0

تبني الشيعة لمذهب المعتزلة

في القرن الرابع حصل تحول خطير في اتجاه الاعتزال، وهو انضمام المعتزلة إلى الشيعة، مع أن قدماء المعتزلة كانوا يخالفون الشيعة، فقد كانوا يرون ما هو أقرب إلى مذهب الخوارج في الذين اقتتلوا من الصحابة في يوم الجمل ويوم صفين؛ وهو: أن كلتا الطائفتين فاسقة، أو كافرة، ولكن فيما بعد تسرب التشيع إلى المعتزلة، وتسرب الاعتزال إلى الشيعة، ثم حصل بين الفرقتين الوئام التام في القرن الرابع تقريباً.

وسبب ذلك: أن الشيعة كانت مجرد جماهير بلا فكرة وبلا عقيدة، فليس لديها ما تقدمه للناس ليعتقدوه إلا القول بأفضلية علي، أو بوجوب إمامة علي، أو بالحلول، أو بالاتحاد، وهذه كلها لا يقبلها عامة الناس،

ولهذا فإن الشيعة في القديم والحديث ينشرون دينهم بالعاطفة لا بالعقل؛ لأنه ليس لديهم فكرة معقولة مقنعة حتى يقولوها، رغم ما حصل منهم من تبنٍ لعقيدة المعتزلة، وإلى يومنا هذا هم أضعف الناس عقلاً وفكراً، ولهذا لا يستطيعون أن يواجهوا المخالف، ولا يستطيعون أن يقولوا: إن عقيدتنا في الصحابة كذا وكذا، ومن له اعتراض فليناقشنا.

ولو ذكر لعالم من علمائهم بعض ما في كتابهم الذي يعتبرونه أصح كتاب عندهم، وهو الكافي، لقال: هذا الكتاب غير معترف به عندنا؛ لأنه سيلزم بما في الكافي من معتقدات؛ مثل: أن الأئمة يعلمون الغيب، وأن الأئمة يعلمون ما كان وما سيكون، ولا يموتون إلا بإذنهم، وأنهم أفضل من الأنبياء؛ فإن هذا لا يعقل، ولا يوجد مسلم يقول مثل هذا الكلام، فلو قيل له ذلك لأنكر أن الكافي معتمد عندهم، ولقال: نحن نريد أن نتعاون نحن وإياكم على أمريكا وإسرائيل، وهذه الخلافات لا يجب الخوض فيها في هذا الوقت..!!

فلا يستطيع أن يواجه؛ لأنه يجد نفسه أمام حجة وإقناع.

لكنهم ينشرون مذهبهم بأن يأتوا إلى العامة، ويقيموا مناحة، ثم يغنوا القصائد الطويلة، ويبكوا، فإذا بكى الشيخ، بكى الطلاب، وبكى العامة بكاءً شديداً، ومرة ثانية وثالثة، فيستمر البكاء على علي وعلى الحسين، وعلى ما جرى لهما، وعلى فاطمة، وكيف تضرب وتهان مع أنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! وهكذا يبكي الناس، فينتج عن ذلك أن يجتمع الناس في هذه المناحات، ويحبون هذا الشيخ، ويكرهون أهل السنة؛ لأنهم ضربوا فاطمة، وقتلوا الحسين، وقتلوا علياً.

فلا يستطيع الشيعة إثبات عقيدتهم، ولا يستطيعون المواجهة، ولذلك فليس لديهم إلا التقية.

