0

عرض/ مركز التأصيل للدراسات والبحوث

موقف الشيعة من صفات الله تعالى .. عرض ونقد

تشابه الشيعة في إيمانهم بصفات الله مع المعتزلة, فنفوا كل صفات الله وزعموا أن الذات هي عين الصفات بمعنى أنه ليس وراء ذاته شيء يسمى صفة, والصفات عندهم ليس لها معنى زائد عن الذات وذلك تأويل مبتدع ما علمه الأولون ولا قال به أحد منهم بل لم يرد في كلام العرب مثله.

موقف الشيعة من صفات الله تعالى.. عرض ونقد - د. صالح حسين الرقب

كلية أصول الدين - قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة

الجامعة الإسلامية - غزة

يغتر كثير من البسطاء في الشيعة ويظنونهم مجرد مذهب فقهي زائد وان الخلاف بينهم وبين أهل السنة لا يعدون كونه خلافا فقهيا في الفروع, بينما تثبت كل الدراسات أن الخلاف بين الشيعة والسنة خلاف في الأصول والعقائد الثابتة مما تجعلهم فرقة مخالفة للمسلمين في العقائد.

ومن أوليات العقائد الركن الأول من أركان الإيمان وهو الإيمان بالله سبحانه, ومن أول فروعه الإيمان بالله بأسمائه وصفاته التي وصف بها نفسه الشريفة في كتابه وسنة نبيه الصحيحة الثابتة والتي يثبتها أهل الإيمان كما جاءت في الكتاب لا يزيدون عليها وينقصون ولا يؤولون ولا يعطلون, وإذا خفي على أفهامهم معنى من معانيها سكتوا وقالوا نؤمن بها على مراد الله سبحانه وفي ضوء الآية الكريمة: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

لكن الشيعة الروافض لهم عقائد مختلفة في ذات الله سبحانه تميد بهم عن مفهوم العقيدة الإسلامية لأهل السنة والجماعة في صفات الله

وتشابه الشيعة في إيمانهم بصفات الله مع المعتزلة, فنفوا كل صفات الله وزعموا أن الذات هي عين الصفات بمعنى أنه ليس وراء ذاته شيء يسمى صفة, والصفات عندهم ليس لها معنى زائد عن الذات وذلك تأويل مبتدع ما علمه الأولون ولا قال به أحد منهم بل لم يرد في كلام العرب مثله، وكان كل اعتمادهم في إيمانهم بصفات الله على الأحاديث الموضوعة التي نسبوها لائمتهم والتي تناقض صريح نصوص الكتاب والسنة، كما اعتمدوا على أدلة ظنوها أدلة عقلية مثل قولهم أن الثبات الصفات يؤدي للقول بتعدد القدماء, وان إثبات الصفات يؤدي إلى التجسيم والتشبيه وكل ذلك خلل محض في الدليل العقلي أو الإثبات النقلي.

وتكون البحث من مقدمة وأربعة مطالب:

تناول الباحث في المقدمة أقسام الصفات عند أهل السنة وطريق اثباتها وبين أنها قسمان: صفات ذاتية, وصفات فعلية, ومن حيث ثبوتها تنقسم لقسمين الصفات الشرعية العقلية والصفات الخبرية, وتنقسم الصفات الخبرية إلى صفات خبرية ذاتية وصفات خبرية فعلية

وفي المطلب الأول تحدث عن أقسام الصفات عند الشيعة، أما عند الشيعة فالصفات تنقسم عندهم إلى الصفات السلبية وهي التي يجب سلبها عن الذات الإلهية وهي الصفات العدمية ويقولون فيها أن الله - تعالى عما يقولون - بسيط مجرد ليس بمتحد وليس بجسم ولا صورة ولا جوهر ولا عرض وليس له ثقل ولا خفة ولا حركة ولا سكون لا اضافة له ولا نسبة ولا فعل فيه ولا انفعال ليس له مكان ولا جهة... وهذه الألفاظ ليست منصوصة في كتاب الله ولا سنة نبيه الصحيحة وفيها إنكار لما وصف الله به نفسه وبالتالي ينكرون له العلو على خلقه وينكرون رؤيته سبحانه في الآخرة.. وهي نفس أقوال المعتزلة في صفات الله وذلك مع وصف الله سبحانه بألفاظ مبتدعة والإعراض عن الألفاظ الشرعية الموجودة في الكتاب والسنة.

المطلب الثاني: نفي الشيعة للصفات الإلهية:

نفت الشيعة عن ربنا سبحانه كل صفة والصفات عندهم هي عين الذات وليس وجودها إلا وجود للذات وان الصفات ليست زائدة على ذاته وبذلك نفوا كل ما نسبه الله لنفسه في القرآن الكريم في إثبات الصفات فأين هم من هذه الآيات؟ {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والإكرام} {قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ} {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}.

المطلب الثالث: موقف الشيعة من نصوص الصفات الذاتية:

تعامل الشيعة من نصوص الكتاب والسنة التي وردت فيها آيات الصفات على ضروب عدة:

1- تأويل النصوص بما يعطل الذات الإلهية

2- رد الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم

3- الاعتماد على روايات مكذوبة منسوبة لائمتهم ومناقضة لنصوص الكتاب والسنة

وخالفوا بذلك منهج الصحابة والتابعين وتابعي التابعين الذين حملوا الصفات على ظاهرها ولم يصرفوها عن الظاهر ولم يتعرضوا لتأويلها ولا لتعطيلها

المطلب الرابع: أدلة الشيعة في نفي الصفات الذاتية:

ما هو منهج الشيعة في الاستدلال على صفات الله وما هي مصادرهم في ذلك؟

لديهما مصدران أساسيان: العقل والوحي:

فبالنسبة للقرآن الكريم يؤولون الصفات فيه بما يخدم ما يدعون إليه ويزعمون أن الإيمان بما فيه يؤدي بهم إلى التجسيم ويؤولونها لكي تتفق مع العقل الذي هو مصدرهم الأول في إثبات الصفات ونفيها وتناسوا أن الإيمان بكل ما جاء في الصفات في آي القرآن يحكمه ضابط هام وهو {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

الجزء الآخر من الوحي عندهم لا يختص به النبي صلى الله عليه وسلم وحده بل مفهوم السنة عندهم: كل ما صدر عن المعصوم من قول أو فعل أو تقرير " والمعصوم عندهم الرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة من بعده, والأئمة عندهم كالرسول تماما فقولهم قول الله وفعلهم فعل الله وأمرهم أمر الله، ثم ختم الباحث بحثه بأهم النتائج التي خرج بها من بحثه القيم على صغر حجمه وصاغ النتائج في نقاط لخصها

ثم ذكر المراجع والمصادر التي استقى منها بحثه فجزاه الله خير الجزاء.

تحميل الكتاب

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top