من صحابيات الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم، المعذَّبات بسبب
إسلامهن في صدر الدعوة الإسلامية، والمجاهدات في سبيل الله تعالى وكان لهن
الدور الواضح البارز في التاريخ الإسلامي، وإن كن كلهن - أي كل الصحابيات -
مجاهدات في غالب الأمر لأن المسلمين - كما نعلم - كانوا في صدر الإسلام
أمة قليلة العدد وسط مجتمع من الكفار يحيط بهم ويؤذونهم ويطاردونهم في كل
مكان.
أما النساء المسلمات، أو ما يتصل بهن بصلة قرابة: من أب، أو أخ، أو زوج، أو ابن فُقد أو عذب، فإن صبرهن وصمودهن على ذلك في حد ذاته جهاد، كما أن تشريدهن عن بيوتهن في سبيل الدعوة الإسلامية جهاد، كما أن هناك من جاهدت بمالها وبالسلاح حيث اشتركن في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم يمرضن الجرحى والمرضى ويسقين العطشى ويقمن بإعداد الطعام ورَفْو القرب وإبصار الرحل، وأيضا يحملن السلاح للدفاع عن الدعوة الإسلامية والدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وهنا ينبغي لنا التنويه إلى أن الصحابيات في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، لم يجلسن في بيوتهن حينما يدعى للجهاد في سبيل الله تعالى، بل كن يقدمن أنفسهن للهادي البشير صلى الله عليه وسلم، ومنهن من كانت في سن أقرب إلى الطفولة منه إلى سن الشباب مثل \\\"أميمة بنت قيس بن أبي الصلت الغفارية\\\" وقيل اسمها \\\"أمية\\\" وهي من (نساء العرب الصحابيات) خرجت ضمن نسوة من بني غفار جئن يعرضن خروجهن مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر لمداواة الجرحى وإعانة المسلمين على الجهاد، وكانت أميمة صغيرة حتى أنها حاضت أول حيضة لها في هذه الغزوة وقد روت الحديث عن ذلك.
كذلك أم عمارة الأنصارية، نسيبة بنت كعب والتي شهدت عدة مشاهد مع النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد حضرت بيعة العقبة الثانية مع أم منيع الأنصارية، فكانتا امرأتان ضمن خمس وسبعين رجلا وامرأة بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة، كما حضرت أُحداً تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجرحت في أحد اثنى عشر جرحا ما بين طعنة رمح وضربة سيف، ومن حولها أولادها يدافعون عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنه دعا لها ولأهلها، كذلك اشتركت في غزوات أخرى تحمل السلاح وتضمد الجراح وتعني بالمرضى وتسقي العطشى.
ومن النساء المجاهدات أيضا في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم أم سليم بنت ملحان (أم أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم). كانت تخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته، كما أنها اشترطت على زوجها \\\"أبو طلحة الأنصاري\\\" حينما خطبها أن يكون مهرها إسلامه، فأسلم وتزوجها وحسن إسلامه.
ومنهن أم عطية الأنصارية... وغيرهن كثيرات، هذا بالإضافة إلى أن منهن من يقمن برفى القرب، ومتابعة الرحل.. إلخ.
وبالطبع كانت فاطمة ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبناته زينب ورقية، وأم كلثوم من المجاهدات، لما لاقين في سبيل الدعوة من التشريد والعذاب والأذى مع أمهن خديجة بنت خويلد رضي الله عنهن جميعا.
أما عن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها فقد أنفقت مالها في سبيل الله والدعوة إلى الإسلام وعضدت النبي محمد صلى الله عليه وسلم بجهدها ومالها ونفسها وظلت في شِعْب أبي طالب محاصرة مع النبي صلى الله عليه وسلم وبناتها والمسلمين معهم وبني هاشم ثلاث سنوات فيها ما عانوا من منع الطعام عنهم وعدم التعامل معهم في أي جانب من جوانب الحياة حتى أنهكها الحصار وقد تجاوزت الستين من عمرها فتوفيت متأثرة بذلك، وقد تركت فراغا كبيرا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى جهاد بناته صلى الله عليه وسلم في الهجرة للحبشة وللمدينة، واشتراك فاطمة رضي الله عنها في غزوات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثلها في ذلك مثل المجاهدات في غزواته صلى الله عليه وسلم، فكانت تضمد الجراح وتسقي العطشى وتداوي المرضى.
