير سبيل المؤمنين واستحدثوا مناهِج في التلقِّي
والاعتقاد مبتدعة.
ومن
هذه الطَّوائِف طائِفة تزعم الانتِساب إلى آل بيت النُّبوة لكنّها خالفت
عقيدة أهلِ البيت ورفضت ما هم عليه فانحرفوا في عدد من الأصول المقررة في
القرآن والسنّة وما عليه سلف الأُمّة من الصَّحابة والتَّابعين – رضوان
الله عليهم أجمعين – وسوف نُبيِّن بعض مخالفتٍهم لعقيدة أهلِ السنَّة
والجماعة في بعض الجوانِب على سبيل الاقتصار والإيجاز.
1 – عقيدتهم في القران:
يعتقد
الرَّافضة أنَّ القُرآن الذي جمعَهُ عثمان بن عفان -رضي الله عنه-عن طريق
حُفَّاظ القرآن من الصَّحابة – رِضوان الله عليهم أجمعين -محرفاً
بالزِّيادة فيه والنَّقص منه، وتبديل بعض كلماته وجمله، وبحذف بعض آيات
وسور منه. يعرف ذلك من قرأ كتاب (فصل الخطاب في تحريف كتاب ربِّ الأرباب)
الذي ألَّفه حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي في تحريف القرآن.
2 – عقيدتهم في النبوة والإمامة:
فهُم
يرونَ أنَّ إمامة الإثني عشر ركن الإسلام الأعظم، وهي عندهم منصب إلهي
كالنُّبوَّة، فالإمام عندهم يُوحى إليه، ويؤيد بالمعجِزات، وهو معصوم عِصمة
مُطلقة،
أيها المسلمون:
ويروي
الشِّيعة في أئِمَّتهم أحاديث كثيرة كلّها تتراوح بين البطلان والنكارة،
كروايتهم لحديث: (أنا مدينة العلم وعلي بابها)، وهذا الحديث باطل، ذكره ابن
الجوزي في كتابه الموضوعات.
وينسب
الشِّيعة إلى أئِمتهم ما لا يتصوّره العقل فضلاً عن الدِّين، وقد غلوا
فيهم غلواً وصل بهِم إلى حد تأليههم، جاء في الأنوار النعمانية (1/31) ـ
وهو من الكتب المعتمدة عند الشِّيعة ـ عن علي بن أبي طالب أنه قال: (والله،
لقد كنت مع إبراهيم في النَّار، وأنا الذي جعلتها برداً وسلاماً، وكنتُ مع
نُوح في السَّفينة، وأنجيتَه من الغَرَق، وكنتُ مع مُوسى فعلَّمته
التَّوراة، وكنتُ مع عِيسى فأنْطقتَه في المهد وعلَّمته الإنجِيل، وكنتُ مع
يوسف في الجُبّ فأنجيتَه من كيدِ إخوتِه، وكنتُ مع سُليمان على البِساط
وسخَّرت له الرِّيح)،
أيها المسلمون:
يعتقِد
الشِّيعة الإماميَّة أنّ مقام أئِمّتهم أفضل من مقامِ الرُّسل والأنبيَاء،
ولم يكتفِ الرَّافضة بتفضِيل أئِمتهِم على الأنبياء والرُّسل، بل
فضَّلوهُم على النَّبي صلَّى الله عليه وسلم، فهُم يزعُمون أنَّ زيارة
الحُسين في كربَلاء تعادِل 70 حَجَّة، وهذا الفَضل لا يُعطاه من زار مسجِد
النَّبيّ صلّى الله عليه وسلم كما يزعُمون أنَّ تُربة الحُسين من الجنَّة،
لذلك ترَى الشِّيعة يحرِصون على جلبِها معهُم، بل استغفَلوا أتباعَهم،
وصرَّحوا بفضلِ الحُسين على النَّبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: النَّبي
أمّه آمنة، والحُسين أمّه فاطمة بنت رسول الله، وهي أفضل من آمنة، والنَّبي
أبوه عبد الله، والحُسين أبوه علي، وهو أفضل مِن عبد الله، والنَّبي جدُّه
عبد المُطَّلب، والحُسين جدُّه رسول الله، وهو أفضل من عبد المُطَّلب،
