0

الشيعة في القرن الإفريقي وإرتريا

قبل أن نرصد التمدد الشيعي في القرن الافريقي، لا بد أن نتتبع تحولات جوهرية في موقف الغرب تجاه الاسلام عامة فنجد أن الغرب بعد زوال الشيوعية إتجه نحو محاربة الإسلام، واستفحل الأمر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي كان لها صدى واسعا في العالم أجمع وفي اميركا خاصة، فقد استوقف الحدث الجلل الغرب عامة واميركا خاصة في كيفية مواجهة التنامي الإسلامي في الغرب وصحوته في بلدانه، وخلاصة الآراء الغربية فيه تلخص بأن الفكر لا يحاربه السلاح وإنما يحارب بالفكر.

لذلك تناصر الغرب فيما عرف بحرب الإرهاب وهيأ له أسباب الحشد المعنوي الإعلامي والسياسي والمالي والأمني والعسكري، وأرهبت الأنظمة العربية والإسلامية بغيت التدخل في شئونها الداخلية لتخفيف الخطاب الديني للمجتمع في الإعلام والمناهج الدراسية، وتحجيم المنظمات الإسلامية الإنسانية التي لها دور في العمل الدعوي الى ما غير ذلك، وهكذا بدأت محاربة الإسلام تحت طائلة محاربة الإرهاب.

والذي تأكد بالفعل لا حقا، أن محاربة الاسلام السياسي قد اتخذها الغرب ذريعة لمحاربة الاسلام عامة وضرب بعضه ببعض فنجد تحيزا واضحا لتمكين الشيعة في بلاد الاسلام علي حساب السنة فالأحداث في العراق ثم سوريا ثم اليمن أكدت بما لا يدع مجالا للشك صحة هذا التحيز.

لقد كانت سياسة ضرب الاسلام بعضه ببعض سياسة رومانية ضد المسيحية، وقد نجحت في إبعاد الإرسيين الموحدين وأفسحت المجال لأصحاب البدع المشركين فطغى التزييف على المسيحية والتدليس والتزوير فأصبح دين الله، دخيل عقائد شركيه بتأليه عيسى عليه السلام، وطورا جعلوا الله سبحانه ثالث ثلاث، وجعلت من الاحبار والرهبان آلهة تغفر الذنوب وتُدخل الجنة في سوق هرج ومأكلة للناس، وانقسمت الكنيسة انقسامات أميبية في معاني لاهوت وناسوت عيسى عليه السلام.

ونسخة مستنسخة من ذلك يطابقها المبتدعة الشيعة في الاسلام ولذلك يجب أن لا ننخدع بالدور السياسي للتمكين الشيعي، وإنما وراء الأكمة ما ورائها، إذا أثبتنا هذه الحقيقة بقي أن نؤكد أن الأمر سيعم البلاد الإسلامية ولن يكون محصورا في البلاد التي هو فيها الآن.

ضمن هذه الحقائق يمكن مناقشة النشاط الإيراني السياسي والتشيع العقدي في منطقة القرن الإفريقي .

اولا : النشاط السياسي الإيراني :-

يعتبر النشاط السياسي الإيراني المدخل الأساسي في اختراق الحواجز وفتح الأبواب لنشاطاتها الأخرى وخاصة في عموم إفريقيا والقرن الإفريقي فلإيران علاقة مع كل دول المنطقة ربما تصطحب التعاون التجاري والفني في مجالات عدة وإن تفاوتت درجة هذه العلاقة من دولة الى أخرى.

تؤكد هذه الحقيقة باحثة في مركز المزمات : (يحتل القرن الإفريقي أهمية خاصة في قائمة اهتمامات السياسة الخارجية الإيرانية، ومما لا شك فيه أن تزايد النشاطات الإيرانية في منطقة القرن الإفريقي تلقي بظلالها وانعكاساتها السلبية على الأمن القومي العربي ككل، شأنه شأن النشاط الإسرائيلي في هذه المنطقة. .. وعليه يمكن القول إن الاختراق الإيراني للقرن الذي يعتمد على دوافع سياسية وأمنية ودينية، يتخذ عدة أساليب تتشابه إلى حد ما مع الأساليب الإسرائيلية، فمنها ما هو دبلوماسي أو ما يسمى بالقوة الناعمة كما ذكرنا في سابقاً؛ حيث تقوم إيران على تقديم منح وقروض لعدد من هذه الدول، وتصدّر لهم النفط بأسعار زهيدة، وتقوم بتطوير البنية التحتية، وإنشاء المصانع ومعامل تكرير البترول، والمساعدة في القطاعين الزراعي والعسكري، وفي مجال تطوير الطاقة النووية؛ فكان من نتاج هذه السياسة توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية وإقامة خطوط بحرية كخط ممباسا - بندر عباس).

