0

أساليب الشيعة في نشر التشيع

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

اللهم صلِّ على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.. أما بعد:

فإن الرافضة - خذلهم الله - ما فتئوا يسعون لنشر مذهبهم وصرف المسلمين عن دينهم وإيجاد القطيعة بينهم وبين سلفهم من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم بحجة موالاة آل البيت، مما يسقط الثقة بالكتاب والسنة التي نُقلت عن طريقهم والتي هي أصل ديننا نحن المسلمين، فيصير المفتونون بعدها إلى أصول الرافضة التي أكثرها يهودية أو فارسية مجوسية، ويصبح هؤلاء المتشيعون طابوراً خامساً وسرطاناً يسري في جسم الأمة عبئاً على المسلمين وخطراً محدقاً بهم يتربص بهم الدوائرـ ولا يتوانى عن الفتك بهم عند أدنى فرصة، وهذا ديدنهم منذ القديم، فتحالفهم مع الصليبين، ثم تآمرهم مع التتار لتدمير الدولة العباسية الإسلامية شاهد على ذلك، وجرائم الفاطميين والقرامطة معروفة لا تخفى على أحد، فهم أشد خطراً وأفدح ضرراً من كل عدو، ومن هنا وجب على ملوك الإسلام وعلمائهم الحذر منهم والتحذير من خطرهم وقد نشطوا هذه الأيام لنشر ضلالهم والدعوة إلى أفكارهم في مناطق عديدة لم يكن لهم فيها أثر لا سيما أن دولتهم في إيران متكالبة على ذلك وتغدق الأموال الكثيرة في هذا السبيل، ويُسَهِّل مهمتهم سكوت كثير من الحكومات الإسلامية وغفلتها عن مخططاتهم وتشجيع وإشارات خفية من بعضهم. ولهم أساليب عديدة للوصول إلى مبتغاهم لعل أهمها الدندنة حول حب آل البيت وذكر مزاياهم سواء صحت أو لم تصح مستغلين حب المسلمين لآل البيت دون أي ذكر للصحابة في البداية -لا ثلباً ولا مدحاً- ثم يبدءون باختلاق أن أهل البيت قد تعرضوا للظلم بعد وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وأنه نالهم جورٌ وحيفٌ كثير، وهنا يصبح مستمعهم الساذج مؤهلاً لتقبل افتراءاتهم بشأن الصحابة الكرام وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم مستغلين الخلافات والحروب التي حصلت أيام الصحابة وهم في كل ذلك لا يتورعون عن افتراء الكذب واختلاق الحوادث والوقائع التي لم تكن أصلاً، إذ أنهم يستحلون الكذب من أجل نشر عقيدتهم. ومن أساليبهم العملية الناجعة الاتصال برؤساء العشائر والعائلات الكبيرة الغنية ذات المكانة في المجتمع وأكثر تركيزهم على القبائل التي تدّعي أن لها نسباً إلى آل البيت. وفي البلاد التي تسيطر فيها الصوفية وهي أكثر البلدان تَسْهُلُ مهمة الشيعة جدّاً، إذ من السهل انتقال عوام المتصوفة إلى التشيع، فالقبور هي القبور والتمسح بها هو التمسح والاعتقاد الغيبي بأهلها عين الاعتقاد والموالد نفس الموالد فلا يوجد كبير فرق بين الطائفتين أصلاً وإلا