فأيّ استغفالٍ هذا؟! وأية عُقُول يُفكِّر بِهَا هؤلاء؟! ويا ليتهم سكتوا
عند هذا الحد، بل فضّلوا حتَّى مهديِّهم المُنتظَر أو مهدي السِّرداب
الخرافي على النبيّ، يقول كبير آياتهم في العصر الحديث وقدوتهم الخُميني
الهالِك: "الأنبياء جميعاً جاؤوا من أجل إِرساء قواعِد العدالَة في العالم،
لكنَّهم لم ينجَحوا، وحتَّى إنَّ النَّبي محمداَ خاتَم الأنبيَاء الذي جاء
لإصلاَح البشريَّة وتنفيذ العدالَة لم ينجَح في عهدِه، وإنَّ الشخص الذي
سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في أنحاء العالم ويقوم الانحِرافات هو
الإمام المهدي المُنتظَر... ثم يضيف قائلاً: إنَّ الإمام المهدي سيعمل على
نشرِ العدالَة في جميع أنحاء العالم، وسينجح فيما فشل في تحقيقه الأنبياء
والأولياء بسبب العراقِيل التي كانت في طريقِهم". ويصف المهدي الخرافة
بأنَّه الرَّجل الأوَّل، والباقي منَ الأنبياء والمُرسلِين هم في المرتبَة
التالية منه، وإنَّ عيد خرافة السِّرداب أكبر وأعظم للبشريَّة من ميلاد
خاتَم الأنبياء والمرسلين، فيقول: إنَّ هذا العيد الذي هو عيد كبير
بالنِّسبة للمسلمين أكبر من ميلاد النَّبي عليه الصلاة والسلام.
3 – عقيدتهم في الصحابة:
أيها المسلمون:
ولا
يخفى عليكم عقيدة الرَّافضة في الصَّحابة – رِضوَان الله عليهم أجمعين -
فقد وقفوا من الصَّحابة موقفًا لم ترضه اليهود في أصحاب موسى، ولا
النَّصارى في أصحاب عيسى، فلقد اجترؤوا على الصَّحابة الكِرام وتناولوهم
بالطَّعن والقدح، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مِنهاج السُّنَّة
النَّبويَّة: "فضَّلت اليهود والنَّصارى على الرَّافِضة بخصلتين: سئلت
اليهود: من خير أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب موسى، وسئلت النصارى: من خير أهل
ملتكم؟ قالوا: حواريو عيسى، وسئلت الرافضة: من شر أهل ملتكم؟ قالوا: أصحاب
محمد، أمروا بالاستغفار لهم فسبُّوهم".
فهم
يزعمون ردّة الصَّحابة إلاَّ ثلاثة أو أربعة أو سبعة على اختِلاف
أساطيرِهم، جاء في كتاب الكافي وكتاب الرَّوضة عن أبي جعفر قال: كان
النَّاس أهل الرِّدَّة بعد النَّبي إلاَّ ثلاثة، فقلتُ: ومنِ الثلاثة؟
فقال: المِقداد بن الأسوَد وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي.
بل
ذكروا في كتبهم أنَّ الله خلق طيوراً تعيش على لعنِ أبي بكر وعمر، ومتى
توقَّفت عن اللَّعن ماتت، كما يعتقد الشِّيعة أنَّ أبا لؤلؤة المجوسي قد
أسدى للإسلام خدمة عظيمة بقتلِه للفاروق، وأنَّ الله تعالى سوف يثيبه أعظم
الجزاء لقيامه بهذا الأمر، ويتَّخذ الشِّيعة هذا اليوم عيدًا يحتفلون به
ويتبادلون فيه التَّهاني، بل يزعمون أنَّ اليوم الذي قُتِل فيه عمر من أجلّ
الأيَّام السَّعيدة عندهم، وأنَّ الله تعالى أمر الكِرام الكاتبين أن
يرفعوا القلم عن الخلق ثلاثة أيَّام يعملون ما شاءوا من المنكرات
والموبقات، فلا يكتبون عليهم شيئاً، فلا حِساب ولا عِقاب، وهذا قليل من
كثير، وما خفي أدهى وأطم وأعظم.