ولإيران طموحات في إلحاق نفسها بمصاف الدول الكبيرة ولا يتحقق ذلك إلا بالوصول الى مستوى اقتصادي مرموق، لذلك لإيران عين على الكنوز الإفريقية بشتى السبل.

( السبب الرئيسي وراء حرص إيران على الزحف نحو إفريقيا يعود بشكل كبير إلى الجانب الاقتصادي والرغبة في الاستثمار والهيمنة وإيجاد موطئ قدم لها على إفريقيا (أرض الكنوز الدفينة). ثم يشير بعد ذلك إلى أن إفريقيا بها مخزونات قابلة للاستخراج من النفط الخام والغاز والفحم واليورانيوم -تثير شهية أي دولة لديها نية في لعب دور إقليمي ودولي- تقدَّر بنحو 13- 14.5 تريليون دولار، و1.7 تريليون دولار من الثروة الكامنة والإنتاج في قطاعات مثل: الزراعة والسياحة والمياه، قدَّرتها دراسة حديثة أعدتها (أفريكا إنفستور) و (أفريكا غروب) للأبحاث الاستثمارية).

وأهم علاقات إيران في المنطقة تلك التي نشأت مع النظام الإرتري علاقة تآمر واضحة المعالم منذو البداية كانت محل شك وارتياب خاصة في دورها في اليمن : ( بدأت العلاقات الإيرانية الإرتيرية في عام 2006 عندما ذهب مبعوثاً إلى طهران بدعوة من الرئيس احمدي نجاد لبناء علاقات مع اريتريا لموقعها الاستراتيجي في البحر الأحمر حتى يتمكن من تضييق الخناق على المملكة ومصر واليمن.

في شهر مايو 2008 تم التوقيع على عدة اتفاقيات بين البلدين التي تنص في الظاهر على التعاون الاقتصادي والزراعي والاستثمارات الفنية، وفي حفل التوقيع على مذكرات التفاهم كما توصف، قال احمدي نجاد إن إيران واريتريا عازمتان على تطوير علاقاتهما في كافة المجالات.. ..ومن خلال هذه القاعدة التي هي في الظاهر اقتصادية وفي الباطن عسكرية استخباراتية، أرسلت إيران سفنها وغواصاتها المحملة بالصواريخ البالستية إلى ميناء عصب وشوهد عناصر من الحرس الثوري الإيراني في منطقة أبو علي في الجنوب الغربي من ميناء عصب).

ثانيا : النشاط العسكري والأمني الإيراني في المنطقة :-

يجب سلفا قبل الخوض في هذا المجال وغيره التأكيد على أن إيران توظف كل شيء حتى الدين ونشاط التشييع لخدمة إنشاء دولة فارس العظمى ولذلك وإن لم يكن وجودها العسكري كبيرا أو بدرجة خطورة قليلة فإنه نشاط استراتيجي طموح وهو متنامي بدرجة أو أخرى.

