0

د.سعد بن محمد الفياض

Saad.alfayyadh@hotmail.com

 

إن العلاقة بين إيران والدولة الصفوية هي علاقة أشبه ما تكون علاقة الابن بأبيه والشيخ بمريده؛ لأن إيران تعد امتداداً لمسيرة تلك الدولة ونهجاً من مناهج سياستها التوسعية في المنطقة.. تلك الدولة الصفوية التي قامت في تبريز عام 907 والتي اتخذت من الفكر الشيعي الإمامي مذهباً لها، والتي تأسست على يدي الحاكم إسماعيل الصفوي الذي ينبثق من سلالة تركمانية من الشاهات..

حكمت بلاد فارس (إيران) وقامت على مزيج من القومية الفارسية، والمذهبية الشيعية مع اعتزاز ومنافحة عن هويتها، وتفضيل للجنس الأعجمي على العربي، والوقوف في وجه كل ما فيه وحدة الأمة وتضامنها، لذا تجد أنها فصلت الإيرانيين عن تيار النهضة الإسلامية المندفع، ووقفت سداً منيعاً دون انتشاره، كل هذا من أجل إحياء دولة كسرى والأكاسرة التي زالت مملكتهم على يد الفتوحات الإسلامية.. فبدأ الصفويون ومنذ عهد مؤسس دولتهم الشاه إسماعيل الصفوي ببذل قصارى جهدهم وغاية وسعهم من أجل أن يحدوا من هذه الفتوحات، ومن هذا النفوذ الإسلامي السني من خلال عمل الاضطرابات وإثارة القلاقل وخلق الفتن الداخلية للدولة العثمانية السنية وخصوصاً الحدود الشرقية منها التي استنزفت وأنهكت وأعاقت فتوحاتهم لنشر الإسلام في أوروبا..

بل إن الشاه إسماعيل الصفوي (مؤسس الدولة الصفوية) بعد أن أمسك بزمام الأمور في الدولة الصفوية واتخذ تبريز عاصمةً لدولته أعلن عقيدة الشيعة الإمامية مذهباً رسمياً لبلاده، مما جعله يعلن العداء والحرب على أهل السنة ودولتها آنذاك، وليس هذا فقط، بل حتى من كان على منهج أهل السنة في إيران.. والتي بدأت أوضاعهم بالتدهور، وحالتهم تتأزم من خلال ممارسة جميع أنواع الظلم والعدوان عليهم، عذبوا وشرّدوا وسلبوا وقتلوا.

وأصبحت الدولة الصفوية الشيعية هي المسيطرة السيطرة الكاملة، وبيدها زمام الأمور في جميع نواحي الحياة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وفي المقابل ليس لأهل السنة أية سلطة أو مشاركة حقيقة في صنع القرار أو إدارة البلاد، بل تمارس عليهم كل أنواع الظلم والاضطهاد والعنصرية والتمييز!!

وهاهي العباءة الصفوية التي كانت بالأمس نجدها الآن تلبس وترتدى من جديد من خلال المنهج والفكر، والأسلوب والوسيلة نفسها التي تسلكها إيران في المنطقة من خلال التدخل السافر الغارق في الحقد والكراهية لأهل السنة، وانتهاك حرماتهم والاستهانة بشعائرهم، والتعدي على سيادة دولهم ومدخراتها.. من خلال المخطط الذي رسمته لنفسها بتصدير ثورتها البائسة، ومد نفوذها الشيعي في العالم الإسلامي وخصوصاً الدول العربية المجاورة لها دون تقدير أو اعتبار لسيادة تلك الدول وثقافتها، فتجدها تستغل تلك العصابات الإرهابية والجماعات والطوائف الضالة التي باعت ولاءها لغير بلادها..

كل هذا من أجل زعزعة وإشاعة الطائفية البغيضة بين مواطنيها، ومد النفوذ المذهبي في بلدانها من خلال الدعم المادي والمعنوي المباشر وغير المباشر.. نشاهد ذلك جلياً في لبنان والعراق واليمن دون تقدير أو احترام لتك الدول ومكانتها.. ضاربة بكل القرارات والتوصيات عرض الحائط، في تحد صارخ لسياسة الأمة وثقافتها..

إن إيران بتلك السياسة تتجاهل أوضاعها وأزماتها الداخلية التي تعصف بها التي كان من الأولى أن تلتفت إليها بدلاً من تكريس جهودها ونشاطها لتفريق الأمة وإشاعة العداء والبغضاء بين شعوبها.

المصدر: شبكة الرد.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top