الشبهة:
الاثني عشرية يزعمون أن شيخ الإسلام ابن تيمية يقول إن الله هو شاب أمرد والعياذ بالله!
وأنا بصدد كشف هذا الكذب المحض؛ حيث إن شيخ الإسلام أنكر هذا في أحد كتبه شديد الإنكار.
إذ قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الاستقامة في معرض رده على أهل الحلول والاتحاد [الاستقامة جزء 2 - صفحة 195]:
(ومن هؤلاء من يزعم أن دحية الكلبي كان أمرداً، وأن جبريل كان يأتي النبي
صلى الله عليه وسلم في صورة أمرد، ويقول له: ما أحب أن تأتيني إلا في صورة
أمرد. وفيهم من يتأول قوله صلى الله عليه وسلم رأيت ربي في [صفحة 196]
أحسن صورة وفي صورة كذا وكذا .. ويجعل الأمرد ربه. وهؤلاء الحلولية
والاتحادية منهم من يخصه بالصور الجميلة، ويقول: مظاهر الجمال. ومنهم من
يقول بالاتحاد المطلق والحلول المطلق لكن هو يتخذ لنفسه من المظاهر ما يحبه
[صفحة 197] فهو كما قال الله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا﴾ [الفرقان:43]، وقال: ﴿أَفَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ
وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً
فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾ [الجاثية:23]. انتهى.
أقول:
سبحان الله
العظيم كم ظُلم شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام
بن تيمية الحراني .. إنه والله رجل عظيم دمر الاثني عشرية والصوفية وسائر
فرق الباطل في عقر دارهم بحججه الجلية، فماذا ينتظر منهم إلا البغض لأنهم
لسوا بقادرين على الرد على تلك الحجج؟
رحمك الله يا علم الأمة!
الشبهة:
ابن تيمية: النبي رأى ربه في صورة شاب أمرد أجعد الشعر يلبس حلة خضراء ونعلين من ذهب!
الرد:
قال ابن تيمية في مجموعة الرسائل الكبرى [ج1ص287 الوصية الكبرى ط. دار إحياء التراث العربي]:
"وكذلك الحديث الذي رواه أهل العلم أنه – النبي - قال: رأيت ربي في صورة
كذا وكذا. يروى من طريق ابن عباس ومن طريق أم الطفيل وغيرهما، وفيه أنه وضع
يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله على صدري، وهذا الحديث لم يكن ليلة
المعراج، فإن هذا الحديث كان في المدينة، وفي الحديث أن النبي صلى الله
عليه (وآله) وسلم نام عن صلاة الصبح ثم خرج إليهم، وقال: رأيت ربي كذا
وكذا.
وهو من رواية من
لم يصل خلف إلا بالمدينة كأم الطفيل وغيرها، والمعراج إنما كان من مكة
باتفاق أهل العلم، وبنص القرآن والسنة المتواترة، كما قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى﴾ [الإسراء:1].
فـعـلـم أن هــذا
الـحـديـــث كــان رؤيـــا مــنـام بالــمـــديـــنـــة، كما جاء مفسراً
في كثير من طرقه أنه كان رؤيا منام، مع أن رؤيــــــــا
الأنبــــــــيــــــــاء وحــــــــــي، ولم يكن رؤيا يقظة ليلة المعراج،
وقد اتفق المسلمون على أن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم لم ير ربه
بعينيه في الأرض، وأن الله لم ينزل له إلى الأرض، وليس عن النبي صلى الله
عليه (وآله) وسلم قط حديث فيه أن الله نزل له إلى الأرض، بل الأحاديث
الصحيحة أن الله يدنو عشية عرفة ... الخ ".
والحديث الذي جزم ابن تيمية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قاله للصحابة هو حديث أم الطفيل [المعجم الكبير ج25ص143ح346]: "عن أم الطفيل امرأة أبي بن كعب قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ثم رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفــّر في أخضر عليه نعلان من ذهب، وعلى وجهه فراش من ذهب».