وقد كانت حرب القرصنة التي تداعت لها دول كثيرة تحت ذريعة حماية مصلحها في نهاية العقد الماضي من هذا القرن السبب المعلن لوجودها البحري في المنطقة وسرعان ما توج بإقامة القاعدة المتعددة المهام في ميناء مصوع الإرتري علي باب المندب، وتؤكد المعلومات المتناقلة عنها أنها قاعدة عسكرية متكاملة فيها سفن حربية وغواصات وطائرات بلا طيار وعدد من جنود الحرس الثوري حيث تؤكد مصادر غربية وإسرائيلية : ( أن طهران نقلت إلى القاعدة بواسطة السفن والغواصات، جنودا ومعدات عسكرية وصواريخ باليستية بعيدة المدى، مشيرة إلى أن الإيرانيين يستخدمون طائرات صغيرة من دون طيار، لحماية القاعدة. اعترفت إيران بأنها تحاول جاهدة السيطرة على مداخل البحر الأحمر عند مضيق عدن قبالة السواحل اليمنية، بزعم وجود عمليات قرصنة، مهددة بأن صواريخها قد تصيب أي هدف في أي مكان. وأكد محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني أنَّ قواته تكثف تواجدها في خليج عدن بزعم (وجود ضرورات دفاعية)، مؤكدًا أن صواريخ إيران دقيقة جدًا وتُصيب أهدافها في أي مكان. وتؤكد المصادر أنَّ التواجد الإيراني قبالة سواحل اليمن ليس بعيدًا عما يجري في صعدة من مواجهة بين المتمردين الحوثيين المدعوين من طهران والقوات اليمنية، والتي تسببت في استنزاف اقتصاد ودماء وأموال اليمنيين، وزعزعت استقرار اليمن وسيطرته على مقدراته، فاليمن يحتل مكانًا متقدمًا في الاستراتيجية الإيرانية منذ القدم.

فإيران ضالعة في دعم عسكري ولوجستي للحوثيين حسب تقارير متعددة للحكومات اليمنية وأخرى غربية، والدعم الإرتري للحوثيين دعم مستقل عن الدعم الإيراني في المجالات كافة بالإضافة الى تسهيل وصول الدعم الإيراني.

(علاقة ثلاثية في منطقة القرن الإفريقي (إيران مع اريتريا مع الحوثيين) كانت تنمو بشكل سري في المنطقة، كان لهذه العلاقات الدور الكبير في تأجيج الصراع في اليمن الذي تمثل في وجود ودعم الحوثيين من إيران والطرف الذي كان يوصل هذا الدعم لهم من خلال اريتريا؛ من خلال التدريب وإرسال العتاد الحربي الإيراني إلى اليمن).

كشف مصدرا رفيع المستوى في الجامعة العربية لـ ( الشرق الأوسط) النقاب عن أن إيران تحاول ملء الفراغ السياسي في منطقة القرن الأفريقي في ظل ما وصفه بالدور العربي المحدود هناك. وأضاف: بالطبع هذا سيكون خصما من الدور العربي، وعلى سبيل المثال، تلقينا معلومات من أكثر من طرف أوروبي حول تورط إيران في دعم جهات صومالية متشددة، لكن في اتصالات عبر طرف ثالث نفى الإيرانيون الأمر. كشف تقرير صادر عن مركز ستراتفور للاستشارات الأمنية في ولاية تكساس الأميركية مؤخرا عن وجود ما وصفه بتعاون إريتري إيراني لدعم الحوثيين، لافتا إلى أن القوات الإيرانية الموجودة في البحر الأحمر وخليج عدن تقوم بتأمين عملية تهريب الأسلحة من أحد الموانئ الإريترية في البحر الأحمر إلى الحوثيين.

وذكر أن عمليات تهريب للأسلحة كانت تتم من ميناء عصب الإريتري إلى السواحل القريبة من محافظة صعدة في مديرية "ميد" ليتم تخزينها هناك ومن ثم يتم نقلها عبر مهربين إلى محافظة صعدة .

(ويضيف موقع الإسلام اليوم) : ويبدو أن إيران اتجهت إلى اريتريا بعد أن أخفقت في محاولة للحصول على تسهيلات في اليمن، كما تشير الاتهامات إلى تواجد إيراني قوي تحت مسميات متنوعة يطال بعضها الأطراف المتحاربة في الصومال ومتمردي دارفور في السودان وجزر القمر، بالإضافة لمساعدة المتمردين الحوثيين في اليمن.

وقد أكدت بعض الأخبار المحلية الإرترية أن إيران طمئنت النظام الإرتري بدعم عسكري في الأشهر الماضية عندما حشدت إثيوبيا جيشها في الحدود.

وتسريع سيطرة الحوثيين أخيرا علي جزر حنيش يعني أن التنسيق العسكري والأمني الإيراني الإرتري الحوثي متواصل في الاستحواذ على اليمن فمباشرة بعد السيطرة على صنعا عملوا على ضمان السيطرة على حنيش كما نقلت.