بارك
الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والمواعظ
والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو
البر الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد
لله الذي أظهر دينه المبين، ومنعه بسياج متين، فحاطه من تحريف الغالين،
وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، سخَّر لدينه رجالاً قام بهم وبه قاموا، وانتشر بدعوتهم وجهادهم وبه
اعتزوا، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، كان يربّي ويعلّم ويدعو، ويصوم
ويقوم ويغزو. صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين،
وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أ-موقف الرافضة من أهل السنة وعداءهم لهم:
أيها المسلمون:
قد يقول قائل: إن شيعة اليوم معرضون عن الخلافات القديمة التي وقعت بين أسلافهم وأهل السنة، حريصون على وحدة المسلمين!!
ولكن
قائل هذا قد جانب الصواب؛ فشيعة اليوم أكثر سوءا من شيعة الأمس، ومذهبهم
ما قام في الأصل إلا لإحياء نار المجوسية وزعزعة أركان هذا الدين، وإشاعة
الفرقة بين المسلمين، والفتك بهم إذا تمكنوا من ذلك.
ولا
يمكن لنا أن ننسى أو نتناسى ما جرى حول الحرم المكي منذ ما يزيد عن عشرين
عاماً إنما هو مؤامرة، فقد جاءوا بتلك الأعلام الكثيرة والسكاكين واللافتات
وغيرها، بل لقد نشرت جريدة عكاظ في عددها الصادر يوم الأربعاء الثامن عشر
من شهر ذي الحجة لعام 1407 هـ، نشرت صورة لبطاقة دعوة مطبوعة، تم توزيعها
من قبل الرافضة في المشاعر، أنقل ما فيها لكم بنصها:
كتب
في أعلاها: بسم الله تعالى؛ تعظيماً لشعائر الله، وإحياء لسنة رسول الله،
ندعوكم أيها المؤمنون للاشتراك في مسيرة البراءة من المشركين، الزمان: يوم
الجمعة السادس من ذي الحجة (1407 هـ)، الساعة الرابعة والنصف عصراً، المكان
مكة المكرمة، ميدان المعابدة.
وليس
الخبر كالعيان؛ فلقد نشرت الصحف صوراً لتلك الفتنة كاملة، صوراً تستفز
المشاعر إلى أقصى درجة، تجَّمع هائل ملأ ساحات مكة المكرمة، وروعوا
الآمنين، ودهسوا الأبرياء تحت أقدامهم، وأساءوا إلى قدسية المكان، والزمان،
من مكان تجتمع فيه القلوب، تتجه إلى الله العلي القدير بالدعاء وطلب
المغفرة، تأتي إليه من كل فج عميق؛ ليحولوه إلى مشهد دامٍ ومأساوي؛ فأي
إيمان لمن فعل هذه الأفاعيل؟! .
ب -اعتقادهم في أهل السُنَّة :
وأمَّا
اعتقادهم في أهلِ السُنة فإنَّ السُنَّة عندهم كفَّار أنجاس، بإجماع علماء
الشِّيعة الإمامية، وأنَّهم شر من اليهود والنصارى وأنَّهم أولاد زِنا
ويجب قتلهم واغتيالهم يقول صاحب بحار الأنوار، قلت لأبي عبد الله: ما تقول
في قتل الناصب، قال: حلال الدم، لكني أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه
حائطاً، أو تغرقه في ماء، لكيلا يشهد به عليك فافعل، قلت: فما ترى في ماله،
قال خذه ما قدرت. وهذا ما يفسر لنا ما يحصل كل يوم لأهل السنة على أيديهم
في العراق.
وفي
ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (الشيعة ترى أن كفر أهل
السنة أغلظ من كفر اليهود والنصارى؛ لأن أولئك عندهم كفار أصليون، وهؤلاء
مرتدون، وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي).
(
وهذا حال الرافضة وكثير منهم يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته
للمسلمين ولهذا لما خرج الترك والكفار من جهة المشرق فقاتلوا المسلمين
وسفكوا دماءهم ببلاد خرسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة
معاونة لهم على قتال المسلمين ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثاله
كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين وكذلك الذين كانوا بالشام
بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين
وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم
وكذلك إذا صار اليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهم
دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال
المسلمين ومعاداتهم ) منهاج السنة المجلد الثالث .