ومن المجاهدات أيضا الجريئات في خوض غمار المخاطر والصعاب في سبيل الله تعالى، أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وهي أول مهاجرة بعد صلح الحديبية والذي كان من شروطه، أن يرد إلى قريش ومن يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما، فهي لم تهاجر فقط إلى المدينة ولكنها تحدت المخاطر والصعاب، وكانت ما زالت في ولاية أهلها فتركت مكة وهاجرت على قدميها وحدها إلى المدينة[1] فهذا يعتبر جهادا كبيرا.
وقد نزلت فيها ومن تبعها من النساء سورة الممتحنة/ آية 10، وبذلك رفض النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيدها إليهم. فكيف بامرأة عزلاء تقطع الطريق وسط الصحارى والقفار والمخاطر تحيط بها من كل جانب، وهي تسير على قدميها ومعها رجل من خزاعة استجارت به ليوصلها إلى المدينة لتعلن إسلامها أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا شك في أنها مجاهدة بالدرجة الأولى، لذلك فقد وضعتها في فصل المجاهدات بالنفس، وأيضا في فصل المهاجرات، كما وضعتها في فصل من نزل فيهن تشريع إسلامي لجهادها العظيم، ونزول القرآن في شأنها وشأن من يماثلها من النساء.
ومن النساء اللائي جاهدن بأنفسهن في سبيل الدعوة الإسلامية، حيث لاقين التعذيب والاضطهاد، زنيرة الرومية، التي فقدت بصرها ثم ردّه الله إليها بفضله وقدرته ومنته، والنهدية وابنتها، وجارية بني المؤمل، وسمية بنت خياط \\\"أم عمار بن ياسر\\\"، وهي أول شهيدة في الإسلام،.. وغيرهن ممن عذبن، ثم اشتراهن أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأعتقهن لوجه الله تعالى، ومنهن من هاجرن بعد ذلك، ومنهن من توفين واستشهدت في سبيل الله تعالى نتيجة تعذيب المشركين لهن صابرات محتسبات فرحات بملاقاة ربهن وهن شهيدات.
وغير أولئك النسوة الكثير من المجاهدات، ومنهن من تعددت أدوار الجهاد لديهن مما لا يمكننا أن نتوقف عن سرد بطولاتهن، فحملن شرف اسم \\\"صحابيات الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم\\\" عن حق وجدارة.
هذا، وينبغي لنا أن ننوه إلى أن هناك نساء ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد أطعمهن من خيبر، وقد ذكرناهن حتى لا يفوتنا من المجاهدات شيء، فقد يكن من المجاهدات في خيبر، وقد يكن من قرابته صلى الله عليه وسلم وقد أطعمهن لهذا السبب، فقد ذكر الواقدي[2] أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استشار جبريل الأمين عليه السلام في قسم خُمس خيبر فأشار عليه أن يقسمه في بني هاشم وبني المطلب وبني عبد يغوث.
أما المجاهدات التي اتضح خروجهن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر فهن عشرين امرأة خرجن معه من المدينة بقصد الجهاد وهن: أم سلمة - رضي الله عنها - زوجته، وصفية بنت عبد المطلب (عمته)، وأم أيمن (حاضنته) وسلمى امرأة أبي رافع مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، وامرأة عاصم بن عدي التي ولدت ابنتها سهلة بنت عاصم يوم خيبر، وأم عمارة الأنصارية نسيبة بنت كعب، وأم منيع وهي: أم شباث، وكعيبة بنت سعد الأسلمية، وأم مطاع الأسلمية، وأم سليم بنت ملحان، وأم الضحاك بنت مسعود الحارثية، وهند بنت عمرو بن حرام (حزام)، وأم العلاء الأنصارية، وأم عامر الأشهلية، وأم عطية الأنصارية، وأم سليط الأنصارية كذلك ذكرت أمية بنت قيس بن أبي الصلت الغفارية خرجت في نسوة من بني غفار، ووافق النبي صلى الله عليه وسلم على انضمامهن للجهاد معه، وزوجة عبد الله بن أنيس التي أنجبت يوم خيبر ابنها، وأم سنان الأسلمية.
