اعتبرت الصحف الغربية، الصادرة الثلاثاء، أن مقتل الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، سيفتح الباب واسعاً أمام صراعٍ لا نهاية له في اليمن، الذي يعيش في أتّون حربٍ منذ عدة سنوات.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن مقتل الرجل القوي، علي عبد الله صالح، كانت نهاية قاتمة لشخصية سياسية جمعت بين القوة الغاشمة والكاريزما، حيث حكم بلداً فقيراً لأكثر من ثلاثة عقود.
وأضافت أن مقتل صالح سيشكّل نقطة تحوّل في الحرب الجارية في اليمن، خاصة أنها قد تؤدّي إلى إنهاء التحالف بين حزبه، المؤتمر الشعبي العام، والحوثيين، بعد أن سيطروا على الدولة قبل أكثر من ثلاثة أعوام.
ويرى محللون أن انتهاء التحالف بين حزب صالح والحوثيين سيصعّب على الأطراف الداخلة في المفاوضات لإنهاء الصراع، المهمّة، خاصة مع تجدّد القتال في العاصمة صنعاء، ما يؤشّر إلى تفاقم متوقّع للأزمة الإنسانية التي تعصف باليمن، التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم.
وقبل أيام من مقتله، دعا صالح أنصاره إلى شنّ حرب على مليشيا الحوثي، حلفائه السابقين، قبل أن يقوم عناصر من تلك المليشيات بقطع الطريق أمام صالح، الاثنين، وقتله قبل أن يفرّ من العاصمة.
وطوال حياته السياسية، التي استمرّت لأكثر من 33 عاماً، نجح صالح في اللعب على الحبال في بلد تتنافس فيه القبيلة مع الدولة، كما أنه ضمن دعم حلفاء كبار، من بينهم الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن تأتي ثورات الربيع العربي التي أطاحت به عام 2011.
من جهتها اعتبرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، أن نهاية صالح أثارت شكوكاً حول الاستراتيجية العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية وتدعمه الولايات المتحدة الأمريكية، الذي بدأ منذ ربيع 2015 حرباً على اليمن لمطاردة أنصار صالح وجماعة الحوثي المدعومة إيرانياً.
وأوضحت الصحيفة أن انهيار التحالف بين صالح والحوثيين، الذي حصل قبل أيام من مقتل الأول، كان يمكن أن يؤشّر إلى نهاية مرحلة من مراحل الحرب اليمنية، إلا أن مقتل صالح فتح الباب واسعاً أمام سيناريوهات جديدة.
في الأيام القليلة الماضية، عزّز الحوثيون من قبضتهم على العاصمة صنعاء، وبعد ذلك بدأ زحفهم على مناطق جديدة وسط العاصمة.
وعلى الرغم من أن بعض اليمنيين يرون أن صالح هو سبب ما جلبه لليمن من حروب ودمار وقتل وفقر، فإنهم ما زالوا يرون فيه زعيماً سياسياً نجح في إشاعة الأمن والاستقرار في بلد فقير.
إلى ذلك رأت صحيفة الغارديان البريطانية أن مقتل علي عبد الله صالح بهذه الطريقة على يد الحوثيين الموالين لإيران، قد يدفع السعودية إلى ردّ فعل حازم ضد التغلغل والنفوذ الإيراني في اليمن.
وقالت الصحيفة إن السعودية كانت تراهن على انفضاض التحالف بين صالح والحوثي، إلا أن مقتل صالح قد يؤدي إلى تمكّن أوسع للحوثيين والسيطرة على كامل العاصمة صنعاء.
وأدّت الاشتباكات المتواصلة بين جماعة الحوثي وأنصار صالح إلى مقتل ما لا يقلّ عن 125 مدنياً، بحسب الصليب الأحمر الدولي.
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).
إرسال تعليق
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).