0

ما هو أصل الخلاف بين الشيعة وأهل السنة؟

إن حقيقة الخلاف بين السنة و الشيعة ليس حول الولاء لعلي رضي الله عنه أو آل البيت، إذ لا يختلف في ذلك أحد من المسلمين إنما الخلاف يكمن في ادعاء الشيعة بأن القرآن محرّف و مغيّر، و أن العصمة ثابتة لأئمتهم و التي بها أعطوهم الحق في تخصيص عموم القرآن و نسخ أحكامه و رد الأحاديث النبوية و الطعن في الصحابة.

و الأدهى من ذلك قولهم بأن الوحي نزل بخلافة أئمتهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم و أن الصحابة خانوا ذلك و كتموه.

يزعم الشيعة كما يروي إمامهم كاشف الغطاء في كتابه (أصل الشيعة و أصولها)، و يفصّل ذلك محمد الموحد القزويني في كتابه (عيد الغدير) بأن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من حجة الوداع و في منطقة (خم) نزل جبريل فأخبره أن الله يأمره بأن يقيم علي بن أبي طالب إماماً على الناس و خليفة من بعده و وصياً له، ثم إن الإمامة في ولده من صلبه إلى يوم القيامة.

و يشير القزويني إلى أن هذه الواقعة لا مجال للتشكيك في سندها أو إنكار صحتها و أن الصحابة شهدوها و قد كان عددهم مائة و عشرين ألفاً، منهم العشرة المبشرون بالجنة و غيرهم.

و عند الرجوع إلى المصادر التي اعتمد عليها القزويني و الروايات الموجودة في أمهات كتب الحديث و التاريخ نلحظ أنه ليس ثمة رواية فيها وصاية علي و حصر الخلافة و الإمامة في أولاده الاثني عشر من صلب فاطمة. بل غاية ما هو موجود فيها أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يُعلم الأمة بقرب أجله و أنه تارك فيهم الثقلين: كتاب الله و أهل بيته و يذكرنا بحقهم و ذلك لقرابتهم من نبينا صلى الله عليه وسلم.. حتى جاء سؤال حصين لزيد بن أرقم –راوي الحديث- أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته، و كذلك من حرمت عليهم الصدقة و هم آل علي و آل جعفر و آل عباس. و هي في مسلم و الموطأ و الترمذي، و في رواية المسند و مستدرك الحاكم قال صلى الله عليه وسلم:«من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه و عاد من عاداه». و هي كغيرها لا تتعلق بالخلافة أو الإمامة أو الوصاية. و قد أكد الإمام موسى الموسوي كما في كتابه (الشيعة) أن نص الحديث هو الوارد في كتب السنة، و أن روايات الشيعة لم تظهر إلا بعد غيبة الإمام الثاني عشر، و بهذا فالقزويني و من روى عنهم يدلسون على الأمة.

بل جاء في البخاري أن علي بن أبي طالب سُئل: هل عندكم شيء من الوحي، مما ليس في القرآن؟ فقال: لا، و الذي فلق الحبة و برأ النسمة، إلا فهماً يعطيه الله رجلاً في القرآن، و ما في هذه الصحيفة. قلت – أي وهب الراوي للأثر- و ما في هذه الصحيفة؟ قال: العقل و فكاك الأسير، و ألا يقتل مسلم بكافر. و العقل يعني الديات.

و أما رواية الحديث في كتب الشيعة فهي غير متصلة بل مقطوعة و هناك قرون بين رواتهم و بين الرسول صلى الله عليه وسلم. و فضلاً عن أن في مراجع الشيعة أنفسهم ما ينفي صحة ما ادّعوه.

فقد روى أبو إسحاق الأصبهاني الشيعي في كتابه (الغارات)، و كذا الميرزا تقي في "ناسخ التواريخ" و روى علي البحراني في كتابه (منار الهدى) عن علي أنه قال: مشيت إلى أبي بكر فبايعته و تولى أبو بكر فيسر و سدد و قارب و اقتصد، فصحبته مناصحاً و أطعته فيما أطاع الله. و بايعت عمر كما بايعتموه، فوفيت له بيعته حتى لما قتل جعلني سادس ستة فدخلت حيث أدخلني.. و كذا بايعت لعثمان.. كما ذكر الطوسي في كتابه الأمن.

و من هنا فإن من اعتمد على رواية الشيعة لحديث (خم) فإنه يطعن في الخلفاء الراشدين و يرميهم بالخيانة بل بالكفر كما تفعل الشيعة... و الحقيقة أنهم(الشيعة) ما انتبهوا أن ذلك طعن في آل البيت إذ كيف يتنازل علي رضي الله عنه لو كان صاحب الحق و الأمر السماوي، و يقبل بالتحكيم بينه و بين معاوية و قد كان معه غالبية المسلمين...و كيف الحال بإمامهم الثاني (الحسن بن علي رضي الله عنهما) لما تنازل بالخلافة لمعاوية و هو يعلم أن نصاً جاء من الوحي بخلافته و أولاده من بعده.. فأين كان النص؟!!!

ثم كيف لم يكن في كل الصحابة أو آل البيت من يقف و يقول بهذا النص...ثم كيف اختلفت الشيعة بعد مقتل الحسين إلى طوائف كل يدعي خلافة إمامه من بعده؟! فالبينة على المدعي.

المصدر: شبكة سني نيوز

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top