في
15/8/1400هـ ألقى الخميني خطابًا أذاعه راديو طهران وتناقلته وسائل الإعلام
قال فيه: "لقد جاء الأنبياء جميعًا من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم،
لكنهم لم ينجحوا، حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية
وتنفيذ العدالة وتربية البشر - لم ينجح في ذلك، وإن الشخص الذي سينجح في
ذلك ويرسي قواعد العدالة في جميع أنحاء العالم في جميع مراتب إنسانية
الإنسان وتقويم الانحرافات هو المهدي المنتظر"، إلى أن يقول: "فالإمام
المهدي الذي أبقاه الله - سبحانه وتعالى - ذخرًا من أجل البشرية سيعمل على
نشر العدالة في جميع أنحاء العالم، وسينجح فيما أخفق في تحقيقه الأنبياء".
وقال الخميني: "إن الإمام المهدي - عليه السلام - قد أُخْفِي ذخرًا لمثل هذا الأمر ولذلك فإن عيد ميلاده[1]
- أرواحنا فداه - هو من أكبر أعياد المسلمين وأكبر عيد لأبناء البشرية؛
لأنه سيملأ الأرض عدلاً وقسطًا، ولذلك يجب أن نقول: إن عيد ميلاد المهدي -
عليه السلام - هو أكبر عيد للبشرية بأجمعها وعند ظهوره فإنه سيُخرِج
البشرية من الانحطاط، ويهدي الجميع إلى الصراط المستقيم ويملأ الأرض عدلاً
بعد ما ملئت جورًا[2].
وقال أيضًا: "إن
الإمام المهدي - عليه السلام - سيعمل على نشر العدالة في جميع أنحاء العالم
وسينجح فيما فشل في تحقيقه الأنبياء والأولياء بسبب العراقيل التي كانت في
طريقهم، وإن السبب الذي أطال الله - سبحانه وتعالى - من أجله عمر الإمام
المهدي - عليه السلام - هو أنه لم يكن بين البشرية مَنْ يستطيع القيام بمثل
هذا العمل الكبير حتى الأنبياء والأولياء وأجداد المهدي - عليه السلام -
لم ينجحوا في تحقيق ما جاؤوا من أجله، ولو كان الإمام المهدي - عليه السلام
- قد التحق إلى جوار ربه لما كان هناك أحد بين البشر لإرساء العدالة
وتنفيذها في العالم"[3].
وقال الخميني:
"إن هذا العيد الذي هو عيد كبير بالنسبة للمسلمين أكبر من عيد ميلاد النبي -
عليه الصلاة والسلام - من جهة واحدة؛ ولذلك علينا في أيام الله هذه أن نعد
أنفسنا من أجل مجيء الإمام المهدي - عليه السلام - إني لا أتمكَّن من
تسميته بالزعيم؛ لأنه أكبر وأعظم وأرفع عن ذلك، ولا أتمكَّن من تسميته
بالرجل الأول؛ لأنه لا يوجد أحد بعده وليس له ثان، وكذلك لا أتمكَّن من
التعبير عنه أيَّ كلام سوى المهدي المنتظر الموعود، وهو الذي أبقاه الله -
سبحانه وتعالى - ذخرًا للبشرية، وعلينا أن نهيئ أنفسنا لرؤيته في حالة
توفيقنا لهذا الأمر، ولنكن مرفوعي الرأس لذلك، فعلى جميع الأجهزة في بلادنا
- ونأمل أن تتوسع في سائر الدول - أن تعد نفسها من أجل ظهور الإمام المهدي
- سلام الله عليه"[4].
وقال فيما نشرته
"جريدة الرأي العام" بتاريخ 30/6/1980 ونقلته "مجلة المجتمع الكويتية" في
8/7/1980م بمناسبة عيد مولد المهدي المنتظر: "وحتى إن النبي محمدًا خاتم
الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية وتنفيذ العدالة - لم ينجح في عهده، وإن
الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في جميع أنحاء العالم ويقوِّم
الانحرافات هو الإمام المهدي المنتظر، وإن مسألة غيبة الإمام المهدي -
عليه السلام، أرواحنا له الفداء - أمامنا أشياء كثيرة ومن بينها: أنه لا
يوجد في العالم أحدٌ سواه من أجل تنفيذ العدالة بمعناها الحقيقي"، وقال:
"إن السبب الذي أطال الله - سبحانه وتعالى - من أجله عمر المهدي - عليه
السلام - هو أنه لم يكن بين البشرية مَنْ يستطيع القيام بمثل هذا العمل
الكبير حتى الأنبياء والأولياء".
وقال عن عيد المهدي: "إن هذا العيد هو عيد كبير بالنسبة للمسلمين، يُعتَبر أكبر من عيد ميلاد النبي - صلى الله عليه وسلم"[5].
وقال الدكتور
عبدالله محمد الغريب في كتابه "وجاء دور المجوس": "نخلص من هذا إلى أن
الخميني يعتبر من الفئة الشيعية المغالية، وذلك فيما يتصل بالنيابة عن
الإمام؛ فهو يدعي الشمول في كل شيء، والنيابة عن الإمام في جميع وظائفه
وخصائصه، وهذا تجديدٌ للإمامة وبعث للمهدية وإحياء للتشيُّع"[6].
بقي أن نضيف هنا
كلمةً في موضوع النيابة: وهو أن الخميني لا يرى مَن يقوم بهذه النيابة إلا
الفقيه الشيعي؛ لأنه هو النائب عن الإمام الغائب، والسلطة الشرعية منحصرة
في الإمام الغائب ونائبه، فلو قامت حكومة إسلامية بقيادة سنية فهي عند
الإماميِّين سلطة غير شرعية، وسَعْي أهل السنة لاستلام الحكم في أيِّ بلد
هو ظلمٌ وجور؛ لأن الذين يستحقُّون الولاية والحكم هم فقهاء الشيعة فحسب،
وقضية ولاية الفقيه الشيعي وحكمه نيابة عن الإمام هي التي من أجلها كتب
الخميني كتابه "ولاية الفقيه"، أو "الحكومة الإسلامية".
وكل حكم غير حكم
الأئمة ونُوَّابهم من فقهاء الشيعة هو حكمٌ غير شرعي، فهو كما لم يعتبر
الخلافة الراشدة من قبلُ حكومة شرعية لوجود الإمام، كذلك لا يعتبر أيَّ
حكومة إسلامية قامت أو تقوم حكومة شرعية؛ لوجود نائب الإمام، وهو الفقيه
الشيعي صاحب السلطة الشرعية الحقيقي، ويورد الخميني لتأييد عقيدته في ولاية
الفقيه قول إمامه: "إن القضاء - أي: الشيعي فقط - هو وصي النبي وفي عصر
الغيبة يكون إمام المسلمين وقائدهم"[7].
[1] مما يدل على إيمانه بعقائد وتقاليد النصارى.
[2] جريدة "الرأي العام الكويتية", ومجلة "المجتمع الكويتية".
[3] المراجع السابقة.
[4] جريدة الرأي العام الكويتية ومجلة المجتمع الكويتية.
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).