وقال الخطيب [في تاريخ بغداد ج13ص311]:
"حدثنا عبد الخالق بن منصور قال: ورأيت يحيى بن معين كأنه يهجن نعيم بن
حماد في حديث أم الطفيل حديث الرؤية، ويقول: ما كان ينبغي له أن يحدث بمثل
هذا الحديث.
قلت – الخطيب -:
وأنا أذكر حديث أم الطفيل ليعرف، أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمد
بن يوسف العلاف قالا أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي حدثنا
محمد بن إسماعيل هو الترمذي حدثنا نعيم بن حماد حدثنا بن وهب حدثنا عمرو بن
الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان عن عمارة بن عامر عن أم
الطفيل امرأة أبي أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر أنه: «رأى ربه تعالى في المنام في أحسن صورة شاب موفراً رجلاه في خف عليه نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب».
أما حديث ابن عباس فهو ما ذكره أبو يعلى الفراء في إبطال التأويلات لأخبار الصفات [ج1ص136] وغيره: "عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم: «رأى ربه عز وجل شابا أمرداً جعداً قططاً في حلة خضراء»، وفي رواية أخرى زيادة: «يلبس نعلين من ذهب وعلى رأسه تاج يلمع منه البصر».
وهذه الصفات هي التي خجل ابن تيمية من الإفصاح بها فكنى عنها بقوله (في صورة كذا وكذا)!!
والحق أن كثيراً من أهل السنة رفضوا هذه الروايات الملعونة، فقالوا عنها ما قالوا، نحو:
المغني في الضعفاء [ج2ص652ت 6171]:
"مروان بن عثمان عن أبي أمامة بن سهل قال أبو حاتم ضعيف وقال أبو بكر محمد
بن أحمد الحداد سمعت النسائي: يقول وَمَنْ مروان بن عثمان حتى يُصدَّق على
الله يريد حديث أم الطفيل؟!".
رد آخر:
قبل أن أبدأ
بالرد على الكذاب المارق الشاب الأمرد، أود أن أنقل كلمة قالها شيخ الاسلام
ابن تيمية. قال: "إنه لا يوجد على وجه الأرض أكذب من الروافض. أما عما
نقله ذلك الكذاب فقد اقتدى بسابقه الخميني من حيث التدليس والبتر والكذب:
وإليك البيان:
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وأسكنه فسيح جناته في كتابه [الوصية الكبرى صفحة 36 طبعة دار عمار بالأردن]: "... ومنها أحاديث تروى عن النبي صل الله عليه وآله وصحبه وسلم
وهي كذب عليه
باتفاق أهل المعرفة يسمع الجاهل بالحديث فيصدق به لموافقة ظنه وهواه، وأضل
الضلال اتباع الظن والهوى"، ثم قال: "وأنا أذكر جوامع من أصول الباطل التي
اتبعها طوائف ممن ينتسب إلى السنة وقد مرق منها وصار من الضالين وهي فصول.
الفصل الأول: أحاديث رووها في الصفات زائدة على الأحاديث التي في دواوين
الإسلام مما يعلم باليقين القاطع أنها كذب وبهتان بل كفر شنيع، وقد يقولون
من أنواع الكفر ما لا يروون فيه حديثاً مثل ... ثم ذكر بعض الأحاديث
الموضوعة ومنها هذا الحديث الذي نقله هذا الكذاب [انظر كتاب الوصية الكبرى صفحة 39 - 40].
ثم قال: "وقد
اتفق المسلمون على أن النبي صل الله عليه وآله وصحبه أجمعين وسلم أنه لم ير
ربه بعينه في الأرض، وليس عنه عليه الصلاة والسلام قط حديث فيه أن الله
ينزل إلى الأرض ..." الى آخر ما قال.
فانت ترى أيها
القارئ الكريم أن هذا الكذاب قد بتر كلاماً مهماً يتبين فيه أن شيخ الإسلام
ينكر هذا الحديث بل ويقول عن الاعتقاد به أنه كفر؛ ألا فليستحِ هذا الكذاب
وليخسأ.
والحمد لله رب العالمين.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).