ووفقا لموقع سما أشار نائب وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، د. "إفراييم سنيه" الذي يرأس اليوم مركز الدراسات الاستراتيجية في كلية ناتانيا بتل أبيب إن الحوثيين يسيطرون على مضيق باب المندب، وإن ذلك يشكل خطراً استراتيجياً على إسرائيل.

وأضاف، أن سبب القلق الإسرائيلي مرده أن الحوثيين (أنصار الله) يوسعون، منذ عدة أسابيع، تخوم سيطرتهم في اليمن، بعد أن هزموا جيش السلطة والميليشيات السنية المؤيدة للقاعدة، والسيطرة الأكبر للحوثيين كانت على مدينة الميناء اليمني الحديدة، وعلى شاطئها، على الساحل الجنوبي الغربي للسعودية والميناء النفطي(رأس عيسى)، حد قول الباحث الإسرائيلي.

ثالثا : النشاط العقدي التشيعي لإيران في المنطقة :-

المعروف أن إفريقيا عبر التاريخ لم تشهد وجودا فاعلا للفرق الضالة في الإسلام، وخاصة المذاهب الشيعية لم يذكر لها أي نوع من النشاط أو الحضور حتى في التاريخ الحديث، لكن بعد الثورة الإيرانية تناما نشاط التشييع حتى بلغ الأمر اليوم ظاهرة مخيفة في عموم إفريقيا وفي منطقة القرن الإفريقي خاصة.

يأخذ هذا النشاط ثلاث واجهات هي:

أ - دعم الوجود المسلم في تلك البلاد من خلال دعم الجوامع ومراكز التعليم والتعرف علي الواجهات الدينية.

ب- الدخول الي المجتمع من ابواب الأدوار الإنسانية، وإنشاء منظمات للنساء مثل منظمة (الزهراء) وإنشاء المراكز الثقافية إذا أتيح لها ذلك.

ج- التفويج للتعليم في إيران أو إيجاد مراكز تعليم لها ما أمكن إلى ذلك سبيلا، وهو نشاط حثيث وسري ديدنه التّقيا لذلك لا يظهر إلا حين يستفحل ويكون أمرا واقعا.

(ويندرج ضمن هذا الأسلوب الغزو الثقافي، حيث تعمل إيران جاهدة على إعطاء صورة نموذجية عن الحكم الإسلامي الديمقراطي فيها، وعن احترامها (لحقوق الإنسان) ودفاعها عن الدول المستضعفة، وسعيها لرفع الظلم عنها بدعم هذه الدول تنموياً وبإعطاء منح للطلاب المسلمين للدراسة في إيران، ودعمها لذلك بوجود صحفي وإعلامي مكثف وعشرات المطبوعات الإيرانية، وإقامة المراكز الثقافية الإيرانية، بالإضافة إلى المؤسسات الخيرية التي لها مشروعات في بعض الدول كمؤسسة إمداد الإمام، والتي تقوم بدور في رعاية أُسر فقيرة وتأسيس مدارس وجمعيات خيرية ).

ويمكن الوقوف على هذا النشاط في كل دولة في منطقة القرن الإفريقي على حده حسب ما تيسر، وهو نشاط في عمومه في مراحله البدائية لكنه عمل جاد وجهد متواصل.

إثيوبيا :

كما فعل اليهود في اختلاق صلة نسب تاريخية لقبائل الفلاشا بهم، كذلك طالعتنا بعض التقارير بوجود حضور قديم للشيعة الى إثيوبيا والصومال، وقد علمت هناك سعيٌ لإحياء هذه الصلة.

(د. المعتصم أحمد علي الأمين* 27أكتوبر، 2013 •

فعلى سبيل المثال نجد أن الشيعة بمختلف مذاهبهم لهم وجود مقدر في ممالك الطراز الإسلامي سواء كانوا شيعة زيدية او جعفرية أو اباضية، كذلك للسنة ايضا وجود وبمختلف مذاهبهم).

ونقلا عن ما نشر مركز نماء : (أما في إثيوبيا فإن حركة تشييع السنة في أوجها وخاصة في إقليم "نغلي بورنا" والعاصمة أديس أبابا.)