فمنهن من أسهم لهن صلى الله عليه وسلم، ومنهم من أهدى لهن من الغنيمة، أو من الخمس، من ذلك ما روته أم عمارة الأنصارية أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى للعشرين امرأة اللائي خرجن معه من المدينة إلى خيبر نقودا، أو خرزا أو ملابس وأقمشة، وأسهم للرجال.
وفي رواية أخرى أنه أسهم للنساء وللصبيان حتى قيل أنه صلى الله عليه وسلم أسهم لطفلة مولودة في خيبر هي: سهلة بنت عاصم، وكذلك لطفل هو: ابن عبد الله بن أنيس، بينما في قول آخر أنه رضخ[3] للنساء وللصبيان ولم يجعلهم كأهل الجهاد[4].
هذا، وقد كان الخمس الخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم في الكتيبة، فكان صلى الله عليه وسلم يُطعم من أطعم من الكتيبة وينفق على أهله منها[5] سواء فيهم من خرج في خيبر معه، أو من لم يخرج معه من أهله [لذلك فإننا سنسرد أسماء النساء اللائي أطعمهن صلى الله عليه وسلم من خيبر سواء مجاهدات أم كن غير مجاهدات ومن نتيقن من جهادهن سنذكر ذلك، أما من لم نتيقن من جهادهن فإننا سوف نشير فقط إلى إطعامهن من خيبر[6].
قال الواقدي: والثبت عندنا أنها - أي الكتيبة - خُمس النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُطعم من الشِّق والنّطاة أحداً وجعلها تخرص ثمانية آلاف وسق تمر، فكان لليهود نصفها أربعة آلاف، ركان يُزرع في الكتيبة شعير، فكان يُحصد منها ثلاثة آلاف صاع، فكان للنبي صلى الله عليه وسلم نصفه، ألف وخمسمائة صاع شعير، فكان فيها النوى فربما اجتمع ألف صاع فيكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصفه، فكل هذا قد أعطى منه رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين من الشعير والتمر والنوى[7].
فكان للكتيبة سُهمان: خُمسُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده، وسُلالم، والجاسمين، وسهما النساء، وسهما مِقْسَم - وكان يهوديا - وسهما عوان، وسهم غِريث، وسهم نُعيم، وهو اثنا عشر سهما.
لذلك أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخمس الخاص به ذوي قرابته، فأطعم كل امرأة من نسائه (أمهات المؤمنين) ثمانين وسقا تمرا[8]، وعشرين وسقا شعيرا. وللعباس بن عبد المطلب مائتي وسق، ولفاطمة ابنته، وعلي بن ابي طالب عليهما السلام من الشعير والتمر ثلاثمائة وسق[9]، والشعير من ذلك خمسة وثمانين وسقا، لفاطمة من ذلك مائتا وسق، و.....، ولأم رمثة بنت عمر بن هاشم بن عبد المطلب خمسة أوساق شعير، وللمقداد بن عمرو خمسة عشر وسقا شعيرا، وقد ذكر أن طُعمة المقداد بن عمرو من خيبر بيعت لمعاوية بن أبي سفيان بمائة ألف درهم.
هذا، وفي خطاب للهادي البشير صلى الله عليه وسلم ذكر الواقدي عطاءه لصحابته وبني قرابته فقال: قال صلى الله عليه وسلم: \\\"بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بن أبي قحافة مائة وسق. ولعقيل بن أبي طالب مائة وأربعين، ولبني جعفر بن أبي طالب خمسين وسقا، ولربيعة بن الحارث مائة وسق، ولأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب مائة وسق، وللصلت بن مخرمة ثلاثين وسقا، ولأبي نبقة خمسين وسقا، ولركانة بن عبد يزيد خمسين وسقا، وللقاسم بن مخرمة بن المطلب خمسين وسقا، ولمسطح بن أثاثة بن عباد وأخته هند ثلاثين وسقا، ولصفية بنت عبد المطلب أربعين وسقا، ولبجينة بنت الحارث بن المطلب ثلاثين وسقا، ولضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب أربعين وسقا، وللحصين، وخديجة، وهند بن عبيدة بن الحارث مائة وسق، ولأم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب ثلاثين وسقا، ولأم هانئ بنت أبي طالب أربعين وسقا، ولجمانة بنت أبي طالب ثلاثين وسقا، ولأم طالب بنت أبي طالب ثلاثين وسقا، ولقيس بن مخرمة بن المطلب خمسين وسقا، ولأبي أرقم خمسين وسقا.. ولأم حبيبة بنت جحش ثلاثين وسقا... إلخ\\\".
