0

الشيعة وأحوالهم في المسجد الحرام

سؤال: هل الصلاة مع الشيعة في المسجد الحرام وفي نفس الصفوف جائزة؟

جواب: الصحيح أن صلاة النساء خاصة تصح مع تقطع الصفوف، إذ لم يكنّ يؤمرن بتسوية الصفوف كما يؤمر الرجال، وإن صلّين وراء الرجال، ولكن ما من شكّ أن تسوية الصفوف مطلوبة.

وهذه المسألة تعمّ بها البلوى خاصة في الحرمين، فيوجد من يقطع الصفوف إما من الأطفال أو من أمثال هؤلاء المشركين.

وفتوى اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية تنصّ على أن الرافضة مشركون لدعاء الأئمة والأولياء والذبح والنذر لغير الله، والحلف بغير الله، وما ذكرتيه من القماش الذي يسجدون عليه ما هو إلا مثال على غلوّهم في أئمة آل البيت -رضي الله عنهم- فلا يضرّ الإنسان وجود هؤلاء، إلا إن وجد مكاناً لا يوجد فيه هؤلاء الأنجاس!

وكنت قبل فترة في الحرم المكي ولاحظت أنهم يُصلّون غالباً في الأروقة أو في الصحن، وكنا نُصلّي في التوسعة الجديدة ولم نَرَهم فيها أبداً.

وأما ضربهم لأفخاذهم فهو ناتج عن اعتقاد باطل:

وهم يُخالفون المسلمين في كل شيء، فـ: مساجدهم حسينيات وتسليمهم من الصلاة يختلف عن تسليم الناس ومصحفهم مصحف فاطمة -زعموا -وكربلاء عندهم أفضل من مكة! زيارة قبر الحسين أفضل من عشرين حجة! إلى غير ذلك.

أما المزارات، فالذي يُزار من معالم المدينة النبوية:

مسجد صلى الله عليه على آله وسلم لفضله وفضل الصلاة فيه، لا زيارته ابتداء من أجل السلام على رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم؛ لأنه عليه الصلاة والسلام قال: «لا تشدّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومسجد الحرام، ومسجد الأقصى». [متفق عليه].

وقد فصّل القول في هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - ولفضل المسجد، لقوله عليه الصلاة والسلام: «صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة». [رواه مسلم]

ثم إذا صلى في المسجد النبوي فإنه يُسنّ له أن يزور قبر رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم وصاحبيه، ولا يقف يدعو عند قبورهم، فقد كان ابن عمر -رضي الله عنهما -يُسلّم على رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم وعلى أبي بكر وعمر ثم ينصرف.

مسجد قباء، لقوله عليه الصلاة والسلام: «من خرج حتى يأتي هذا المسجد، مسجد قباء، فصلى فيه كان له عدل عمرة». [رواه النسائي].

«وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور قباء راكبا وماشيا». [متفق عليه].

مقبرة البقيع، فيأتيها ويُسلّم على الأموات، ويدعو لهم وينصرف، ولا يقف يدعو لنفسه.

شهداء أُحـد. فيذهب إلى قبور شهداء أحد ويُسلّم عليهم، ولا يدعو هناك، فليست المقابر عموماً أماكن للدعاء.

وأما المساجد السبعة، أو ما يُزعم أنه طاقية النبي صلى الله عليه على آله وسلم، أو مشربة أم إبراهيم، أو مبرك الناقة المزعوم، أو بعض الآثار التي يتبرّك بها بعض الجهلة، فلا تُشرع زيارتها.

ولكن إذا زارها الإنسان بعض الحصون والقلاع الموجودة في المدينة لمجرّد الاطلاع فلا حرج في ذلك.

وللمرأة أن تزور ما يزروه الرجل، ولكن ما يتعلق بالمقابر يكون بقدر لأن المرأة سريعة التأثر.

وعلى التفصيل المذكور في الإجابة على السؤال السابق.

ويُقال مثل ذلك فيما يتعلق بزيارة قبر النبي صلى الله عليه على آله وسلم بالنسبة للنساء، ولكن يجب أن يكون ذلك بأدب لأننا أُمِرنا بالتأدّب مع النبي صلى الله عليه على آله وسلم وألا نرفع أصواتنا عنده، ولهذا كان الصحابة ينهون عن رفع الصوت في مسجده صلى الله عليه على آله وسلم.

ولا يجوز دعاء الرسول صلى الله عليه على آله وسلم، ولا أن يقف المسلم يدعو ربه مستدبراً القبلة مستقبلاً القبر.

ولا الصلاة تجاه القبر، لأن من صلى تجاه القبر استدبر القبلة، ومن فعل ذلك عامداً كفر.

والسلام على رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم وعلى صاحبيه بمثل الصيغة التي ذكرتيها لا بأس به.

وما يتعلق بالروضة والصلاة فيها:

الروضة روضة من رياض الجنة كما قال عليه الصلاة والسلام، حيث قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» [متفق عليه] ولكن إذا صلّى المسلم فإنه لا يسمح لأحد أن يمرّ بين يديه، وقد كان النبي صلى الله عليه على آله وسلم يمنع البهمة، وهي صغيرة الضأن أن تمر بين يديه.

ويُمنع من المرور من أراد أن يمرّ بين يدي المصلي وهو يُصلي ولو كان ذلك في الحرمين خاصة إذا صلّى إلى شيء يستره من مرور الناس.

وهذا ما فهمه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - فقد حدّث أبو صالح السمان قال: «رأيت أبا سعيد الخدري في يوم جمعة يُصلي إلى شيء يستره من الناس، فأراد شاب من بني أبي معيط أن يجتاز بين يديه، فدفع أبو سعيد في صدره، فنظر الشاب فلم يجد مساغا إلا بين يديه، فعاد ليجتاز، فدفعه أبو سعيد أشد من الأولى، فنال من أبي سعيد، ثم دخل على مروان، فشكا إليه ما لقي من أبي سعيد، ودخل أبو سعيد خلفه على مروان، فقال: ما لك ولابن أخيك يا أبا سعيد؟ قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه، فإن أبى فليقاتله، فإنما هو شيطان» [رواه البخاري ومسلم] ومعنى فليُقاتله أي يشتدّ في مُدافعته إذا أراد أن يمرّ كما فعل أبو سعيد - رضي الله عنه -

وأما قولك (غرفة فاطمة) فهذا مما تزعمه الرافضة!

وإلا فإن فاطمة -رضي الله عنها -لم يكن لها غرفة في المسجد، ولو كان لما نُسبت لها وإنما تُنسب لزوجها عليّ -رضي الله عنه -بيت النبي صلى الله عليه على آله وسلم وغرفته هي التي دُفِن فيها، وكانت هي غرفة عائشة -رضي الله عنها -وأما ما رأته الشيعية فليس بمستغرب، فقد كان الشيطان يتمثل للمشركين ويُكلّمهم من خلال الأصنام لزيادة الفتنة بأصنامهم والتعلق بها.

المصدر:صيد الفوائد

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top