السودان :

يبدو أن التشيع في السودان قد أصبح أمرا واقعا لكثرة التقارير في ذلك والمتحدثين منهم.

(صدر منذ عامين بإشراف لجنة تقصي الحقائق عن مركز نماء للبحوث والدراسات سنة 2010 كتاب بعنوان (التشيع في أفريقيا - تقرير ميداني)...أشار أحد الدعاة الشيعة بالسودان وهو معتصم سيد أحمد، في حوار مع موقع المرجع الديني الشيعي المدرِّسي، قال: (هنالك تربة خصبة في القارة الإفريقية؛ فإذا نظرنا للجزء الشمالي من القارة الإفريقية من مصر والجزائر والمغرب والسودان نجد أن هناك حُبّاً متجذراً في نفوس هذه الشعوب بالولاء لأهل البيت - عليهم السلام - كذلك هنالك نوع من البساطة في قبول الطرف الآخر؛ فالإفريقي بشكل عام متسامح يقبل الحوار ويقبل الطرف الآخر بعكس بعض العقليات المتشددة الموجودة في البوادي). كما أن للتصوف دوراً في هذا الزحف، فإيران الشيعية تعرف قوة الاتجاه الصوفي ومدى انتشاره في بلدان القارة الإفريقية، ومن ثم تسعى لنشر أفكارها من خلال هذا الغطاء في عدد من البلدان، كالسودان ومصر والمغرب.

* وكشف شيعة السودان عن وجوههم منذ صائفة 2009 عندما أقاموا لأول مرة وبصفة علنية عيد ميلاد المهدي في ضاحية جبل أولياء جنوب العاصمة الخرطوم، وقالت بعض المصادر إن عددهم يتجاوز 700 ألف من أتباع الأمامية الاثني عشرية).

الصومال :

تنازعت الصوماليين أحوال عدة منذ الحرب الأهلية فيها فالنشاط التنصيري تشجع لأول مرة علي الصوماليين، وزعم اليهود وجود صوماليين من بني إسرائيل، وها هو التشييع يبحث عن جذور له هناك. يقول أحد الصوماليين عن التشييع في بلاده ضمن حوار في شبكة التواصل الاجتماعي ملاحظات حول التشيع في الصومال :كان منذ فترة قصيرة فقط أن اكتشفت أن لي(ابن عم) متشيّعٍ، أو فلندعه (مستبصراً) كما يحب أن يسمّى،. .. وسبب مصادفته كانت نتيجة عن اعتراضي الشديد، على ما تعرّضت له إحدى المجموعات، التي أديرها في موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) من اختراق، حجبها عني وعن شركائي الآخرين في إدارتها، ليتسنى لعضو (يظهر) التشيّع باقتحامها، والقيام بنشر مواضيع مستفزّة مسيئة لبعض زوجات النبي وخلفائه ـ صلى الله عليه آله وسلم ورضي عنهم ـ، والمهم في الأمر أن المجموعة التي نحن بصدد الحديث عنها ليست صغيرة، بل تحتوي على أكثر من ألفين وخمسمائة عضو!...إلّا أنَّ ما حدث ـ في مجموعتنا ـ قد كان دافعًا قويًا لتحريك المخاوف، لدى آلاف الصوماليين المسلمين، الذين هم من السنة في مجملهم، كيف لا؟ وقد كان القلق المعتاد لدى الصوماليين منصبًا على أنشطة الحملات التنصيرية، ورغبتهم في إيجاد وسائل للحد من آثارها السلبية، على المجتمع المنقسم أساسًا، فطفت على السطح كميات من المقالات، والبحوث التي كانت في ما مضى تُعامل على أنها مبالغات، أو مجرّد ثقافة عامة، بل حتى أن البعض كان يعتبرها رد فعل متجاوب مع كمية الشحن الإعلامية الحاصلة، ضد المذهب الشيعي والحديث المستمر والمستعر عن الهلال الشيعي المعروف جغرافيًا.. ..فإن الحديث عن بروز ظاهرة التشيّع بين أبناء البلاد، يأتي ليزيد من حدّة التوتر في الحوارات الدائرة بين المثقفين الصوماليين.. ..إن القارئ للتاريخ في بلادنا يدرك أن المذهب الشيعي ـ المدرسة الزيدية ـ قديم جدًا، وأن انتشار الإسلام في البلاد وما جاورها، كان كذلك محمولًا على أكتاف دعاة من السنة على المذهب الشافعي، وهو ما أدى في النهاية لذوبان العناصر الزيدية، في المكون المحلّي مذهبيًا وعرقيًا وثقافيًا، لكن أثار الشعور (الطبيعي) بالولاء لآل البيت ـ عليهم السلام ـ لازالت حاضرة بقوّة، وإن كان مخالفًا للمتّبع لدى الشيعة، مدعومًا ذلك بالسيطرة الفكرية للتصوّف، وهو ما قاد إلى انتساب قبائل كبيرة من حيث حجمها البشري، ومركزها السياسي والاقتصادي، إلى بيت أو آخر من بيوت بني هاشم، سواءً كان ذلك انتسابًا دمويًا لا لُبس فيه، أو كان انتسابًا نتيجة للالتفاف حول قائد ديني منتسب، أو كان عاطفيًا تحوّل بالولاء وطول العهد من أسطورة إلى أمر لا نقاش حوله.

