0

كيف ترث عائشة وفاطمة لا ترث

السؤال:

ورد في البخاري حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَلَ خَيْبَرَ بِشَطْرِ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا مِنْ ثَمَرٍ أَوْ زَرْعٍ فَكَانَ يُعْطِي أَزْوَاجَهُ مِائَةَ وَسْقٍ ثَمَانُونَ وَسْقَ تَمْرٍ وَعِشْرُونَ وَسْقَ شَعِيرٍ فَقَسَمَ عُمَرُ خَيْبَرَ فَخَيَّرَ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقْطِعَ لَهُنَّ مِنْ الْمَاءِ وَالْأَرْضِ أَوْ يُمْضِيَ لَهُنَّ فَمِنْهُنَّ مَنْ اخْتَارَ الْأَرْضَ وَمِنْهُنَّ مَنْ اخْتَارَ الْوَسْقَ وَكَانَتْ عَائِشَةُ اخْتَارَتْ الْأَرْضَ

كيف ترث عائشة وفاطمة لاترث؟!

الجواب:

بـسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه

في البداية ارحب بك أخي الكريم ونحن هنا نجتهد في تفنيد الشبهات ومساعدة الأخوة الذين يحتاجون لإجابة قدر المستطاع سواء بالإجابة عليها مباشرة بما علمناه أو البحث عن الاجابة من عند أهل العلم.

ثم بعد ذلك أخي الكريم اما فيما يخص سؤالك وهو لماذا ورثت عائشة وفاطمة رضي الله عنهما لم ترث ومع انه جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأنبياء لا يورثون وان ورثته لا يقتسمون درهماً ولا دينارا

أقول:

اولا:

ليس في هذا لحديث ما يثبت أو يشير الى حدوث التوريث الذي حقيقته انتقال الملكية للمال أو العقار من شخص ميت إلى آخر حي.

ثانيا:

لعل الذي أشكل عليك أخي الكريم هو قوله واختارت عائشة الأرض لكن هذا لا يدل على حدوث التوريث أو انتقال الأرض الى ملكية عائشة.

فالذي حصل أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعطي أزواجه مقدارا معيننا من خراج خيبر وهوما ذكر في الحديث ثمانون وسقاً تمراً وعشرون شعيراً وهذا من النفقة ثم جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه فخيرهن بين الإقطاع كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم أو أن يعطيهن الارض يستصلحنهن بأنفسهن فاختارت عائشة أن تأخذ الأرض وتستصلحها لتنفق على نفسها مدة حياتها والدليل على ذلك أنه أي عمر خير أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم ولوكان هناك توريث لما خيرهن ثم أن هذا حصل بعد وفاة أبي بكر وفي عهد عمر وهذا دليل على ما قلنا لأنه لو كانت هناك ما يجيز توريث النساء لحصل ذلك في مدة أبي بكر رضي الله عنه ولما تأخر الصحابة وعلى راسهم أمير المؤمنين في إعطاءهن حقهن.

ثالثا:

روى الشيخان في صحيحيهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يقتسم ورثتي ديناراً ما تركت بعد نفقة نسائي ومئونة عاملي فهو صدقة» وهذا دليل على انه يجب إخراج جزء مما تركه الرسول صلى الله عليه وسلم من تركته ويعطى لأزواجه خاصة دون غيرهن وذلك وتنفيذا لوصيته فلهن خصوصية عن بقية الورثة، حتى لو حدث تقديراً أن عائشة رضي الله عنها تملكت شيئا مما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم مادام ذلك تحت باب النفقة عليها.

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر: موقع فيصل نور.

إرسال تعليق

جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

 
Top