هذا، وقد ذكر الواقدي أيضا أن هذه الطُّعمة كانت في حياة أصحابها، فإذا مات أحدهم لا تُورث لورثته[10].
من ذلك يتضح أنه قد تكون من الصحابيات اللائي أطعمهن النبي صلى الله عليه وسلم من ذوي قرابته من حضرت خيبر مجاهدة، ومنهن من أطعمهن من الخمس لأنهن من ذوي قرابته ومن لم تحضر خيبر حسب إرشاد الروح الأمين جبريل عليه السلام للهادي البشير صلى الله عليه وسلم كما أمره رب العالمين في قسمة خيبر بين أهل بيته صلى الله عليه وسلم.
هذا، وسوف نذكر من حضرن منهن (أي من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء) خيبر على سبيل التنويه إذا تأكدنا حضورها ومن لم نتأكد من حضورها فسوف نذكر أن الهادي البشير قد أطعمها من خيبر أما من تأكدنا من أنها من مسلمي الفتح مثل أم هانئ بنت أبي طالب فلن نذكرها ضمنهن[11].
انظر أيضا تراجم عمات رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنات عمومته ضمن اللائي أطعمهن النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر في طبقات ابن سعد وتراجمهن في الكتاب الثاني ضمن الموسوعة (القرشيات ومواليهن)[12].
هذا، وبصفة عامة فإن صمود صحابيات النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل مجال للجهاد أكبر من أن نحاول إبرازه من خلال هذه السطور، ولكن يكفينا أن ننوه إلى صبرهنّ وصمودهنّ وحبهنّ للتضحية في سبيل إعلاء كلمة الحق كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ولو كلفهن حياتهن وحياة أزواجهن وأبنائهن، حتى كانت المرأة لا يهمها من الأمر شيء سوى انتصار الدعوة الإسلامية، والمحافظة على حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم والبشرية جمعاء (محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وما عدا ذلك فلا يهم، فإن محمدا كما قال له الصديق في هجرته حينما كان يتحسس غار حراء خوفا عليه صلى الله عليه وسلم: أنا فرد، وأنت أمّة يا رسول الله.
لقد فيكفينا أن نعقب بما ذكره السيوطي في أسباب التنزيل عن الآية (140)[13] من سورة آل عمران قال تعالى: ﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ﴾ [آل عمران: 1400] قال: أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لما أبطأ على النساء الخبر - أي خبر ما حدث في (أحُد) - خرجن ليستخبرن، فإذا رجلان مقبلان على بعير، فقال امرأة: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: حيّ. قالت: فلا أبالي، يتخذ الله من عباده الشهداء. فنزل الوحي على ما قالت.
أما النساء المسلمات، أو ما يتصل بهن بصلة قرابة: من أب، أو أخ، أو زوج، أو ابن فُقد أو عذب، فإن صبرهن وصمودهن على ذلك في حد ذاته جهاد، كما أن تشريدهن عن بيوتهن في سبيل الدعوة الإسلامية جهاد، كما أن هناك من جاهدت بمالها وبالسلاح حيث اشتركن في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم يمرضن الجرحى والمرضى ويسقين العطشى ويقمن بإعداد الطعام ورَفْو القرب وإبصار الرحل، وأيضا يحملن السلاح للدفاع عن الدعوة الإسلامية والدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وهنا ينبغي لنا التنويه إلى أن الصحابيات في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، لم يجلسن في بيوتهن حينما يدعى للجهاد في سبيل الله تعالى، بل كن يقدمن أنفسهن للهادي البشير صلى الله عليه وسلم، ومنهن من كانت في سن أقرب إلى الطفولة منه إلى سن الشباب مثل \\\"أميمة بنت قيس بن أبي الصلت الغفارية\\\" وقيل اسمها \\\"أمية\\\" وهي من (نساء العرب الصحابيات) خرجت ضمن نسوة من بني غفار جئن يعرضن خروجهن مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر لمداواة الجرحى وإعانة المسلمين على الجهاد، وكانت أميمة صغيرة حتى أنها حاضت أول حيضة لها في هذه الغزوة وقد روت الحديث عن ذلك.