جيبوتي :

لجيبوتي علاقة وطيدة مع إيران، ومساعدات إيران متعددة وهي بلاشك رشوة تهدف منها إيران لزرع أذرعها في البلد وهو ما تؤكده التقارير المختلفة.

هاهنا ترخيص لمنظمة تعمل علي نشر التشييع كما ينقلها أحد مراكز التواصل الاجتماعي.

(مجموعة المستبصرون) وهي أول خلية شيعية جيبوتية يقودها المدعو عبدالرحمن ادن ورسمة وهو شيعي متشيع يعمل لصالح ايران في تشييع مزيد من الجيبوتيين.

إرتريا :

بدأت تتحدث تقارير مختلفة عن تواجد التشيع في إرتريا لكنها تعميمية لا تعطي دلائل لحقائق فعلية، مع أنه لا يمكن نفي الأمر نسبة للنشاط الإيراني المكثف ولحرص النظام الصليبي الحاكم في إيجاد بؤر يتمزق فيها النسيج الموحد للمسلمين خاصة بعد أن أذهلهم التناسق الذي رأوه في وحدة الصف المسلم في أحداث مختلفة أهمها محاولة الانقلاب في 12/2013 م لذلك النظام الصليبي الحاكم أحرص على التشييع من الشيعة أنفسهم، ومع ذلك يمكرون ويمكر الله.

وقد لوحظ هذا المكر القريب والبعيد ومنذو فترة البداية، خذ مثلا: أبو فيصل الاحوازي نشوان نيوز 12-12-2009 : بدأت إيران ومنذ إقامة العلاقات مع اريتريا بنشر التشيع الصفوي وسط أتباع الصوفية عن طريق ملحقها الثقافي، وللتأكيد على أن لإيران أهدافا مبيتة غير تلك المعلنة المتعلقة بمصفاة تكرير البترول، ومن تلك الأهداف تمركز إيران في أهم ممرين مائيين في العالم هما باب السلام الاحوازي (مضيق هرمز) و(باب المندب).

ونقلا عن تقرير منظمة نماء السالف الذكر في أريتريا أضحى ربع المسلمين تقريبا من أتباع المذهب الشيعي متخذين لهم تجمعات سكانية كبيرة في أسمرا ومصوع وعصب وبعض المدن الأخرى.

رغم أن الثقل الشيعي في المنطقة يتمركز في إرتريا وينطلق منها إلا أن الشعب الإرتري معروف عنه أن التحول العقدي ليس سهل فيه، ولذلك وإن وجد تشييع ليس كما تهولها الدعاية الشيعية أو التقارير غير المؤكدة، وذلك لأسباب عدة منها:

•أن الصوفية في إرتريا ليست متجذرة، أو قل ليس في إرتريا صوفية بالمعنى الفكري العقدي ولا الطرق المتعددة التي توجد في الدول المجاورة وحتى لا ننفي نهائيا وجود الصوفية يمكن القول بوجود أشواق صوفية.

