إن المطّلع على
تاريخ العقائد والأديان سيجد التشابه الوثيق بين العقائد الشيعية الرافضية
-وغيرها من الفرق الباطنية- وبين تأثرها وامتزاجها بالعقائد اليهودية
والفارسية المجوسية، فالصلة بين اليهود والفرس منذ أقدم العصور. فمنذ أن
ساد بختنصر اليهود، ودخلوا بلاد فارس زاد عددهم، ووصلوا إلى شيء من النفوذ
في عهد الإشكانين.
وفي أوائل القرن
الثالث عشر الميلادي صاهر اليهود ملك الفرس، فامتزج الدم اليهودي بالفارسي،
حيث تزوج بختنصر من يهودية اسمها (دينارد) وكانت سبب رد بني إسرائيل إلى
بيت المقدس(1). وكما تأثرت الفرس
بالديانة اليهودية فقد أخذوا عن اليهود تنظيماتهم وطرقهم السرية التي عرفوا
بمهاراتهم بها وتفوقهم فيها.. حتى أصبحت السرية أصلاً من أصول العقائد
المجوسية. فالزرادشتيون استمروا يعملون في سرية بعد أن تعرضوا للاضطهاد على
أيدي أتباع (مزدك) والمانوية تحولت إلى حركة سرية تامة بعد أن بطش بهم
(بهرام بن هرمز) والمزدكية أصبحت دعوية سرية بعد أن نكل بهم (أنوشروان).
ومن هنا تتضح
الجذور العميقة لعقيدة (التقية) عند الرافضة، فهي ضاربة في أعماق التاريخ
العقائدي الفارسي، وهي أصل من أصول العقيدة المجوسية، وأصل أصولها قبل ذلك
هم اليهود.
وإذا تتبعنا
تاريخ تأسيس الحركات الباطنية السرية الفارسية على أيدي اليهود، سنجد أن
ذلك كان في سنة 23هـ حينما سقطت آخر الحصون الفارسية، فقد انتهز الفرس
واليهود فرصة الخلاف المشهور بين علي ومعاوية رضي الله عنهما سنة 35هـ
لتفريق كلمة المسلمين وزرع بذور الفتنة، واستغل الفرس دعوة (ابن سبأ)
لإحياء عقيدة المجوسية (زرادشت، وماني، ومزدك) فنشأت فكرة التشيع لآل
البيت، فاستبدلوا (المغان) بآل البيت وقالوا للناس بأن آل بيت الرسول صلى
الله عليه وسلم هم ظل الله في الأرض، وأن أئمتهم معصومون، وتتجلى فيهم
الحكمة الإلهية والمرتبة السامية التي لا يصل إليها حتى أولو العزم من
الرسل .. إلخ؟
فاليهود هم الذين خططوا لفكرة التشيع هذه، حتى تنضوي تحتها وتستتر بها جميع الحركات المعادية للإسلام.. كما قال الأستاذ أحمد أمين(2).
ولهذا لا يختلف
المؤرخون للحركات الباطنية أن الأيدي التي زرعتها هم اليهود المخططون
والفرس المنفذون، ومن أهم السمات التي يشترك فيها التشيع والحركات الباطنية
بمختلف مشاربهم: تقديس الأئمة والدعاة، واعتبارهم معصومين وقادرين على
الإتيان بالمعجزات، وكانت نظرياتهم هذه تعكس أفكار (الغنوصية) ومذهب
(ماني).
ومختلف الأفكار
الإلحادية والمجوسية واليهودية والمسيحية. ومن تلك العقائد التي أدخلوها:
فكرة التناسخ، ومعناها: انتقال روح الميت إلى شخص آخر يحيا بها، وبناءً
عليها قالوا ببقاء النبوة وعدم انقطاعها. وأصل هذه العقيدة بوذية انتقلت
للفرس وهي عقيدة (مزدك) والقول بتأليه الأئمة وهي عقيدة (ماني) وأصلها
يهودية مسيحية.
وعقيدة (البداء)
وهو الظهور بعد الخفاء إحدى عقائد اليهود الكافرة التي بذورها في الشيعة،
يقولون: إن الله قد يبدو له الشيء بعد أن لم يكن يعلمه. فحكموا على الله
بالجهل، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، ومن تلك العقائد عقيدة (الرجعة)
وهي من أصول الشيعة الإمامية وغيرهم، وهي من عقائد اليهود..
وعندما قالوا
بتناسخ الأرواح قالوا بأن الدين عبارة عن طاعة رجل، وقد حملهم هذا الاعتقاد
على إبطال جميع التكاليف الشرعية كلها، من صلاة وصيام وحج وزكاة وغيرها
وتأويلها تأويلاً باطنياً.
وأما فكرة الأئمة
الاثني عشرية، فهي أيضاً فكرة يهودية، فأول من بدأ بإسباغ الأسرار على
الرقم "12" هو زعيم الشيعة أبو هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية، حيث جعل
هذا الرقم شرطاً على من استخلفه بعده، وهو (محمد بن علي بن عبدالله بن
عباس) بأن يكون دعاؤه إلى الثورة على الأمويين بهذا العدد لتنجح ثورته(3).
وأبو هاشم هذا هو
أول من اعتبر العلوم السرية والباطنية في جوهر الإمامة؛ لأن لكل ظاهر
باطناً، ولكل شخص روحاً، ولكل تنزيل تأويلاً، ولكل مثال في العالم حقيقة.
وتعال معي لننظر أن مصدر هذا العدد "12" هو اليهود، فهم "12" أسباطاً، والنصارى "12" حوارياً، والشيعة "12" إماماً.
وبهذه النظرة
التأصيلية، يعرف المسلم الجذور الحقيقية والفكرية لهذه الفرق ومنطلقاتها،
وأيادي المكر التي غرستها، وسيأتي لهذا زيادة بيان إن شاء الله تعالى.
المصدر: نقلاً عن مجلة المنتدى العدد (106) ربيع الأول/ ربيع الآخر 1428هـ مارس/ إبريل 2007م
________________________
(1) مروج الذهب للمسعودي 1/288.
(2) فجر الإسلام 276.
(3)
الملل والنحل للشهرستاني 1/201. وانظر الفكر الشيعي والنزاعات الصوفية د.
مصطفى الشيبي 25. ومؤسسة التاريخ الإسلامي د. أحمد سلبي 2/147.
راجع كتاب لا طريق غير الجهاد لتحرير المسجد الأقصى.
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).