ولا
ننسى ما فعلوه بإخواننا من أهل السنة في العراق وأفغانستان فقد أعانوا
الكافر المحتل لبلادهم على أهل السنة، فقد انقضت الميليشيات الشيعية على
أهل السنة تمعن فيهم قتلا وخطفا ونهبا واغتصابا. واستهدافاً للعلماء
والدعاة والأطباء والمهندسين.
ج-خياناتهم في عداءهم لأهل السُّنَّة:
عباد
الله: وعداوة الشِّيعة لأهل السنة شديدة، وتلك العداوة والبغض متأصلة في
نفوسهم منذ أن اعتنقوا عقيدة التشيع الفاسدة أصلا ومنهجاً، ولا عجب؛ فإنَّ
الحيّة لا تلد إلاّ حية، ومن يستقرئ التَّاريخ؛ فإنَّه يجِد المآسِي
والمجازِر التي أقامها الشِّيعة ضد أهلِ السُّنَّة، وتحالفهم مع أعداءِ
الإسلام أشهر من أن يُذكر.
عباد الله:
إنَّ
للشِّيعة الروافِض مواقِف خِيانَة غادِرة بأهلِ السُّنَّة، سجّلها
التَّاريخ عليهِم في مصادرِه الوثيقة، وذلك أنَّ الرَّافضَة عاشوا أكثر
فترات حياتِهم أو كلِّها تحتَ الذُّل والإِهَانة؛ جزاء مواقفهم، واتِّهامهم
لأصحَاب رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بالخِيانة، وسبِّهم لهم،
وادِّعائِهم عليهِم أنَّهم انقلبوا على أعقابٍهم، فارتدُّوا عنِ الإسلام
إلاَّ القليل مِنهم، وأصحاب رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم هُمُ الذينَ
نشرُوا الإسلام ومدوه بدِمائهم وأموالِهم، فأذلَّ الله تِلكَ الطَّائِفة
التي أسَّس عقائِدها عبد الله بن سبَأ اليهودي الماكِر، ولذلك؛ فقد عاشت
متلبِّسة بالنِّفاق الذي تسميه التقيَّة، فإذا وجدت حكومة إسلاميَّة قويَّة
في أي زمان؛ تملَّقوها بألسنتِهم، ونافقوها بأعمالِهم؛ مُظهرِين لها
الإخلاص والولاء والتَّفاني والمَدح والثَّناء عليها لقصد أخذ الأموال،
وتبوء المناصِب، وإذا تمكَّنوا من الفوز بتلكَ الدَّولة والفتك بالمسلمين
من أهل السُّنَّة – حاكمين ومحكومين، علماء وعامة، رجالاً ونساءً، شُيوُخاً
وأطفالاً - ، انقضوا عليهم انقِضاض الأسد على فريستِه، وبأي أسلوب كان هذا
الفتك والتَّدمير؛ فتجدهم يُوالون الكُفَّار والمُشركين ويُساعدونَهم،
ويُقدِّمون لهم كل عون للوُصول إلى القضَاء على الإسلام والمُسلمين،
والواقع شاهِد بذلك .
و
يقول شيخِ الإسلام ابن تيميّة – رحمه الله –مُتحدثاً ومُبيناً عدائِهم
للمُسلمين ومُناصرتِهم الكفرة والمشركين: (وهؤلاء يُعاونُون اليهود
والنَّصارى والمُشركين على أهلِ بيتِ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم
وأُمَّتِه المؤمنين، كما أعانوا المُشركين مِن التُّرك والتَّتار على ما
فعلوه ببغداد وغيرها بأهلِ بيتِ النُّبوَّة، ومعدن الرَّسالة ولد العبَّاس
وغيرهم من أهل البيت المؤمنين من القتل والسَّبي وخراب الديـــار. وشر
هؤلاء وضررهم على أهل الإسلام لا يحصيه الرجل الفصيح في الكلام). مجموع
الفتاوى 25/309.
د-موقف بعض الأئمة من فتنة التشيع:
وهنا سوف نأتي على جملة من علماء أهلِ السُّنَّة والجماعَة ونظرِهم تجَاه هذه الطَّائِفة الرَّافضيَّة، فمن ذلك:
قول طلحة بن مصرّف -: عنه أنَّه قال: (الرَّافضَة لا تُنكَح نِساؤُهم، ولا تُؤكَل ذَبائِحَهم، لأَّنهُم أهلَ ردَّة).