كذلك أم عمارة الأنصارية، نسيبة بنت كعب والتي شهدت عدة مشاهد مع النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد حضرت بيعة العقبة الثانية مع أم منيع الأنصارية، فكانتا امرأتان ضمن خمس وسبعين رجلا وامرأة بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في العقبة، كما حضرت أُحداً تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجرحت في أحد اثنى عشر جرحا ما بين طعنة رمح وضربة سيف، ومن حولها أولادها يدافعون عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى أنه دعا لها ولأهلها، كذلك اشتركت في غزوات أخرى تحمل السلاح وتضمد الجراح وتعني بالمرضى وتسقي العطشى.
ومن النساء المجاهدات أيضا في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم أم سليم بنت ملحان (أم أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم). كانت تخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته، كما أنها اشترطت على زوجها \\\"أبو طلحة الأنصاري\\\" حينما خطبها أن يكون مهرها إسلامه، فأسلم وتزوجها وحسن إسلامه.
ومنهن أم عطية الأنصارية... وغيرهن كثيرات، هذا بالإضافة إلى أن منهن من يقمن برفى القرب، ومتابعة الرحل.. إلخ.
وبالطبع كانت فاطمة ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبناته زينب ورقية، وأم كلثوم من المجاهدات، لما لاقين في سبيل الدعوة من التشريد والعذاب والأذى مع أمهن خديجة بنت خويلد رضي الله عنهن جميعا.
أما عن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها فقد أنفقت مالها في سبيل الله والدعوة إلى الإسلام وعضدت النبي محمد صلى الله عليه وسلم بجهدها ومالها ونفسها وظلت في شِعْب أبي طالب محاصرة مع النبي صلى الله عليه وسلم وبناتها والمسلمين معهم وبني هاشم ثلاث سنوات فيها ما عانوا من منع الطعام عنهم وعدم التعامل معهم في أي جانب من جوانب الحياة حتى أنهكها الحصار وقد تجاوزت الستين من عمرها فتوفيت متأثرة بذلك، وقد تركت فراغا كبيرا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بالإضافة إلى جهاد بناته صلى الله عليه وسلم في الهجرة للحبشة وللمدينة، واشتراك فاطمة رضي الله عنها في غزوات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثلها في ذلك مثل المجاهدات في غزواته صلى الله عليه وسلم، فكانت تضمد الجراح وتسقي العطشى وتداوي المرضى.
ومن المجاهدات أيضا الجريئات في خوض غمار المخاطر والصعاب في سبيل الله تعالى، أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وهي أول مهاجرة بعد صلح الحديبية والذي كان من شروطه، أن يرد إلى قريش ومن يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما، فهي لم تهاجر فقط إلى المدينة ولكنها تحدت المخاطر والصعاب، وكانت ما زالت في ولاية أهلها فتركت مكة وهاجرت على قدميها وحدها إلى المدينة[1] فهذا يعتبر جهادا كبيرا.
وقد نزلت فيها ومن تبعها من النساء سورة الممتحنة/ آية 10، وبذلك رفض النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيدها إليهم. فكيف بامرأة عزلاء تقطع الطريق وسط الصحارى والقفار والمخاطر تحيط بها من كل جانب، وهي تسير على قدميها ومعها رجل من خزاعة استجارت به ليوصلها إلى المدينة لتعلن إسلامها أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا شك في أنها مجاهدة بالدرجة الأولى، لذلك فقد وضعتها في فصل المجاهدات بالنفس، وأيضا في فصل المهاجرات، كما وضعتها في فصل من نزل فيهن تشريع إسلامي لجهادها العظيم، ونزول القرآن في شأنها وشأن من يماثلها من النساء.