فكيف تفسر تحوُّل غالب أهل العراق إلى التشيع منذ أقل من مائتي عام تقريباً بعد أن كان الشيعة أقلية محدودة كل ذلك من نتائج الدولة العثمانية المخَرِّفة التي صار ملوكها المتأخرون إلى التصوف والضلال والانحراف ما آذن بزوالها ولهذا لا تكاد تجد مسجداً قديماً للعثمانيين إلا وفيه قبراً فضلاً عن القباب الكثيرة التي بنيت على الدجاجلة والأثرياء من القوم حتى صار تعريف الولي عند الصوفية : هو الذي بُني على قبره قبّة أو الذي دُفن في المسجد. ففي مثل هذه الظروف لا يجد الشيعة عناءً في صرف المسلمين عن دينهم وتحويلهم إلى دين الرفض؛ لأن التصوف في الأصل هو من اختراع الشيعة أنفسهم، وكل من كتب عن التشيع أو التصوف من علمائنا وغيرهم نبّه إلى أن التصوف انبثق عن الشيع، فهذا ابن خلدون يقول في مقدمته قديماً: (التصوف فرع من التشيع). وهذا محب الدين الخطيب حديثاً يؤكِّد هذه الحقيقة في كتابه الخطوط العريضة بأن الشيعة هم الذين اخترعوا التصوف لتكريس المعاني المنحرفة، من إعطاء قدرة خاصة للأولياء والأقطاب وطلب الحاجات من الأموات وغيرها من الأمور الشركية القادحة في التوحيد. وقد وعى علماء الشيعة المعاصرون هذه الحقيقة واستغلوها أجمل استغلال يقول هاشمي رفَسَهُ جانِّي في خطبة الجمعة بطهران: (كفى الشيعة شرفاً وفخراً أن جميع الطرق الصوفية تنتسب إلى آل البيت عليهم السلام) إ هـ. وعلى هذا فيمكن القول: إن الصوفية بنت الشيعة مهما تبرّأ أبناؤها من تلك النسبة. ومن هنا فإنّ جهود الشيعة في بيئات التصوف تلاقي نجاحاً باهراً فيستغل الشيعة مناسبات الصوفية كالموالد لدعوة المسلمين إلى حضور الاحتفالات في مراكزهم حيث يبثون سمومهم في قلوب المسلمين مستعينين ببعض المنحرفين والوصوليين من المشايخ الصوفية لإلقاء المحاضرات والخطب وتأييد دعاوى الشيعة وينتهي الاحتفال بتقديم وجبة دسمة لتشجيع المنهومين على العودة وإشاعة أن الشيعة كرماء أسخياء مع الاحتفاء البالغ بكبار الضيوف ويحرصون على أن تشمل الدعوة الرجال والنساء وفي كل مراكزهم يوجد قسم كبير للنساء ودوماً تكون الدعوة إلى هذه المهالك عامة ولكن يخصُّون أئمة المساجد والشخصيات الهامة ببطاقات دعوة خاصة بأسمائهم، فإذا ما أرادوا دعوة شيخ أو إمام مسجد أو من يطمعون بنصرته أو يسعون لاستمالته فإنهم يكتبون له بطاقة منمّقة أنيقة صادرة من أكبر مسئوليهم كسفير إيران مثلاً أو نائبه في المدن الأخرى كحلب ويبالغون في الثناء على الشخص المدعو فيكتبون له مثلاً: الشيخ العلامة إمام مسجد كذا إلخ أو الأستاذ الشيخ فلان يتشرف سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعوتكم لحضور الاحتفال بمناسبة كذا. ومعلوم أن الثناء يخدع ويغرّ صاحبه، كما قال الشاعر:

