دأب معظم الشيعة في البلدان الإسلامية على مخالفة أهل
السنة في مواقيت الصيام السنوية، ثم الإفطار في الأول من شوال؛ ما يجعل
مسلمي بلد مثل العراق مختلفين في الصيام أو الاحتفال بقدوم العيد.
فعلى مدى السنوات الماضية درج الشيعة في عموم العالم
الإسلامي، على بدء صيام رمضان بعد المذهب السني بيوم واحد، فضلاً عن
الاختلاف في ساعات دخول وقت المغرب أو الإمساك.
وقبل دخول شهر رمضان الجاري، أعلن مكتب المرجع الشيعي
الأعلى في العراق، علي السيستاني، عن عدم ثبوت رؤية هلال شهر رمضان، مساء
الجمعة الماضي، معتبراً السبت الماضي مكملاً لشعبان، والأحد أول أيام الشهر
الفضيل، مخالفاً بذلك معظم الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها إيران
أيضاً هذه المرة.
وقال المكتب في بيان له تناقلته وسائل إعلام عراقية:
"لم يثبت لدى سماحة السيد السيستاني، دام ظله، رؤية هلال شهر رمضان المبارك
بالعين المجردة بعد غروب يوم الجمعة في العراق والمناطق المجاورة له"، وهو
ما سيجعل شهر شعبان 31 يوماً، وهو ما لا يقول به التقويم الهجري، وآراء
الفلكيين.
ويقود رأي السيستاني ملايين الشيعة في العراق إلى عدم الصيام، الذين بدؤوا رمضان يوم الأحد الفائت.
ويصوم الشيعة قبل شهر رمضان، خاصة في شهري رجب وشعبان من السنة الهجرية، لأيام متقطعة، فيما يعرف شعبياً بـ "التسابيج" أي بالتسابيق.
وبينما يتقدم السنة بوقت دخول الأذان، يتأخر لدى الشيعة
احتياطاً للشك في مغيب الشمس، وكذا الحال في نداء الإمساك عبر المساجد،
حيث يمسك الشيعة بعد 10 دقائق أيضاً من إمساك أهل السنة.
ويرى علماء الشيعة "الجعفرية" أن الإفطار يأتي بعد
اختفاء الشفق الأحمر، وهو شيء يحدث بعد عشر دقائق من غياب الشمس، في حين
يرى علماء السنة أن يبدأ إمساك الصائم عند أذان الفجر وإفطاره عند غروب قرص
الشمس، فإذا غرب قرص الشمس جاز الإفطار؛ لذلك تم الإجماع على أن يكون
الإفطار بعد اختفاء قرص الشمس.
ويقول الشيخ أحمد طالب، المفتي الجعفري، رئيس رابطة
العلماء المستقلين في لبنان، في فتوى له نشرت في العام 2016: إن "المذهب
الجعفري يقول إن الإفطار يأتي بعد اختفاء الحمر المشرقية، وهو شيء يحدث بعد
عشر دقائق من غياب الشمس، وثمة روايات عن أهل البيت تشير إلى هذا
الموضوع".
ويضيف: "بعض العلماء، منهم السيد محمد حسين فضل الله،
يعتبرون أن مسألة الحمرة كانت للتأكد من غياب الشمس، وتالياً اليوم، مع
وجود وسائل للتأكد من الأمر، يمكن أن يكون الإفطار فور غياب القرص، إلا أن
البعض الآخر من العلماء يعتبرون أنه بما أن مسألة الحمرة أتت في أحاديث أهل
البيت، فهذا يعني وجوب التقيد بها للاحتياط".
ويستند الشيعة في مخالفتهم لجموع المسلمين على فتاوى
أبرزها حديث الصدوق عن علي بن أسباط، الذي قال بحسب محدثيهم: "يحدث الأمر
لا أجد بداً من معرفته، وليس في البلد الذي أنا فيه من أستفتيه من مواليك؟
قال: فقال: اذهب لفقيه البلد فاستفته في أمرك، فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه
فإن الحق فيه".
كما ينقلون عن حديث الحسين بن خالد عن الرضا أنه قال:
"شيعتنا المسلمون لأمرنا، الآخذون بقولنا المخالفون لأعدائنا، فمن لم يكن
كذلك فليس منا".
الشيخ موفق الرفاعي، عضو رابطة علماء الشام الإسلامية،
أوضح أنه "لا أصل لمسألة المخالفة في الإسلام"، مبيناً أنها "بدعة لا أصل
لها لا في القرآن الكريم ولا في سنة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم".
وأضاف في حديث لـ"الخليج أونلاين": "الأحكام الشرعية في
الصيام بيّنها القرآن الكريم وحديث رسول الله الصريح الذي قال: "صوموا
لرؤيته وأفطروا لرؤيته" أي الهلال، ولم يأتِ الرسول الكريم بأحزاب وملل
وطوائف في الإسلام بل بملة واحدة".
وأوضح الرفاعي أن فريضة الصيام صريحة، وأجمع عليها
الفقهاء منذ فجر الإسلام بأنها "إمساك مخصوص عن المفطرات من مأكل ومشرب
وغيرهما يوماً كاملاً، وفق شروط مخصوصة لأن الصوم عمل، والنية لازمة شرعاً
لصحة الأعمال، وهذا لا يجوز الخلاف عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا صيام لمن لم يبيت النية ليلاً"".
وأشار إلى أن "مقولة أو فتوى (خالفوا السنة ولو كانوا
على حق)، التي خرج بها علماء الشيعة، هي بدعة لا أصل لها، ينطبق عليها قوله
صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار"".
المصدر الخليخ اونلاين
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).