0

المهدي الخرافة محمد بن الحسن العسكري

(الإمام الغائب المزعوم)

يزعم الشيعة الإمامية الاثنا عشرية أن الإمامة تكون بالنص الإلهي ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم نص على أن الإمامة تبدأ من ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وتنتهي بإمامة محمد بن الحسن (المهدي) ، وهو إمامهم الثاني عشر الذي يزعمون أنه ولد من جارية ، ثم غاب عن أنظار الناس .

لقد اخترع الشيعة هذه الخرافة ليخرجوا من المأزق الذي تورطوا فيه ، حيث إنهم يعتقدون أن الإمام لا يموت حتى يوصي من يكون خلفاً له . يروي الكليني عن جعفر الصادق أنه قال : (لا يموت حتى يوصي من يكون خلفاً له " . يروى الكليني عن جعفر الصادق أنه قال : (لا يموت الإمام حتى يعلم من يكون بعده ، فيوصي إليه)(2) ، وروى عنه أيضاً – قوله : (لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت)(3) .

كما أنهم زعموا أن الإمامة منحصرة في أولاد الحسين بن علي – رضي الله عنهما – ، ثم وقعت الورطة الكبرى حين توفّي الحسن العسكري ، ولم ينجب أولاداً(4) ، وأصبح مذهبهم الضال مهدداً في وجوده ، و من ثم ادعوا – تسويغاً لاستمرار الإمامة – أنه ولد له ولد ، غير أنه اختفى في سرداب في بيت أبيه ، ولكن لا يجوز البحث عنه ، ولا السؤال عن مكانه، وقد اختلفوا اختلافاً شديداً في وقد ميلاده ، ومن هي أمه ؟ وهل هو مستور غُيب دون أن يراه أحد ؟ أو شوهد قبل الغيبة ، أو بعدها ؟ ومتى غاب(5) ؟

لقد افترق الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري إلى أربع عشرة فرقة ، لم تعترف بالمهدي المزعوم منها غير ثلاث ، وأنكرت الباقياتُ أن يكون له ولد أصلاً(1) .

ويقول الشيخ محب الدين الخطيب – رحمه الله – مبيناً ارتباط اعتقادهم في المهدي الخرافة باعتقادهم في الرجعة :

(… ومن عقائدهم الأساسية أنه عندما يقوم المهدي – وهو إمامهم الثاني عشر – من نومته الطويلة ، التي زادت على ألف ومائة سنة ، سيُحيي الله له ولآبائه جميع حُكّام المسلمين السابقين ، مع الحكام المعاصرين لقيامه ، وعلى رأس الجميع الجبت والطاغوت (أبو بكر ـ وعمر) – في زعمهم قبحهم الله – فمن بعدهما ، فيحاكمهم على اغتصاب الحكم منه ، ومن آبائه الأحد عشر إماماً ، لأن الحكم في الإسلام حق لهم من الله ، منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن تقوم الساعة ، ولا حق فيه لأحد غيرهم .

وبعد محاكمة هؤلاء الطواغيت المغتصبين يقتص منهم ، فيأمر بقتل وإعدام كل خمس مئة معاً ، حتى يستوفي قتل ثلاثة آلاف من رجال الحكم في جميع عصور الإسلام ، ويكون ذلك في الدنيا قبل البعث النهائي في يوم القيامة ثم بعد موت من يموت ، وإعدام من يعدم ، يكون البعث الأكبر للحشر ، ثم إلى الجنة ، أو النار الجنة لآل البيت ، والذين يعتقدون فيهم هذه العقائد ، والنار لكل من ليس بشيعي .

والشيعة يسمّون هذا الإحياء والمحاكمة ، والقصاص باسم (الرجعة) ، وهي من عقائدهم الأساسية التي لا يرتاب فيها شيعي واحد .

… ولأجل أن تعلم عقيدة الرجعة في كتبهم المعتبرة أذكر لك ما قاله شيخ الشيعة أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف عندهم باسم (الشيخ المفيد) ، في كتابه (الإرشاد في تاريخ حُجَج الله على العباد) (ص 398 – 402) ، وهو مطبوع على الحجر في إيران طبعة قديمة ، لم يُذكر تاريخها ، ولكنها طُبعت على خط محمد علي محمد حسن الكلبابكاتي .

روى الفضل بن شاذان عن محمد بن علي الكوفي ، عن وهب بن حفص ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد الله – يعني جعفراً الصادق – :

ينادي باسم القائم ، (أي إمامهم الثاني الذي يزعمون أنه وُلد منذ أكثر من أحد عشر قرناً ، ولم يمتْ بعد ، لأنه سيقوم ، ويحكم ، وينادي باسمه في ليلة ثالث وعشرين ، ويقوم في يوم عاشوراء) ، لكأني به في اليوم العاشر من المحرم قائماً بين الركن والمقام جبرائيل عن يمينه ينادي البيعة له ، فتسير إليه الشيعة من أطراف الأرض ، تُطوى لهم طيّاً ، حتى يبايعوه ، وقد جاء الأثر بأنه يسير من مكة حتى يأتي الكوفة ، فينزل على نجفنا ، ثم يفرق الجنود منها في الأمصار .

وروى الحجال عن ثعلبة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر – عليه السلام – أن محمداً الباقر قال : (كأني بالقائم – عليه السلام – على نجف الكوفة ، وسار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة ، جبرائيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، والمؤمنون بين يديه ، وهو يفرق الجنود في البلاد) .

