0

أثار كاتب إسلامي مصري تساؤلات حول موقف إيران من العرب والغرب واختلاف طريقتها في التعمال مع كل منهما.
وقال الدكتور ناجح إبراهيم في مقال في المصري اليوم: للمدرس والطبيب المصرى وجهان، أحدهما باسم مجتهد ودود ولسان شارح مع الطلبة والمرضى فى الدرس الخصوصى أو العيادة الخاصة، ووجه كالح غاضب ولسان حاد شتام فى المدرسة أو المستشفى الحكومى.
وأضاف: كذلك لإيران وجهان، أحدهما باسم للغرب، والآخر كالح للعرب، فوجه الدولة الإيرانية العاقل الحكيم المتزن الملتزم بأصول العلاقات الدولية للغرب، ووجه الإمبراطورية للعرب، وهو الذى يقوده الحرس الثورى ويدشن ويرعى الميليشيات العربية، ويبارك مذابح الحشد الشعبى فى العراق وتفجير المساجد والقتل بالاسم والمذهب.. ويقيم شبكة إعلامية وعقائدية واستخباراتية ضخمة خارج إيران، لا تعلم عنها الدولة الإيرانية شيئاً، ويضخ المليارات فى عروق الميليشيات والأحزاب والجماعات التابعة له فى كل مكان ويدربها ويسلحها.. ويرفع راية الحسين بن على الثائر على الظلم وتوريث الحكم، ويدعم فى الوقت نفسه أعتى الحكام الديكتاتوريين الذين قتلوا وجرحوا مئات الآلاف من شعوبهم، وحولوا الجمهوريات إلى ملكيات و«عزب وأبعديات خاصة بهم»، مثل بشار وغيره، الذين أرسوا قاعدة «لاسيما الإمارة ولو على الحجارة».
وتابع: هذه الازدواجية التى لا أعتقد أنها ستحل قريباً، وقد لا تحل أبداً، تمثل أزمة لإيران، وأزمة للعرب المحيطين بها من جهة أخرى.. فالعرب يريدون من إيران أن تعاملهم بـ«وجه الدولة الروحانى» الحكيم الرقيق.. وليس بوجه الميليشيات والاغتيالات وتحويل الدول العربية إلى «خيال مآتة».
وزاد: الأزمة تكمن فى أن المرشد أقوى وأبقى من الرئيس، وميزانية «قُم» تفوق ميزانية الدولة، واقتصاد الخمس يكفى لبناء ميليشيات فى العالم كله، وأسرار الحرس الثورى لا يستطيع أقوى حاكم لإيران أن يغزوها أو يعرفها.
وأشار إلى أن الوجه الآخر الذى تقدمه إيران للعرب يختلف عن وجهها الغربى، لأنه يجعل ميليشياتها أقوى من الدول العربية، وأغنى وأعظم تسليحاً وتدريباً. فحزب الله أقوى من الدولة اللبنانية بمراحل كثيرة، جيشه أعظم من جيشها، ومخابراته أقوى من مخابراتها، واقتصاده أكبر من اقتصادها، ونفوذه الخارجى أقوى من نفوذها.. خاصة بعد أن امتد نفوذه إلى العراق وسوريا واليمن وغيرها.
واستطرد: المهم أن إيران تحب أن تكون كل الدول العربية «كالمرأة الوقف» لا هى متزوجة ولا مطلقة، حتى تسقط فى حجر ميليشياتها دون كثير جهد، فتغنم الميليشيات دائماً وتغرم الدول أبداً.
وأوضح أن إيران لها وجهان مع أمريكا، وجه الدولة البرجماتى، وهو يدعم أمريكا فى احتلال العراق وأفغانستان.. ووجه آخر ثورى للبسطاء والدهماء، يردد مع الميليشيات «أمريكا الشيطان الأكبر والعدو الأعظم»، فكيف تساعد على احتلال بلاد العرب والمسلمين وتقسيمها، وتزعم الرغبة فى تحرير القدس؟ أنت تريد مشروعك الإمبراطورى السياسى فحسب، سواء وافق الاحتلال أو خالفه.

وكانت عدة دول خليجية قد قطعت العلاقات مع إيران مؤخرا أو خفضت من التمثيل الدبلوماسي فيها بعد أزمة الاعتداء على السفارة السعودية في طهران.
  المصدر المفكررة الاسلامية

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top