خدعوها بقولهم حسناء *** والغواني يغرُّهنَّ الثناء

فإذا ما سمع ضعيف النفس هذا الإطراء أُسقط في يده وتأسّف على مكوثه كل هذه المدة بين ظهراني أهل السنة دون أن يعرفوا قدره وفضله ويكتشفوا مواهبه ومزاياه ويصير لسان حاله:

أضاعوني وأيّ فتىً أضاعوا *** ليوم كريهةٍ وسِدادِ ثَغْرِ

وجلُّ تركيزهم على أئمة المساجد وشيوخ ورؤساء العشائر لأن اقتناع شيخ العشيرة بأفكارهم يقتضي تشيع العشيرة بالكامل كما حصل في العراق منذ قرن ونصف يقول السيد حسين الموسوي من علماء النجف في كتابه كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار بعد أن هداه الله إلى السنة: (بعد وقوفي على هذه الحقائق وغيرها، أخذت أبحث عن سبب كوني ولدت شيعياً وعن سبب تشيع أهلي وأقربائي، فعرفت أن عشيرتي كانت على مذهب أهل السنة، ولكن قبل حوالي مئة وخمسين سنة جاء من إيران بعض دعاة التشيع إلى جنوب العراق فاتصلوا ببعض رؤساء العشائر واستغلوا طيب قلوبهم وقلة علمهم فخدعوهم بزخرف القول، فكان ذلك سبب دخولهم في المنهج الشيعي  فهناك الكثير من العشائر والبطون تشيعت بهذه الطريقة بعد أن كانت على مذهب أهل السنة، فمنهم بنو ربيعة، بنو تميم، الخزاعل، الزبيدات، العمير وهم بطن من تميم، الخزرج، شرطوكة الدوار، الدفافعة، عشائر العمارة، عشائر الديوانية، عشيرة كعب، وبنو لام، وغيرها كثير، وهؤلاء العشائر كلهم من العشائر العراقية الأصيلة المعروفة في العراق، ولكن مع الأسف تشيعوا منذ أكثر من مائة وخمسين سنة، بسبب موجات دعاة الشيعة الذين وفدوا إليهم من إيران، فاحتالوا عليهم وشيعوهم بطريقة أو بأخرى) انتهى. والآن يقومون بدعوة كثير من رؤساء العشائر في سوريا للقيام بزيارات إلى إيران واللقاء مع كبار المسئولين والعلماء الشيعة وإغداق الأموال عليهم ليعودوا متشيعين أو مؤيدين مبهورين. ولقناة المنار الفضائية التلفزيونية الشيعية التي تبث من لبنان ويصل بثها إلى البلدان المجاورة أثر سيئ وتعدّ عاملاً من عوامل انتشار التشيع في سورية وغيرها، والواقع أن أكثر المتشيعين في سورية إنما أُتوا أثناء عملهم في لبنان كأثر لمساعي دعاة الشيعة هناك، فالعمالة السورية في لبنان بيئة خصبة لنشر التشيع لا سيما أن أكثر العاملين ثلّة من ذوي الثقافة المحدودة أو المعدومة ممن لا يميِّزون بين الصحيح والسقيم، فيستدرجهم الشيعة بأدنى الحيل مستغلين فقرهم المادي والعلمي؛ لأن الإنسان بطبيعته يتأثر بالبيئة التي يعيش فيها لا سيما إذا كان غريباً طارئاً، ولذا تجد غالب من يعمل في جزيرة العرب من السوريين وغيرهم يعود إلى وطنه وقد استقامت عقيدته وعرف التوحيد ونبذ التصوف والخرافة.