وروى عبد الكريم الجعفي قال : (قلت لأبي عبد الله – يعني جعفراً الصادق – : (كم يملك القائم _عليه السلام_ ؟ قال: سبع سنين تطول الأيام حتى تكون السنة من سنية مقدار عشر سنين من سنيكم ، فتـكون سنون ملكه سبعين سنة من سنيـكم هذه)

قال أبو بصير : (جعلت فداك ! فكيف يطوّل الله السنين ؟) قال : (يأمر الله الفلك باللبوث ، وقلة الحركة ، فتطول الأيام لذلك ، والسنون ، وإذا آن قيامه مُطر الناس جمادى الآخرة ، وعشرة أيام من رجب ، مطراً لم ير الخلائق مثله ، فينبت الله لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم ، فكأني أنظر إليهم مقبلين ينفضون شعورهم من التراب) .

وروى عبد الله بن المغيرة عن أبي عبد الله جعفر الصادق – عليه السلام – قال : (إذا قام القائم من آل محمد أقام خمس مئة من قريش ، فضرب أعناقهم ، ثم أقام خمس مئة أخرى فضرب أعناقهم ، ثم خمس مئة أخرى ، حتى يفعل ست مرات ذلك لأن الخلفاء الراشدين ، وبني أمية ، وسائر حكام المسلمين إلى زمن جعفر الصادق – لا يبلغ عددهم عشر معشار هذا العدد) ، فقال جعفر الصادق : (نعم ، منهم ، ومن مواليهم) ، وفي رواية أخرى : (إن دولتنا آخر الدول ، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا ، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء).

وروى جابر الجعفي عن أبي عبد الله قال : (إذا قام قائم آل محمد ضرب فساطيط يعلم فيها القرآن على ما أُنزل فأصعب ما يكون على من حفظ اليوم ، (أي على ما حفظه الناس من المصحف العثماني كما هو في زمن جعفر الصادق) ، لأنه يخالف فيه التأليف .

وروى عبد الله بن عجلان عن أبي عبد الله – عليه السلام – قال : (إذا قام قائم آل محمد حكم الناس بحكم داود) (1) .

وروى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله قال : (يخرج مع القائم – عليه السلام – من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلاً من قوم موسى ، وسبعة من أهل الكهف ، ويوشع بن نون ، وسليمان ، وأبو دجانة الأنصاري ، والمقداد ، ومالك بن الأشتر ، فيكونون بين يديه أنصاراً ، وحكاماً) .

وهذه النصوص منقولة بالحرف ، وبكل أمانة ، من كتاب عالم من أعظم علمائهم ، وهو (الشيخ المفيد) ، مروية بأسانيدهم المكذوبة – بلا شك – على آل البيت ، الذين كان من أكبر مصائبهم أن يكون هؤلاء الكذّابون خاصّة شيعتهم ، وكتاب (الشيخ المفيد) مطبوع في إيران ، ونسخه الأثرية محفوظة ، وموجودة عندنا .

ولأن عقيدة (الرجعة) ، ومحاكمة حُكّام المسلمين فيها – من عقائد الشيعة الأساسية ، كان يؤمن بها عالمهم السيد المرتضى مؤلف كتاب (أمالي المرتضى) ، وهو أخو الشريف الرضي الشاعر ، وشريكه في تزوير الزيادات على (نهاج البلاغة)(1) ، ولعلها أكثر من ثُلُث الكتاب ، وهي التي فيها تعريض بالصحابة ، وتحامل عليهم ، فقال السد المرتضى المذكور في كتابه (المسائل الناصرية) : (إن أبا بكر وعمر يُصلبان يومئذ على شجرة في زمن المهدي (أي إمامهم الثاني عشر الذي يسمون قائم آل محمد) ، وتكون تلك الشجرة رطبة قبل الصلب ، فتصير يابسة بعده) (2) .

ومن أكاذيبهم – أيضاً – أن المهدي المزعوم هذا سيُخرج مصحف فاطمة ، وهو غير المصحف الموجود الآن ، وق نسب الكليني صاحب (الكافي) إلى جعفر الصادق أنه قال : (وإن عندنا لمصحف فاطمة – عليها السلام – ، وما يدريهم ما مصحف فاطمة – عليها السلام – … مصحفٌ فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد . مكثت فاطمة بعد النبي خمساً وسبعين يوماً ، صُبَّت عليها مصائب من الحزن لا يعلمها إلى الله ، فأرسل الله إليها جبرائيل يسيلها ، ويعزيها ، ويحدّثها عن أبيها ، وما يحدث لذريتها وكان عليّ يستمع ، ويكتب ما سمع . حتى جاء منه مصحف قدر القرآن ثلاث مرات ، ليس فيه شيء من حلال ، ومن حرام ، ولكن فيه علم ما يكون (3) .

لقد ثبت تاريخياً أن الحسن العسكري مات ، ولم يعقب ، وقد مات عقيماً ، ونص على ذلك ابن جرير ، وابن قانع ، وغيرهما من المؤرخين ، قال الشيخ محب الدين الخطيب (أنه _أي محمد بن الحسن العسكري_ شخصية موهومة نسبت كذبا للحسن العسكر الذي مات من غير ولد, وصفى أخوه جعفر تركته على أنه لا ولد, له وللعلويين سجل مواليد يقوم عليه نقيب في تلك الأزمان, لا يولد منهم مولود إلا سجل فيه, ولم يسجل فيه للحسن العسكري ولد, ولا يعرف العلويون المعاصرون للحسن العسكري أنه مات عن ولد ذكر) .

المصدر: موقع آل البيت.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top