ملخص الخطبة 1- ذم الغفلة عن المقصد من الحياة. 2- أظلم الظلم. 3- خطر الرافضة على الأمة الإسلامية. 4- عقائد الرافضة الباطلة. 5- حكم الرافضة. 6- الموقف الشرعي من أعمال الرافضة في هذا الزمان. الخطبة الأولى أما بعد: عباد الله، اتقوا الله وراقبوه، واعبدوه حق عبادته، واشكروا نعمه، فقد تكفّل بالمزيد لمن شكر، وخافوا مقامه، واحذروا بطشه كل الحذر، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الأنفال: 29]. أيها الإخوة المؤمنون، كثيرة هي مشاغل الحياة، ومتتالية هي صروف الزمان، أحداث تتلوها أحداث، وخطوب تتبعها خطوب، والإنسان هو الإنسان، تغرّه الدنيا وقد علم دنوَّها، ويلهو عن الآخرة وقد أيقَن ببقائها، صبره على الطاعة قليل، وتطلُّعه إلى الهوى كثير، يكابِد الحياةَ بمرِّها وحلوها، ويغفل عن أسمى غايةٍ خُلق من أجلها، وربّه ينبهه إلى ساحلها فيقول سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56]. عباد الله، يقول معاذ بن جبل: كنت ردف رسول الله على حمار يقال له: عُفير، فقال: ((يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟)) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإن حق الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله عز وجل أن لا يعذّب من لا يشرك به شيئًا)) متفق عليه. إن من أظلم الظلم وأعظم الإثم الإشراك بالله وصرف خالص حقه لغيره وعدل غيره به، إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة: 72]، ويقول جل وعلا: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ [الحج: 30، 31]، ويقول تبارك وتعالى: ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر: 13، 14]، ويقول جل وعلا: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ [الأحقاف: 5، 6]، ويقول جل وعلا: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا [النساء: 60]، ويقول جل وعلا: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء: 65]. أيها الإخوة في الله، في الجمعتين الماضيتين كان الحديث عن العدو الخارجي لأمة الإسلام، وكان الحديث في الخطبة الأولى عن الوضع في العراق ودور أمريكا فيما يجري لإخوتنا هناك وقرب زوال هذه الدولة المجرمة بإذن الله، وفي الثانية عن حقيقة الكافر في الدنيا والآخرة. واليوم نبدأ الحديث عن العدو الداخلي في أرض المعركة، العدو الذي فاق شرّه ومكره كيد الكفرة الأمريكان، إنهم الرافضة، أخطر ما يواجهه العالم الإسلامي اليوم، ووجه خطورتهم أنهم يطبّقون ما في كتبهم من التعاليم والعقائد المشتملة على الحقد الشديد، والتي تعِد بالقضاء على جميع أهل السنة كبيرهم وصغيرهم، ومن أوجه الخطر جهل أكثر أهل السنة بحقيقة مذهبهم، بل جهل أكثر علمائهم به فضلاً عن جمهورهم؛ ولذلك لا يجدون في نشر مذهبهم مقاومة تذكر. لقد تغافل الناس عن عقيدتنا السنيّة التي كتبها علماؤنا، هذه العقيدة التي فضحت مسالك الشيعة فلم ينخدع أجدادنا بهم، ولكننا اليوم نتيجة هذا التجاهل لما كتبه الأجداد أصبح غالب الجيل الإسلامي لا يعرف عن خطر التشيع شيئًا، بدعاوى مختلفة؛ مرة بدعوى: شيعة اليوم غير شيعة الأمس، ومرة بأن خطر العدو الصليبي الصهيوني داهم ولا وقت للبحث عن الشيعة وعقائدهم وتاريخهم، ونسوا التحالف الصفويّ مع أوروبا النصرانية لحرب العثمانيين السنة. واليوم تتحالف "الشيعية" مع أمريكا لإسقاط دول المنطقة كما فعلت في العراق. لقد تكرر على ألسنة عامة الشيعة من جيش المهدي وغيرهم أن اليهود أحسن من السنة، فمن أين لهؤلاء العوام هذه الأفكار؟! ومن أوجه الخطر نفاقهم وتلبيسهم على الناس بأن دولتهم إسلامية، وأنهم يناصرون الإسلام. ويعجب المرء مما يفعله المسلمون من ضجيج وإنكار لما يفعله بعض النصارى من سخرية برسول الله ولا تجد من يتحرك لما يفعله الرافضة لما هو أعظمُ أذيةً لرسول الله من رمي زوجته بالزنا ولعن أصحابه، بل رسول الله نفسه لم يسلم منهم، فهذا إمامهم يقول كما في كتابه كشف الأسرار: "وواضح بأن النبي لو كان قد بلّغ بأمر الإمامة طبقًا لما أَمر به الله وبذَل المساعي في هذا المجال لما نشَبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهرت ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه". أيها الإخوة في الله، إليكم عرضا سريعا مؤلما لما تعتقده الرافضة ويجهله أكثر أهل السنة: فهم يعتقدون أن التوحيد هو نفي الصفات عن الله وإنكار رؤيته تعالى في الجنة، ويقولون بخلق القرآن، ويعتقدون أن الإمامة محصورة في الاثني عشر من أئمتهم، وأنهم معصومون من الصغائر والكبائر أشد من عصمة الأنبياء. ويعتقدون أن الإنسان تجب عليه التقية بأن يظهر موافقته لأهل السنة إذا خاف أو أراد أن يحقق مصلحة. وهم يرتقبون خروج الإمام المهدي الذي سيخرج زعموا. أيها الإخوة الموحدون، يعتقد الرافضة أنه لن تقوم الساعة حتى يحيي الله آل البيت وأعداءهم من الصحابة وغيرهم، ثم يقتص بعضهم من بعض، ثم يموتون جميعًا، وفي كتاب الكافي الذي هو عندهم كصحيح البخاري يروون عن أبي عبد الله الحسين رضي الله عنه أنه قال: "إن الله خلقنا فأحسن صورنا، وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة، ووجهه الذي يؤتى منه، وبابه الذي يدل عليه، وخُزَّانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب الأرض، وبعبادتنا عُبِد الله، ولولانا ما عبد الله"، جل الله وتقدس عن ذلك. وفي بحار الأنوار يروون أن عليًا قال ـ وافتروا عليه قبحهم الله ـ: "أنا وجه الله، أنا جنب الله، وأنا الأول، وأنا الآخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن". بل وصفوا الأئمة عندهم بأنهم يعلمون الغيب وأنه لا يخفى عليهم شيء، ورووا عن أبي عبد الله أنه قال ـ افتراءً عليه قبحهم الله ـ: "إني لأعلم ما في السموات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة، وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وما يكون ". الإيمان عندهم هو الإيمان بالأئمة الاثني عشر، والشرك هو الإقرار بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان أو غيرهم من الأئمة والخلفاء. إذا كان مدار قبول الأعمال عندنا هو التوحيد فإن مدار قبول الأعمال عند الرافضة هو الإقرار بولاية أهل البيت، قالوا فيما رووه عن أئمتهم: "إن من أقرّ بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجّه، وإن من لم يقرّ بولايتنا لم يقبل الله شيئا من أعماله"، وفي رواية عندهم: "لو أن عبدًا جاء يوم القيامة يعمل بعمل سبعين نبيًا ما قبل الله ذلك منه حتى يلقاه الله وولاية أهل بيتي". جعلوا الأئمة هم الواسطة بين الله وخلقه في باب العبادات، فرووا أن الأئمة الاثني عشر هم أبواب الله والسبل إليه، وهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. ويروون عن أبي جعفر أحد أئمتهم قال: "بنا عُبد الله، وبنا عُرف الله، وبنا وُحد الله"، بل الدعاء لا يقبل إلا بالدعاء بأسماء الأئمة فيروون: "من دعا الله بنا أفلح، ومن دعا بغيرنا هلك"، ويروون: "إن دعاء الأنبياء استجيب بالتوسل والاستشفاع بأئمتهم"؛ ولهذا صار دعاء الأئمة كعلي والحسن والحسين وغيرهم في حال الشدائد بل في حال طلاق المرأة وشدة الولادة والاستغاثة بهم من دون الله تعالى عادة عندهم يتربَّون عليها، وهذا هو الشرك الأكبر؛ لأنه دعاء واستغاثة بأموات في أمر لا يقدر عليه إلا الله تعالى؛ ولهذا قرروا في كتبهم أن الأئمة هم الشفاء الأكبر والدواء الأعظم لمن استشفى بهم. أيها الإخوة في الله، الرافضة عند زيارتهم لأضرحة أئمتهم يدعونهم من دون الله، بل ويكتبون رِقاعًا توضع على أضرحة هؤلاء الأئمة. ومما يكتبونه فيها: "كتبتُ إليك يا مولاي صلوات الله عليك مستغيثا فأغثني عن اللهف، وقدِّم المسألة لله عز وجل في أمري قبل حلول التلَف وشماتة الأعداء". ويقولون: إن زيارة أضرحتهم والحج إليها أفضل من الحج إلى بيت الله الحرام، وهذا من الأمور البدهية في مذهبهم وعقيدتهم. وفي كتاب الكافي الذي هو عند الرافضة كصحيح البخاري عندنا: "إن زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة، وأفضل من عشرين عمرة وحجة". بل بالغوا في ذلك حتى رووا عن أئمتهم أنهم قالوا: "من زار قبر أبي عبد الله كتب الله له ثمانين حجة مبرورة"، وفي رواية: "من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفًا بحقه كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله "، بل رووا: "من زار الحسين يوم عاشوراء حتى يظلّ عنده باكيا لقي الله عز وجل يوم القيامة بثواب ألفيْ ألف حجة وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة، وثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله وآل بيته". بل حددوا الأفضلية لتكون في يوم عرفة يوم حج المسلمين، فرووا: "من أتى قبر الحسين يوم عرفة عارفًا بحقه كتب الله له ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات ". بل قالوا: إن كربلاء أفضل من الكعبة، وإن الله جعل لها حرمًا آمنًا كما جعل للكعبة حرمًا آمنًا؛ ولهذا وضعوا مناسك كمناسك الحج؛ لأن زيارة الأضرحة فرض من الفرائض عندهم. وفي هذه المناسك للمشاهد والأضرحة شرح لكيفية الطواف والصلاة عندها. أيها الإخوة في الله، يعتقدون في تربة الحسين وفضلها وآدابها وأحكامها أنها شفاء من كل داء، ومن أتى تربة الحسين يدعو ويقول وهو يأخذ من هذه التربة: "يا مولاي، يا ابن رسول الله، إني آخذ من تربتك بإذنك، اللهم فاجعلها شفاء من كل داء، وعزًا من كل ذل، وأمنًا من كل خوف، وغنى من كل فقر". وعندهم أن الرِّقاع يستجار ويُستقسم بها كما كان يفعل أهل الجاهلية. ولهم في ذلك من الشركيات أمر عجيب. هذا غيض من فيض في عقائدهم، وبقي منها أقوالهم في الصحابة ومواقفهم من أهل السنة ومسائل كثيرة أنزه أسماعكم والملائكة عنها. أيها الإخوة في الله، إنهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض، ومنهم السّبّابة الذين يسبون أبا بكر وعمر ويبغضونهما، ويبغضون سائر الصحابة ويكفرونهم ويفسقونهم إلا قليلا منهم. وفي مقابل ذلك يغلون في علي رضي الله عنه وأهل البيت، ويدّعون لهم العصمة، ويدّعون أن عليا رضي الله عنه هو الأحق بالأمر بعد النبي ، وأن النبي أوصى بذلك، وأن الصحابة كتموا الوصية واغتصبوا حق علي في الخلافة، فجمعوا بين الغلو والجفاء، ثم اعتنقوا بعض أصول المعتزلة كنفي الصفات والقدر، ثم أحدثوا بعد القرون المفضّلة بناء المشاهد على قبور أئمتهم، فأحدثوا في الأمة شرك القبور وبدع القبور، وبهذا يعلم أنهم كفار مشرِكون منافقون، وهذا هو الحكم العام لطائِفتهم، وأما أعيانهم فكما قرر أهل العلم أن الحكم على المعين يتوقف على وجود شروط وانتفاء موانع، وعلى هذا فإنهم يعاملون معاملة المنافقين الذين يظهرون الإسلام، ولكن يجب الحذر منهم وعدم الاغترار بما يدعونه من الانتصار للإسلام، فإنهم ينطبق عليهم قول الله سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وقوله تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ. ولا يلزم مما تقدم أن كل واحد منهم قد اجتمعت فيه أصولهم الكفرية والبدعية. ومن المعلوم أن أئمتهم وعلماءهم هم المضلون لهم، ولا يكون ذلك عذرا لعامتهم لأنهم متعصّبون لا يستجيبون لداعي الحق، ومن أجل ذلك فالغالب عليهم عداوة أهل السنة والكيد لهم بكل ما يستطيعون، ولكنهم يخفون ذلك شأنَ المنافقين، ولهذا كان خطرهم على المسلمين أعظم من خطر اليهود والنصارى؛ لخفاء أمرهم على كثير من أهل السنة، وبسبب ذلك راجت على كثير من جهلة أهل السنة دعوة التقريب بين السنة والرافضة، وهي دعوة باطلة، فمذهب أهل السنة ومذهب الرافضة ضدان لا يجتمعان, فلا يمكن التقريب إلا على أساس التنازل عن أصول مذهب السنة أو بعضها أو السكوت عن باطل الرافضة، كما أراد المشركون من الرسول أن يوافقهم على بعض دينهم أو يسكت عنهم فيعاملونه كذلك، كما قال تعالى: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم... الخطبة الثانية الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد: وبعد أن عرفنا حقيقة المعركة وطبيعة الصراع وخبث القوم فإنّ الموقف الشرعي مما يحدث من هؤلاء الرافضة نبينه في نقاط: أولاً: وجوب لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، عن حُذَيْفَةَ بْن الْيَمَانِ قال: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: ((نَعَمْ))، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: ((نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ))، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: ((قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ))، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: ((نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، فَقَالَ: ((هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا))، قلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: ((تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ))، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ؟ قَالَ: ((فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ)) رواه البخاري ومسلم. ثانيا: وجوب الوحدة والائتلاف وترك التنازع والاختلاف والاعتصام بالكتاب والسنة، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَّلاَ تَفَرَّقُوا [آل عمران: 103]، ((تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض)). ثالثا: يجِب أن نتعاون جميعًا حكامًا ومحكومين علماءَ وعامة مفكِّرين وقادة على التصدّي لهذا الخطر العظيم. يجب تعليم الناس خطورة هذه الفرقة وهذا الحزب وهذه الطائفة الذين يُحسنون الجعجعة والمفرقعات الكلامية كسبا لعواطف الأمة، ومن ثمَّ ترويجهًا للمشروع الرافضي الذي كان سببا في سقوط الخلافة العباسية ودمار بغداد. رابعا: الالتفاف حول العلماء الربانيين والدعاة الصادقين لمعرفة الأحكام الشرعية حيال الفتن، قال تعالى: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء: 83]. خامسا: أن نعلمَ أن المشروع الرافضي قد فعل في مسلمي العراق في إطار المؤامرة على تقسيمه ما لم يفعله الصليبيون، وقد أظهر من دفين أحقاده وسواد طويتّه على الإسلام ما أيقظ السّادرين في غفلتهم، ونبّههم إلى أنّ هذا العدوّ المتربّص الذي يظهر الدفاع عن الإسلام هو أشدّ خطرًا من العدوّ اليهودي الأمريكي نفسه، مع أنّ هذا الأخير جاء يحمل من الأهداف الخبيثة والكيد العظيم والعزيمة على إطفاء نور هذا الدين أضعاف ما حمله أجداده من كفرة أهل الكتاب الحاقدين، وسيردّهم الله تعالى خائبين بحوله وقوته، يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [التوبة: 32]. سادسا: الدعاء لأهل السنة والجماعة في العراق ولبنان وسوريا أن يحقن الله دماءهم ويشفي جريحهم ويرحم موتاهم ويفك أسراهم ويفرج كربتهم وينصرهم على القوم الظالمين، فهم في محنة وبلاء وكرب وعناء. ولنعلم جميعًا أن من أعظم أسباب النصر وكشف الشدائد الدعاء، قال تعالى: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل: 62]، وقال تعالى في أهل بدر: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ [الأنفال: 9]. سابعًا: مناصرة أهل السنة والجماعة بكل ما نستطيع كما قال النبي : ((المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره)). وقد أمر الله رسوله بتحقيق هذه الأخوة بين المسلمين ورعايتها فقال تعالى: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران: 103]، وقال : ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)). يجب على المسلمين تحقيقًا لأخوّة الإيمان التراحم والتناصر والتعاون على البر والتقوى، فيدخل في ذلك نصرة المظلومين والتنفيس عن المكروبين وإغاثة الملهوفين ومواساة المضطرين من إخوانهم في فلسطين والعراق ولبنان وغيرها من بلاد المسلمين من خلال بذل كلّ ما يستطاع مما يرفع المحنة أو يخففها، وأول ذلك مواساتهم بالمال لسدّ حاجاتهم وتنفيس كرباتهم وكفالة اليتامى والأرامل وعلاج مرضاهم وتفقد أحوالهم. ثامنا: الحذر كلّ الحذر مما تكتبها الأقلام المرجفة أو تنقله الوسائل المتنوّعة، والذي يحوي في طياته الخبث والنفاق والذل والهزيمة، الحذر من المنافقين الخونة الذين يتكلمون بألسنتنا ويلبسون زيّنا، أجسادهم معنا وقلوبهم شتى. وللحديث مزيد بيان إن شاء الله تعالى في جمعة قادمة. صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا.
الرافضة وخطرهم على الأمة وواجب المسلم نحوهم