•يتجذر النهج السلفي الذي وجد منذو بداية عهده في عموم إرتريا، مع أنه محارب من قبل النظام الصليبي الحاكم بشتى السبل.

•المجتمع الإرتري في عمومه متفقه في الدين وإن وجدت نسبة كبيرة في الأمية والتجهيل الصليبي المفروض وهو ما ساعد في درئ السبل المختلفة التي إتبعتها المنظمات التنصيرية، ويرجى أن يساعد ذلك أيضا في درئ التشييع.

هناك دول أخرى يضمونها الي منطقة القرن الإفريقي لإيجاد ثقل صليبي من حيث الدول أو من حيث السكان، ولكنها تهمل عندنا بغيت عدم مجارات الأهواء الصليبية.

أكده الباحث حسن قطامش في دراسة له بعنوان (دراسة حول عدد الرافضة في العالم من المصادر الشيعية)، بين فيها أنْ لا حقيقة لغالب ما يذاع وينشر من معلومات عن أعداد الشيعة، قال الباحث في نهاية دراسته: (وبعد قراءة هذه الأرقام والنسب والإحصائيات من المصادر الشيعية حول عدد الشيعة في العالم تبين لنا مدى تفاهة هذه الأرقام وضعفها الشديد وعدم استنادها لأي حقيقة يمكن الاعتماد عليها).

النتائج

بالخلاصة انعكاسات التواجد الإيراني في المنطقة كثيرة حسب ما يتابع من أراء المراقبين فيما يلي سرد لبعضها:

1-المنطقة مرشحة لصراعات كما حدثت عدة هجمات جوية في السودان والبحر الاحمر، وهذا ما دفع العديد من المراقبين للنشاط الإيراني إلى الجزم بأن البحر الأحمر مرشح في المرحلة المقبلة ليكون حلبة جديدة لمواجهات مسلحة إقليمية دولية على خلفية الحراك الإيراني غير المسبوق لفتح جبهات جديدة في القرن الإفريقي.

2-تزايد التشييع يعني تدخل المرجعيات إيرانية في شئون دول المنطقة ونشاط استخباراتهاk وتتهم صنعاء باستمرار طهران بدعم المتمردين الزيديين، الامر الذي ينفيه المتمردون. وكانت صنعاء اعلنت في 28 تشرين الاول/اكتوبر اعتقال خمسة ايرانيين على متن سفينة ايرانية محملة بالأسلحة قبالة سواحل شمال اليمن، الامر الذي نفته طهران. ومؤخرا اكد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ان المتمردين الحوثيين يتلقون تمويلا من "مرجعيات ايرانية" ويسعون الى اقامة (شريط تشيعي) يؤمن بالمبادئ الايرانية على طول الحدود مع السعودية، مشددا في الوقت عينه على ان اتهامه ليس موجها إلى النظام الايراني.

3-كما كانت إرتريا محطة للوصول إلى اليمن سيكون اليمن محطة للوصول إلى السعودية والنوايا المبيتة ظهرت منذ البداية من خلال إعتداءات الحوثيين على الأرضي السعودية.

4-ستزيد أنشطة إيران المختلفة وأدوارها المتعددة بزيادة حجم الموالين لها من خلال التشييع.

5-إن إحكام إيران سيطرتها على البحر الأحمر هدف تسعى إليه وأمنية تكاد تحققها، كما أن تطويق الدول المناوئة لها هدف تنسق له ضمن استراتيجيتها العامة. إيران الساعية إلى ترسيخ نفوذها الإقليمي نفذت إلى شاطئ البحر الأحمر من خلال الحليف الحوثي الذي استطاع الوصول إلى ميناء الحديدة على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، مذكراً بنبوءة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التي قال فيها، قبل أشهر، إن هدف الحوثيين هو الوصول إلى البحر الأحمر، وإن السيطرة على باب المندب تغني عن امتلاك قنبلة نووية. في إشارة لا تخفى إلى إيران ومشروعها النووي. ولا ريب أن هذه الخطوة كانت إضعافاً للخطط الخليجية، ولا سيما الإماراتية، للخروج من مأزق سيطرة إيران على مضيق هرمز من خلال إنشاء موانئ تصدير جديدة في سلطنة عمان، كما أنها تمثل نوعاً من التطويق للسعودية من الجنوب، بعد أن أصبحت لها الكلمة العليا في العراق الجار الشمالي للملكة. وضمن الاستراتيجية الإيرانية للتوسع في شرقي أفريقيا، فإن لإيران وجوداً في الطرف الآخر للمضيق الواقع في دولة إرتريا، وهو وجود يلفه نوع من الغموض الناتج عن تكتم الطرفين عليه.