ومن النساء اللائي جاهدن بأنفسهن في سبيل الدعوة الإسلامية، حيث لاقين التعذيب والاضطهاد، زنيرة الرومية، التي فقدت بصرها ثم ردّه الله إليها بفضله وقدرته ومنته، والنهدية وابنتها، وجارية بني المؤمل، وسمية بنت خياط \\\"أم عمار بن ياسر\\\"، وهي أول شهيدة في الإسلام،.. وغيرهن ممن عذبن، ثم اشتراهن أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأعتقهن لوجه الله تعالى، ومنهن من هاجرن بعد ذلك، ومنهن من توفين واستشهدت في سبيل الله تعالى نتيجة تعذيب المشركين لهن صابرات محتسبات فرحات بملاقاة ربهن وهن شهيدات.
وغير أولئك النسوة الكثير من المجاهدات، ومنهن من تعددت أدوار الجهاد لديهن مما لا يمكننا أن نتوقف عن سرد بطولاتهن، فحملن شرف اسم \\\"صحابيات الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم\\\" عن حق وجدارة.
هذا، وينبغي لنا أن ننوه إلى أن هناك نساء ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد أطعمهن من خيبر، وقد ذكرناهن حتى لا يفوتنا من المجاهدات شيء، فقد يكن من المجاهدات في خيبر، وقد يكن من قرابته صلى الله عليه وسلم وقد أطعمهن لهذا السبب، فقد ذكر الواقدي[2] أن النبي صلى الله عليه وسلم قد استشار جبريل الأمين عليه السلام في قسم خُمس خيبر فأشار عليه أن يقسمه في بني هاشم وبني المطلب وبني عبد يغوث.
أما المجاهدات التي اتضح خروجهن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في خيبر فهن عشرين امرأة خرجن معه من المدينة بقصد الجهاد وهن: أم سلمة - رضي الله عنها - زوجته، وصفية بنت عبد المطلب (عمته)، وأم أيمن (حاضنته) وسلمى امرأة أبي رافع مولاة النبي صلى الله عليه وسلم، وامرأة عاصم بن عدي التي ولدت ابنتها سهلة بنت عاصم يوم خيبر، وأم عمارة الأنصارية نسيبة بنت كعب، وأم منيع وهي: أم شباث، وكعيبة بنت سعد الأسلمية، وأم مطاع الأسلمية، وأم سليم بنت ملحان، وأم الضحاك بنت مسعود الحارثية، وهند بنت عمرو بن حرام (حزام)، وأم العلاء الأنصارية، وأم عامر الأشهلية، وأم عطية الأنصارية، وأم سليط الأنصارية كذلك ذكرت أمية بنت قيس بن أبي الصلت الغفارية خرجت في نسوة من بني غفار، ووافق النبي صلى الله عليه وسلم على انضمامهن للجهاد معه، وزوجة عبد الله بن أنيس التي أنجبت يوم خيبر ابنها، وأم سنان الأسلمية.
فمنهن من أسهم لهن صلى الله عليه وسلم، ومنهم من أهدى لهن من الغنيمة، أو من الخمس، من ذلك ما روته أم عمارة الأنصارية أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى للعشرين امرأة اللائي خرجن معه من المدينة إلى خيبر نقودا، أو خرزا أو ملابس وأقمشة، وأسهم للرجال.
وفي رواية أخرى أنه أسهم للنساء وللصبيان حتى قيل أنه صلى الله عليه وسلم أسهم لطفلة مولودة في خيبر هي: سهلة بنت عاصم، وكذلك لطفل هو: ابن عبد الله بن أنيس، بينما في قول آخر أنه رضخ[3] للنساء وللصبيان ولم يجعلهم كأهل الجهاد[4].
هذا، وقد كان الخمس الخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم في الكتيبة، فكان صلى الله عليه وسلم يُطعم من أطعم من الكتيبة وينفق على أهله منها[5] سواء فيهم من خرج في خيبر معه، أو من لم يخرج معه من أهله [لذلك فإننا سنسرد أسماء النساء اللائي أطعمهن صلى الله عليه وسلم من خيبر سواء مجاهدات أم كن غير مجاهدات ومن نتيقن من جهادهن سنذكر ذلك، أما من لم نتيقن من جهادهن فإننا سوف نشير فقط إلى إطعامهن من خيبر[6].
