التشيع والتشييع (2)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد
فقد اتسم (التشيع) في مراحله المختلفة، التي سبق ذكرها، بالنزوع إلى (التشييع)، والدعوة إلى المذهب، واستكثار الأتباع ، والسعي إلى إقامة دول ذات صبغةٍ طائفية. يدرك ذلك من له أدنى إلمام بالتاريخ الإسلامي. وهذه النزعة الحركية نحو (التشييع، نابعة من عقيدتهم في (الإمامة) باعتبارها ركن الدين الأعظم، ومن شعورهم بالحقد الدفين، على الممالك الإسلامية المتعاقبة، فهم دوماً موتورون، مسكونون بالنقمة، والغيظ، كما يتضح في بكائياتهم، ومراثيهم، ومآتمهم المستمرة.
وقد سلك أسلافهم، كالباطنية، طرائق شتى لإدخال الناس في مذاهبهم الرديئة، ذكرها عبد القاهر البغدادي، رحمه الله، في كتابه (الفرق بين الفرق) بقوله ( إن الباطنية لهم فى اصطياد الأغتام، ودعوتهم إلى بدعتهم، حيل على مراتب، سموها التفرس، والتأنيس، والتشكيك، والتعليق، والربط، والتدليس، والتأسيس، والمواثيق بالأيمان والعهود، وآخرها الخلع والسلخ) 1195، ثم شرع في شرحها. وكذلك رتّب (إخوان الصفا)، وهم جماعة شيعية سرية، طرائق مرحلية لاستدراج الضحية إلى شباكهم. وبث الدروز الباطنيون دعاتهم في الأمصار.
أما حركة (التشييع) في الوقت الراهن فتعتمد على أساليب تقليدية، وأخرى معاصرة، يمكن إجمالها فيما يلي:
التذرع بحب آل البيت، ونصرتهم، وموالاتهم، ومعاداة النواصب.
تهييج الدهماء بالمراثي، والبكائيات، بالأصوات الشجية، في الحسينيات، وإقامة المآتم السنوية في ذكرى وفيات الأئمة .
استغلال الانفتاح الإعلامي الفضائي لترويج عقائدهم، وبدعهم، ومناسباتهم، عبر عشرات القنوات ذات الصبغة الطائفية.
ركوب الموجة السياسية، والجعجعة الإعلامية، والتظاهر بنصرة قضايا المسلمين في العالم، دون رصيد عملي من الدعم الحقيقي، للمنكوبين من أهل السنة.
محاولة الفصل بين (الوهابية) وبين (السنة)، والتغرير بجمهور السنة، وتشويه الدعوة السلفية، لإدراكهم العميق أن الاتجاه السلفي هو رأس الحربة، لأهل السنة، والفاضح الأكبر لشركياتهم، وبدعهم، والسد المنيع أمام حركاتهم السياسية، والفكرية.
وبإزاء هذه الخطط المستميتة، التي تقف خلفها دولة مؤدلجة، وتنفق عليها مرجعيات طائفية ثرية، وتدعمها جهات دولية بغرض إشعال الفتن، وتوهين المسلمين، وقمع الصحوة السنية الراشدة، يجب على أهل السنة أن يتخذوا جميع الوسائل المكافئة، ويعدوا العدة، ويأخذوا الأهبة لمواجهة المد الرافضي، بل وغزوه في داره، ببيان الحق لشعوبه المغيبة، وكشف عوار الممتطين حصان (أهل البيت) ليعلم من الفارس الحقيقي، ومن الفارس الدعيُّ .
ومن الخطوات المهمة، التي يتعين على أهل السنة اتخاذها افي هذا الصدد
بيان حقيقة مذهب الرافضة، وبدعيته، وعداوته لخير القرون؛ من الصحابة، والتابعين، وأئمة الدين.
اغتنام الانفتاح الإعلامي لإيصال الحقائق الشرعية، والتاريخية لجمهور المسلمين، من السنة، والشيعة .
الترحيب بالمناظرات العقدية، بين الفريقين، في الفضائيات، ومواقع الانترنت، وغرف المحاورات (البال توك)، مع الالتزام بالمنهج العلمي، والتحلي بأدب الحوار، وقد أثبتت التجارب أننا أسعد الناس بالحوار.
اتحاد أهل السنة، ونبذ الخلاف، واجتماعهم على المحكمات، وترك المتشابهات، والتعاون على البر والتقوى.
العمل على فضح محاولات الاختراق الشيعي للمجتمعات السنية، وتنبيه الأنظمة إلى الخطورة السياسية، والاجتماعية التي تسببه هذه المحاولات.
هذا، والله المسؤول وحده، أن يعز دينه، ويعلي كلمته، وينصر سنة نبيه.
المصدر: موقع العقيدة والحياة.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).