ملخص الخطبة 1- ذم الغفلة عن المقصد من الحياة. 2- أظلم الظلم. 3- خطر الرافضة على الأمة الإسلامية. 4- عقائد الرافضة الباطلة. 5- حكم الرافضة. 6- الموقف الشرعي من أعمال الرافضة في هذا الزمان. الخطبة الأولى أما بعد: عباد الله، اتقوا الله وراقبوه، واعبدوه حق عبادته، واشكروا نعمه، فقد تكفّل بالمزيد لمن شكر، وخافوا مقامه، واحذروا بطشه كل الحذر، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الأنفال: 29]. أيها الإخوة المؤمنون، كثيرة هي مشاغل الحياة، ومتتالية هي صروف الزمان، أحداث تتلوها أحداث، وخطوب تتبعها خطوب، والإنسان هو الإنسان، تغرّه الدنيا وقد علم دنوَّها، ويلهو عن الآخرة وقد أيقَن ببقائها، صبره على الطاعة قليل، وتطلُّعه إلى الهوى كثير، يكابِد الحياةَ بمرِّها وحلوها، ويغفل عن أسمى غايةٍ خُلق من أجلها، وربّه ينبهه إلى ساحلها فيقول سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56]. عباد الله، يقول معاذ بن جبل: كنت ردف رسول الله على حمار يقال له: عُفير، فقال: ((يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟ وما حق العباد على الله؟)) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإن حق الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله عز وجل أن لا يعذّب من لا يشرك به شيئًا)) متفق عليه. إن من أظلم الظلم وأعظم الإثم الإشراك بالله وصرف خالص حقه لغيره وعدل غيره به، إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة: 72]، ويقول جل وعلا: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ [الحج: 30، 31]، ويقول تبارك وتعالى: ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ [فاطر: 13، 14]، ويقول جل وعلا: وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ [الأحقاف: 5، 6]، ويقول جل وعلا: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيدًا [النساء: 60]، ويقول جل وعلا: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء: 65]. أيها الإخوة في الله، في الجمعتين الماضيتين كان الحديث عن العدو الخارجي لأمة الإسلام، وكان الحديث في الخطبة الأولى عن الوضع في العراق ودور أمريكا فيما يجري لإخوتنا هناك وقرب زوال هذه الدولة المجرمة بإذن الله، وفي الثانية عن حقيقة الكافر في الدنيا والآخرة. واليوم نبدأ الحديث عن العدو الداخلي في أرض المعركة، العدو الذي فاق شرّه ومكره كيد الكفرة الأمريكان، إنهم الرافضة، أخطر ما يواجهه العالم الإسلامي اليوم، ووجه خطورتهم أنهم يطبّقون ما في كتبهم من التعاليم والعقائد المشتملة على الحقد الشديد، والتي تعِد بالقضاء على جميع أهل السنة كبيرهم وصغيرهم، ومن أوجه الخطر جهل أكثر أهل السنة بحقيقة مذهبهم، بل جهل أكثر علمائهم به فضلاً عن جمهورهم؛ ولذلك لا يجدون في نشر مذهبهم مقاومة تذكر. لقد تغافل الناس عن عقيدتنا السنيّة التي كتبها علماؤنا، هذه العقيدة التي فضحت مسالك الشيعة فلم ينخدع أجدادنا بهم، ولكننا اليوم نتيجة هذا التجاهل لما كتبه الأجداد أصبح غالب الجيل الإسلامي لا يعرف عن خطر التشيع شيئًا، بدعاوى مختلفة؛ مرة بدعوى: شيعة اليوم غير شيعة الأمس، ومرة بأن خطر العدو الصليبي الصهيوني داهم ولا وقت للبحث عن الشيعة وعقائدهم وتاريخهم، ونسوا التحالف الصفويّ مع أوروبا النصرانية لحرب العثمانيين السنة. واليوم تتحالف "الشيعية" مع أمريكا لإسقاط دول المنطقة كما فعلت في العراق. لقد تكرر على ألسنة عامة الشيعة من جيش المهدي وغيرهم أن اليهود أحسن من السنة، فمن أين لهؤلاء العوام هذه الأفكار؟! ومن أوجه الخطر نفاقهم وتلبيسهم على الناس بأن دولتهم إسلامية، وأنهم يناصرون الإسلام. ويعجب المرء مما يفعله المسلمون من ضجيج وإنكار لما يفعله بعض النصارى من سخرية برسول الله ولا تجد من يتحرك لما يفعله الرافضة لما هو أعظمُ أذيةً لرسول الله من رمي زوجته بالزنا ولعن أصحابه، بل رسول الله نفسه لم يسلم منهم، فهذا إمامهم يقول كما في كتابه كشف الأسرار: "وواضح بأن النبي لو كان قد بلّغ بأمر الإمامة طبقًا لما أَمر به الله وبذَل المساعي في هذا المجال لما نشَبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك، ولما