فلما أظهر الله السنة على يد الإمام أحمد، وجاء المتوكل وعاد إلى السنة، وأمر أن يحبس المعتزلة في جميع الأمصار وأن يعذبوا، وهذا بعكس ما كان عليه المعتصم، وارتفعت راية السنة في كل مكان؛ فوجد أولئك الأعداء أنه لابد أن يوحدوا صفوفهم، فالتقى الرافضة مع المعتزلة، فأخذ الرافضة عقيدة المعتزلة؛ لأنه ليس لديهم عقيدة في الأصل، وقالوا: إن عقيدة المعتزلة أصلها مأخوذ عن أهل البيت؛ لأن زيد بن علي بن الحسين تتلمذ على واصل بن عطاء، فنحن عندما نعتقدها لا نعتقدها على أنها عقيدة واصل، ولكن لأنها عقيدة زيد بن علي، إذاً: نحن نأخذها من أهل البيت، وهم معصومون، وزيد من الأئمة المعصومين، فأخذوا عقيدة المعتزلة، وأسندوا كل شيء يرون أن عوامهم لا يقبلونه من العقائد إلى آل البيت، فيقبلونه، فأصبحت عقيدتهم في صفات الله وفي القدر هي عقيدة المعتزلة، وبقوا على عقيدتهم هم في الصحابة وفي غيرها من الأمور، وهي عقيدة الرافضة، فكان في هذا التحول نشراً لعقائد المعتزلة، فحيثما وجدت الشيعة وجدت المعتزلة، إلى زماننا هذا؛ سواء في ذلك الشيعة الإمامية أوالشيعة الزيدية، فكلتاهما تعتقد عقائد المعتزلة، إلا أنهم يختلفون مع المعتزلة في مسألة واحدة فقط، وهي: مسألة الإمامة، فأولئك يحصرونها في أهل البيت، وأما المعتزلة -أو أكثرهم- فإنهم لا يرون ذلك الحصر.

أما بقية المسائل فهم على مذهب المعتزلة، فيتفقون معهم في القدر وإنكار الصفات، ولهذا ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ذلك الكتاب العظيم الذي رد به على الرافضة وهو: منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية؛ حيث كان هذا الذي يسمي نفسه ابن المطهر الحلي يقول: إن أهل السنة وقعوا في التجسيم والتشبيه، وأما الشيعة فيعتقدون في الله التنزيه، وينفون عنه المشابهة، ويذكر مذهب المعتزلة في نفي الصفات وكذلك في القدر وفي غيره، فرد عليه شيخ الإسلام رحمه الله.

المصدر: موقع د.سفر الحوالي.

تبني الشيعة لمذهب المعتزلة

في القرن الرابع حصل تحول خطير في اتجاه الاعتزال، وهو انضمام المعتزلة إلى الشيعة، مع أن قدماء المعتزلة كانوا يخالفون الشيعة، فقد كانوا يرون ما هو أقرب إلى مذهب الخوارج في الذين اقتتلوا من الصحابة في يوم الجمل ويوم صفين؛ وهو: أن كلتا الطائفتين فاسقة، أو كافرة، ولكن فيما بعد تسرب التشيع إلى المعتزلة، وتسرب الاعتزال إلى الشيعة، ثم حصل بين الفرقتين الوئام التام في القرن الرابع تقريباً.

وسبب ذلك: أن الشيعة كانت مجرد جماهير بلا فكرة وبلا عقيدة، فليس لديها ما تقدمه للناس ليعتقدوه إلا القول بأفضلية علي، أو بوجوب إمامة علي، أو بالحلول، أو بالاتحاد، وهذه كلها لا يقبلها عامة الناس،

ولهذا فإن الشيعة في القديم والحديث ينشرون دينهم بالعاطفة لا بالعقل؛ لأنه ليس لديهم فكرة معقولة مقنعة حتى يقولوها، رغم ما حصل منهم من تبنٍ لعقيدة المعتزلة، وإلى يومنا هذا هم أضعف الناس عقلاً وفكراً، ولهذا لا يستطيعون أن يواجهوا المخالف، ولا يستطيعون أن يقولوا: إن عقيدتنا في الصحابة كذا وكذا، ومن له اعتراض فليناقشنا.