قال الواقدي: والثبت عندنا أنها - أي الكتيبة - خُمس النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يُطعم من الشِّق والنّطاة أحداً وجعلها تخرص ثمانية آلاف وسق تمر، فكان لليهود نصفها أربعة آلاف، ركان يُزرع في الكتيبة شعير، فكان يُحصد منها ثلاثة آلاف صاع، فكان للنبي صلى الله عليه وسلم نصفه، ألف وخمسمائة صاع شعير، فكان فيها النوى فربما اجتمع ألف صاع فيكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم نصفه، فكل هذا قد أعطى منه رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين من الشعير والتمر والنوى[7].
فكان للكتيبة سُهمان: خُمسُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده، وسُلالم، والجاسمين، وسهما النساء، وسهما مِقْسَم - وكان يهوديا - وسهما عوان، وسهم غِريث، وسهم نُعيم، وهو اثنا عشر سهما.
لذلك أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخمس الخاص به ذوي قرابته، فأطعم كل امرأة من نسائه (أمهات المؤمنين) ثمانين وسقا تمرا[8]، وعشرين وسقا شعيرا. وللعباس بن عبد المطلب مائتي وسق، ولفاطمة ابنته، وعلي بن ابي طالب عليهما السلام من الشعير والتمر ثلاثمائة وسق[9]، والشعير من ذلك خمسة وثمانين وسقا، لفاطمة من ذلك مائتا وسق، و.....، ولأم رمثة بنت عمر بن هاشم بن عبد المطلب خمسة أوساق شعير، وللمقداد بن عمرو خمسة عشر وسقا شعيرا، وقد ذكر أن طُعمة المقداد بن عمرو من خيبر بيعت لمعاوية بن أبي سفيان بمائة ألف درهم.
هذا، وفي خطاب للهادي البشير صلى الله عليه وسلم ذكر الواقدي عطاءه لصحابته وبني قرابته فقال: قال صلى الله عليه وسلم: \\\"بسم الله الرحمن الرحيم: هذا ما أعطى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر بن أبي قحافة مائة وسق. ولعقيل بن أبي طالب مائة وأربعين، ولبني جعفر بن أبي طالب خمسين وسقا، ولربيعة بن الحارث مائة وسق، ولأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب مائة وسق، وللصلت بن مخرمة ثلاثين وسقا، ولأبي نبقة خمسين وسقا، ولركانة بن عبد يزيد خمسين وسقا، وللقاسم بن مخرمة بن المطلب خمسين وسقا، ولمسطح بن أثاثة بن عباد وأخته هند ثلاثين وسقا، ولصفية بنت عبد المطلب أربعين وسقا، ولبجينة بنت الحارث بن المطلب ثلاثين وسقا، ولضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب أربعين وسقا، وللحصين، وخديجة، وهند بن عبيدة بن الحارث مائة وسق، ولأم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب ثلاثين وسقا، ولأم هانئ بنت أبي طالب أربعين وسقا، ولجمانة بنت أبي طالب ثلاثين وسقا، ولأم طالب بنت أبي طالب ثلاثين وسقا، ولقيس بن مخرمة بن المطلب خمسين وسقا، ولأبي أرقم خمسين وسقا.. ولأم حبيبة بنت جحش ثلاثين وسقا... إلخ\\\".
هذا، وقد ذكر الواقدي أيضا أن هذه الطُّعمة كانت في حياة أصحابها، فإذا مات أحدهم لا تُورث لورثته[10].
من ذلك يتضح أنه قد تكون من الصحابيات اللائي أطعمهن النبي صلى الله عليه وسلم من ذوي قرابته من حضرت خيبر مجاهدة، ومنهن من أطعمهن من الخمس لأنهن من ذوي قرابته ومن لم تحضر خيبر حسب إرشاد الروح الأمين جبريل عليه السلام للهادي البشير صلى الله عليه وسلم كما أمره رب العالمين في قسمة خيبر بين أهل بيته صلى الله عليه وسلم.
