دلالات تودد الرافضة لليهود
من الأخبار الجديدة التي تشير إلى هذه العلاقة ما قام به الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان السيّد محمّد عليّ الحسينيّ، من توجيه رسالة إلى "الإسرائيليين" تحت عنوان "دعوة العلامة السيّد محمد علي الحسيني لليهود"، داعيا إياهم فيها إلى السلام وترك الخلاف والابتعاد عن الكراهية.
لم تعد مسألة العلاقة الوطيدة التي تجمع الرافضة باليهود تحتاج إلى مزيد برهان أو عناء تدليل، فكثير من الوقائع والأحداث المعاصرة تشير إلى حميمية هذه العلاقة، ولعل آخرها إقامة طهران نصباً تذكارياً؛ تحية لذكرى اليهود الذين قتلوا خلال الثورة الإسلامية حسب وصفها، معتبرة أنهم "أبطالاً" لديها، ناهيك عن توجيه الرئيس الحالي لإيران حسن روحاني، تهنئة ليهود إيران وباقي يهود العالم, بمناسبة ما يسمى (روش هشناه) أو يوم رأس السنة العبرية عام 2013م.
والحقيقة أن أسباب الغموض والخفاء حول هذه العلاقة قد زالت، وشعارات العداء المزعومة بين الطرفين لم يعد لها أي داع أو سبب، فعهد التقية الذي مارسته الرافضة طوال العقود الماضية لخداع المسلمين قد انتهى، وبدأ عهد كشف عداء الرافضة الحقيقي لأهل السنة، من خلال ما حدث ويحدث في كل من سورية والعراق ولبنان واليمن والبحرين.
ومن الأخبار الجديدة التي تشير إلى هذه العلاقة ما قام به الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان السيّد محمّد عليّ الحسينيّ، من توجيه رسالة إلى "الإسرائيليين" تحت عنوان "دعوة العلامة السيّد محمد علي الحسيني لليهود"، داعيا إياهم فيها إلى السلام وترك الخلاف والابتعاد عن الكراهية.
وجاء في رسالة المرجع الشيعي الحسيني التي نشرها على صفحتيه الخاصتين الرسميتين في موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" و" فيس بوك": "تعالوا نجتمع على الخير، تعالوا ننفتح على بعضنا البعض وننشر ثقافة التسامح، تعالوا نسلك طريق الاعتدال من أجل أن نحيا بسلام ونرفض الكراهية".
وأضاف الحسيني في رسالته باللغة العبرية "نحن عائلة واحدة، أنتم أبناء عمومتنا اليهود والمسيحيون ونحن المسلمون نؤمن كلنا بإله واحد وليس لدينا إله آخر، نحن نحترم ونقدّس الكتب المقدّسة، نحن نؤمن بالتوراة، بالإنجيل والقرآن، نحن نؤمن بكل الأنبياء ونحترمهم".
إن هذا التودد والتلطف الرافضي الشديد باليهود، وهذه اللغة العاطفية التوددية للصهاينة أصحاب التاريخ الأسود مع المسلمين، والسجل الحافل والمليء بالجرائم ضد الإنسانية عموما، يشير إلى دلالات لا بد من الوقوف على أهمها:
1ـ أن العلاقة بين الرافضة واليهود لها جذور عقدية وتاريخية، فعبد الله بن سبأ الذي يعتبر مؤسس التشيع يهودي من اليمن، وقد تواصل مع الفرس الذين ضاع ملكهم تحت أقدام المسلمين لإثارتهم ضد الإسلام، ومن هنا يمكن فهم التقارب اليهودي الفارسي المتمثل في إيران اليوم ضد المسلمين، كما أن هناك كثير من نقاط الشبه والتوافق بين عقائد الرافضة واليهود، وخصوصا فيما يتعلق بالغائب المنتظر.
2ـ الشعارات الرافضية الإيرانية بعداء "إسرائيل" طوال العقود الماضية، وعبارات "الشيطان الأكبر" و"الموت لإسرائيل" ما هي إلا ستار وغطاء على علاقاتها الوطيدة معها للتمهيد للنيل من الإسلام والمسلمين.
3ـ أهل السنة والجماعة هم العدو الأول والأوحد للرافضة واليهود معا، والدليل على ذلك ما تشهده المنطقة من تكالب الصليبية والصهيونية والمجوسية الرافضية ضد مسلمي أهل السنة في معظم الدول العربية والإسلامية.
4ـ تظاهر الرافضة وملالي طهران بالوقوف مع المقاومة الفلسطينية ودعمها، بالإضافة لنفاقها بمسألة الاهتمام بقضية القدس والمسجد الأقصى، ما هو إلا نوع من أنواع التقية والخداع لأهل السنة.
إذا كيف يتسق ذلك أو يتفق ما عبارات التودد والتلطف التي أطلقها المرجع الشيعي الحسني لهذا العدو الغاشم ؟! أو مع الحقائق التي تشير إلى أن كبار حاخامات اليهود في "إسرائيل" هم إيرانيون من أصفهان ولهم نفوذ واسع داخل المؤسسات الدينية والعسكرية ويرتبطون بإيران عبر حاخام معبد أصفهان، أو أن أكبر دولة تضم تجمعات كبيرة لليهود خارج حدود "إسرائيل" هي إيران، أو مع الواقع الذي يثبت أن الرافضة أسد على أهل السنة كما هو مشاهد في سورية والعراق واليمن، ونعامة مع اليهود حيث لم تخض معها حربا حقيقية حتى الآن رغم شعارات العداء المزعوم.
إن الحقيقة أنه لا يمكن حصر دلالات هذا التودد الرافضي باليهود بما سلف، ولكنه على أي حال يشير بلا ريب إلى تجذر العلاقة بين الرافضة واليهود وحميميتها، وإلى أن عدوهما المشترك هم المسلمون من أهل السنة.
المصدر: موقع مركز التأصيل
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).