وروى
الخلال بسنده عن الإمام مالك أنَّه قال: (الذي يشتم أصحاب النَّبي صلَّى
الله عليه وسلَّم، ليس لهم سهم، أوقال نصيب في الإسلام).
وها
هو الإمام الشَّافعي -رحمه الله-يقول: ثبت بنقل الأَئِمَّة عنه أنَّه قال:
(لم أرَ أحداً مِن أصحابِ الأهوَاء، أكذب في الدَّعوى، ولا أشهد بالزُّور
من الرَّافضَة ).
وعن
عبد الله بن أحمد بن حنبل – رحمه الله -قال: سألتُ أبي عن رجل شتَم رجلاً
من أصحاب النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: (ما أراه على الإسلام).
ويقول
الإمام البخاري -رحمه الله-في كتاب خلق أفعال العباد: (ما أبالي صليت خلف
الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنَّصارى، ولا يسلم عليهم، ولا
يعادون، ولا يناكحون، ولا يشهدون، ولا تؤكل ذبائحهم).
وروى
اللالكائي من طريق عبد الرحمن بن أبي حاتم: أنَّه سَألَ أباه وأبا زرعة عن
مذاهب السُّنَّة، واعتِقادِهما الذي أدركا عليه أهلِ العِلم في جميع
الأمصَار، ومِمَّا جاء في كلامهما: (وإنَّ الجهميَّة كُفَّار، وإن
الرَّافضَة، رفضوا الإسلام). شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/178.
قول محمد بن يوسف الفريابي -رحمه الله-(ت212هـ):
روى اللالكائي عنه أنه قال: (ما أرى الرَّافضَة والجهميَّة إلاَّ زنادقَــة). شرح أصول اعتقاد أهل السنة 8/1457
قول أبي بكر بن العربي -رحمه الله-
قال
في العواصم: (ما رضيت النصارى واليهود، في أصحاب موسى وعيسى، ما رضيت
الروافض في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، حين حكموا عليهم بأنهم قد
اتفقوا على الكفر والباطل). العواصم من القواصم ص192.
و
أختم بقول الشيخ من عبد العزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله -في رسالة
له: أفيدكم بأن الشيعة فرق كثيرة وكل فرقة لديها أنواع من البدع وأخطرها
فرقة الرافضة الخمينية الاثني عشرية لكثرة الدعاة إليها ولما فيها من الشرك
الأكبر كالاستغاثة بأهل البيت واعتقاد أنهم يعلمون الغيب ولا سيما الأئمة
الاثني عشر حسب زعمهم ولكونهم يكفرون ويسبون غالب الصحابة كأبي بكر وعمر
رضي الله عنهما نسأل الله السَّلامة مما هم عليه من الباطل.
وهذا
لا يمنع دعوتهم إلى الله وإرشادهم إلى طريق الصواب وتحذيرهم مما وقعوا فيه
من الباطل على ضوء الأدلَّة الشَّرعيَّة من الكِتاب والسُّنَّة.
فاللهم
أرغم انف من أغاظه أصحاب محمّد صلَّى الله عليه وسلم، اللَّهم عليكَ بمن
لعنهم وأرضَى عمَّن ترضّى عنهم يا ربَّ العالمين، اللَّهم اجعلنَا ممَّن
قلتَ فيهِم {وَالَّذِينَ
جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا
وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي
قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}
اللهم
إنَّا نسألُك الهُدى والتُّقى والعَفَاف والغِنَى، اللّهم إنَّا نسألُك
البِرَّ والتَّقوى ومن العملِ ما ترضى، اللَّهم إنَّا نسألُكَ علِماً
نافِعاً وقلباً خاشِعاً ولِساناً ذاكراً، اللَّهم إنَّا نعوذُ بكَ من علمٍ
لا ينفَع ومن قلبِ لا يخشَع ومن عينٍ لا تدمَع ومن دعوةٍ لا تسمَع،
فالَّلهم إنَّا نعوذُ بكَ من هؤلاء الأربَع.
المصدر: موقع المختار الإسلامي.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).