سلطت وكالة أنباء بلومبيرغ الضوء على ادعاءات الحوثيين أنهم استهدفوا مفاعلاً نووياً إماراتياً بصاروخ باليستي وما أعقبه من نفي إماراتي فوري لتلك الأنباء، متساءلةً عما إذا كانت هذه الجماعة المدعومة من إيران يمكن لها أن تقصف الإمارات والسعودية، خاصة في ظل الضغط الكبير الذي باتت تواجهه بفعل تخلي شريكها في التمرد، الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، والشروع في عملية تطهير لمناطق بوسط اليمن كانت تحت سيطرة الحوثيين.
وكانت مليشيا الحوثي قد أعلنت أنها أطلقت صاروخاً باليستياً على مفاعل نووي في الإمارات، دون أن يصدر عن الجماعة أي دليل يدعم تلك المزاعم، ما عدا البيان الذي بثته على القناة التابعة لها (المسيرة)، غير أن أبوظبي نفت بشدةٍ تلك الأنباء.
ويرى غانم نسيبة مؤسس شركة غلوبال أسوسياتس (مقرها لندن)، أن "الدعوة الحوثية لتوجيه ضربات إلى السعودية والإمارات تعكس الوضع اليائس الذي تعيشه هذه الجماعة من الناحية السياسية والعسكرية، خاصة بعد أن فقدوا حليفهم الأبرز علي عبد الله صالح. إنهم يحاولون أن يُظهروا أنهم لم يتأثروا سلباً وأنهم ما زالوا قوة عسكرية كما كانوا".
في الشهر الماضي، أطلقت مليشيا الحوثي صاروخاً باليستياً على الرياض وسقط بالقرب من مطار الملك خالد في الرياض بعد اعتراضه من قِبل الدفاعات الجوية السعودية، إلا أن الهجوم عزز المخاوف من قدرة الحوثيين المدعومين من إيران على توجيه ضربات صاروخية لكل من السعودية والإمارات.
تصاعُد القتال بين الحوثيين وحليفهم السابق علي عبد الله صالح، في العاصمة صنعاء، خلال الأيام القليلة الماضية، فيما يعد نهاية للتحالف بين الطرفين، يطرح تساؤلات عدة من بينها، هل ستؤدي نهاية التحالف بين شريكي التمرد إلى تخفيف الحرب الجارية في اليمن منذ 3 أعوام؟
وكانت السعودية قد بدأت حرباً واسعة منذ أكثر من عامين ضد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع؛ لإعادة الحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي، ورغم ذلك فإن النتائج التي تحققت ما زالت ضعيفة.
الخشية كل الخشية الآن، تقول بلومبيرغ، أن يؤدي تصاعد القتال بين جماعة صالح من جهة والحوثيين من جهة أخرىن بالإضافة إلى الحرب التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية، إلى تفكك اليمن كدولة.
يقول سلطان بركات، مدير مركز النزاعات والدراسات الإنسانية بمعهد الدوحة، إن الحوثيين أخطأوا عندما اعتبروا أن علاقتهم بصالح وثيقة، "لقد كان واضحاً من البداية أن التحالف بين الطرفين غير مناسب".
وعلى الرغم من الحملة الجوية المدمرة التي قادتها السعودية، والتي أدت إلى مقتل المئات من المدنيين، فإن الحوثيين ما زالوا يسيطرون على العاصمة صنعاء ونحو 55% من مساحة اليمن.
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).