ظهرت ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه". أيها الإخوة في الله، إليكم عرضا سريعا مؤلما لما تعتقده الرافضة ويجهله أكثر أهل السنة: فهم يعتقدون أن التوحيد هو نفي الصفات عن الله وإنكار رؤيته تعالى في الجنة، ويقولون بخلق القرآن، ويعتقدون أن الإمامة محصورة في الاثني عشر من أئمتهم، وأنهم معصومون من الصغائر والكبائر أشد من عصمة الأنبياء. ويعتقدون أن الإنسان تجب عليه التقية بأن يظهر موافقته لأهل السنة إذا خاف أو أراد أن يحقق مصلحة. وهم يرتقبون خروج الإمام المهدي الذي سيخرج زعموا. أيها الإخوة الموحدون، يعتقد الرافضة أنه لن تقوم الساعة حتى يحيي الله آل البيت وأعداءهم من الصحابة وغيرهم، ثم يقتص بعضهم من بعض، ثم يموتون جميعًا، وفي كتاب الكافي الذي هو عندهم كصحيح البخاري يروون عن أبي عبد الله الحسين رضي الله عنه أنه قال: "إن الله خلقنا فأحسن صورنا، وجعلنا عينه في عباده، ولسانه الناطق في خلقه، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة، ووجهه الذي يؤتى منه، وبابه الذي يدل عليه، وخُزَّانه في سمائه وأرضه، بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب الأرض، وبعبادتنا عُبِد الله، ولولانا ما عبد الله"، جل الله وتقدس عن ذلك. وفي بحار الأنوار يروون أن عليًا قال ـ وافتروا عليه قبحهم الله ـ: "أنا وجه الله، أنا جنب الله، وأنا الأول، وأنا الآخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن". بل وصفوا الأئمة عندهم بأنهم يعلمون الغيب وأنه لا يخفى عليهم شيء، ورووا عن أبي عبد الله أنه قال ـ افتراءً عليه قبحهم الله ـ: "إني لأعلم ما في السموات وما في الأرض، وأعلم ما في الجنة، وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وما يكون ". الإيمان عندهم هو الإيمان بالأئمة الاثني عشر، والشرك هو الإقرار بإمامة أبي بكر وعمر وعثمان أو غيرهم من الأئمة والخلفاء. إذا كان مدار قبول الأعمال عندنا هو التوحيد فإن مدار قبول الأعمال عند الرافضة هو الإقرار بولاية أهل البيت، قالوا فيما رووه عن أئمتهم: "إن من أقرّ بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجّه، وإن من لم يقرّ بولايتنا لم يقبل الله شيئا من أعماله"، وفي رواية عندهم: "لو أن عبدًا جاء يوم القيامة يعمل بعمل سبعين نبيًا ما قبل الله ذلك منه حتى يلقاه الله وولاية أهل بيتي". جعلوا الأئمة هم الواسطة بين الله وخلقه في باب العبادات، فرووا أن الأئمة الاثني عشر هم أبواب الله والسبل إليه، وهم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق. ويروون عن أبي جعفر أحد أئمتهم قال: "بنا عُبد الله، وبنا عُرف الله، وبنا وُحد الله"، بل الدعاء لا يقبل إلا بالدعاء بأسماء الأئمة فيروون: "من دعا الله بنا أفلح، ومن دعا بغيرنا هلك"، ويروون: "إن دعاء الأنبياء استجيب بالتوسل والاستشفاع بأئمتهم"؛ ولهذا صار دعاء الأئمة كعلي والحسن والحسين وغيرهم في حال الشدائد بل في حال طلاق المرأة وشدة الولادة والاستغاثة بهم من دون الله تعالى عادة عندهم يتربَّون عليها، وهذا هو الشرك الأكبر؛ لأنه دعاء واستغاثة بأموات في أمر لا يقدر عليه إلا الله تعالى؛ ولهذا قرروا في كتبهم أن الأئمة هم الشفاء الأكبر والدواء الأعظم لمن استشفى بهم. أيها الإخوة في الله، الرافضة عند زيارتهم لأضرحة أئمتهم يدعونهم من دون الله، بل ويكتبون رِقاعًا توضع على أضرحة هؤلاء الأئمة. ومما يكتبونه فيها: "كتبتُ إليك يا مولاي صلوات الله عليك مستغيثا فأغثني عن اللهف، وقدِّم المسألة لله عز وجل في أمري قبل حلول التلَف وشماتة الأعداء". ويقولون: إن زيارة أضرحتهم والحج إليها أفضل من الحج إلى بيت الله الحرام، وهذا من الأمور البدهية في مذهبهم وعقيدتهم. وفي كتاب الكافي الذي هو عند الرافضة كصحيح البخاري عندنا: "إن زيارة قبر الحسين تعدل عشرين حجة، وأفضل من عشرين عمرة وحجة". بل بالغوا في ذلك حتى رووا عن أئمتهم أنهم قالوا: "من زار قبر أبي عبد الله كتب الله له ثمانين حجة مبرورة"، وفي رواية: "من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفًا بحقه كان كمن حج مائة حجة مع رسول الله "، بل رووا: "من زار الحسين يوم عاشوراء حتى يظلّ عنده باكيا لقي الله عز وجل يوم القيامة بثواب ألفيْ ألف حجة وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة، وثواب كل حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله وآل بيته". بل حددوا الأفضلية لتكون في يوم عرفة يوم حج المسلمين، فرووا: "من أتى قبر الحسين يوم عرفة عارفًا بحقه كتب الله له ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات ". بل قالوا: إن كربلاء أفضل من الكعبة، وإن الله جعل لها حرمًا آمنًا كما جعل للكعبة حرمًا آمنًا؛ ولهذا وضعوا مناسك كمناسك الحج؛ لأن زيارة الأضرحة فرض من الفرائض عندهم. وفي هذه المناسك للمشاهد والأضرحة شرح لكيفية الطواف والصلاة عندها. أيها الإخوة في الله، يعتقدون في تربة الحسين وفضلها وآدابها وأحكامها أنها شفاء من كل داء، ومن أتى تربة الحسين يدعو ويقول وهو يأخذ من هذه التربة: "يا مولاي، يا ابن رسول الله، إني آخذ من تربتك بإذنك، اللهم فاجعلها شفاء من كل داء، وعزًا من كل ذل، وأمنًا من كل خوف، وغنى من كل فقر". وعندهم أن الرِّقاع يستجار ويُستقسم بها كما كان يفعل أهل الجاهلية. ولهم في ذلك من الشركيات أمر عجيب. هذا غيض من فيض في عقائدهم، وبقي منها أقوالهم في الصحابة ومواقفهم من أهل السنة ومسائل كثيرة أنزه أسماعكم والملائكة عنها. أيها الإخوة في الله، إنهم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض، ومنهم السّبّابة الذين يسبون أبا بكر وعمر ويبغضونهما، ويبغضون سائر الصحابة ويكفرونهم ويفسقونهم إلا قليلا منهم. وفي مقابل ذلك يغلون في علي رضي الله عنه وأهل البيت، ويدّعون لهم العصمة، ويدّعون أن عليا رضي الله عنه هو الأحق بالأمر بعد النبي ، وأن النبي أوصى بذلك، وأن الصحابة كتموا الوصية واغتصبوا حق علي في الخلافة، فجمعوا بين الغلو والجفاء، ثم اعتنقوا بعض أصول المعتزلة كنفي الصفات والقدر، ثم أحدثوا بعد القرون المفضّلة بناء المشاهد على قبور أئمتهم، فأحدثوا في الأمة شرك القبور وبدع القبور، وبهذا يعلم أنهم كفار مشرِكون منافقون، وهذا هو الحكم العام لطائِفتهم، وأما أعيانهم فكما قرر أهل العلم أن الحكم على المعين يتوقف على وجود شروط وانتفاء موانع، وعلى هذا فإنهم يعاملون معاملة المنافقين الذين يظهرون الإسلام، ولكن يجب الحذر منهم وعدم الاغترار بما يدعونه من الانتصار للإسلام، فإنهم ينطبق عليهم قول الله سبحانه: وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وقوله تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ. ولا يلزم مما تقدم أن كل واحد منهم قد اجتمعت فيه أصولهم الكفرية والبدعية. ومن المعلوم أن أئمتهم وعلماءهم هم المضلون لهم، ولا يكون ذلك عذرا لعامتهم لأنهم متعصّبون لا يستجيبون لداعي الحق، ومن أجل ذلك فالغالب عليهم عداوة أهل السنة والكيد لهم بكل ما يستطيعون، ولكنهم يخفون ذلك شأنَ المنافقين، ولهذا كان خطرهم على المسلمين أعظم من خطر اليهود والنصارى؛ لخفاء أمرهم على كثير من أهل السنة، وبسبب ذلك راجت على كثير من جهلة أهل السنة دعوة التقريب بين السنة والرافضة، وهي دعوة باطلة، فمذهب أهل السنة ومذهب الرافضة ضدان لا يجتمعان, فلا يمكن التقريب إلا على أساس التنازل عن أصول مذهب السنة أو بعضها أو السكوت عن باطل الرافضة، كما أراد المشركون من الرسول أن يوافقهم على بعض دينهم أو يسكت عنهم فيعاملونه كذلك، كما قال تعالى: وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم... الخطبة الثانية الحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد: وبعد أن عرفنا حقيقة المعركة وطبيعة الصراع وخبث القوم فإنّ الموقف الشرعي مما يحدث من هؤلاء الرافضة نبينه في نقاط: أولاً: وجوب لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، عن حُذَيْفَةَ بْن الْيَمَانِ قال: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: ((نَعَمْ))، قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: ((نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ))، قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: ((قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ))، قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: ((نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا))، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، فَقَالَ: ((هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا))، قلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: ((تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ))، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلا إِمَامٌ؟ قَالَ: ((فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ)) رواه البخاري ومسلم. ثانيا: وجوب الوحدة والائتلاف وترك التنازع والاختلاف والاعتصام بالكتاب والسنة، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَّلاَ تَفَرَّقُوا [آل عمران: 103]، ((تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض)). ثالثا: يجِب أن نتعاون جميعًا حكامًا ومحكومين علماءَ وعامة مفكِّرين وقادة على التصدّي لهذا الخطر العظيم. يجب تعليم الناس خطورة هذه الفرقة وهذا الحزب وهذه الطائفة الذين يُحسنون الجعجعة والمفرقعات الكلامية كسبا لعواطف الأمة، ومن ثمَّ ترويجهًا للمشروع الرافضي الذي كان سببا في سقوط الخلافة العباسية ودمار بغداد. رابعا: الالتفاف حول العلماء الربانيين والدعاة الصادقين لمعرفة الأحكام الشرعية حيال الفتن، قال تعالى: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء: 83]. خامسا: أن نعلمَ أن المشروع الرافضي قد فعل في مسلمي العراق في إطار المؤامرة على تقسيمه ما لم يفعله الصليبيون، وقد أظهر من دفين أحقاده وسواد طويتّه على الإسلام ما أيقظ السّادرين في غفلتهم، ونبّههم إلى أنّ هذا العدوّ المتربّص الذي يظهر الدفاع عن الإسلام هو أشدّ خطرًا من العدوّ اليهودي الأمريكي نفسه، مع أنّ هذا الأخير جاء يحمل من الأهداف الخبيثة والكيد العظيم والعزيمة على إطفاء نور هذا الدين أضعاف ما حمله أجداده من كفرة أهل الكتاب الحاقدين، وسيردّهم الله تعالى خائبين بحوله وقوته، يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [التوبة: 32]. سادسا: الدعاء لأهل السنة والجماعة في العراق ولبنان وسوريا أن يحقن الله دماءهم ويشفي جريحهم ويرحم موتاهم ويفك أسراهم ويفرج كربتهم وينصرهم على القوم الظالمين، فهم في محنة وبلاء وكرب وعناء. ولنعلم جميعًا أن من أعظم أسباب النصر وكشف الشدائد الدعاء، قال تعالى: أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [النمل: 62]، وقال تعالى في أهل بدر: إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ [الأنفال: 9]. سابعًا: مناصرة أهل السنة والجماعة بكل ما نستطيع كما قال النبي : ((المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه ولا يحقره)). وقد أمر الله رسوله بتحقيق هذه الأخوة بين المسلمين ورعايتها فقال تعالى: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران: 103]، وقال : ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)). يجب على المسلمين تحقيقًا لأخوّة الإيمان التراحم والتناصر والتعاون على البر والتقوى، فيدخل في ذلك نصرة المظلومين والتنفيس عن المكروبين وإغاثة الملهوفين ومواساة المضطرين من إخوانهم في فلسطين والعراق ولبنان وغيرها من بلاد المسلمين من خلال بذل كلّ ما يستطاع مما يرفع المحنة أو يخففها، وأول ذلك مواساتهم بالمال لسدّ حاجاتهم وتنفيس كرباتهم وكفالة اليتامى والأرامل وعلاج مرضاهم وتفقد أحوالهم. ثامنا: الحذر كلّ الحذر مما تكتبها الأقلام المرجفة أو تنقله الوسائل المتنوّعة، والذي يحوي في طياته الخبث والنفاق والذل والهزيمة، الحذر من المنافقين الخونة الذين يتكلمون بألسنتنا ويلبسون زيّنا، أجسادهم معنا وقلوبهم شتى. وللحديث مزيد بيان إن شاء الله تعالى في جمعة قادمة. صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا.
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).