ومن علامات نشاط الشيعة في سورية ومنجزاتهم الواضحة تخصيص حيز أسبوعي في التلفزيون السوري لمدة ساعة أو أكثر منذ عدة سنوات لداعيتهم الخبيث المشهور عبد الحميد المهاجر ومن خلال هذا البرنامج ينفث سمومه ويبث في المجتمع الساذج ولن يَعْدَمَ داعيةٌ أتباعاً وكذا إفساح المجال للداعية العراقي الآخر عبد الزهراء وهو مقرئ ومنشد لا سيما في رمضان حيث يقوم بتلاوة آيات تعقبها أناشيد ومدائح لآل البيت. وقد قام حزب الله الشيعي في السنوات الأخيرة بنشاط واضح في سوريا مستفيداً من عدة عوامل منها السلطان والمال وسمعته التي غرّ بها السذج بعد انسحاب اليهود التكتيكي من جنوب لبنان، ومعلوم أنّ ما يسمى بالمقاومة الإسلامية في جنوب لبنان هي من الشيعة فحسب ويحظر على أي سُنِّي المشاركة فيها والهدف هو ضبط الجنوب اللبناني والحيلولة دون تسلل الفلسطينيين لضرب إسرائيل بحيث يشكل الشيعة حاجزاً لحماية دولة اليهود على المدى البعيد من هذه الناحية، ومن أهداف ذلك أيضًا ما تسعى إليه الأطراف المتنفذة من تسليح الشيعة وتقويتهم في لبنان دون بقية الطوائف بحجة مقاومة العدو الصهيوني وقد قام حزب الله مؤخراً باتخاذ صنائع في سورية وإشاعة أن صدره يتسع لهؤلاء كأعضاء في الحزب أو كحلفاء له وإغرائهم بالمال والجاه ودعمهم لدى السلطات، والهدف هو نشر التشيع كما لا يخفى، وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه» ومن أساليب الشيعة الحديثة فتح مكتبات يسمونها "حوانيت" ومنها يعيرون الكتب أو يوزعونها مجاناً وربما خصّصوا جوائز ورواتب لمن يقرأ كتاباً أو أكثر من كتبهم وتزداد الهبة بازدياد القراءة، وجاءت فكرة هذه الحوانيت بعد أن شعروا أن توزيع الكتب من الملحقية الثقافية الإيرانية ومن المراكز في المدن لم يعد يكفي ولا يتناسب مع نفوذ الشيعة وطموحاتهم في سورية. ومن ذلك تقديم التسهيلات للراغبين في الدراسة في الجامعات الإيرانية بمختلف الاختصاصات وإغراؤهم على ذلك. ومن الأساليب الحديثة القديمة بناء الحسينيات في القرى والمدن وهي التي يقيمون فيها حفلات النياحة في مناسباتهم كعاشوراء وغيرها وفيها تتم الدعاية لهذا البلاء صباح مساء، وربما وزّع بعض دعاة الشيعة في بعض النواحي مبالغ من المال على شكل قروض ظاهرها حسن على بعض المعوزين والمحتاجين فإذا حل موعد التقاضي أعفاه منها ووهبها له فيطمع الذي في قلبه مرض ولا يلبث أن يتشيع هو وأسرته وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم كما في مسند أحمد برقم (17072): «فتنة أمتي المال».

وربما وضع الشيعة خططاً طويلة الأمد لتشييع الناس تعتمد على هجرة دعاتهم وكثير منهم من إيران وغيرها واستيطانهم في المدن وشراء الأراضي والبيوت وشراء ذمم المسئولين وبعض المشايخ والعمل على تهيئة الأجواء لنشر التشيع بل لاستلام الحكم عن طريق الثورات والانقلابات ومن ذلك ما نشرته مجلة البيان التي تصدر عن المنتدى الإسلامي في لندن في عددها رقم (123) نقلاً عن رابطة أهل السنة في إيران من خطة سرّيّة موجّهة من شورى الثورة الثقافية الإيرانية إلى المحافظين في الولايات الإيرانية ومدة هذه الخطة خمسون عاماً على خمس مراحل الغاية منها تشييع أهل السنة المتبقين في إيران والدول المجاورة وتصدير الثورة الشيعية إليها عن طريق أساليب تذكّرك بأساليب اليهود وبروتوكولات حاخامات صهيون من العمل على هجرة دعاتهم إلى هذه الدول بصفة تجّار لزيادة النفوذ الشيعي فيها والعمل على إيجاد هوّة وفجوة بين العلماء والمسئولين هنالك حتى تنعدم الثقة بين الفئتين ليتسنى لدعاتهم تقديم أنفسهم للحكام بديلاً لعلماء السنة الذين لا يوثق فيهم وهكذا يتغلغلون في مراكز النفوذ في الدولة إلى أن يتهيأ لهم التحكم فيها وإحداث الانقلاب الشيعي كما يتمنون ، ولعل هجرة كثير من الشيعة الإيرانيين والعراقيين مؤخراً إلى دمشق واستيطانهم فيها لا سيما في منطقة السيدة زينب كأثر لهذه الخطة السرية المشار إليها، ولهذا كثر عددهم ثمّة وربما تزوج كثير منهم سُنِّيّات لزيادة أواصرهم مع العائلات السّنِّيّة مما ينذر بالشر .

 

المصدر: مركز التنوير للدراسات الإنسانية

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top