0

دعا الكاتب في صحيفة الواشنطن بوست، مايكل سينغ، أمريكا لتقديم مساعدة حقيقية للمتظاهرين في إيران، مؤكداً أنها تشهد أكبر الاحتجاجات الشعبية منذ سنوات، وأنها تحيلنا لما حصل في البلاد عام 2009 رداً على تزوير انتخابات الرئاسة، ويومها وقفت أمريكا مترددة إزاءها، ما أدى إلى خنق تلك الحركة الاحتجاجية.

وتابع الكاتب: "ليس مفاجئاً اليوم بأن يلقي الرئيس دونالد ترامب بثقله وراء التظاهرات، وهو الذي أعلن أكثر من مرة عن رفضه للاتفاق النووي مع إيران، إلا أن إدارته تواجه مشكلة إزاء كيفية دعم المتظاهرين الإيرانيين، فبعد إصدار البيانات المؤيدة لتلك التظاهرات، ما الذي يمكن فعله من طرف واشنطن؟ صحيح أن إصدار بيان مؤيد للمظاهرات أمر جيد ولكنه يبقى بحاجة أن يدعم بعمل".

لقد توقع الإيرانيون أن تتحسن حياتهم عقب رفع العقوبات وتوقيع الاتفاق النووي عام 2015. طهران شهدت نمواً اقتصادياً بشكل عام إلا أن الإيرانيين لا يزالون يواجهون ارتفاع الأسعار ومعدلات البطالة، فالاقتصاد والسياسة مرتبطان بطريقة لا يمكن الفصل بينهما، وهو ما دفع بالمتظاهرين إلى انتقاد الفساد والنفقات التي تنفقها بلادهم على الصراعات الخارجية سواء في سوريا أو غيرها.

"إن مثل هذه المظاهرات والنقاشات التي احتدمت في إيران تصب في مصلحة أمريكا، صحيح أن كثيراً من الإيرانيين وغيرهم من المحللين طالبوا واشنطن بالهدوء خشية تشويشها، إلا أن النظام الإيراني سيسعى، حتى لو صمتت واشنطن، إلى وسم المتظاهرين بالعملاء، ومن ثم فإن أفضل طريقة هي عدم التزام الصمت، ولكن مع ضمان أن تكون البيانات الأمريكية المؤيدة لهذه التظاهرات مدعومة بخطوات عملية أكثر".

ويوضح الكاتب أن "على الولايات المتحدة وحلفائها أن يعبروا عن تأييد واضح لحق الإيرانيين في الاحتجاج؛ سواء من خلال البيانات أو من خلال قرارات الأمم المتحدة، وأن يحذروا السلطات في طهران من أي قمع عنيف للمظاهرات؛ سواء داخل الشوارع أو في المنازل والسجون".

وإذا ما قرر النظام اللجوء إلى العنف فإنه يجب أن يواجه عزلة دبلوماسية، ويتعين على الدول الأوروبية والآسيوية خفض علاقاتها مع إيران، وخفض مشاركة طهران في المحافل الدولية.

ويرى الكاتب أن هذه التحذيرات وحدها من غير المرجح أن تردع السلطات في إيران، التي أثبتت دهاءها بتوظيف قوى الأمن ضد المعارضين، ومن ثم فإن على المجتمع الدولي أن يهب لمساعدة الإيرانيين بوجه هذه الأجهزة الأمنية القمعية.

ويشير الكاتب إلى أن "على إدارة ترامب أن تنظر في كيفية تأثير هذه الاحتجاجات على السياسية الإيرانية ليس على الصعيد الداخلي وحسب، وإنما أيضاً على الصعيد الخارجي، كما أنه يجب على واشنطن أن تتخلى عن فكرة كسب المعتدلين داخل النظام لأنها لم تجد نفعاً، بل يجب عليها أن تدعم مطالب تغيير سياسة إيران من خلال وقف تدخلاتها الإقليمية، والمساعي للحصول على السلاح النووي، مع إبقاء الباب مفتوحاً للدبلوماسية إذا ما رغبت طهران في تحقيق مصالحها سلمياً".

ويختم الكاتب بالقول: "عندما يكون النظام في إيران أكثر استجابة لاحتياجات شعبه، فإنه بالضرورة سيكون أقل خطورة على المنطقة والولايات المتحدة".

المصدر الخليخ اونلاين

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top