هذا، وسوف نذكر من حضرن منهن (أي من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من النساء) خيبر على سبيل التنويه إذا تأكدنا حضورها ومن لم نتأكد من حضورها فسوف نذكر أن الهادي البشير قد أطعمها من خيبر أما من تأكدنا من أنها من مسلمي الفتح مثل أم هانئ بنت أبي طالب فلن نذكرها ضمنهن[11].
انظر أيضا تراجم عمات رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنات عمومته ضمن اللائي أطعمهن النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر في طبقات ابن سعد وتراجمهن في الكتاب الثاني ضمن الموسوعة (القرشيات ومواليهن)[12].
هذا، وبصفة عامة فإن صمود صحابيات النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل مجال للجهاد أكبر من أن نحاول إبرازه من خلال هذه السطور، ولكن يكفينا أن ننوه إلى صبرهنّ وصمودهنّ وحبهنّ للتضحية في سبيل إعلاء كلمة الحق كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ولو كلفهن حياتهن وحياة أزواجهن وأبنائهن، حتى كانت المرأة لا يهمها من الأمر شيء سوى انتصار الدعوة الإسلامية، والمحافظة على حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم والبشرية جمعاء (محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وما عدا ذلك فلا يهم، فإن محمدا كما قال له الصديق في هجرته حينما كان يتحسس غار حراء خوفا عليه صلى الله عليه وسلم: أنا فرد، وأنت أمّة يا رسول الله.
لقد فيكفينا أن نعقب بما ذكره السيوطي في أسباب التنزيل عن الآية (140)[13] من سورة آل عمران قال تعالى: ﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ﴾ [آل عمران: 1400] قال: أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال: لما أبطأ على النساء الخبر - أي خبر ما حدث في (أحُد) - خرجن ليستخبرن، فإذا رجلان مقبلان على بعير، فقال امرأة: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: حيّ. قالت: فلا أبالي، يتخذ الله من عباده الشهداء. فنزل الوحي على ما قالت.
[1]
تفصيل ذلك سيكون بمشيئة الله تعالى في الفصل الخاص بالمهاجرات في سبيل
الله، وتعتبر المهاجرات أيضا من المجاهدات ولكن فصلتهن لأهمية الهجرة وتعدد
الأدوار.
[2] المغازي ج 2 ص 696، كتاب المغازي للواقدي، 3ج، تحقيق د. مارسون جونس ط 3، بيروت، عالم الكتب، 19844.
[3]
الرَّضح: الشيء اليسير. انظر: المعجم الوسيط ج 1 ص 349 - 350 مادة (رضح)،
ومادة (رضخ) مجمع اللغة العربية، إستانبول، المكتب الإسلامي للطباعة
والنشر، إخراج إبراهيم مصطفى وآخرون.
[4] الواقدي: المغاري ج 2 ص 685 - 690. رضخ، ورضح: أعطى قليلا من كثير، والرُّضاخة: العطية القليلة.
[5] الواقدي: المغازي ج 2 ص 693.
[6] المؤلفة.
[7] المصدر السابق ص 693.
[8] الوسق: ستون صاعا، انظر: المعجم الوسيط مجمع اللغة العربية.
[9] المغازي ج 2 ص 693، 694.
[10] المصدر السابق للواقدي ج 2 ص 699.
[11] المؤلفة.
[12]
انظر: طبقات ابن سعد ج 8 ص 27 - 33 وما بعدها. ترجمة صفية بنت عبد المطلب،
أميمة بنت عبد المطلب، ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، أم الحكم بنت
الزبير بن عبد المطلب، صفية بنت الزبير، أم الزبير بنت الزبير، أم هانئ
(فاختة) بنت أبي طالب، أم طالب بنت أبي طالب، جمانة بنت أبي طالب، طبعة
القاهرة، دار التحرير، 1968 - 1970م.
[13]
انظر تفسير وبيان مفردات القرآن للإمام السيوطي عند أسباب النزول للآية
(1400) من سورة آل عمران، بيروت، دار الإيمان، دمشق، دار الرشيد.
المصدر قناة البرهان
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).