ولو ذكر لعالم من علمائهم بعض ما في كتابهم الذي يعتبرونه أصح كتاب عندهم، وهو الكافي، لقال: هذا الكتاب غير معترف به عندنا؛ لأنه سيلزم بما في الكافي من معتقدات؛ مثل: أن الأئمة يعلمون الغيب، وأن الأئمة يعلمون ما كان وما سيكون، ولا يموتون إلا بإذنهم، وأنهم أفضل من الأنبياء؛ فإن هذا لا يعقل، ولا يوجد مسلم يقول مثل هذا الكلام، فلو قيل له ذلك لأنكر أن الكافي معتمد عندهم، ولقال: نحن نريد أن نتعاون نحن وإياكم على أمريكا وإسرائيل، وهذه الخلافات لا يجب الخوض فيها في هذا الوقت..!!

فلا يستطيع أن يواجه؛ لأنه يجد نفسه أمام حجة وإقناع.

لكنهم ينشرون مذهبهم بأن يأتوا إلى العامة، ويقيموا مناحة، ثم يغنوا القصائد الطويلة، ويبكوا، فإذا بكى الشيخ، بكى الطلاب، وبكى العامة بكاءً شديداً، ومرة ثانية وثالثة، فيستمر البكاء على علي وعلى الحسين، وعلى ما جرى لهما، وعلى فاطمة، وكيف تضرب وتهان مع أنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! وهكذا يبكي الناس، فينتج عن ذلك أن يجتمع الناس في هذه المناحات، ويحبون هذا الشيخ، ويكرهون أهل السنة؛ لأنهم ضربوا فاطمة، وقتلوا الحسين، وقتلوا علياً.

فلا يستطيع الشيعة إثبات عقيدتهم، ولا يستطيعون المواجهة، ولذلك فليس لديهم إلا التقية.

فلما أظهر الله السنة على يد الإمام أحمد، وجاء المتوكل وعاد إلى السنة، وأمر أن يحبس المعتزلة في جميع الأمصار وأن يعذبوا، وهذا بعكس ما كان عليه المعتصم، وارتفعت راية السنة في كل مكان؛ فوجد أولئك الأعداء أنه لابد أن يوحدوا صفوفهم، فالتقى الرافضة مع المعتزلة، فأخذ الرافضة عقيدة المعتزلة؛ لأنه ليس لديهم عقيدة في الأصل، وقالوا: إن عقيدة المعتزلة أصلها مأخوذ عن أهل البيت؛ لأن زيد بن علي بن الحسين تتلمذ على واصل بن عطاء، فنحن عندما نعتقدها لا نعتقدها على أنها عقيدة واصل، ولكن لأنها عقيدة زيد بن علي، إذاً: نحن نأخذها من أهل البيت، وهم معصومون، وزيد من الأئمة المعصومين، فأخذوا عقيدة المعتزلة، وأسندوا كل شيء يرون أن عوامهم لا يقبلونه من العقائد إلى آل البيت، فيقبلونه، فأصبحت عقيدتهم في صفات الله وفي القدر هي عقيدة المعتزلة، وبقوا على عقيدتهم هم في الصحابة وفي غيرها من الأمور، وهي عقيدة الرافضة، فكان في هذا التحول نشراً لعقائد المعتزلة، فحيثما وجدت الشيعة وجدت المعتزلة، إلى زماننا هذا؛ سواء في ذلك الشيعة الإمامية أوالشيعة الزيدية، فكلتاهما تعتقد عقائد المعتزلة، إلا أنهم يختلفون مع المعتزلة في مسألة واحدة فقط، وهي: مسألة الإمامة، فأولئك يحصرونها في أهل البيت، وأما المعتزلة -أو أكثرهم- فإنهم لا يرون ذلك الحصر.

أما بقية المسائل فهم على مذهب المعتزلة، فيتفقون معهم في القدر وإنكار الصفات، ولهذا ألف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ذلك الكتاب العظيم الذي رد به على الرافضة وهو: منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية؛ حيث كان هذا الذي يسمي نفسه ابن المطهر الحلي يقول: إن أهل السنة وقعوا في التجسيم والتشبيه، وأما الشيعة فيعتقدون في الله التنزيه، وينفون عنه المشابهة، ويذكر مذهب المعتزلة في نفي الصفات وكذلك في القدر وفي غيره، فرد عليه شيخ الإسلام رحمه الله.

المصدر: موقع د.سفر الحوالي.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top