6-نتيجة سيطرة الشيعة ليس فقط تعني تغيير عقدي وإنما إزالة المعالم الإسلامية من جوامع ومعاهد وخلاوي ومساجد، وربما أكثر من ذلك فأنظر ماذا يحدث في اليمن؟.

7-لا يمكن لدولة يحكمها الشيعة أن تستقل بقرارها عن إيران أنظر الى العراق وسوريا ولبنان وأخيرا اليمن، يتحدثون عن الشأن اليمني كشريك وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم تعليقاً على الأحداث المضطربة في العاصمة اليمنية، إنها تأمل من صنعاء الاستجابة إلي ما اسمته (المطالب الشعبية المشروعة) وتواجه إيران اتهامات بدعم جماعة الحوثي الشيعية وأضافت (أفخم) في مؤتمر صحفي عقد أن طهران تدعم دوماً المسارات والآليات السياسية في اليمن، حسبما أرودت وكالة إيرنا الإيرانية وقالت الخارجية الإيرانية: (نعرب عن أملنا بأن يتم بلورة المستقبل السياسي لليمن على أساس مشارکة کآفة المجموعات والأطياف في ظل أجواء سلمية).

8- إيران تعمل في منطقة القرن الإفريقي بنفس نظام المحاصصة في العراق مع الغرب عامة وإسرائيل خاصة.

9 - هناك أنشطة في إفريقيا مشبوهة لإسرائيل والاستخبارات الغربية عن تهريب السلاح وبيعه في المكونات القبلية وتهريب الماس ومعادن الصناعات الحديثة وتهريب البشر والتجارة في الأعضاء البشرية والمخدرات وتخزين النفايات النووية وغير ذلك يخشى أن تكون إيران متهمة فيه.

الخلاصة أن التشييع آخذ في التزايد في منطقة القرن الإفريقي وعموم إفريقيا وهدفه توسيع نفوذ إيران كدولة ولا يمكن إيقافه بسهولة بجانب وجود الدعم الممول من إيران والتشجيع اليهودي الصليبي، ولذلك تتطلب مواجهة الأمر جهدا جماعيا مدروسا ومنهجيا مؤسسا وليس ينفع عمل بلا تمويل أو بلا منهج زيادة علي الدعاة الواعون المصابرون، ثم إذا لم يعجّل في علاج المرض مُبكرا عضُل واستفحل ولذلك أوصي بالآتي :-

•تأهيل دعاة متخصصون في تبيين عقائد الرافضة بإسلوب علمي وموضوعي وسطي غير مغالى ولا متنطع.

•نشر عقيدة أهل السنة بأسلوب حديث ومشوق من قبل دعاة يؤهلون في ذلك.

•إعداد ونشر رسائل مشوقة عن فضل السنة وفضل الخلفاء والصحابة وبيان عقوبة من سبهم.

•اعداد ونشر دروس منهجية سمعية وبصرية للوسائل الإلكترونية وخاصة الموبايل.

•إيجاد ملخصات للسيرة النبوية لوسائل النشر المختلفة.

•إيجاد ملخصات للتفاسير للآيات التي تعني الشأن خاصة لوسائل النشر كافة.

•العمل على التعرف على الواجهات الدينية في البلدان والمناطق المختلفة والاتصال بهم وتنبيههم وتنويرهم وتوجيههم ما أمكن الى ذلك سبلا.

•عمل غرفة عمليات للدعاة في كل منطقة يعملون بتخطيط ودراسة ويقيمون عملهم في كل حين.

إلى غير ذلك من جهد يتطلبه ديننا الحنيف، شيعة تظاهرها الصليبية والصهيونية، حين عجزت وسائلهم الشركية، جاءوا ينفخون في كير الفتنة الرافضية.

المصدر: موقع مجلة البيان.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top